الخبير البترولي د/ رافد عبيد النواس نقيب نقابة المحاسبين والمدققين بجمهورية العراق لبوابة العرب اليوم

– سيطرة داعش على حقول النفط فى سوريا والعراق وضخ انتاج يفوق حاجة الاسواق ادي الى تراجع اسعار النفط
– الحكومة العراقية اقترضت 25 مليار دولار من البنك الدولي لدفع رواتب الموظفين والوفاء بالتزاماتها النقدية
– وحدة الموقف العربي فى المجال النفطي وتنسيق السياسات العربية على المستوي الاقليمي والدولي كفيلة بمواجهة ازمة النفط
 
 
فى ظل ازمة تدني اسعار النفط والتى ضربت المنطقة بصفة عامة ودول الخليج بصفة خاصة نظمت المنظمة العربية للتنمية الادارية مؤتمرا فى القاهرة بمشاركة خبراء النفط فى المنطقة العربية لبحث سبل مواجهة ازمة النفط وعلاجها وعقب انتهاء هذا افلمؤتمر كان لنا هذا الحوار مع الخبير النفطي العراقي د /رافد عبيد النواس نقيب المحاسبين والمدققين بجمهورية العراق
  
ماهي وجهة نظركم فى الاسباب الرئيسيه التى ادت الى تراجع أسعار النفط فى السنوات الأخيره بعد موجة الارتفاعات التى شهدتها ؟
ان تراجع اسعار النفط فى الفتره الاخيره هو لاسباب سياسيه تجتاح العالم منها الصراعات والحروب فى منطقة الشرق الاوسط وسيطرة الدواعش فى العراق وسوريا على ابار النفط وبيعه باسعار زهيده بالاضافه الى ان هناك اسباب اخري منها وفرة الإنتاج وضخ كميات تفوق حاجة الأسواق وخاصة بعد الازدياد المطرد في إنتاج النفط الصخري الأمريكي والنفط الرملي الكندي ومن ثم إلغاء الولايات المتحدة لقيود تصدير النفط الأمريكي أو زيادة معدلات الإنتاج من قبل العديد من الدول سواء كانت ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك) وخاصة بعد استمرار العمل بسياستها التي اعتمدتها في (ديسمبر – عام 2014) والتي تستهدف المحافظة على حصتها من الأسواق العالمية مقابل زيادة المعروض من النفط عالية الكلف كالنفط الصخري والنفط المنتج من الحقول الهامشية بالمقارنة مع نفط دول الأوبك المعروفة بانخفاض كلف إنتاجها .
كما يوجد سبب اخر هو ان  الدول المنتجة خارج الأوبك (وهي مسؤولة عن ثلثي الإنتاج) كروسيا ودول من أمريكا اللاتينية وغيرها تعمل على رفع معدلات إنتاجها بحيث تفوقت كل من أمريكا وروسيا على المملكة العربية السعودية بمعدلات إنتاجها السنوية والإصرار على إلقاء مسؤولية الحفاظ على الأسعار على كاهل دول الأوبك وبشكل خاص الدول العربية منها والمطلة على الخليج العربي وهو مايجعل البترول العربي معروض بسعر قليل
2 : هل تري ان هناك مؤامره امريكيه ايرانيه خاصه بعد الاتفاق النووي الاخير لضرب اسعار النفط العربي ؟
بلا شك الاتفاق النووي الاخير بين امريكا وايران جعل الدول المصدره للنفط العربي فى مأزق يؤثر على الانتاج والتصدير وخصوصا ان ايران لديها ايضا نفوذ بترولى فى هذا العالم لايمكن الاستغناء عنه ولكن الوجود النووي لايؤثر على الاستخدامات البتروليه للطاقه وتظل امريكا والدول الكبري تعمل جاهده على عدم زيادة البترول الى 100 دولار مره اخري
3 : هل هناك تاثير للمنظمات الارهابيه وعلى راسها داعش والنصره التى قامت بالاستيلاء على ابار النفط فى العراق وسوريا وليبيا اثر على اسعار النفط ؟
بلاشك تلعب المنظمات الارهابيه المسيسه من قبل الدول الكبري لضرب اسعار النفط فهى تبيع البترول المسروق من الابار بسعر 5 دولار للبرميل فى حين ان اسعار الاوبك تصل الى 30 دولار للبرميل فداعش تعتبر جزء من الازمه السياسيه العالميه بسبب الوضع الامني وعدم السيطره عليها وبيع البترول باسعار زهيده وشراء الدول البترول من الدواعش اثر على اقتصاد الدول فنحن فى العراق هناك ازمه سيوله ونقد جعلت العراق فى ازمه فى دفع رواتب الموظفين
4- وكيف ساهم داعش فى انخفاض اسعار النفط العربي ؟
المشكله هذه جعلت شركات النفط فى العراق تنتج اسعار النفط بالعراق بسعر 22 دولار للبرميل وتبيعه بسعر 25 دولار للبرميل وهو ماجعل المكسب 3 دولار فقط وهو مايعني اننا اصبحنا نعمل لدي هذه الشركات بالدين ولانستطيع ان نوفى بالتزاماتنا فلجأ العراق الى اقتراض 25 مليار دولار من البنك الدولى لسد ازمة النقد
فاصبح العراق فى خسارتين رخص اسعار النفط وزيادة تكلف الانتاج عن البيع كما قلت سابقا فاصبحت تجارة البترول غير مربحه
5- ما تقيمك لاداء منظمة الاوبك وهل تري الخلافات بين الاعضاء ادى الى هذه النتيجه ؟
ان منظمة الاوبك اصبحت ضعيفه وليس لها ثقل نظرا للخلافات بين الدول الاعضاء كما ان هناك دول منتجه كبري خارج منظمة الأوبك لا تريد ان تخفض من انتاجها وهى تتحدي الاوبك لان قرارات الاوبك غيرملزمه لهاوخصوصا فى ظل الازمه الاقتصاديه العالميه كما ان الدول الكبري لاتريد ان يرتفع سعر النفط الى حدود 100 دولار مره اخري فهي تعمل جاهده بان لا يتعدي سعر البرميل من 40 الى 50 دولار وهذه هي اسعار السبعينات وهذه الازمه تعاني منها الدول العربيه المنتجه للنفط بسبب السياسات التى تتبعا الدول الكبري ودخول داعش والمنظمات الارهابيه بسرقة النفط وبيعه بأسعار زهيده جدا
6- هل تري ان ظهور بدائل الطاقه الجديده والمتجدده اثر على اسعار النفط ؟
ان ظهور بدائل الطاقه الجديده والمتجدده واستخدامات الدول الكبري بالفعل اثر على اسعار النفط ولكن بنسب لأننا فى منطقة الشرق الاوسط نعتمد على البترول بنسبة 90 فى المائه ولكن الدول الكبري استخدمت الطاقه الجديده والمتجدده بنسب ايضا وهو اثر على استيراد النفط العربي ولكن سيظل البترول هو الوسيله الاسهل والاسرع لتوفير الطاقه فى المصانع والنقل والانتاج والتحرك بين الدول
7- ما مدي تأثير انخفاض البترول على اقتصاديات الدول العربيه من وجهة نظرك وماهي البدائل المطروحه لمواجهة تلك الأزمه ؟
أن التطورات والتغيرات العميقة التي تشهدها المنطقة العربية فرضت واقعا جديدا، وفرضت تحديات تستوجب على مؤسسات العمل العربي المشترك، التفاعل معها وتطوير أنشطتها وأهدافها لمواكبة المستجدات، والمساهمة في وضع تصوراتها وتكييف برامج عملها لمواجهة تأثيرات هذه التحولات والتغيرات في الوطن العربي.
 
فيجب على المنظمات العربيه وهيئاتها المتخصصة الارتقاء بعملها إلى مستوى حجم التحولات التي تجرى داخل المجتمعات العربية، والاستجابة لمشاغل وحاجيات وهموم المواطن العربي مثل الحد من الفقر ومن نسبة البطالة، ومحاربة الفساد بكل أنواعه وهو أحد الأوبئة التي تمس دولنا العربية، وتحسين النظام الصحي والتعليمي، والحد من هجرة الأموال والكفاءات العربية، والتغلب على شح المياه والعمل على تصويب الانكماش الاقتصادي، ودحر جرائم التنظيمات الإرهابية والأيدلوجيات المتطرفة التي تعمل على التخريب والهدم والقتل وتهديد السلم الاجتماعي، وإعاقة وتيرة التنمية ومقومات الحياة بشكل عام
.
وان تاثير أزمة النفط على اقتصاديات الدول العربية التي تنظمة الجامعة العربية وبحضورى وحضور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق ولفيف من خبراء البترول في الوطن العربي جعلتنا نفكر إلى ضرورة  إعادة النظر في سياسيات وآليات وأهداف منظمات العمل العربي المشترك ، وكسب رهان التنمية المستدامة ببعديها الاقتصادي والاجتماعي وبناء القاعدة العلمية وتوطين التكنولوجيا المتطورة في المنطقة العربية.
 
كما نطالب بالعمل الحثيث لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية وإرساء أركان الحكم الرشيد ومبدأ الشورى، وتمكين المرأة وافساح المجال أمام الشباب العربي لتوظيف طاقاته في الانتاج المثمر واشراكه في القيادة وفي صناعة القرارات التى تتعلق بمستقبل اوطانهم، وتأمين وتحصين البلدان العربية واقتصادياتها من الهزات المحتملة مستقبلا.
 
كما طالبنا أيضًا بضرورة وحدة الموقف العربي في المجال النفطي وتنسيق السياسة العربية على المستوى الإقليمي والدولي، والعمل ككتلة عربية واحدة أسوة بالتكتلات الدولية الأخرى وذلك للحد من التأثيرات السلبية للصناعة البترولية العربية.
 
كما انني أشير فى هذا الصدد إلى أن هذه الهزة القوية والعنيفة لانخفاض سعر البترول ربما تكون بمثابة صحوة فرضت على الدول العربية المنتجة للنفط لتعيد تنظيم اقتصادياتها وخططه التنموية حسب مفهوم جديد ومصادر متنوعة للاقتصاد وتهيئ نفسها بكل جدية لمرحلة ما بعد النفط، وعدم الاعتماد الكلي على عوائد البترول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *