الجنس اللطيف يقتحم “مهنة المتاعب” في إقليم كردستان

 
تقتحم النساء في إقليم كردستان، بوتائر متسارعة، عالم الصحافة وسط التطور الذي يشهده حقل الإعلام، والهدوء النسبي الذي يتمتع به الإقليم، قياسا لباقي مناطق العراق المضطربة.
ويقول متابعون للشأن الكردي إن الإقليم يسعى إلى “تأنيث” الصحافة التي توصف بـ “مهنة المتاعب”، والتي ظلت لسنوات حكرا على الرجال.
ويضيف المتابعون أن هذا الواقع الإعلامي أظهر مجموعة من الكفاءات النسائية التي فرضت نفسها في الساحة الإعلامية، لتثبت أنها قادرة على حمل رسالة الصحافة، وعلى أن تكون أهلا للقب “صاحبة الجلالة”، الصفة الأخرى التي تطلق على الصحافة.
وتقول مصادر إن سياسة إقليم كردستان، التي فتحت مسار الإعلام بمختلف أشكاله أمام المرأة، مهدت أرضية مناسبة للصحافيات الكرديات كي يثبتن مهاراتهن على أكثر من صعيد، ويؤكدن قدرتهن على تحمل أعباء هذه المهنة الشاقة.
وتشير المصادر إلى أن خوض المرأة الكردية للتجربة الإعلامية لا تقتصر على أداء رسالة الإعلام فحسب، بل تمتد لتلامس العادات والتقاليد والقيود التي تكبل حرية المرأة، في إقليم لم يستطع الخروج، تماما، من إرث التقاليد المحافظة.
ويقول خبراء أن ظهور المرأة على الشاشات ووقوفها خلف الكاميرات وملاحقة الأخبار كمراسلة في الميادين نجح في كسر تلك الصورة النمطية التي تقول إن المرأة هي للبيت والانجاب.
وتحظى كليات الإعلام في إقليم كردستان بإقبال شديد من الفتيات اللواتي يرغبن في خوض غمار الإعلام، خصوصا وأن التميز في ميادين “السلطة الرابعة” يعطي لصاحبه نجومية تعادل، أحيانا، نجومية فناني السينما.
وتطالب مؤسسات إعلامية في كردستان العراق، بأن يتحول هذا الحضور النسائي الكمي إلى تراكم نوعي بحيث نخرج من ثنائية المرأة والرجل التي لم تعد مناسبة لروح العصر.
ويلاحظ خبراء أن الإعلامية الكردية لم تعد ترضى بالتبعية للرجل أو بالبقاء في الظل، بل هي تطمح لأن تكون جزءا من مشهد إعلامي صاخب يعكس صورة إقليم فتي يحمل الكثير من الطاقات والإمكانيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *