الاختراع الجديد صمم في الأصل لملايين المستهلكين حول العالم الذين يزعجهم “تجول ملامحهم حول العالم عندما يظهرون خلف مغامر يلتقط صورة سيلفي.. حيث تشير بعض الدراسات أنه في كل صورة “سيلفي” يلتقطها أحدهم هنالك عدد 3 إلى 5 أفراد تظهر ملامحهم في الصورة دون أن يلاحظوا ذلك، خصوصا في التجمعات الكبيرة، وملاعب كرة القدم والحفلات الرسمية والاماكن السياحية”.
لهذا جاءت النظارات اليابانية “PrivacyVisor” وعرف الاختراع الجديد شعبيا باسم “آنتي سيلفي” (ضد السيلفي) وقد اكتسب شهرة قبل طرحه في الأسواق، حيث أن جنون السيلفي العالمي يمنح كل هذه الاختراعات الجديدة دعاية مجانية.
النظارات اليابانية “PrivacyVisor” طورها المعهد الوطني الياباني للمعلوماتية، بحيث يتم تمويه ملامح الوجه عبر تقنية مبتكرة مزروعة في النظارات، ولا يمكن ظهور ملامح الشخص الذي يرتدي هذه النظارات في حالة وجوده في خلفية من يلتقط صورة سيلفي.
وتعتمد هذه التقنية على تثبيت 11 لونا من نوع (LED) مزودة بموجات تطلق في المنطقة المحيطة بالعين، يمكن للمستخدمين إضاءتها حال عدم رغبتهم في التعرف على معالم وجههم.
وتعد هذه الموجات شبيهة بضوء الشمس ولا تؤثر على العين ولكن نظرا لأن هذه الموجات يمكن التقاطها عبر الكاميرات العادية، تم تزويد النظارة بأضواء (LED) لمنع التقاط ملامح الوجه.
وبعد التجارب الأولية ودراسة كل جوانب النظام الجديد أصبح المعهد الوطني الياباني للمعلوماتية جاهزا لتوفيره في كل عواصم العالم في يونيو/حزيران 2016 بسعر 240 دولارا.
النظارات تكسر نظام الأمن الأوروبي
آسيا المستقطب السياحي والصناعي الصاعد، حيث ثورة الاختراعات والتكنولوجيا، ولم يكن على ما يبدو يطرح خلال دراسة النظام التقني الجديد، الأبعاد الأمينة بشكل كاف، حيث أنه في أوروبا تبدو الأمور مختلفة، فيمكن لهذه النظارات أن تكون سلاحا غير مسبوق التطور في يد الإرهابيين العائدين من ساحات القتال في سوريا والعراق، والذين يتجولون في أوروبا بالمئات.
وفي مدن كلندن وباريس ومدريد وبرلين فإن آلاف الكاميرات تراقب الشوارع لتتبع الوجوه وتربطها بأنظمة الهويات، كما أن هذه الكاميرات المنصوبة في الشوارع ومراكز القرار الكبرى والمنشآت الحيوية هي جزء من نظام أمن القارة العجوز، ليس فقط لمتابعة وتعقب الإرهابيين ولكن أيضا لتتبع آثار شبكات الجريمة العابرة للدول والحماية المصرفية والتحقيق في الجرائم الغامضة ومراقبة المدن الكبرى، والسماح لكسر هذا النظام من طرف الأشخاص لن يكون مرحبا به، وفقا لنظم وقوانين حماية الامن العام.
هذا ما يراه مراقبون يتابعون بدقة الإختراع الياباني الجديد وتأثيراته على الاستراتيجية الأوروبية المشتركة لمحاربة الإرهاب، ويأخذون الأمر على محمل الجد.
بالنسبة لآرتورو باميرو وهو باحث إسباني في شؤون الأمن والإرهاب، فإن: “محاربة تقنية النظارات الجديدة، والنظم المشابهة لها، تدخل في خطط أوروبا الأمنية، وبدون شك لن يتم السماح لبعض الأشخاص بالاختفاء من حيث كانوا موجودين وكانت هنالك كاميرات حكومية تراقب، هذا يؤثر في حال ما إذا حدث تحقيق أمني بسبب حصول حادث ما”. مضيفا في تصريح لشبكة “إرم”: “التقنية الجديدة بحسب ما يبدو قد تضعك كجهاز أمن في ورطة.. أحدهم حضر لمكان معين ولم يتم رصده”. متابعا: “أعتقد أنه سيتم التعامل مع التقنية الجديدة، عبر 3 خطوات: “الحد من دخول هذه التقنية – تحديد رخص لمن يرغبون باستعمالها بحيث يكونون معروفين ومعروفة دواعي استخدامهم لهذه التقنية ومحددين لدى السلطات – لكسر قدرات “نظارات آنتي سيلفي” اليابانية – وربما منعها من الدخول في بعض الدول”. وختم بالقول: “هل سيوازي خوف ظهور الناس في سيلفي، تهديدات حقيقية للأمن الأوروبي.. لا أعتقد ذلك”.
وتعاني أوروبا من انتشار العائدين من ساحات القتال في سوريا والعراق، وضع كهذا دفع “أميليو سانشيز د روخاس دياز” الباحث العسكري في مركز الدراسات العسكرية الإسبانية: إلى أن “أولويات حماية الدول الأوروبية من خطر الإرهاب مسألة أولوية تفوق أي أولويات أخرى”.