بعد تجاوز الخلافات.. أوباما ونتنياهو يبحثان أحلام إسرائيل بالمساعدات

 من المتوقع أن يشهد اجتماع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين المقبل، اتفاقاً نادراً بشأن المساعدات العسكرية، وذلك في أول اجتماع بينهما منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
وستكون المحادثات بين الزعيمين في البيت الأبيض، خطوة مهمة باتجاه مجموعة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة ربما تحسن المؤهلات الأمنية لرئيس الوزراء اليميني، الذي يواجه تحديات تتمثل في المواجهات المندلعة في القدس والضفة الغربية المحتلتين.
وتسعى إسرائيل لمضاعفة المساعدات الأمريكية لها، إلى خمسة مليارات دولار سنوياً لمدة عشرة أعوام، كما تسعى لزيادة طلب الحصول على 50 طائرة مقاتلة طراز إف-35.
وربما يعزز الاجتماع -وهو الأول بين الزعيمين منذ 13 شهراً- تطمينات أصدرها أوباما للتأكيد على دعمه لإسرائيل، وربما يسهم أيضاً في تبديد اتهامات جمهوريين يطمحون في الترشح للرئاسة الأمريكية، بأن أوباما وأي خليفة ديمقراطي له في البيت الأبيض سيكونان أقل موالاة لإسرائيل.
ومن المرجح أن تخفت الأضواء أثناء الزيارة عن هدف تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي استعصى تحقيقه خلال فترتي أوباما في الرئاسة، ليتصدر المحادثات التأكيد من جديد على الروابط الاستراتيجية. لكن بعض مساعدي للرئيس الأمريكي يقولون إنه سيواصل الضغط على نتنياهو حتى يتخذ خطوات لإبقاء إمكانية تنفيذ حل الدولتين قائمة في أي مفاوضات مع الفلسطينيين في المستقبل.
وقال مسؤول أمريكي كبير قبل الاجتماع: “أوضح الرئيس أننا لن نحقق تسوية تقوم على حل الدولتين أثناء فترة إدارته. لقد قال علناً بالفعل إنه لا يعتقد أن هذا سيحدث”.
أما نتنياهو الذي أثار حنق الإدارة الأمريكية بخطاب ألقاه في الكونجرس الأمريكي في آذار/ مارس الماضي بدعوة من الجمهوريين وعارض فيه الاتفاق مع إيران، قال إن “الوقت حان لتجاوز الخلافات العائلية”.
وأضاف الشهر الماضي “الآن علينا تقوية إسرائيل. وأرى أن هذه هي أفضل ضمانة للسلام”. ورداً على سؤال عن الدور الذي ستلعبه إيران في المحادثات بين أوباما ونتنياهو، قال المسؤول الأمريكي الكبير: “انحسر الجدال بشأن إيران. نشعر بوضوح أن الكونجرس طوى هذه الصفحة”.
وسعياً لتعزيز المساعدات الأمريكية الدفاعية لها، تقول إسرائيل إن تخفيف العقوبات الذي اتفقت القوى العالمية عليه مع إيران في تموز/ يوليو الماضي، للحد من البرنامج النووي الإيراني “سيسمح لطهران بزيادة الاستثمار في تطوير صواريخها ومضاعفة تمويل جماعة حزب الله وحركة حماس”.
وتحصل إسرائيل الآن على 3.1 مليار دولار من الولايات المتحدة سنوياً. وقال مسؤولون في الكونجرس إن “إسرائيل ترغب في مضاعفة المبلغ إلى خمسة مليارات دولار سنوياً لمدة عشرة أعوام ليصبح إجمالي ما تحصل عليه خلال هذه الفترة 50 مليار دولار”.
وأحجم متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن الإدلاء بتفاصيل بشأن المحادثات الخاصة بمساعدات الدفاع، لكن مسؤولاً أمريكياً توقع أن يتفق الجانبان في النهاية على مبلغ سنوي بين أربعة وخمسة مليارات دولار.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن زيارة نتنياهو لن تتضمن التوقيع على اتفاق جديد بشأن المساعدات، لكن الزعيمين “سيباركان” بشكل ما إجراء مفاوضات خاصة بمذكرة تفاهم.
وبموجب مذكرة التفاهم، ربما تسعى إسرائيل لزيادة طلب الحصول على 50 طائرة مقاتلة طراز إف-35 من المقرر أن يبدأ تسليمها العام المقبل. وستكون إسرائيل هي أول دولة في الشرق الأوسط تملك هذه الطائرة. وقد تعيد النظر في خططها لشراء طائرات في-22 أوسبري التي تصنعها شركة “بوينج” ووحدة الطائرات الهليكوبتر في شركة تكسترون.
منغصات
يقر مسؤولون أمريكيون بأن بعض المنغصات في العلاقات مع إسرائيل، ستظل قائمة على الأرجح، خاصة إذا لم تتغير التشكيلة اليمينية الحالية لحكومة نتنياهو ومع استمرار تشكيك بعض وزرائها في حل الدولتين.
واستاء أوباما على نحو خاص من تعهد نتنياهو في أوج حملة صعبة لإعادة انتخابه هذا العام بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية أثناء وجوده على رأس السلطة في إسرائيل. وحتى عندما تراجع نتنياهو وأكد أنه لا تراجع عن السياسة التي إسرائيل تتبعها منذ وقت طويل، لم يقتنع البيت الأبيض.
لذا فإن أوباما الذي يكاد يكون الصراع السوري قد خيم تماماً على أجندته لمنطقة الشرق الأوسط، ما زال يسعى لأن يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي من جديد أثناء زيارته واشنطن على التزامه بحل الدولتين مع الفلسطينيين.
لكن وبعد أعوام من تعكر العلاقات بين نتنياهو وأوباما، لا يتوقع أحد أن يبذل الزعيمان جهداً كبيراً للتغلب على عدم ارتياح كل منهما في التعامل مع الآخر.
وفي الواقع يرى بعض مساعدي أوباما، أن نتنياهو -وبعيداً عن سعيه للحصول على مساعدات عسكرية قوية- قانع بانتظار ما تبقى من فترة رئاسة أوباما التي تنتهي العام المقبل، أملاً في رد فعل أفضل من الرئيس الأمريكي التالي لنهجه الصارم.
وقال ديفيد ماكوفسكي المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “من غير المرجح مع اقتراب الإدارة من عامها الأخير إعادة ضبط العلاقات الثنائية بشكل كامل”، مضيفاً “لا أوباما ولا نتنياهو يرغب في لقاء عاصف آخر”.
وفي الوقت الحالي، يريد المسؤولون الأمريكيون أن يتفادى نتنياهو الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل كتلك التي قال فيها أخيراً إن “المحرقة النازية (الهولوكوست) وقعت بإيعاز من مفتي القدس في ذلك الوقت”. ويلقي نتنياهو أثناء زيارته التي تستمر ثلاثة أيام كلمة أمام جماعة أمريكية يهودية وسيتحدث إلى مؤسسات بحثية محافظة وليبرالية.
وفيما يستعد نتنياهو لبدء زيارته، أثار الجدل بشأن تعيينه ران باراتز (42 عاماً) مستشاراً إعلامياً جديداً له، الغضب في واشنطن وفي داخل إسرائيل.
واتهم باراتز في تعليقات نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أوباما، بمعاداة السامية، وأشار في أخرى إلى أن قدرات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العقلية، هي قدرات مراهق في الثانية عشرة من عمره.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن كيري تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الخميس وفهم أنه “سيعيد النظر” في تعيين باراتز بعد محادثاته في البيت الأبيض.
لكن نتنياهو الذي قال إنه لم يكن على دراية بتعليقات باراتز على موقع فيس بوك ومقالاته الإلكترونية -والتي نشرت قبل إعلان تعيينه في المنصب- رفض هذا التفسير.
وكتب يقول: “لم أقل إنني سأعيد النظر في تعيين ران باراتز بل إنني سأبحث الأمر عندما أعود”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *