(راءُ الرؤى) ..من ديوان (أبجدية الوجع)

قد يَسْتَريحُ المنشدونَ لِصَوْتِها
إن كشَّفتْ سرَّ الترابِ أمامَهُمْ
فاهْدَأْ قليلاً.. يا أنا
شتَّانَ ما بينَ الرُّوايةِ
والرُّؤَى
هل كانَ يعقوبُ النبيُّ مُصَدِّقاً
لروايةِ الذئبِ البريءِ من الدِّماءِ الطاهرةْ؟
هل كان يوسفُ مطمئناً للروايةِ
حينما اختارَ العفافَ، ولم يخنْ
عَيْشَ العزيز؟
هل كان يوسفُ مطمئناً للرِّوَايةِ
كَيْ يردَّ مكائدَ الكُهَّانِ
في السبْعِ العِجَافْ؟
صَدَقَ النبِيُّ
وصدَّقوا صِدْقَ النبوءةِ، والرُّؤَى
فافردْ شُراعَ الصمتِ
لا تَقْصُصْ رؤاكَ على أحدْ
راءُ الرُّؤَى كفراشةٍ
لَنْ تستكينَ،
ولَنْ تخافَ
وحبَّةُ القمحِ الحلالِ
رغيفُ خبزٍ في الجفافْ
سيبوحُ إخوتُكَ العُصَاةُ بسرِّهِمْ
سيدافعُ الثوَّارُ عن أرضِ القُدَامَى
النابغينَ
ليرفعوا قمراً شهيِّاً للسماءِ 
ليسلكوا درباً طويلاً للنجاةِ
ليخشعوا
وقتَ الوضوءِ، وفي الصلاةْ
فاهْدأْ قليلاً.. يا أنا
سيجيءُ يعقوبُ النبيُّ
إلى هنا
سيجيءُ مثلَ فراشةٍ
حطَّتْ على أرضِ البصيرةِ
والبصرْ
فاهدأْ قليلاً، وانتظرْ
سُحُبُ الدُّخَانِ تَبَخَّرتْ
ولسوفَ يَنْهَمِرُ المطرْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *