أول فريق نسوي فلسطيني في الوطن العربي لسباق السيارات

للنساء الفلسطينيات الأسبقية في إنجازات بمجالات متعددة على الصعيد المحلي والإقليمي، وأحياناً عالميًا، إلا أن ما يميز الكتابة عنهن في العناوين الصحفية، أنهن مادة جيدة لتناول الظلم والقهر المجتمعي في ظل الحصار والأزمات التي تضرب بلادهن في كل وقت وحين.
على غير العادة، وكسراً لقيود كثيرة قد يُلزمها المجتمع للكثير من النساء، هذه المجموعة المكونة من 5 نساء، شكلت أول فريق نسائي لسباق السيارات في العالم العربي.
انطلق الفريق عام 2009 بمساعدة القنصلية البريطانية في القدس المحتلة، مُطلقاً على نفسه اسم “أخوات السرعة”، لينافس بحرفية عالية في سباقات السيارات التي تقام في فلسطين المحتلة و الشرق الأوسط.
وتأخذ قصة  “أخوات السرعة” ندرتها ليس كونها قصة كفاح لمجموعة من المتسابقات الشابات اللواتي يتسابقن مع عادات مجتمع يحكمه التحفظ؛ بل أن هذا الفريق يتسابق تحت احتلال إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وكانت المتسابقات يدخلن تعديلات على السيارات العادية للوصول إلى الكفاءة المطلوبة ومنافسة بعض الفرق الرجالية. ويضم الفريق الذي يعتبر الأول في العالم: نور داود (25 عاما)، و ميسون جيوسي (38 عاما) من القدس، ومنى علي (29 عاما) من رام الله، ومرح زحالقة (23 عاما)، وبيتي سعادة (35 عاما) من بيت لحم.
وأخذت هذه القصة منحدراً سينمائياً، فقد تم تجسيد السيدات الخمس في فيلم وثائقي عرض مؤخراً في مهرجان الفيلم الوثائقي الدولي في شيفيلد،  والذي تناول مغامرات الفتيات في السباقات المختلفة، وتطرق للصعوبات التي يعانين منها في ظل منافستهم في رياضية ذكورية وفي مجتمع محافظ.
وتقول منى علي أنها كانت تشارك في السباقات منذ طفولتها، وحصلت على رخصة القيادة في سن الـ16، حيث كانت تستعير سيارة أختها وتقوم بجولات عديدة في شوارع رام الله الخالية ليلاً.
يشار إلى أن منى علي كانت أول امراة تنضم للإتحاد الفلسطيني الناشئ لسباق السيارات، وعلى الرغم من أنها لم تكن موضع ترحيب بين الأولاد، إلا أنها أصرت على المواصلة.
أما المتسابقة مرح زحالقة، فإن والدها يرى أن دعمها أهم من شراء أرض للبناء عليها، مقرراً شراء سيارة لها رغم معارضه جدها لخوضها هذه السباقات.
وواجه الفريق صعوبات وتحديات مختلفة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، ويستعرض الفيلم الوثائقي الضغوطات الإقتصادية والتضحيات التي تقدمها أسر المتسابقات لهن في سبيل دفعهن نحو أحلامهن، حيث تعد هذه الرياضة مكلفة جداً نتيجة الصيانة المستمرة والتصليح والتدريب في ظل الوضع الإقتصادي المتهالك نتيجة للإحتلال. وبعدما كسر هذا الفريق الكثير من الحواجز، أصبحن لاعبات رئيسيات ومعروفات محليا وعالمياً، وازدادت شعبيتهن شكل واسع.
ويعبر هذا الفريق عن عزيمة الفلسطينيين التي لا يقهرها الإحتلال، بل يزيدها إصراراً للحصول على الحرية من خلال المساعي المختلفة في كل المجالات رغم الإحباطات والمعيقات التي يضعها الاحتلال للفلسطينيين
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *