مع قرب اجراء انتخابات الكنيست الاسرائيلي محمد بركة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي يتحدث .

الاحزاب الصهيونية والاجهزة الامنية تسعى بكل الطرق لضرب التمثيل الوطني للفلسطينيين في وطنهم .
نسعى من خلال القائمة العربية الموحدة الى المطالبة بانهاء الاحتلال والاستيطان وضمان اقامة الدولة وعاصمتها القدس .
نواجه سياسة يهودية الدولة منذ عام 48 والمؤسسة الصهيونية منشغله الان للتاثير على التغييرات الديموجرافية داخل المجتمع اليهودي نفسه .
شهدت الايام الماضية استعدادات مكثفة من جانب الكتلة العربية في الكنيست الاسرائيلي والتي قررت تشكيل كتلة موحدة للحصول على نسبة معقولة في الانتخابات المقبلة تمكنها من تكوين لوبي عربي داخل الكنيست يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني بصفة عامة وعرب 48 بصفة خاصة وفي ظل تلك الاستعدادات ادلى محمد بركة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره ايذاء التطورات الراهنة :-
–    ما هي فرص حصولكم على عدد من الاصوات والتي تؤهلكم لتمثيل مناسب في الكنيست؟
–          النائب بركة: أجواء الشارع الانتخابي مشجعة وتبشر بزيادة تمثيلنا ككل في الدورة المقبلة، ففي الدورة المنتهية كان تمثيلنا مؤلفا من 11 مقعدا للكتل الثلاث، بينما انتجت القائمة التحالفية أجواء حماسية في الشارع العربي الفلسطيني في بلادنا التي يمكن ان تقود الى رفع نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة، ومحاصرة الأحزاب الصهيونية، ولهذا فإن تقديراتنا في هذه المرحلة، وقبل خمسة أسابيع من الانتخابات، أن نعزز من قوتنا البرلمانية بالحصول على ما يزيد عن 13 مقعدا، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الكنيست مكون من 120 مقعدا، فكل مقعد اضافي من شأنه أن يغير في المعادلات السياسية.
–    هل تتوقع تدخل الحكومة الاسرائيلية في تلك الانتخابات للحيلولة دون الحصول على تلك النسبة؟
– النائب بركة: القضية ليست قضية حكومة، بل أحزاب صهيونية والأجهزة الأمنية، التي في كل معركة انتخابية، إن كانت برلمانية، أو للمجالس البلدية والقروية، تسعى الى ضمان قوة للأحزاب الصهيونية والى سياسة الترغيب والترهيب والاقصاء خارج الشرعية بهدف زعزعة الجدوى من المشاركة في التصويت من ناحية وفي سبيل ضرب التمثيل الوطني للفلسطينيين في وطنهم من ناحية اخرى، ولهذا فإن جهودنا تنصب ايضا في محاصرة الأحزاب الصهيونية، ونحن نطمح لضمان أكثر من 80% من أصوات العرب للقائمة المشتركة.
–    وما مدى تأثير نسبة الحسم التي وضعها كل من ليبرمان ونتنياهو في الحصول على النسبة المطلوبة؟
–          النائب بركة: تشكيل القائمة المشتركة، أسقط كليا تأثيرات نسبة الحسم وهي ضرورة الحصول على  3,25% من الاصوات الصحيحة للحصول على التمثيل البرلماني، فنحن نطمح لضمان ما بين 11% الى 13% من اجمالي الأصوات، وقد يكون أكثر، ولكن من المفارقة أن من بات يقترب من نسبة الحسم، هو أفيغدور ليبرمان ذاته، الذي تشير استطلاعات الرأي الى هبوط حزبه من 11 مقعدا في الانتخابات السابقة، الى 6 وحتى 5 مقاعد، بسبب فضائح الفساد التي تعصف بحزبه، علما ان الحد الأدنى للتمثيل بموجب نسبة الحسم الجديدة هو 4 مقاعد.
–    ما هي أهم المطالب التي سوف ترفعها “القائمة المشتركة” في تلك الانتخابات؟
–          النائب بركة: إن برنامجنا يتضمن حقوقنا كشعب وكأقلية أصيلة في وطنها، اصحاب الوطن والأرض، بمعنى في مقدمة برنامجنا انهاء الاحتلال والاستيطان وضمان اقامة الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، وقضايانا الحياتية اليومية، كمواطنين وكأقلية وطنية من حقّها ان تتمتع بكامل حقوقها المدنية والقومية.
–    وهل سيتحول كل حزب في القائمة الى ايديولوجيته الخاصة بعد الانتخابات؟
–          النائب بركة: إننا متفقون على الغالبية الساحقة جدا من القضايا المطروحة، ولكن ما من شك أن لكل حزب أيديولوجيته وبرنامجه، ما يمنحه خصوصية في مجالات معينة ولم يأتِ احدٌ الى القائمة المشتركة وهو يرتدي قناعا يخفي ملامحه الفكرية والسياسية والاجتماعية فمثلا نحن في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الى جانب أولوية انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية، نعطي أهمية أساسية للقضايا الاقتصادية الاجتماعية وللقضية الطبقية، وتزيد أهمية هذا الملف حينما نعي أن الفلسطينيين هم الشريحة الأكثر فقرا والأكثر ظلما في اسرائيل جراء السياسة الاقتصادية المجحفة، إذ أن تأثيراتها عليهم تتضاعف بفعل سياسة التمييز العنصري ضدهم.
–    وهل يمكن ان تشكلوا لوبي عربي في الكنيست الاسرائيلي يشكل عامل ضغط على سياسة الحكومة الاسرائيلية؟
–          النائب بركة: نحن دائما في صفوف المعارضة وننشط في الضغط على الحكومة من خلال مقاعد المعارضة، ولكن في القضايا الجوهرية، مثل الاحتلال والحرب وعدد من القوانين العنصرية، نجد أنفسنا تقريبا لوحدنا في صفوف المعارضة ونحن عازمون على تشكيل حالة متقدمة لمواجهة الاجماع القومي الصهيوني والاحزاب الصهيونية على مختلف تلويناتها.
–    هناك تخوفات اسرائيلية من تأثير العامل الديموغرافي على التركيبة السكانية داخل اراضي 48 . فما هو مدى تأثير هذا العامل خلال السنوات القادمة؟
–          النائب بركة: نسب تكاثر فلسطينيي 48 لُجمت في السنوات الأخيرة بفعل تطور المجتمع، رغم انها ما تزال أكثر من نسب تكاثر اليهود، ولهذا فإن المؤسسة الصهيونية الحاكمة، منشغلة الآن أكثر في التغيرات الديمغرافية داخل المجتمع اليهودي نفسه، بفعل تكاثر متسارع لليهود المتدينين المتزمتين، الحريديم، بضعف نسبة تكاثر العلمانيين، ما يقلق أكثر المؤسسة الحاكمة بشأن المستقبل، لماذا في ذلك انعكاس على صورة اسرائيل، وعلى سلسلة من الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية.
–    هل هناك سياسة اسرائيلية حالية لتطبيق شعار يهودية الدولة؟ وما هي خططكم للتصدي لهذا المخطط؟
–          النائب بركة: نحن نواجه سياسة “يهودية الدولة”، عمليا، منذ العام 1948، وجديد هذه المرحلة أن سلسلة من السياسات العنصرية التي لا تجد لها قانونا حتى الآن، ستصبح قانونا دستوريا، وهذا ما يزيد من خطورة الحال، وليس أمامنا سوى النضال الميداني والسياسي المتنوع وبالتعاون مع اوساط دمقراطية من داخل المجتمع الاسرائيلي ، هذا النضال يتصاعد بموجب ما تقتضيه المرحلة، فحتى الآن، انجازنا التاريخي هو البقاء والصمود في الوطن، والحفاظ على الهوية وترسيخ الانتماء، وهذا انجاز نحميه، من خلال تنشئة الأجيال عليه، وهو مكتسب لن تنجح الصهيونية في سلبه منها، وسنعززه أكثر في نضالنا وفي تطور حياتنا اليومية، وتطور مجتمعنا من خلال مراكمة انجازات كفاحية في مجالات الحياة المختلفة لتعزيز المناعة المجتمعية والوطنية في مواجهة سياسات اسرائيل العنصرية.
– هل ترى أن الأمور تسير فى طريقها نحو حرب دينية، كما حذر الرئيس الفلسطينى محمود عباس؟ 
– دون أدنى شك نتنياهو يسعى لذلك، يريد أن يضع النضال الفلسطينى فى خانة داعش ومجموعات الإسلام السياسى المتطرف ويريد استغلال الإسلاموفوبيا من أجل وضع القضية الفلسطينية فى هذا السياق، وهناك بعض الأصوات فى الشعب الفلسطينى التى تسير فى هذا الاتجاه، مثل الحركات السياسية المرتبطة بالإخوان المسلمين، والتى تحاول أن تجر فى هذا الاتجاه، حتى وصل الأمر بالبعض إلى إعلان أن القدس عاصمة للخلافة؛ وهذا يشكل ضربة للمشروع الوطنى الفلسطينى.
القضية هى إنهاء الاحتلال وإرساء السيادة الفلسطينية التى تضمن حقوق العبادة. هذه قضية تحرر وتحرير. الأماكن المقدسة وكرامتها الدينية هى فى تحررها من المحتل الإسرائيلى، فالسيادة تضمن العبادة، والعبادة لا تضمن السيادة.
– هل هناك علاقة، فى رأيك، بين التصعيد الإسرائيلى فى الأقصى، ورغبة نتنياهو، كما قلت، فى إشعال حرب دينية، وبين قرار تل أبيب تجنيد المسيحيين من أبناء «فلسطينيى ٤٨»؟
– هذه أسطورة.. بمعنى أن التجنيد لا يلقى رواجًا بين المسيحيين فى الداخل، وهناك رفض قاطع لذلك، نحن جزء من الشعب الفلسطينى ولا يمكن أن نحارب شعبنا. بعد فرض التجنيد الإجبارى على الدروز منذ عام ١٩٥٦، تعمل إسرائيل من أجل تمزيق الأقلية العربية فى الداخل، وتحويل هويتها الوطنية إلى مجرد هويات طائفية، وتحويلها إلى فرق متصارعة. والآن يركزون على أبناء شعبنا من المسيحيين، ويحاولون الترويج بأن المسيحيين فى خطر بسبب الحركات الإسلامية المتشددة، وأيضا يحاولون القول إن الإسرائيليين والمسيحيين هم ضحايا هذا المد الإسلامى المتطرف. هذه الأباطيل لا تنطلى على أبناء شعبنا، ونواجهها بتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية من ناحية، ومن ناحية أخرى نطالب الحركات الإسلامية الفاعلة عندنا بأن تتجنب أى خطاب من الممكن أن يخدم مشاريع التفرقة التى تنتهجها الحركة الصهيونية.
– كيف ترى تصريح وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى إسحاق أهارونوفيتش بتسليح المستوطنين؟
– هذا كلام خطير جدًا، بمعنى أنه يريد أن يجعل إسرائيل كالغرب المتوحش فى أمريكا، كل «كاو بوى» يصبح زعيم مقاطعة، ولكن فى واقع الأمر المجتمع الإسرائيلى كله جيش، المستوطنون كلهم مسلحون، فى كل دول العالم يوجد السلاح مع قوى الأمن، أما فى إسرائيل فمشهد السلاح فى الشوارع طبيعى.
تصريحات وزير الأمن الداخلى هى رفع درجة فى حكم قانون الغاب، فى إسرائيل كل شخص يمسك سلاحه ويطلق النار على عربى، ويقول هذا دفاع عن النفس، حتى إن قوى الأمن الإسرائيلية تُدرب كلابها على أن تُستفز وتهاجم عندما تسمع كلمة الله أكبر.
–    كيف تقيمون جهود السلطة الفلسطينية لاقامة دولة فلسطينية على حدود67 خاصة في ظل الانتقادات التي وجهتها حماس للسلطة بعدم جدوى هذا الاجراء في ظل استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو؟
–          النائب بركة :ان الجهود التي تقوم منظمة التحرير الفلسطينية هي جهود هامة وتحقق انجازات هامة على الساحة الدولية وذلك على الرغم من عملها في ظروف شبه مستحيلة تتمثل في احتلال غاشم وعدواني على البشر والشجر والحجر وبدعم امريكي شامل ووضع عربي متشظي وبائس وانقسام فلسطيني مشين وتعطيل المصالحة الوطنية واوضاع اقتصادية متردية.
اما اتهامات حماس فهي مردودة عليها لأنه لا تطرح افقا جديا: لا في مجال المقاومة ولا في المجال السياسي وجلّ عملها يتمحور في تكريس الانقسام الذي يصبّ بالضرورة في صالح الاحتلال.
–           في ظل حالة الاحتقان الحالية في الاراضي المحتلة بفعل الاجراءات التعسفية الاسرائيلية من تدنيس المقدسات وتهويد الاراضي. ما مدى انعكاس تلك الاجراءات على عرب 48؟ وهل تتوقعون اندلاع اعمال عنف ضد الاسرائيليين كما حدث في عملية تل ابيب الاخيرة؟
–          النائب بركة: هذه سياسة قائمة على مدى عشرات السنين، فسياسة الاحتلال والاستعمار من جهة، وسياسة التمييز العنصري من جهة أخرى، تنبع من نفس العقلية الصهيونية، التي نحاربها ككل في آن واحد، ومن الواضح أن زيادة الضغط سيولد الانفجار، وهذا طبيعي لكل مجتمع يواجه الظلم والاضطهاد.
–          الى جانب ذلك فاننا نحذر من تحويل الصراع الى صراع ديني لأن الصراع فعلا ليس معتقدات وليس صراعا على العبادة انما هو صراع سياسي ووطني لتصفية الاحتلال واقامة دولة فلسطين صاحبة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
ان السيادة تضمن العبادة وحقوق العبادة ولكن حقوق العبادة لا تضمن السيادة , اسرائيل من جهتها تحاول جرّ الصراع الى خانة الصراع الديني لتصوير نفسها كرأس جسر للغرب و”حضارته” في مواجهة الاسلام والارهاب مستفيدة من الجو العالمي وتنامي الاسلامافوبيا من جهة والاستفادة مما تقوم به مجموعات تدعي انها تعمل باسم الاسلام الحنيف وتمارس الارهاب والفظائع وتمارس تفتيت الامة والدولة الوطنية العربية.
–           في النهاية ما هي مطالبكم من العالم العربي في الفترة القادمة؟
–          النائب بركة: نطلب من العالم العربي ان يكون امينا على مصالحه الوطنية المتمثلة بالعدالة الاجتماعية والديموقراطية ونفض التبعية لأمريكا ولقوى الاستعمار ولطغيان العولمة الاقتصادية, اذا حصل هذا فلا خوف على العرب ولا خوف على فلسطين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *