عقب زيارة وفد الجهاد الإسلامي للقاهرة داود شهاب الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد لبوابة العرب اليوم

نرحب بنداء الرئيس السيسي لتحقيق المصالحة ونأمل فى ترجمة هذا النداء الى اليات لتطبيق ما تم الاتفاق
– المبادرة الفرنسية لن تقدم شيئا لانها تحاول إعادة إنتاج صيغ المفاوضات السابقة
– لنا علاقات مع ايران ولكن لن تكون إبداء أداة لأحد
فى اطار جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية استضافت القاهرة مؤخرا وفد الجهاد الاسلامي الفلسطيني برئاسة رمضان شلح وعقب انتهاء تلك الزيارة كان لنا هذا الحوار مع السيد داود شهاب الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد
1- ما هي أهداف زيارة وفد الجهاد الإسلامي للقاهرة في هذا التوقيت ؟ وما هي أهم النتائج التي تمخضت عنها تلك الزيارة ؟
 أولاً نحن ننظر للعلاقة مع مصر نظرة إستراتيجية، فمصر دولة كبيرة ولها وزنها وثقلها وتأثيرها ، وكانت ولا زالت صاحبة دور محوري في الأمة بوجه عامة ودورها أكثر أهمية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، ولذلك العلاقة مع مصر لم تنقطع ، وهناك تواصل مستمر .. وفي هذا السياق جاءت زيارة وفد الحركة برئاسة الأمين العام للحركة الدكتور رمضان شلّح للقاهرة في إطار التباحث والتواصل المستمر مع القاهرة بشأن مستجدات الوضع الفلسطيني.  
2- وما هي رؤيتكم للأفكار التي طرحها الرئيس السيسي مؤخرا بالنسبة للقضية الفلسطينية ؟
حركة الجهاد الإسلامي رحبت بالنداء الذي أطلقه الرئيس السيسى لإتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، والذي أعلن خلاله أن مصر ستستأنف جهودها لإنهاء الانقسام.
هذا هو الدور الطبيعي لمصر، وما نريده اليوم هو ترجمة نداء أو دعوة الرئيس السيسي، بمعنى أن تكون هناك آليات تباشر القاهرة لتطبيق ما تم الاتفاق عليها سابقاً خلال الحوارات التي جمعت الفصائل في القاهرة.
مصر هي التي رعت المصالحة الفلسطينية ، وهي صاحبة الدور الأهم في تاريخ القضية الفلسطينية ونحن نتطلع كما قلت لأن يتعزز هذا الدور ويتطور لجهة تحقيق تطلعات الأمة في استعادة الحقوق الفلسطينية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإنقاذ المقدسات التي تتعرض لهجمة تهويد واستباحة شاملة من قبل الاحتلال الصهيوني.
 
3- في ضوء الجدل الدائر حاليا حول المبادرة الفرنسية ما هي رؤيتكم لتلكك المبادرة ؟ وهل يمكن أن تكون أساسا صالحا لحل القضية ؟
المبادرة الفرنسية لن تقدم شيئاً، لأنها تحاول إعادة انتاج صيغ المفاوضات السابقة التي وصلت لطريق مسدود ، إذا هي لا تسعى لإنقاذ الشعب الفلسطيني ، وإنما المراد منها هو إعادة إحياء عملية التسوية الميتة..
من يتحمل مسؤولية فشل الجهود السياسية بالدرجة الأولى هي “إسرائيل” ، التي تواصل حربها على الشعب الفلسطيني وتهود المقدسات وتبتلع الأرض بالمستوطنات وتحاصر قطاع غزة . وبالتالي هي مسؤولة عن كل ما يترتب على عدوانها.
“إسرائيل” تستخف بكل الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية ، ولقد رأينا جميعاً كيف استقبلت المبادرة العربية !! لقد استقبلتها بالحرب من خلال ما عرف في حينه بعملية السور الواقي التي انتهت باغتيال الرئيس ياسر عرفات رحمه الله، وببناء جدار الفصل العنصري.
ولذلك نحن نرى أن تعطى الأولوية لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والتوافق على برنامج عمل فلسطيني لمواجهة سياسات الاحتلال وإنقاذ فلسطين.
4 – وهل تتوقعون أن يعمل المجتمع الدولي على إجبار اسرائيل على القبول بتلك المبادرة ؟
التجارب كلها أثبتت عجز المجتمع الدولي عن ملاحقة “إسرائيل” ، عجزوا عن إلزام حكومة الاحتلال بوقف البناء الاستيطاني حتى طلب تجميد البناء في المستوطنات لفترة زمنية محدودة رفضته “إسرائيل” ولم تستطع الدول الكبرى إجبارها على احترام هذه المطالب!!
اليوم “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب ، تقتل الأبرياء ، وتدمر البيوت وتهود المقدسات وتعتدي على التراث الإنساني ، ولا تلتفت أبداً لكل النداءات المطالبة بالكف عن العدوان والإرهاب.
مئات الدعوات والنداءات أطلقتها جهات ومنظمات دولية من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة ، وقرارات قضائية صدرت لوقف بناء جدار الفصل العنصري ، هل التزمت بها “إسرائيل” ؟؟ الجواب : لا !! إذا هل هناك ضمان بنسبة 1% لإلزام حكومة التطرف التي يقودها ثالوث التطرف والإرهاب في “إسرائيل” بشيء؟؟!!!
5- ما هي وجهة نظركم في الأسباب التي أدت إلى عرقلة ملف المصالحة حتى الآن ؟
المصالحة ما زالت متعثرة ، لكن إذا كان من أمل يمكن أن يتجدد فيها ، هو عودة الدور المصري.
الأسباب التي أعاقت تطبيق المصالحة أسباب عديدة، يمكن القول عدم الجدية ، وأيضاً عدم الالتزام ، والرهان على المتغيرات الإقليمية والدولية ، ومسار المفاوضات والتنسيق الأمني ، وأزمة الثقة بين الطرفين .. أسباب عديدة ، لكن نحن نثق بقدرة مصر على رعاية هذا الملف وصولاً إلى إنجاز مصالحة حقيقية .
 
6- وهل يمكن أن تقومون بدور الوساطة بين فتح وحماس ؟
نحن لسنا وسطاء ، نحن جزء من الشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين بسبب كل هذه التعقيدات، قمنا بجهود كبيرة مع باقي الفصائل ، وأيضاً ساهمنا إلى جانب الدور المصري الذي هو الأساس، وما زلنا نسعى ونحاول ، لكن كما أشرت سابقاً بأن الدور الذي نعول عليه هو دور مصر المركزي والمحوري.  
7- وهل تتوقعون عقد مؤتمر شامل للمصالحة بحضور كل الفصائل بالقاهرة خاصة بعد تحسن العلاقات بين مصر وحركة حماس ؟ وها هي فرص نجاحه ؟
في الزيارة الأخيرة للأمين العام لمصر ، علمنا أن هناك تواصلاً مفتوحاً بين الأشقاء المصريين وكل من حركتي فتح وحماس ، لكن لم نبلغ بمواعيد محددة لدعوة الحركتين للحضور إلى القاهرة لمناقشة ملف المصالحة. ونأمل أن يتم ذلك في القريب.
8- في ضوء تصاعد التوتر الحالي بين اسرائيل وحركة حماس هل تتوقعون ان تقدم اسرائيل على عدوان واسع النطاق على غزة خلال الأيام القادمة ؟
أولاً “إسرائيل” كيان يحتل أرضنا ويحاصرنا ويقتل شعبنا ، وبالتالي العدوان قائم لم يتوقف ، وهناك تصعيد عدواني يأخذ أشكال متعددة لكنه في تصاعد دائم .
فمثلاً إسرائيل تحاصر قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أعوام ، ولم تلتزم بأي تعهدات ، حتى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في القاهرة برعاية مصرية في العام 2014، والذي بموجبه كان يجب على إسرائيل رفع الحصار ، لم تلتزم به ..
والتهديدات الإسرائيلية قائمة ، ولذلك نحن نؤكد أننا سندافع عن أنفسنا في مواجهة أي عدوان قادم . هذا حقنا وواجبنا الذي لن نتخلى عنه.
9- وما هي آخر التطورات بالنسبة لملف تبادل الأسري ؟
ملف الأسرى من القضايا الحساسة جداً بالنسبة للشعب الفلسطيني ، وهناك معاناة كبيرة للأسرى ولذويهم ، هذه المعاناة دفعت العديد من الأسرى الفلسطينيين لخوض الإضرابات المفتوحة عن الطعام لفترات طويلة للمطالبة بحقهم في الحرية . هذه التجربة التي قادها الشيخ خضر عدنان حققت نجاحات مهمة .
لكنها جزئية بالمقارنة مع العدد الكبير من الأسرى في السجون ، ووجود أسرى أمضوا فترات طويلة وآخرين مرضى وأصحاب أحكام عالية .
لهذا نحن نرى أن من حقنا العمل على أسر جنود ومستوطنين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال .
10- في ضوء العلاقات الطيبة التي كانت تربط بين الحركة وإيران ما هي طبيعة العلاقات الآن في ظل توتر العلاقة بين إيران ودول الخليج ؟
“الجهاد الإسلامي” هي حركة فلسطينية مهما كان دورها ووزنها فاعلاً في فلسطين، فإنها تبقى حركة صغيرة إذا ما نظرنا إلى حجم العلاقات وتعقيدات وحساسية هذه العلاقات بين الدول والحكومات خاصة الدول الكبرى.
نحن نتحرك في علاقاتنا مع الدول على قاعدة حماية القضية الفلسطينية والعمل على خدمة الشعب الفلسطيني والدفاع عنه وإبقاء قضيته حية. وكذلك توفير ما أمكن من دعم لمشروع المقاومة على أرض فلسطين الذي هو دورنا وواجبنا وتكليفنا الشرعي والوطني والأساسي.
ولذلك سياستنا في العلاقات مع شعوب أمتنا والشعوب الحرة ، تقوم على تجنيب قضيتنا كل الخلافات القائمة ، مع تأكيدنا الدائم على هويتنا كحركة فلسطينية وانتمائنا القومي والإسلامي والوطني.
ومن حقنا كحركة مقاومة لديها قوائم طويلة من الشهداء والأسرى والجرحى ، وكحركة تدافع عن الشعب الفلسطيني وتواجه عدواً مدججاً بترسانة أسلحة يوظفها للحرب على شعبنا وأرضنا ، فمن واجبنا أن نعد العدة ونستعد دوماً لأي مواجهة قادمة ، وهذا كله يحتاج للدعم والإسناد وهذا ما نعول على أمتنا وأصدقائنا لتوفيره بالحد الأدنى الذي يمكننا من استمرار عملنا المقاوم.
علاقاتنا تقوم على هذا الأساس فقط ، وسياستنا واضحة أننا لسنا جزء من أي استقطاب أو صراع قائم، هويتنا معروفة وانتماؤنا واضح ودورنا وتكليفنا معروف، ولن نكون أبداً أداة لأحد.
11- في النهاية في ضوء الحصار الذي يتعرض له قطاع غزة ؟ وما هي إمكانية إعادة فتح المعبر في الأيام المقبلة ؟ وما هي العقبات التي تحول دون فتحة ؟
أولاً : الذي يحاصر قطاع غزة هو الاحتلال الإسرائيلي ، فالاحتلال هو من يتحمل كامل المسؤولية عن جريمة استمرار الحصار الظالم على قطاع غزة .
معبر رفح هو ممر وشريان حياة قطاع غزة ، وقرار فتح المعبر هو قرار مصري ، باعتبار أن مصر هي صاحبة السيادة الأولى والأخيرة عليه. في زيارة قيادة الحركة الأخيرة للقاهرة كان لموضوع المعبر النصيب الأكبر من المباحثات والحديث مع المسؤولين المصريين، وقيادة الحركة استمعت لما لدى القاهرة من نقاط تتعلق بالمعبر .
وفد الحركة قدم للإخوة المصريين رؤية تتعلق بعدم تأثر المعبر بحالة الانقسام ، باعتبار أن المعبر مصري وقراره مصري أيضاً ، ومصر عندما تفتح المعبر لا تجامل أحداً وإنما تقوم بدورها لتخفيف الأعباء عن الشعب الفلسطيني بعيداً عن أي اعتبارات تتعلق بهذا الفصيل أو ذاك.  
والمعبر كان يعمل في كل الظروف ، حتى عندما كان الاحتلال الإسرائيلي موجوداً في قطاع غزة ، وعندما كانت إسرائيل تحتل أجزاءا من سيناء كانت الحركة التجارية والتنقلات بين مصر وقطاع غزة قائمة.
الأشقاء المصريون يتفهمون كل هذه الأمور، ونحن أيضاً نتفهم ملاحظاتهم ، ونأمل تجاوز كل الظروف الصعبة وأن يشهد معبر رفح انفراجة قريبة بإذن الله تعالى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *