دعوة إلى اجراءات عملية وقاطعة لوضع حد لهيمنة النظام الإيراني في العراق كأهم قاعدة للملالي لتهديد أمن المنطقة والعالم

محاربة الإرهاب وتدخلات النظام الإيراني العبثية في المنطقة هي من أهم المفردات المطروحة في مؤتمر القمة في الرياض. الملالي الحاكمون في إيران وبإثارتهم الفتن والحروب وإشاعة الطائفية ودعمهم للميليشيات المسلحة وتغذية الإرهاب، أصبحوا التحدي الرئيسي للأمن والاستقرار في المنطقة. العراق الذي كان قبل احتلاله في العام 2003 أهم سد أمام النظام الإيراني في المنطقة، بات الآن أهم قاعدة لدعم النظام الأسدي وخطرًا على دول المنطقة بعد ما سلطت الكيانات والميلشيات الموالية لملالي إيران على الحكومة وكل الأجهزة العسكرية والأمنية فيه. بينما قال الرئيس ترامب أن الغزو العسكري للعراق في العام 2003 وكذلك خروج غير مسؤول للقوات الأمريكية منه في العام 2009 بقرار من إدارة اوباما كان عملًا خاطئًا ما أدى إلى سلطة النظام الإيراني على العراق.
في الرياض من المهم أن لا تخصص كل الجهود على محاربة داعش فقط. قطع دابر كامل النظام الإيراني وعملائه في العراق، يجب أن يكون موضوعًا محوريًا في جدول أعمال الرياض. وفي حالة غير ذلك فإن النظام الإيراني سيكون الرابح من هذه الإجراءات ويسوق العراق نحو التقسيم والحروب الأهلية ويتحول إلى مركز لزعزعة الأمن والإرهاب في المنطقة.
النظام الإيراني ينفذ أجندته لمرحلة ما بعد داعش وهو قد أسس الحشد الشعبي وشكّل ذراعه العسكري بإضفائه طابع الشرعية في مجلس النواب العراق، ويخطط للفوز في الإنتخابات العراقية المقبلة بتعزيز المالكي والكيانات التابعة له.
«مسجدي» المستشار الأول لقاسم سليماني القائد المجرم لفيلق القدس للحرس الثوري الذي عيّن مؤخرًا سفيرًا للنظام الإيراني في العراق هو مكلف تنفيذ هذه الخطة. كما ان منظمة بدر التي أسسها الحرس في إيران، تسيطر على وزارة الداخلية العراقية من خلال منتسبيها بمئات الآلاف ووزير الداخلية قاسم الأعرجي الذي هو رئيس كتلة بدر ومن أقرب عناصر موالية لقاسم سليماني. كما إن جميع الأجهزة الأمنية العراقية تعمل تحت سيطرة حزب الدعوة أو سائر الكيانات الموالية للنظام الإيراني.
هناك مساحات شاسعة للمناطق المحررة من داعش،  تسيطر عليها ميلشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني حيث تمنع عودة ملايين المشردين إلى مدنهم.
وهناك حالات كثيرة من همجية تصرفات هذه الميليشيات الشيعية منها: 
·      كشف إياد علاوي نائب الرئيس العراقي في مؤتمر صحفي بمحافظة بابل أن إيران تمنع عودة النازحين إلى ديارهم بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام من تحرير جرف الصخر من سلطة داعش. وقال علاوي في المؤتمر نقلا عن قادة في الحشد الشعبي ان الأمر بيد إيران وأن  قائدا في الحشد الشعبي توجه إلى إيران لمناقشة موضوع النازحين. (قناة الجزيرة 3 أيار 2017).
·      اتهم النائب الكربولي كتائب “حزب الله” العراقي وهو فصيل شيعي مسلح، ضمن الحشد الشعبي التابع للحكومة العراقية، باختطاف 2900 مواطن سني من الانبار وديإلى وبابل، وذلك خلال العمليات العسكرية التي شارك الحشد إلى جانب القوات الحكومية الرسمية فيها ضد داعش الإرهابي في تلك المناطق. (ميدل ايست اونلاين12 أيار2017).
·      وقال الكربولي، إن «الكتائب(حزب الله) هم وراء عملية اختطاف المدنيين السنة، وعناصرها يسيطرون أيضا على ناحية جرف الصخر شمالي بابل ويمنعون عودة الأهالي إلى منازلهم بعد أن استحوذوا عليها بالقوة».
·      كتبت صحيفة العرب في 15 أيار: « إذا كانت جرائم الاختطاف في العراق تنتهي دائما بإهمال القضايا وإقفال الملفات دون معاقبة الجناة، فذلك لأن من يرتكب الجريمة هو ذاته من يتولّى زمام الأمن في البلاد ومن توكل إليه، بشكل غير مباشر، مهمّة تخليص المخطوفين وتعقّب الخاطفين ومعاقبتهم. وكثيرا ما يثير عراقيون مسألة استيلاء أطراف حزبية شيعية تمتلك ميليشيات قويّة على مناصب ووزارات سيادية في الدولة في مقدّمتها وزارة الداخلية، قائلين إنّ تلك الميليشيات تكون في قضايا كثيرة مثل قضايا الاختطاف بمثابة الخصم والحكم، فهي التي تختطف وتساوم».
·      واعترف ابو مهدي المهندس قائد الحشد الشعبي العراقي في مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون حكومي إيران «افق» في 1 ابريل 2017 بأنه جندي لقاسم سليماني وينفذ أوامر علي خامنئي الولي الفقيه للنظام الإيراني.
·      قال قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق الذي ينضوي تحت الحشد الشعبي العراقي: ان الميليشيات التابعة له والحرس الثوري الإيراني وميليشيات الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق سيشكلون ما وصفه بالبدر الشيعي. انه قال ان رئيس الوزراء لمستقبل العراق يجب أن يكون من الحشد الشعبي (قناة العربية 11 أيار).
·      الحشد الشعبي والميليشيات التابعة للنظام الإيراني يعتزمون الاستيلاء على الحكومة من خلال تشكيل أحزاب وهمية. كما ان المالكي وعناصر تابعة لإيران يسيطرون على مفوضية الإنتخابات في العراق ولهذا السبب فان العراقيين قد طالبوا في تظاهرتهم الحاشدة في 12 شباط/فبراير 2017 بتبديل مفوضية الإنتخابات.
·      كتب فارين افيرز 1 أيار 2017 بهذا الصدد: «ان الخطة الإيرانية في الوقت الحالي هي التركيز على الحصول على موقع مسلط في العراق ولبنان وسوريا. … هناك ممران بريان في جميع أنحاء بلاد الشام (واحد في الشمال وواحد في الجنوب) يربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط. وهذه المسارات ستعبر مسافة لا تقل عن 800 ميل من الحدود الإيرانية الغربية عبر واديي دجلة والفرات والبادية الشاسعة للصحراء في العراق وسوريا، مما يوفر صلة إيران بحزب الله في لبنان، وينتهي أخيرا على حافة مرتفعات الجولان . وسيعمل الممران كسلاسل لنقل الامدادات العسكرية او الميليشيات عند الحاجة. في الآونة الأخيرة، ذكر عدد من الميليشيات الشيعية التي ترعاها إيران علنا ​​جهودهم لنقل مقاتليهم على طول هذا الطرق. وأكد مصادر إيرانية رفيعة ان الخطة هي أن توكل المراقبة على هذين الممرين لقوات تعمل بالنيابة [لإيران] مثل حزب الله اللبناني ومختلف الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق وسوريا لكي لا تضطر إيران إلى استخدام قواتها العسكرية للسيطرة على هذين الممرين. الميليشيات التي تعمل تحت أمر طهران يمكن آن تحشد قرابة 150.000 و 20.000 مقاتل، منها 18000 من الشيعة الآفغان و3000-4000 من الشيعة الباكستانيين وعدد قليل من الميليشيات المسيحية والدروز».
·      أفادت صحيفة الشرق الأوسط 1 أيار أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فتح العشرات من المقرات العسكرية والسياسية تحت غطاء الحشد الشعبي في الجانب الأيسر من مدينة الموصل. ويقول خبراء ان إيران تسعى إلى فتح طريق بري عبر الموصل إلى الاراضي السورية لدعم نظام بشار الأسد وميلشيات حزب الله بالأسلحة والأعتدة والمقاتلين.
في عام 2011 وصف اوباما، نوري المالكي قائدا منتخبا لبلد ديمقراطي ولكن في واقع الأمر انه كان الرجل الأول للنظام الإيراني في العراق حيث كانت ولايته لـ8 سنوات في العراق غارقة في الفساد وجرائم ضد الانسانية حيث قاد العراق إلى حرب أهلية. انه قد تمكن من مواصلة رئاسة الحكومة في ولاية ثانية نتيجة التوافق بين اوباما وخامنئي. كما انه وبدعم النظام الإيراني وتغاضي ادارة اوباما قد قمع في نيسان/ ابريل 2013الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة في العراق التي كانت تطالب بمحاربة الفساد واستعادة حقوقهم. أعمال القمع والقتل التي طالت التظاهرات السلمية في المحافظات التي يقطنها السنة أدت إلى أن يستولي داعش على ثلث من الأراضي العراقية.
وفي الوقت الحاضر تعرقل الأحزاب الموالية للنظام الإيراني تنفيذ أي نوع من الإصلاحات في العراق. فعلى سبيل المثال لم يتمكن حيدر العبادي الذي هو من حزب الدعوة ومعظم قادته موالون لإيران، من تنفيذ أي  من وعوده للاصلاحات.  منها برنامجه للإصلاحات حيث كسب ثقة البرلمان عليها في ايلول / سبتمبر 2014 وكذلك كان عاجزا في تنفيذ خطة الإصلاحات في آب/ اغسطس2015 كما مني بالفشل في تشكيل حكومة تكنوقراط لاستبدالها بالوزراء الفاسدين.
إن قمة الرياض والمؤتمر العربي الإسلامي الأمريكي على علم الآن بالأخطار والعواقب الناجمة عن الأخطاء السابقة في العراق، ولذلك يتوقع كثيرا منه أن يضع في جدول أعماله إجراءات عملية قاطعة لوقف نفوذ النظام الإيراني في العراق وفي المنطقة بأكملها وحل ميليشياتها وادراج الحرس الثوري للملالي الذي يعد الذراع الرئيسي لتصدير الإرهاب وزعزعة الأمن في المنطقة، في قوائم المنظمات الإرهابية الصادرة عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول المنطقة، اضافة إلى رسم استراتيجية جديدة لمحاربة داعش واجتثاث شأفة نفوذ النظام الإيراني وإعادة إعمار العراق. لاسيما يجب التركيز على إيجاد نظام سياسي متوازن بعيد عن سلطة النظام الإيراني وإلا سيعود الإرهاب إلى العراق بصيغ مختلفة بعد القضاء على داعش وأن ظاهرة هي الأخطر عن داعش أي الميليشيات التابعة لإيران ستتعزز أكثر، مما سيتطلب دفع ثمن أكثر لحل قضية سوريا واليمن ومحاربة الإرهاب وزعزعة الأمن.  
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *