الشاعر اللبنانى نبيل أحمد القيسى فى حواره لبوابة العرب اليوم : مصر ستظل القاطرة الثقافية رغم محاولات بعض الدول بتهميش دورها الحيوى

 
هو شاعر لبنانى قام بعزف سيمفونيته الخاصة ليطرب بها من أراد أن يستمتع بها بصوت حنون تغنى ما بداخله من أشعار تثير بالوجدان دفء العلاقات والمشاعر 
فتهتز له العقول  غبطة و دهشة  فعلى مشارف عطاءه الشعرية والقصصية نرى ، الفرح و الشجن، البسمة و ألم. 
فيدعونا للتواصل  معه لاحتساء شراب العقل والروح  الهاطلة على شرفات أعماله، فننقاد نحو عباراته المنثورة على عتبات الروح.فنشاركه نبض التلاقي، ولقاء الإحساس بالإحساس، والصمت بالصمت، والبوح بالبوح فنصل بعد ذلك ميلاد قصيدة، حملت حكاية شعور من لبنان، عرّفته ببلاغته العتيدة، هو الشاعر اللبناني نبيل أحمد  القيسى 
فلقد تحدث معنا خلال حواره حول نشأته الشعرية فى دولة لبنان بمدينة صيدا فتأثر خلال الفترة الجامعية بالشاعر اللبنانى يوسف الأبن  وقد بدأ من خلال ذلك نقطة أنطلاقه الحقيقة  والتى أثبت من خلالها أنه يمكن للكتابة الشعرية والقصصية والروائية أن تتخطى حدود الزمان والمكان فإدرك حينها أن مستقره الحقيقى فى محافظة القاهرة – مصر دولة ألتقاء المواهب العربية من جميع أنحاء العالم .
وأكد على عبارة مميزة تشير على أن مصر هى الخيط السميك التى تغزل منها العديد من الأنسجة الحيوية الصالحة لاستخدامها فى مجالات الفن والثقافة والاجتماعيات ويثبت ذلك أن ما تروجه الشائعات على أهدار التراث العربي بمختلف الدول العربية لا يعنى التخلى عن الأصالة والفن بل على العكس من الطبيعى أن تتعرض أى دولة لمرحلة أنهيار ومرحلة تحدى تتحدى به ذاتها قبل غيرها  
لذا لم يرى مصر سوى قاطرة السلام التى تقود به إلى الأمان والسلام الداخلى قبل الخارجى .
فكتب على ضوء ذلك العديد من القصائد العربية التى أثرت بالوجدان العربي سؤاء لدولة العراق أو ليبيا عن عمر المختار  أو سوريا وقصائد تتحدث عن الأحداث فى بيروت وقصائد مختلفة فى حب مصر ومن أشهرهم ” يا مصر لا تخذلينا ” بالاضافة إلى كتابة قصائد خاصة لسيناء وأفتتاح قناة السويس الجديدة وكتابة قصائد لأرملة  الشهيد
وقام بتقديم قصيدة وطنية أخرى لقناة صدى البلد للمذيعة الإعلامية سلوى البسيونى أثناء عملها بالقناة لتقدمها مقدمة لجنائز وتشييع جثمان الشهداء الضباط وتخاطب القصيدة ” طاعون الأنتحارية ”    
وقد تنوع ما بين الكتابة السياسية  والرومانسية  والاجتماعية  سؤاء فى  مجال الشعر والقصة والرواية والمقال  ويشجع على حينها الكتابة باللغة العربية الفصحى  وعشق على أثارها  الشعر القديم وخاصة شعر المتنبى   .
وانتقل فى كتابته الأدبية بين العديد من المواقع الاخبارية كمثل موقع جريدة صوت مصر الحرة ، حركة الإعلام المصرية لمناهضة التضليل الأسود ، موقع كلمات على أوراق خريفية ، مصر أرض الكنانة ، تحيا مصر ، جريدة المدى الاخبارية بمحافظة الدقهلية ، جريدة أخبار اليوم ، أتحاد الإعلاميين العرب ، القيسيون فى لبنان .
ويحلل ذاته بأنه لم يولد  مهيئا لهذا الداء فالشّعر داءٌ، عضال لا شفاء منه .
 ولكنه يعيش أمام مرآةٍ صقلها  جيداً كي لا يفترسَ ظله مع انحدار قوس الشمس .
 فبدأ محاولة الكتابة بسنٍ مبكّر  فكتب العديد من  المجموعات قصصية  والتى لقت عدد كبير من المعجبين ومن أقرب الفنون الأدبية  إليه فن  القصة القصيرة 
وقد شارك بعدد كبير من الصالونات الثقافية وتأثر بعدد من الشعراء واستقر به المطاف فى المشاركة بصالون أ/  تغريد فياض العربي اللبنانى الرابع عشر فيري أنه صالون يجمع جميع الجنسيات وجميع الفئات العمرية ويتميز بالتباين الاجتماعى ويشمل العديد من النماذج الشعرية التى تتحدث عن مكنون الذات دون قيود للملتقى الحوارى   
 ليؤكد بأنه يحبذ بشدة فكرة  الصالونات الثقافية لما تتواجد بداخلها الحلقات  التفاعلية  وملتقى  تعارف بين أدباء ومثقفين الدول العربية 
وكان يتمنى أن تكون معظم  الصالونات الثقافية والشعرية أكتر تنظيمًا وبها الامكانيات المادية التى تشمل فى  دعواتها الأدباء والمثقفين من خارج الدولة  ولم تقتصر على التواجد بمحافظة القاهرة والمحافظات بل تمتد لتشمل العديد من الدول العربية وينمى ذلك فكرة أحياء الروح الوطنية فى قلب واحد بغض النظر عن مختلف الجنسيات  .
فالشاعر هو مسيرة، خلاصات، عصارات، توتّرٌ إيقاعي (بالضرورة أن يكون تصاعدياً)، فليس من العدالة بمكان تجزئة التجربة الشعرية لشاعر ما، فهي أشبه بفرط عقد بديع من اللؤلؤ حبّة حبّة، فلا يبقى من بداعته شي..
وينتقل للحديث عن المشهد الثقافي العربي فى فترة الستينيات كان هناك تفاعل ثقافي عربي أكثر من الوقت الحالى فمعظم الشباب حاليا يميلون لشعر الرومانسيات والغزل والوجدانيات وقليل منهم يتطرق لنواحى وطنية عربية ..
فقد اثار ذلك بداخله النزعة للتطرق فى كتابة حال المواطن العربي  ومصائبها الذي يجب أن يرى المعزوفة الشعرية تتغنى بحال بلاده وتعبر عن ما بداخله بصرخات قوية بدءًا من فلسطين والعراق وصولا لدمشق .
كما يتمنى أن تفيض المشاعر من المثقفين العرب وأن تتحد الوسائل الإعلامية على رسائلها التنويرية وتبتعد عن أثارة النعرات والشعارات الكذبة التى يمكن بدورها أن تهدم العديد من الخطط  والأفكار التنويرية  
ومن أهم أعماله الشعرية والقصصية قصيدة أرحل يا عام ، قالت لى مريم ، عطر النيسان ، رأيتك اليوم فى منامى ، الحنين إلى المسجد ، مبروك علينا الأحرام ، أيا سيناء ، يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله ، يا ابن .. الإنسان ، كم أنت عظيمة يا أمى ، أعذرينا يا دمشق  ، قطار المسافرين وغيرهم وقصة المطلوب أثبات براءتى ، قصة سيادة القدر وقصة قصيرة بعنوان من أجل عيون الملك حسين ، كاد صديقى أن يقضى صعقا ومقالة يا صديقى أياك أن تتبلل بالمطر ومقالة هل سيغويكم الشيطان كما أقسم 
 وهذه أحد 
— مقطوعته الرومانسية —
عطر النيسان  
كتبتك شعرًا على مقلتى 
بإيقنت أنى شهيد القبل 
وهمست حدسى بأنى الذى حباك 
بصدر هواه  الامل 
وهامت بسرى ليال طوال 
تفتك فيها فتون الجمل 
 فأنده لعامى جفون الجمال
 وأينع حبى شجون الاؤل 
لحب تحيك به العادلات
 لواحد غير وأخر عدل 
وأنت وأنت سجايا الصفات 
فأين القطاء وأين الوصل 
قطاف الربيع أريج الجنان 
عام تبسم فيه الحنان 
وأجدى بعطر سماه الأزل 
وجيد تهتف فيه العيون
 فأرخى بنفسه وتيد العلل 
لأه أقول تثير الجنون
 وتمسى لصبح دعاكى الأمل 
سالينى لعمرك معنى الغياب ومعنى الوداع ومعنى الرحال 
تمنى على ثغرى نطق الجواب
 وأفطم كونى دموع المقل 
فديتك عمرى كليم الفؤاد فأن يكون لنفس الكمال 
أ سر أبوح برىء المراد ترغد عيشى بريق الجمال 
فأنا روينا سيول العتاب 
تلحف فينا جيسار الوصال 
وأشرق شمس يضىء السحاب 
ويوشم صدر كثير النوال 
وأسدل طيفى نقاط الحروف 
فضاعت وضعت ضياع الزوال
والقصيدة الثانية بعنوان
قصيدة : لِمَ يا نفسُ لا تُجاملين ؟
ويحكِ . .
يا نفسُ ، لِمَ لا تهدئين ؟
فترتاحي ، وتُريحين
وتتجملي بثوبِ عِطرٍ وياسمين . .
لِمَ لا تسكنين الهويدا ، ودنياكِ تتقبلين
بحلوها ومرِّها ، وغدر السنين ،
لِمَ يا نفسُ تُزاحمين
وترفضين الصغائر والكبائر و. . عناوين
أبت إلاّ أن تُخاصمكِ ،
وتسحق منكِ ، وتُلوِّث فيكِ الجبين
أهكذا يا نفسُ . . ستبقين ؟
أم هكذا شاءت أقداركِ أن تكونين
تُعارضين ، تصدِّين ، تمنعين
ما ليس في مزاجكِ
وفي مزاج الكثيرين
مِمّنْ هم مثلكِ . . مُحِقِّين ؟
هل هكذا أنتِ يا نفسُ لا ترتضين
أن يخدعوكِ ويعبثوا في مشاعركِ
دون اكتراثٍ ، ودون حِرصٍ . .
لِما تحرصين ؟
هل هكذا ستبقين
كالسدِّ في وجهِ العابثين المتلوِّنين
حتى وكأنّكِ ذو غصّةٍ ، لا تجرعين . .
قطرة ماءٍ قُدّمت إليكِ في كأسٍ من معين ؟
لِمَ يا نفسُ لا تهدئين
فترتاحي ، وتُريحين ؟
لقد أتعبتِ كل من حولكِ
فأنتِ يا نفسُ لا تغفرين
كما شاؤا لكِ أن تكونين
يريدونك دميةً بلهاء لا تنطق
ولا تأبه للأسافين
ولا تتألم إذا ما خِنجر أصابها في مقتلٍ
عليكِ يا نفسُ . . أن تبتسمين
و عينيكِ تُغمضين ، فلا ترين ،
إيّاكِ أن تطالبي يوماً بحقٍ
أو أثمان ما قدّمتي و تُقدِّمين
إياكِ أن تغضبي و تثورين
كثورة الجِياع . . المجانين
لقد أتعبتِني يا نفسُ . .
لِمَ لا تُجاملين ؟
لِمَ لا تتجاهلين ، وتتصنعين وتتجملين
فتكسبي ودّهم ، وتتجنبي حنقهم
ويُنصِّبوك مليكةً على عرشهم . .
ماذا ستخسرين ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *