بعد اندلاع المظاهرات ضد ازمه النفايات فى لبنان سماحه العلامه السيد محمد علي الحسينى الامين العام للمجلس الاسلامى العربى بلبنان يتحدث لبوابة العرب اليوم

ازمه النفايات فى لبنان هى نتاج الانقسام السياسي داخل الحكومه والشغور الرئاسي وتعطيل مجلس النواب وتجميد عمل الدوله بشكل عام 
– حل ازمات البلاد تتطلب توافقا اقليميا ودوليا وانتخاب قائد الجيش كرئيس للبلاد يمكن ان يشكل حلا توافقيا 
– حزب الله هو المسئول الاول عن ازمه لبنان واختراق داعش للاراضى اللبنانيه امر صعب 
شهدت لبنان مؤخرا تظاهرات واسعه احتجاجا على استمرار ازمه النفايات حيث طالب المتظاهرون باستقاله وزيرى الداخليه والبيئه فى الوقت الذى استمرت فيه الازمه السياسيه بعد الفشل  فى انتخاب رئيس جهموريه جديد للبنان ووسط تلك الازمه الطاحنه ادلى سماحه العلامه السيد محمد على الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامى العربى بلبنان بحوار خاص تناول فيه وجهه نظره ازاء التطورات الراهنه
1- هل ترى ان ازمه النفايات والتى فجرت مظاهرات واسعه فى لبنان ناتجه عن قصور وظيفى فى عمل وزير الداخليه والبيئه ام ان هناك قوى سياسيه ارادت استغلال تلك الازمه لتحقيق احداث سياسيه ؟
*ازمةالنفايات هي واحدة من ازمات معيشية عديدة يمر بها لبنان ، وثمة عجز حكومي تام عن معالجتها لاسباب عدة ، اهمها الانقسام السياسي داخل الحكومة ، والذي يشكل امتدادا لخلاف سياسي اشمل ، ادى في ما أدى اليه ، الى الشغور الرئاسي وتعطيل مجلس النواب وتجميد عمل الدولة بشكل عام. اذا ليست المسؤولية مسؤولية وزيرين او اكثر، بل مشكلة كل الاداء الوظيفي للدولة ، ولا يمكن تحميل تبعات ذلك الى اشخاص ومسؤولين .اما عن الاستغلال السياسي فهو موجود بالتأكيد ، كما في كل قضية مطلبية تبرز  وصحيح ان من بدأ الحراك هو مجموعة من الشباب الغاضب ، الا ان اطرافا داخلية وخارجية دخلت على الخط لتصفية حسابات مع بعض الاطراف او لتسجيل نقاط عليها .
2- وهل تتوقعون ان تؤدي تلك الازمه الى استقاله وزيرى الداخليه والبيئه كما يطالب المحتجون بهذا؟
*لن يستقيل احد من الحكومة التي ستستمر لان لبنان في حالة غير طبيعية ، فوجود الحكومة غير خاضع للدستور بمعنى انها تحظى بثقة المجلس النيابي ، وليست خاضعة للمزاج الشعبي. الحكومة قائمة بقوة الامر الواقع بسبب الفراغ الرئاسي ، وبقرار خارجي كبير يشمل جميع الفرقاء الاقليميين والدوليين ، وحتى المتصارعين في ما بينهم
3- ترددت انباء عن طرح سيناريو لانتخاب قائد الجيش جان قهوجي رئيسا للبللاد لحل ازمه البالاد امنيا وسياسيا فما مدى صحه ذلك؟ وما هى امكانيه تحقيقه ؟
–     قيل ان الرئيس نبيه بري يسعى لذلك ولكن اعتقد انها مجرد ورقة يلعبها   فمرشحه الاساسي هو جان عبيد وسيبقى كذلك . ولا اعتقد انه بعد التجاذب      الكبير الذي حصل حول التمديد لقائد الجيش يمكن اعادة البحث باسمه كمرشح  توافقي للرئاسة . ويجب ان لا ننسى ان ثمة قوى رئيسية ستضع فيتو عليه  وبقوه        
اما حل ازمات البلاد فتتطلب توافقا اقليميا دوليا حول لبنان ويترجم ذلك اتفاقا   على سلة متكاملة تشمل الرئيس قانون الانتخاب والحكومة ، كما جرى في اتفاق الدوحة. وهذا غير متاح حاليا لان الاوراق الاقليمية التي خلطها الاتفاق النووي لم تلعب مرة اخرى 
4- وهل يمكن ان يحل انتخاب قهوجي رئيسا ازمه الرئاسه وتخرج لبنان من ازمته؟
-بالتأكيد يمكن ان يشكل انتخاب قائد الجيش حلا لازمات البلاد لانه سيكون نتيجة لتوافق ، واي رئيس توافقي سيكون قويا ، على الاقل في السنوات الاولى . وشخصية العماد جان قهوجي مؤهلة لذلك . وقد اثبت انه حيادي واستطاع ان يبعد الجيش عن كل التجاذابات السياسية ، وامسك العصا من المنتصف
5-وهل تري ان حزب الله مسئول عن الازمه السياسيه التى يمر بها لبنان وانه يهدف الى انتخاب رئيس موالى لايران؟
*بالتأكيد ان حزب الله هو المسؤول عن الازمة في لبنان ، اولا بتورطه في الحرب السورية وربطه وضع البلدين ببعضها بحيث بات الحل في لبنان ينتظر مآل الامور في سوريا . اما لجهة انتخابات الرئاسة فانه يتخذ من العماد ميشال عون واجهة لتعطيل هذه الانتخابات وتهديد النظام اللبناني بالسقوط في اي لحظة . وليس من المستغرب ان الحزب يتحدث من وقت لآخر عن المؤتمر التأسيسي الذي يراد منه تغيير النظام ، وهذا ما ترفضه غالبية اللبنانيين
6- وما مدى شرعيه تمديد فتره البرلمان البنانى مرتين على الرغم من انتهاء مدته؟
*يمكن القول ان التمديد للمجلس النيابي غير شرعي والاسلم هو اجراء الانتخابات في مواعيدها ، وقد يقال ان الوضع الامني جيد ويتيح اجراء هذا الاستحقاق . ولكن الذي جرى في لبنان ان نار الحرب السورية وخصوصا مع تورط حزب الله فيها انتقلت الى لبنان ، ولا احد ينسى التفجيرات الارهابية التي تعرضت لها بعض المناطق اللبنانية ، عدا عن اشتعال المعارك العسكرية على الحدود . كل هذه العوامل افضت الى تأجيل الانتخابات . فبين الفراغ والتمديد لا شك ان التمديد هو الاسلم . فهل كان المطلوب حدوث فراغ نيابي كما حصل لاحقا مع الشغور الرئاسي .
7-وما هى فرص نجاح دعوه رئيس مجلس النواب اللبنانى   نبيه بري   الى حوار فى العاشر من سبتمر يحضره رئيس الحكومه وقاده الكتل النيابيه لبحث ازمه الرئاسه وعمل مجلس النواب وجلس الوزراء وقانون الانتخابات النيابيه؟
*شخصيا ارحب بالحوار دائما بين مختلف المكونات السياسية في البلد فهذا اسلم للحفاظ على النظام وعلى الاستقرار ، ولكن ثمة مشكلة لا اجد لها حلا ، وهي ان معظم القوى السياسية المدعوة للحوار ممثلة في الحكومة ، وقد ادى التناحر في ما بينها الى تعطيل هذه الحكومة ، فهل ستغير مواقفها على طاولة الحوار ؟ لا ادري .
ومن جهة ثانية فان تجارب اللبنانيين مع حزب الله على طاولة الحوار لا تشجع ، فقد احبط حوار 2006 في مجلس النواب وتراجع عن كل مقرراته التي وافق عليها ، ثم احبط حوار القصر الجمهوري  في العام 2012 وتنكر لما تم الاتفاق علية وتحديدا اعلان بعبدا الذي حظر على اي طرف لبناني التورط في الحرب السورية. فهل سيغير حزب الله سلوكه ؟ لا اعتقد ذلك.
8- وما هى انعكاسات تورط حزب الله فى الازمه السوريه على الساحه اللبنانيه؟
*التداعيات المباشرة هي تعطيل الحياة السياسية في البلد ، وشل المؤسسات الدستورية ، وضرب الاقتصاد اللبناني الذي يعتمد بالدرجة الاولى على الانفتاح والتبادل ، والاضرار بشكل كبير بمعيشة اللبنانيين ، ونحن نشهد نتائج ذلك في الشارع . اما التداعيات بعيدة المدى فستكون اسوأ ، لان ربط مصير لبنان بمصير بشار الاسد يعني تقسيمه اذا مضى المحور الايراني الاسدي في الحرب ضد الشعب السوري حتى النهاية . لقد وضع حزب الله لبنان على طاولة التفاوض والتحاصص والتقاسم الاقليمي ، لانه حوله الى ساحة رديفة للحرب السورية .
9- وهل تتوقعون ان تمتد ظاهره داعش الى الاراضى اللبنانيه خاصه ان الايام الماضيه شهدت اشتباكات بين الجيش البنانى وتنظيمات متطرفه فى المنطقه الحدوديه؟
 -هذه الاشتباكات تتكرر من وقت لآخر ، ولا شك ان الجماعات التكفيرية لا تضمر الخير للبنان ، ولكن قولنا هذا لا يعني الموافقة على منطق حزب الله القائل ان وجوده في سوريا هو دفاعا عن لبنان . اطلاقا . لبنان يدافع عنه جيشه على حدوده ، وهو يقوم بهذه المهمة على اكمل وجه . ولا اعتقد ان داعش او غيره سيستطيع يوما ان يخترق الاراضي اللبنانية ، فاللبنانيون ملتفون حول جيشهم ودولتهم وهم قادرون على احباط اي هجوم من هذا النوع .
10- وهل ترى ان الاتفاق الامريكى الايرانى حول الملف النووي سوف يكون له  انعكاساته على الساحه اللبنانيه؟
-على عكس ما يعتقد البعض يمكن للاتفاق النووي ان يكون ايجابيا اذا تحققت بعض الشروط واهمها ان لايتضمن اي صفقات جانبية ، وان تمتنع دول الغرب عن البيع والشراء على حسابنا ، بل على العكس ان تعمل على لجم ايران ومنعها من استخدام الاموال التي ستتحرر بفعل رفع العقوبات في دعم الارهاب العالمي ، وفي تمويل الجماعات التابعة لها في لبنان وسوريا والعراق واليمن ودول الخليج كافة . وفي كل الاحوال ، فان اي تداعيات سلبية للاتفاق النووي ستتوقف عند حدود الموقف العربي اذا حافظ على ثباته  ، وعلى التحول الاستراتيجي التي شكلته عاصفة الحزم العربية . فهذه الحملة لجمت التدخل الايراني في الخليج عبر البوابة اليمنية ، واوقفت الزحف الامبراطوري الفارسي على بلادنا
11- وما مدى قدره الجيش اللبنانى على حفاظ الامن داخليا وخارجيا؟
-الجيش اللبناني نجح في مهامه في الحفاظ على الامن في الداخل وعلى الحدود ، وذلك بفضل حكمة وشجاعة قيادته ، وبفضل الاحتضان الشعبي والدعم السياسي له ، كما ان الدعم المادي والتسليحي من الدول الشقيقة وخصوصا المملكة العربية السعودية طور من قدرات الجيش . ونحن على ثقة ان الجيش قادر على متابعة مهامه حتى النهاية بحيث تبطل الحجج التي يتذرع بها اصحاب السلاح غير الشرعي .
12- فى النهايه ما هى مطالبكم من العالم العربى بصفه عامه ومصر والسعوديه بصفه خاصه تجاه لبنان؟
*السعودية لم تبخل يوما في دعم لبنان سياسيا وعسكريا واقتصاديا ولا نحتاج الى ان نطلب منها شيئا ، وانما المطلوب ان نشكرها . ونحن على ثقة ان المملكة تقوم بكل ما يتوجب للحفاظ على لبنان سيدا حرا مستقلا ، ورغم الصعوبات التي يعاني منها اللبنانيون نتيجة لسياسات حزب الله الايرانية ، ورغم التحديات التي يشكلها تحويل لبنان الى ساحة اقليمية لتصفية الحسابات ، فان لبنان متفائل بمستقبله لان شقيقته العزيزة السعودية ترعاه وتسهر على مصالحه.  اما مصر الشقيقة الكبرى فهي لم تقصر يوما مع لبنان بالمبادرات المختلفة ، ولا بد ان يستمر ذلك ، وان يتطور المنحى الذي بدأه الرئيس عبد الفتاح السيسي في توحيد الموقف العربي للتصدي للمشاريع الخارجية ضد منطقتنا ، وفي هذا تكمن قوة العرب ، وتكمن حماية لبنان من الاخطار المستقبلية . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *