إيران برا برا بيروت عربية حرة

العلامة الحسيني في” نداء الجمعة” :نصرة المظلوم على الظالم من السنن الالهية. . ندعو الشعب اللبناني للاستفادة من تجربة الشعب العراقي وللتظاهر يوم السبت ضد أصل واساس الفساد في لبنان وهو سلاح حزب الله ولرفع الشعار” إيران برا برا بيروت عربية حرة حرة”
تناول سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي بكلمته “نداء الجمعة” السنن الالهية ونصرة المظلوم على الظالم ،وقال:
طرح القرآن الکريم رٶية متعددة الجوانب و الابعاد للوجود و الحياة، ومثلما حدد مجموعة سنن و نواميس للکون و الطبيعة، فإنه قد حدد مجموعة سنن و نواميس للحياة و للمجتمعات باعتبارها قوانين صارمة تستدعي الانتباه إليها و أخذها على محمل الجد و الاعتبار، وان هذه السنن الکونية و الانسانية على حد سواء، هي سنن إلهية وان الالمام و التمعن و التمحيص بها تعتبر من أفضل و أسمى الوسائل و السبل لکمال العلم بالله تعالى وقدرته و صفاته و أفعاله مثلما انها تعتبر أقرب الطرق إليه و أقوى الآيات الدالة عليه و أعظم العلوم التي يرتقي بها البشر في الحياة الاجتماعية المدنية، فتکون لهم نبراسا و منارا تهديهم ليس سبل الرشاد و الهداية فحسب بل معنى و کنه السعادة و القوة و الثقة بالنفس على أصدق وجوهها.
کثيرة و متباينة تلك السنن التي تناولها القرآن الکريم و جعلها منهاجا للبشرية کي تسير في ضوئه و ضيائه، وهي تضع أسس و مقومات ترشد الانسان بصفته و بعده الاجتماعي ذلك ان الانسان کما نعرف کائن إجتماعي بطبعه و أقسى عقوبة له إخراجه او ابعاده من المنظمومة الاجتماعية و لذلك فإن السنن الاجتماعية هي الاکثر و الاقوى تأثيرا على الانسان،  وقد طرح القرآن حياة العديد من الامم الغابرة في آياته لکنه رکز بصورة خاصة على بني إسرائيل-إسرائيل هو نبي الله يعقوب ابن إسحاق ابن ابراهيم (ع)-، الذين واجهوا شتى صنوف العذاب و المعاناة و الجوع و الخوف و الارهاب و المطاردة و النفي وهم في مواجهة ظلم و طغيان و إرهاب فرعون، لکنهم صبروا و صابروا حتى تجاوزوا المحنة و حلت عليهم النعمة الالهية بالنصر و الظفر بالنبي موسى (ع).
(إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ)
المعاناة و الظروف الاستثنائية التي مر بها بنو اسرائيل و الاهوال التي واجهوها و التي سلط القرآن الکريم الاضواء على جوانب عديدة منها، نبهنا القرآن الکريم أيضا الى النصيحة المثلى التي أسداها النبي موسى”ع” لبني إسرائيل عندما خاطبهم  کما ورد في القرآن:(قال موسى لقومه إستعينوا بالله و اصبروا)، وقد أخذ قومه بنصيحته و استعانوا بالله و صبروا و لذلك فإن الله سبحانه و تعالى جزاهم خيرا(وتمت کلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا)، ومن المهم أن نستلهم و نأخذ الدروس و العبر من ملحمة الصبر لدى بني إسرائيل و من کونهم قد ساروا خلف نبيهم وفق ماارتئته وارادته منهم السنن الالهية و لذلك فإنهم نالوا الظفر و ذاقوا حلاوة ثمرة مابعد الصبر على الشدائد ونجوا بذلك من ظلم و طغيان فرعون.
الدرس الکبير الذي يمکن أخذه من قصة بني إسرائيل، هو أن الله ينصر المظلومين و يقف الى جنبهم ضد الظالمين، لکن بشرط أن تکون هناك إستعدادات من جانب المظلومين لتلقي النصر الالهي، وأهم هذه الاستعدادات هو إنتظار الفرج بصورة إيجابية أو بکلام أوضح الصبر الايجابي الذي يعني عدم الاستسلام الکامل للظالمين و إبقاء جذوة الامل و الايمان بالنصر و قدوم الفرج متقدة في أعماق النفس، وان هذا الايمان هو الذي يمهد للفرج الالهي و الانتصار على الظالمين( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
إن سنة الله تجري في خلقه کما هي منذ الازل و کما أکدت الآية الکريمة:(فهل ينظرون إلا سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا).
ثم تتطرق العلامة الحسيني إلى الوضع العراقي واللبناني وقال:
لايمکن اعتبار مجريات الامور و الاحداث في العراق و التعامل معها بأنها أحداث و تطورات عادية تشبه سابقاتها و ستمضي الى شأنها و حالها و تعود الامور کلها الى سابق عهدها و کأن شيئا لم يکن، ذلك ان الذي جرى و يجري في العراق هو انعطافة نوعية في موقف الشعب العراقي الذي طفح به الکيل و يسعى الى تغيير جذري يضمن له حقه في حياة حرة کريمة بعيدا عن الفساد الذي إستشرى و انتشر في کل مکان و بعيدا عن دور و نفوذ نظام ولاية الفقيه الايراني الذي هو أساس و بٶرة کل المشاکل و الازمات التي يعاني منها الشعب العراقي، وان الاجراءات التي بادر بها حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي و قبلها إذعان و إقرار مرجعية النجف بحق الشعب في تظاهراته و دعمها له، تبين و تثبت بأن القضية هي إنعطافة نوعية من شأنها أن تمهد لتغييرات کبرى و جذرية.
واضاف الحسيني:الحقيقة التي يجب أن نقف عندها و ننتبه اليها جيدا و نتمعن فيها بدقة، هي الدور الذي يقوم به نظام ولاية الفقيه في دول المنطقة التي يهيمن عليها بنفوذه ونقصد بها على وجه التحديد العراق و سوريا و لبنان و اليمن، حيث ان هذا النظام ومن أجل أن يقوم بترسيخ نفوذه في هذه البلدان لجأ الى اساليب و طرق مشبوهة و ملتوية في سبيل ذلك من أهمها:
ـ نشر الفساد بمختلف أنواعه بحيث ينشغل الشعب بالمشاکل و الازمات الناجمة عن ذلك و يصرف النظر عن الدور الايراني.
ـ إشاعة الاختلافات و الانقسامات الطائفية و ذلك يضمن حدوث مواجهات و صراعات بين أبناء الوطن الواحد و بالتالي زعزعة الصف الوطني و الإنشغال عن العدو الخارجي و الذي هو النظام الايراني بعدو داخلي وهمي صنعه نظام ولاية الفقيه.
في ضوء ذلك، فإن إلقاء نظرة عامة و سريعة على الاوضاع في لبنان و ماآلت إليه الاوضاع و الامور بعد سنوات طويلة و مريرة من التدخل الايراني في هذا البلد، فإنه يعتبر صورة طبق الاصل و نسخة أخرى من الاحداث و الامور التي تجري في العراق، ذلك ان لبنان وبعد کل هذه الاعوام صار يقبع على کومة هائلة من المشاکل و الازمات المستعصية و على مختلف الاصعدة والتي صار من الصعب جدا إيجاد حلول و معالجات لها خصوصا وانه لاتوجد هنالك أية مٶشرات تبعث على الامل و التفاٶل بقرب هذه الحلول.
ووضح العلامة الحسيني:ان لبنان الذي يعاني من مشاکل و أزمات کثيرة و متباينة مابين سياسية و إجتماعية و إقتصادية وبيئية ، وکل واحدة منها تلقي بظلالها و تأثيراتها المختلفة على الاوضاع في لبنان، حيث أنه وبسبب من التدخلات الايرانية فإنه قد تم تعطيل الحياة السياسية من منع انتخاب رئيس للجمهورية  و تجميد و شل عمل الحکومة و إقفال البرلمان و وقف التعيينات إکراما لعيون نظام ولاية الفقيه و إرضاء له وهو الذي يريد و يسعى الى إبقاء هيمنته على لبنان.
وراى الحسيني:ان لبنان الذي کان أفضل تجسيد لأجمل لوحة للطبيعة الخضراء و الموصوف بإنه قطعة من السماء، هاهو اليوم و بفضل الاوضاع المتردية و التي تسير من سيء الى أسوء يتربع على جبال من النفايات!!.
 ليل لبنان الذي کان أشبه بالثريا صار عتمة و ظلام من جراء أزمة الکهرباء، أما المياه و التي کان لبنان بلدا لها، فإنه بات يعاني من مشاکل إنقطاع الماء.
واضاف الحسيني:أما من الجانب الاقتصادي فإن الوضع أکثر من مزري، حيث تتراکم الديون و المٶسسات و المعامل تقفل أبوابها ناهيك عن تعسر التصدير و ما إلى ذلك، وخلاصة القول فإن لبنان قد صار بوضع يمکن وصفه بشبه المنهار ولاسيما بعد أن عمل نظام ولاية الفقيه الإيراني  و من أجل ترسيخ أطماعه وسيطرته على لبنان بالمساعدة على خرابه أکثر فأکثر  و مبادرته بحماية الفساد و الفاسدين.
ورأى السيد الحسيني: ان من الضروري بل ومن الواجب الوطني الصميمي أن يبادر الشعب اللبناني بمختلف طوائفه و شرائحه للوقوف وقفة يذکرها التاريخ له ضد الفساد والمفسدين و ضد التدخلات الواسعة لنظام ولاية الفقيه في لبنان و الذي صار أشبه بدولة مستعمرة للبنان ولاسيما أنه وکما ذکرنا يقف وراء أکثر الفاسدين و المفسدين و يوفر حمايته المشبوهة لهم ويمدهم بالسلاح للاستقواء على اللبنانيين وهذا أصل الفساد ، لقد آن الاوان کي ننتفض- غدا السبت- بوجه کل هذه المساوئ و نصرخ بأقوى أصواتنا كما صرخ العراقيون: “إيران برا برا بيروت عربية حرة حرة”.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *