صفقة “ميسترال” توسع مجالات الدور المصري إقليمياً

بتوقيع عقد شراء حاملتي طائرات مروحية من طراز “ميسترال” بين مصر وفرنسا.. تدخل القاهرة نادي الكبار الذين يملكون حاملات من هذا النوع، ومنهم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.

هذه الصفقة تجعل مصر أول بلد في إفريقيا والشرق الأوسط يمتلك حاملات مروحيات، وهو أمر يوسع مجالات الدور المصري إقليمياً، ويوازي الطموح الحالي في استعادة مكانة القاهرة عربيا ودوليا.

– مصر وفرنسا من الاحتلال إلى المجاملات السياسية

بين القاهرة وفرنسا علاقات تاريخية ممتدة من زمن نابليون بونابرت وما قبله، لكن كثيرون يؤكدون أنها لم تصل إلى المستوى الحالي سابقاً، حيث جمعت الرئيسان المصري والفرنسي لقاءات عدة بين القاهرة وباريس ونيويورك، ووصل الأمر إلى درجة إفساح المجال لشيء من المجاملة تمثل في حضور شرفي للرئيس فرانسوا هولاند لحفل الافتتاح الأسطوري لقناة السويس الجديدة.

طائرات رافال الفرنسية
Reutersطائرات رافال الفرنسية

– صفقات تسليح قاربت 6 مليارات يورو

صفقات التسليح ضمن مساعى القاهرة لتطوير ترسانتها العسكرية تمثلت في عقد صفقات مع الجانب الفرنسي ربما تخطت حاجز الـ6 مليارات يورو خلال العامين الماضيين، فما بين صفقة الـ 24 طائرة رافال، و4 مقاتلات بحرية (طرادات) من طراز “جوييد” والفرقاطتين ” فريم “، وحاملتى الطائرات “ميسترال” والتي بالرغم من إعلان القاهرة أنها لا تتحمل فاتورتها وحدها، وأن باريس أقرضت القاهرة 3.2 مليارات يورو لتمويل صفقة رافال والسفن العسكرية، كجزء من تمويل الصفقة التي بلغت في حينها 2.5 مليار يورو، فإن إجمالى الصفقات يمثل إنجازا عسكريا واقتصاديا وسياسيا لكلا البلدين.

البعض اعتبر أن الصفقات العسكرية أذابت حالة الجمود التي كانت موجودة من قبل عند تولي السيسي زمام الأمور في البلاد، ومع تحرك العلاقات ودفعها قدما سعى الرئيس المصري في كل مناسبة كانت متاحة إلى التواصل مع نظيره الفرنسي. أمر جعل لقاءاتهما هي الأكثر مقارنة باجتماعات السيسي بأي من نظرائه في أوروبا.

– تنسيق المواقف في الملفات الإقليمية

الجانب المصري يسعى بتحسين علاقاته مع فرنسا إلى تقريب وجهات النظر في عدد من الملفات الهامة ذات الأبعاد الاقتصادية والسياسية، من بينها ملفات مرتبطة بمكافحة الإرهاب وبالأزمات السورية واليمنية والليبية، هذا بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والتطورات المتصاعدة التي يشهدها الحرم القدسي الشريف. بالطبع، هناك أيضاً الجانب الاقتصادي، إذ تعتبر فرنسا خامس أكبر مستثمر أجنبي في مصر، وهو ما يعد إجابة على استغراب البعض من وجود 100 من رجال الأعمال الفرنسيين بصحبة رئيس الوزراء في القاهرة والذى حرص على مداعبة عواطف المصريين بالطريقة التي تروق لهم حين هتف في افتتاح مجلس الأعمال المصري الفرنسي بالقاهرة :”عاشت مصر .. عاشت فرنسا.. عاشت صداقتنا”.

قناة السويسReuters Amr Dalshقناة السويس

فالس : استقرار مصر استقرار لأوروبا

“فالس” لم يتوقف عند ذلك فحسب، بل حرص، خلال مجلس الأعمال المصري الفرنسي، على تأكيد أن مكافحة الفقر وتنمية البنية التحتية وتحقيق النمو الذى تحتاجه مصر، يمثل ركيزة الاستقرار فى مصر، و أن استقرار مصر أمر أساسي لاستقرار المنطقة وأوروبا بشكل عام وفرنسا تحديدا، وأن مصر هى المفتاح لاستقرار دول منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وأن اكتشاف حقل الغاز يفتح لمصر آفاقا لأزمة الطاقة التى تواجهها.

وتابع قائلاً: “شراكتنا مع مصر تتعدى معدات الدفاع فهناك أكثر من 150 شركة فرنسية اختارت أن تركز استثماراتها فى مصر، وهذه الشركات لم تغادر مصر فى الفترة الصعبة التى شهدتها القاهرة”.

خبير: العلاقات المصرية الفرنسية تسببت في تطوير علاقات مصر بأوروبا

الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير فى الشؤون الدولية بالأهرام، يؤكد أن العلاقات المصرية الفرنسية شهدت طفرة ودفعة قوية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أن كانت “متجمدة” لفترة طويلة، وأن فرنسا تستعد للعب دور هام فى المنطقة العربية بشكل عام.


وأضاف أن فرنسا كانت تسير مع أوروبا في موقفها تجاه مصر، كما كانت تسير معصومة العينين فى أوروبا خلف أمريكا، ولكنها عدلت موقفها، وتعاونت مع مصر من خلال توقيع اتفاقات تسليح وصفقة طائرات الرافال.. موضحا أن تعامل مصر مع فرنسا ليس بديلا عن تعاملها مع الولايات المتحدة، لكنه يشير إلى كونها حريصة على تنويع علاقتها الخارجية.


اللاوندي لفت إلى أن فرنسا، التي يراها محللون كثر باعتبارها الرمز السياسي لأوروبا، هي التي شجَعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على توجيه دعوة للرئيس السيسي لزيارة ألمانيا، وهي ما أسفر في نهاية المطاف عن زياراته لإيطاليا وإسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *