تحت عنوان ” النظام الإيراني بعد الاتفاق النووي: التصعيد او التخفيف في سياسته الاقليمية»، انعقدت ندوة اونلاين في الساعة 1600 بتوقيت باريس شارك فيها كل من الدكتور بسام العموش، وزير وسفير اردني سابق، والسيدة عاليا منصور من الائتلاف الوطني السوري المعارض، والدكتور وليد طبطبايي نائب كويتي سابق والدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وعلى مدار ساعة وعشرين دقيقة ناقش المشاركون اربعة محاور رئيسية في هذه الندوة وهي :هل النظام الإيراني سيصعّد من تدخلاته في المنطقة بعد الاتفاق النووي او يخفّفها؟ وهل النظام سينفق كل ما قد يحصل من خلال الاتفاق النووي لدعم القوى الموالية له في المنطقة؟ هل يبحث النظام الإيراني عن حل سياسي للأزمة في اليمن وفي سوريا؟
وقال الدكتور زاهدي الذي كان يدير الندوة في مستهل الندوة : « لا شك أن قضية الساعة في المنطقة هو التطورات الجديدة في العراق و مسار تظاهرات الشعب في هذا البلد. إن تطورات هذه الايام بإمکانها أن تصبح رکيزة للحديث بهذا الصدد، خصوصا وان مسار هذه الاحداث يرتبط بالنظام الحاکم في إيران النظام الذي يعتبر المشکلة الاساسية للمنطقة. لکننا رجحنا لأن تستمر الاحداث لبضعة أيام أخرى حتى تتضح المعالم أکثر حتى يمکن القول بصورة قطعية بأن هذا المسار لو تم هدايته بصورة صحيحة بإمکانها أن تحبط کافة مخططات ولاية الفقيه. لأجل ذلك ندع هذا الموضوع لإشعار آخر و نشرع هذا الاسبوع بأصل تدخلات النظام في شٶون البلدان الاخرى وبالاخص بشأن مايريده نظام الملالي بعد الاتفاق النووي من تدخلاته في البلدان الاخرى بالمنطقة، هل يريد التصعيد و يسعى بالعکس من ذلك من أجل صرف کل ماحصل عليه في القضية النووية على القوى المرتبطة به في المنطقة؟ واكد الدكتور زاهدي على ان القمع وتصدير الإرهاب والتطرف تحت لافطة ” تصدير الثورة” كانا ركيزتين اساستين للنظام غير ان الاخير يميزه عن الدكتاتوريات التقليدية الآخرى. وفي هذا السياق اشار إلى تصريحات خامنئي بعد الاتفاق النووي بان نظامه لن يتخلى عما سمي باصدقائه في لبنان وسوريا وسائرالدول.
واكد الدكتور وليد طبطبايي نائب كويتي سابقا بان نظام الملالي حول الصراع الرئيسي في المنطقة إلى الصراع بين النظام الإيراني وبين شعوب المنطقة مشيرا إلى دعم الملالي لنظام بشار الأسد في سوريا حيث يقول مناضلون سوريون اننا لا نقاتل النظام السوري على الأرض بل نحن نواجه النظام الإيراني وقوات الحرس والميليشيات التي جاء بها من العراق ومن افغانستان وتاجيكستان وغيره بحيث اصبح النظام الايراني هو محور الخطر في المنطقة. واضاف بان خامنئي لا يريد التخلي عن مشروع التسلح النووي لكن تكاليف تدخلاته الاقليمية ومشاكله الاقتصادية هي التي اجبرته على مثل هذا التراجع الذي نشهده في الملف النووي.
وقال الدكتور بسام العموش وزير اردني سابق والذي كان سفيرا للإردن في إيران لأربع سنوات بان نظام خميني منذ عام 1979 اصر على سياسته العدوانية في التدخل في شؤون الدول العربية ولم يكف عنها يوما مشيرا الى الدور الذي لعبه النظام في حرب ضد افغانستان وكذلك الغزو الأميركي للعراق وأكد باننا كدول عربية يجب ان لا نثق بالاتفاق النووي الذي حصل لانه على حساب مصالح الشعوب العربية. واشار الي ترحيب رموز نظام الملالي بسقوط صنعاء العاصمة اليمنية بيد الحوثيين.
وقدم الدكتورزاهدي تعازي المقاومة الإيرانية للشعب السوري الشقيق لمناسبة مجزرة دوما تاركا الحديث للسيدة عاليا منصور من الإئتلاف الوطني السوري المعارض حيث اشارت السيدة منصور بان مثل هذه المجازر لم تكن ترتكب ان لم يكن هناك دعم لولاية الفقيه لنظام بشار الأسد. وقالت ان النظام الإيراني بعد الاتفاق النووي يحاول ان يلعب بحبلين هما حبل المشددين المتمثلين بخامنئي وقوات الحرس وحبل ما يسمي بالمعتدلين وهم روحاني وظريف واشار إلى النظام الإيراني يقوم بممارسة الارهاب ولايمكنني لي أن أفهم كيف للغرب ان يميز بين ما تقوم به جماعة داعش من الإرهاب وما يقوم به نظام الملالي بالممارسات نفسها لكن النظام الإيراني اكثر خطورة والارهاب الذي يمارسه الولي الفقيه اكثر خطورة لانه ارهاب دولة واصحبت له اذرعة في المنطقة في كل مكان ولبنان تحت الاحتلال الإيراني وسوريا تحت الاحتلال الإيراني وما يفعلونه في اليمن والكويت وهذا النظام سيستمر بسياسته ان لم يكن هناك الوقوف بوجه وبداية بدعم المقاومة الإيرانية وعلى الدول العربية ان تجتمع وتقف بوجه الولي الفقيه في المنطقة.
وشرح الدكتور بسام العموش في معرض رده على احد الاسئلة المطروحة من قبل الصحفيين تدخلات الملالي في لبنان وفي ليبيا وخطورة هذا الدور وخاصة في إثارة الطائفية والصراع المفتعل بين الشيعة والسنة في العراق موكدا بان النظام الإيراني يتدخل في دول المنطقة صباحا ومساءا. وقال انني عشت في إيران ولا توجد ديمقراطية في البلد كما اشار الى دعم النظام لحزب الله اللبناني والآن هذا الحزب بكل ما يتملكه يقاتل الشعب السوري في الزبداني وفي سوريا. واكد متسائلا لماذا لا تجتمع كل الدول العربية ان تقول لنظام طهران بانها ستقطع العلاقات معه ان لم يوقف تدخلاته في شؤونها الداخلية وتكون سفاراتها اوكارا للتجسس في هذه الدول.
وتحدث الدكتور بسام العموش عن تجربته الشخصية في إيران حيث أن أبناء الشعب الإيراني يعيش في فقر مدقع وأن نسبة كبيرة منهم في القرى والأرياف يعيشون في بيوت من طين. الظاهرة التي لايمكن مشاهدتها في أي بلد آخر في الشرق الأوسط.
وقالت السيدة عاليا منصور في معرض ردها على سئوال حول الحل السياسي الذي يزعمه نظام الملالي في سوريا بان هذا النظام لا يمكن ان يكون جلادا للشعب السوري وقاضيا له في وقت واحد مشيرة إلى ان النظام ارسل رسائل غير مباشرة إلى المعارضة السورية تقول انها على استعداد بقبول بديل عن بشار الأسد ولكن بشرط ضمان مصالحها في المنطقة وان تبقى سوريا ممراً لسلاح حزب الله… غير ان جوابنا كمعارضة سورية كان واضحا بان سوريا لن تكون نقطة ارتكاز للإرهاب من وإلى ولا نقطة للانطلاق إلى لبنان وإلي العراق وإلى المنطقة. وطالبت السيدة منصور بالتدخل الفوري في سوريا من قبل العرب كما حصل في اليمن في عاصفة الحزم وذلك لوقف اجرام النظام الإيراني.
واكد الدكتور وليد الطبطبايي بان نظام الملالي حاول لفترة من الزمن خداع الرأي العام العربي بانه يدعم محور المقاومة غير ان امره انكشف بوقوفه ضد الشعب السوري حيث الآن كل من يلبي دعوة هذا النظام بالذهاب إلى ايران يعتبر شخصا مشبوها. وشرح الدكتور الطبطبايي إلى ما تم الكشف عنه في الكويت مؤخرا من عشرات الأطنان من المتفجرات والذخائرالتي كان خزنت من قبل عملاء للملالي بعد نقلها من إيران كمثالا عن ما يقوم هذا النظام على حساب امن الكويت.
وفي الختام قال الدكتور زاهدي علينا كابناء هذه المنطقة، هذا واجبنا ان نقوم ونتعاضد يدًا بيد ونواجه هذا النظام خاصة فان الشعب الإيراني أيضا يريد إسقاط النظام الإيراني.