“نساء كافيه”..مقهى فلسطيني للنساء فقط (صور)

افتتحت امرأة فلسطينية، ميسون أبو ريا، في بلدة سخنين، في فلسطين المحتلة، المعروفة بنشاطاتها الداعمة للمرأة، مقهى للنساء فقط.

يستقبل المقهى الذي أطلقت عليه اسم “نساء كافيه”، النساء فقط، خلال الأسبوع ويفتح أبوابه لكافة أفراد العائلة خلال نهاية الأسبوع.

ولاقى المقهى اقبالاً واسعا من نساء المنطقة والمرأة العاملة، لأنه حقق حلم نساء كثيرات يرغبن في الجلوس في مكان له خصوصية للمرأة، تقرأ كتابها وترتشف قهوتها.
150816133900_palestine_cofe

بحسب أبو ريا، فإنّ ثقافة الإسبرسو، التي عمّت المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، تخطّت النساء. يمكن أن نرى رجالا يخرجون، بل عائلات، ولكن النساء اللواتي يخرجن للترفيه فهذا أمر آخر.

“يشعر الرجال براحة أكبر في الخارج، هم أكثر ضجيجا. النساء أكثر هدوءا بكثير”، كما تقول أبو ريا. تأتي النساء إلى مقهاها، كما تقول، عندما يكنّ في حاجة إلى مكان خاص بهنّ:”هنا يتحدّثن ويضحكن، ولا يتلقّين ردود فعل سلبية. هذا يسمح للنساء كبيرات السنّ أيضًا أن يخرجن – على سبيل المثال: الجدّة مع البنات والحفيدات”.

على مدخل المقهى تم تثبيت لافتة تحظر على الرجال الدخول وحدهم. في وسط الأسبوع يعمل المقهى للنساء فقط، ويبقى مفتوحاً أحياناَ حتى إلى ما بعد منتصف الليل.

في آخر الأسبوع يكون مفتوحاَ للعائلات. أمر آخر مكتوب على اللافتة وهو أنه يحظر تدخين الأرجيلة. بحسب أبو ريا، كان ذلك ولا يزال أحد الجدالات الكبيرة: “بعض النساء يرغبن بالأرجيلة، والبعض الآخر لا يرغبن بذلك، ولا يرغب معظم الرجال بأن تدخّن النساء الأرجيلة”، كما توضح. موقفها الشخصي قوي ويستند أيضًا إلى مهنتها الثانية، مربية: “لا يمكنني أن أقول للشباب بأنّها سيئة، ثم أقول لهم، “والله، افتتحنا محلّ أراجيل”.
2855408693

حتى دون الأراجيل، فإن بعض الاهتمام في المقهى هو بالأنشطة ذات المحتوى: المحاضرات، ووأمسيات شعرية، وعروض ستاند أب، ومعارض تتبدّل على الجدران.
وُلد المعرض بعد أن حضرت أبو ريا معرضا في سخنين، والذي كانت “أسماء الفنانين كبيرة، في الخارج، وأسماء الفنانات في الداخل، على لافتة صغيرة. أغاظني ذلك”، كما تقول. “نشرنا نداء سمّيناه “أن أكون أنا”، بهدف جلب النساء من الهامش إلى المركز”.

ولكن الأنشطة المختلفة التي بادرت إليها جلبت معها عددا غير قليل من المعضلات. على سبيل المثال، فالكتب الموضوعة على الرفوف في المقهى، للقراءة أو للاستعارة. في البداية أرادت التركيز على الكتب ولكنها قرّرت التنازل: “حتى لا نزعج النساء الأقل تعليما”، ولأنها تريد أن تشعر كل امرأة بالراحة في مقهاها.

وقد أثار تحديد الأسعار معضلة مشابهة؛ في البداية أرادت تسعير الوجبات بالأسعار المعيارية أو حتى أكثر بقليل، من أجل بثّ الفخامة، ولكن في النهاية قررت اعتماد أسعار معقولة، “بحيث تستطيع النساء الفقيرات المجيء والجلوس في المقهى”، كما تقول.

أحد أهداف أبو ريا في إقامة هذا المقهى، باستثناء تقديم مكان ترفيه للنساء، كان أيضًا توفير عمل للنساء في المنطقة، وبالفعل، فإنّ جميع الموظفين في المقهى نساء، باستثناء واحد: الطباخ الرئيسي. يأتي لتكوين قائمة الطعام، ولكن بعد أنّ اتّضح أنّه يصعب على الطباخات العمل في ساعات المساء، بقي في وظيفة المسؤول عن المطبخ. ليس لدى أبو ريا مشكلة مع ذلك: “شعرت بأنه جزء من نجاحنا”، كما تقول، وتوضح كيف أثر جمهور الهدف أيضًا على قائمة الطعام: “تحبّ النساء الدجاج أكثر، فهو طعام لذيذ. لم يكن لوجبات اللحوم نجاح كبير”.

والآن، بعد نحو نصف عام من الافتتاح، يبدو أنّ كل شيء منظّم. تم حلّ المعضلات، المقهى مدهون بعناية باللونين الأرجواني والأبيض، “بروح نسائية”، كما تعرّفه أبو ريا، وفي هذه الأيام بدأت بالترويج لمقهاها أيضًا في بلدات مسغاف، رغم وجود زبونات يهوديات فعلا يأتون من تلك البلدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *