“المال” يعمِّق جراح “إخوان مصر”

 
انتقل الصراع الداخلي الذي يضرب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، على مناصب القيادة، إلى مربع التمويل، فما بين المنع والعطاء، يدخل التنظيم طورًا جديدًا من الصراع الذي يمتد هذه المرة إلى القاعدة.
يقود إبراهيم منير، رئيس مكتب الإخوان بالخارج، الذي يتخذ من لندن مقرًا له، شراع سفينة الجماعة ماليًا، حيث احتفظ “منير” بكافة الصلاحيات المالية في يده بمساعدة محمود عزت، ويرفض أي تدخل في هذه الأمور دون الرجوع إليه، بحسب مقربين منه.
وخلال الأسابيع الماضية، استخدم “منير” سلاح المال للتأثير على خصومه في الجماعة، والذين يطالبون برحيله بصحبة “الحرس القديم”، كما يحلو لشباب التنظيم أن يسميهم.
في خطوة مفاجئة، منع إبراهيم منير “حنفيَّة الفلوس” المتدفقة على إخوان الداخل والقادمة من مكتب لندن، كما قلّص ميزانية “إعانة أسر أعضاء الجماعة المحتجزين في السجون، والذين لقوا مصرعهم”، في خطوة للتأثير على نفوذ الطرف الآخر، الذي يحشد القواعد للإطاحة بالقيادات القديمة.
الخطوة السابقة، أثارت غضب الأسر المتضررة والفقيرة داخل صفوف الجماعة بمصر، فأرسلت شكاوى إلى اللجنة العليا، لإدارة أنشطة الجماعة داخل مصر، كما أرسلت أيضًا رسائل مماثلة إلى عدد من قيادات الجماعة المقيمين بالخارج، لإظهار تضررهم من انخفاض حجم الإعانات المادية المخصصة لهم.
مصادر من داخل الجماعة،  عن ارتباط أزمة التمويل بالصراع على إدارة الجماعة بالخارج، بين جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام، وجبهة محمد كمال، الذي يقود لجنة إدارة الجماعة بالداخل.
المصادر قالت إن “منير” وعزت المتحكمينِ في أموال الجماعة، بررا سبب تقليص الميزانية، إلى رفضهما نشاط “اللجان النوعية” داخل صفوف الجماعة في مصر، والتي نفَّذت أعمال تخريب ضد منشآت الدولة، وهو ما ترفضه القيادات القديمة، بحسب المصدر، بينما يقود تيار الشباب، توجهات لاستخدام العنف خلال الفترة الحالية، وهو الخلاف الممتد لما يزيد على 3 أشهر، منذ القبض على عضوي مكتب الإرشاد في مصر، محمد طه وهدان ومحمد سعد عليوة.
وفي نفس الإطار، كشفت مصادر من داخل المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان بمصر، أن 600 طالب إخوانيا من الهاربين إلى السودان، يتعرضون لأزمة مالية طاحنة، بسبب تهرب إبراهيم منير من مواصلة منحهم التمويل، فلجأت لجنة معينة لإدارة ملف هؤلاء الطلاب برئاسة محمد البحيري، إلى تسكين الطلاب في معسكرات إيواء، لتكشف تلك الأحداث عن قصة تشريد طلاب كانوا يحسبون أنهم في جهاد من أجل الله، تحت لواء الجماعة، بحسب رواية أحدهم.
استخدم “إبراهيم منير” سلاح “التضييقات المالية وغياب الرعاية الصحية والتعليمية”، كوسيلة للضغط على الطلاب لوقف تنسيقهم مع أي طرف آخر، خاصة فريق الشباب الساعي للإطاحة بالحرس القديم.
ويقول قيادي بقسم الطلاب المركزي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر،  إن الطلاب يعانون الجوع المدقع، وقيادات الجماعة التي تتخذ من بلاد الغرب مقارات لهم، لا يبالون بما يجرى للطلاب، فيما يفكر الكثير منهم في العودة إلى مصر، وتسليم من صدر بحقهم أحكام انفسهم لأجهزة الأمن.
وتصاعدت أزمة داخل الإخوان، على خلفية إصدار مكتب الإخوان المسلمين الذي يتخذ من لندن مقرًا له، قرارًا بإقالة محمد منتصر، من مهمته كمتحدث إعلامي، وتعيين الدكتور طلعت فهمي خلفًا له، في أعقاب تزايد دعوات لشباب الإخوان المسلين في مصر والمقيمين بالخارج، لإقالة الأمين العام محمود حسين، والذي يقود فريق “الحرس القديم”، الذي يحاول الشباب انتزاع قيادة التنظيم من سيطرته.
وطالب الشباب، بإجراء انتخابات جديدة على مكتب الإرشاد ومجموعة من هيئات الجماعة بالخارج والداخل، تتضمن مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، ورابطة الإخوان بالخارج، التابعة للتنظيم الدولي، بالإضافة إلى مكتب الإخوان المصريين بالخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *