السفير العراقى لدى مصر حبيب الصدر فى حواره لبوابة العرب اليوم : الحكومة العراقية تحاول استقدام العمالة المصرية

 
 
 
— عمليات الحشد الشعبى ليس لها علاقة بالميلشيات الإرهابية المسلحة
–نرحب بإعلان طهران أستعداها لإجراء محادثات مع الرياض لتعزيز السلام فى المنطقة  
شهدت العلاقات المصرية العراقية خلال الفترات الماضية تطورًا ملحوظًا قامت من خلاله الحكومة العراقية بتوقيع أتفاقية إمداد مليونى برميل شهريًا من نفط البصرة فى الوقت نفسه قام المسئولين فى البلدين بزيارات متبادلة للتنسيق فيما بينها خاصة فى مجال مواجهة الإرهاب الأقتصادى والفكرى وفى ظل تلك الأجواء الايجابية تحدث لنا السفير العراقى لدى جمهورية مصر العربية حبيب الصدر فى حوار خاص تناول فيه العلاقات المصرية العراقية والتطورات السياسية فى المنطقة العربية    
.
س/ كيف ترى الدور المصري التى يمكن أن تلعبه فى محاربة الإرهاب  بالمنطقة العربية وخاصة بين مختلف الطوائف العراقية ؟
نحن فى دولة العراق نرى أن دولة مصر تعد من أهم الدول العربية التى تهتم بمناقشة القضايا العربية بشكل مستمر نظرًا لأهمية موقعها الأستراتيجي التى تمكنت من خلاله أن تلعب دور محورى بالمنطقة العربية فمنهج القيادة المصرية يعمل على دراسة طرق دعم وسيادة العراق واستقراها .
فالدولة العراقية تهتم خلال الفترة الحالية بتوطيد العلاقات المصرية العراقية عن طريق دراسة ملف الإرهاب الراهن الموجه بشكل عام على الطوائف العربية وليس العراقية فحسب فتعمل العراق على تتطور العلاقات عن طريق تبادل المعلومات وتعزيز الجهد الاستخبارى والتدريبى وتؤمن العراق على أهمية دور الأزهر الشريف فى نشر الوسطية الإسلامية التى نفتقدها بشكل كبير فى تلك الأحداث التى تحارب باسم الإسلام
فنحن نقدر عاليا وقفة مصر ومساندتها للعراق عربيا ودوليا ونتفهم انشغالها فى دحر الإرهاب فى سيناء وملاحقتها للخلايا الارهابية، فنحن دائما نعمل على لرفع وتيرة التعاون فى المستقبل فى شتى الميادين 
ونشيد ايضا بالدبلوماسية المصرية الحالية التى تتسم بالتوجه نحو التعدد والتنوع وعدم الاقتصار على محور معين .
وهناك مدن عراقية مدمرة بالكامل وبعد طرد داعش قريبا من هذه المدن  تحتاج لإعادة إعمار وبالتأكيد أول ما تفكر فيه الحكومة العراقية هو استقدام العمالة والشركات المصرية لكى تنخرط فى عملية إعادة الإعمار والشركات المصرية تستطيع أن تدخل السوق العراقى وكل الآفاق يمكن أن تفتح بعد أن نطوى صفحة داعش.
كما أنمصر تحتاج  الآن بحاجة لتنشيط السياحة فإذا هى فتحت الباب للعراقيين سيتم تنشيط السياحة بشكل كبير والفنادق والمطاعم وكل مرافق السياحة المصرية، كما أن رجال الأعمال العراقيين إذا سمح بدخولهم سينعشون سوق العقارات فى مصر فهم يتمتعون بقدرة شرائية عالية ولا خوف من دخولهم لمصر فلم يثبت أن قاموا بعمليات إرهابية خارج بلدهم كما أنه ليس واردا أن ينشر فكر معين على الإطلاق 
س/ بماذا تبدى رأيك فى شأن الانتقادات الموجهة بقيام حشد شعبى بعمليات تطهير فى الموصل ؟
نرى من خلال تلك الموقع أن عمليات الحشد الشعبى تلعب  دور هام جدًا فى عمليات إقتلاع الإرهاب من جذورها والتى تهدد العديد من المدن العراقية فلم يتشكل تلك الحشد إلا من خلال مرجعية دينية عليا فى النجف الأشرف وقد حثت المرجعية على توجيه المقاتلين فى ساحات القتال بوصايا الإسلام التى أدهشت العديد من المراقبين لذلك .
والحشد الشعبى  ليست مليشيات مسلحة وإرهابية كما تصفها  وسائل الإعلام المضللة بل هى مؤسسة رسمية منظمة بقانون تمثل العراقيين جميعًا .
ونحن نرى أن عزيمة القوات الأمنية العراقية وبضم الحشد الشعبى كذلك الشرطة الأتحادي وجهاز مكافحة الإرهاب  تنتهى عمليات تقسيم العراق .
فالموصل حاليا تتنفس الصعداء فى عمليات التحرير ولم يبق منها إلا مناطق قليلة .
ومن أهم الدروس المستفادة من تلك المعارك هى أنها عراقية خالص والفضل للجهود الوطنية مع وجود غطاء جوى يوفره التحالف الدولى عندما تطلبه القوات العراقية فالعراق بفضل دماء الشهداء ننحنى لها جميعًا إجلالا وفخرًا لما أستطعت أن تفرض لنفسها نطاق هامًا لمحاربة الإرهاب .
س/ كيف ترى الدور التى يمكن أن تلعبه العراق للوساطة بين إيران والسعودية ومصر ؟
نرى أن العراق يمكن أن تلعب دورًا هامًا فى وضع حلول لانهاء الخلافات حيث ترى العراق أن إنهاء تلك النزاعات يعمل على قمع الإرهاب بالمنطقة العربية بشكل عام وسوف يستعيد من خلاله عملية بناء المجتمع العراقي والاقتصادى وسيكتب فصلا جديدا فى تاريخه .
— ونؤكد أنه حين إستعادة العراق فعاليته من خلال دوره الاقليمى سوف يؤثر بالايجاب على توجيه رسائل السلام ودعم الاستقرار فالعراق تبنى مبادئها على عدم التدخل فى شئون الدول الداخلية ويتمتع العراق بعلاقات جيدة مع مصر وعلاقات جيدة مع إيران كذلك يسعى للانفتاح على السعودية وتطوير العلاقات معها وقد مكنت زيارة وزير الخارجية السعودى عادل الجبير الاخيرة للعراق من تخفيف حدة العلاقات بين البلدين وبناء الحوار المتبادل .
فالعراق تشدد على ضرورة تهذيب الخلافات وعدم خلطها بالطائفية وخير دليل على ذلك الأزمة السورية التى تدخلت فيها الطائفية بالسياسة وجعلت من الدولة السورية حقلا لممارسة العمليات الإرهابية بشكل مستمر وإفقاد عدد كبير منها بشكل مستمر الأمر الذى يجب نتصدى له من خلال تفعيل دور المواطنة وترك العمليات التكفيرية التى تبدد الأمم العربية بشكل تلو الاخر ونؤكد على قمع سياسة القرع المستمر لطبول الحرب .
فنحن نرحب بإعلان طهران مؤخرا استعدادها لإجراء محادثات مع الرياض لتعزيز السلام فى المنطقة .
س/ كيف ترى مستقبل العلاقات بين الدولة المركزي العراقية وإقليم الكوردستان ؟
— لقد رسم الدستور العراقي شكل العلاقات بين الحكومة الاتحادية والكوردستان وتصويت الكرد على الدستور العراقي عام 2005      
 يؤكد على قرارهم فى البقاء ضمن العراق الاتحادى ونحن لا ننكر فى وجود خلافات بين العراق والاقليم الكوردستانى ومازال الكثير منها عالقا ولكننا نشجع دائما على إقامة حوار متبادل ونشيد بجهود قوات البشمركة التى انصهرت مع القوات عالعسكرية بكامل تشكيلاتها من أجل القضاء على المنابع الإرهابية 
ونؤكد على أن قرار القيادة الكوردستانية  فى حق تقرير المصير لا يلقى الموافقة عليه من قبل بغداد ولن يحصل على دعم مجتمعى دولى بالمنطقة لاننا لا نريد الأنفصال كى لا تتفكك العراق فى وقت تريد فيه دول إخرى أن ترى العراق فى أوضاع سيئة وغير مستقرة 
ونرى أنه يجب الالتزام بالأطر الدستورية والقانونية بما يضمن وحدة العراق والتعايش السلمى بين جميع الطوائف وعدم الانحياز إلى الخلافات الجانبية ونشدد على أن المشاكل الداخلية يجل أن تتوافق مع المصلحة العامة .
ونأمل على أن يوفق الرئيس الكوردستانى السيد مسعود البارزانى والقيادات الكوردية فى الوصول إلى استقرار العلاقات بين العراق والأقليم .
 س/ هناك أنباء ترددت حول زيارة شيخ الازهر لمدينة نجف والتى تعمل بدورها على التقريب بين السنة والشيعة ؟
نحن نعتبر أن النجف الأشرف والأزهر الشريف كلاهما يمثلان منارتى العلم والأدب وايضا يجسدان الاعتدال والوسطية فى الدين الاسلامى فعندما نواجه الإرهاب الأهوج الذى أدى إلى تشويه صورة الشريعة الإسلامية بسبب أفعال خوارج العصر ومنهم داعش هذا يقتضى من المؤسستين أن توحدا إيقاعهما وأن تجريا حوار عميق وتنسيق مفاعلا من أجل نشر الفكر التفاعلى واعتبار أراقة دم إى إنسان سؤاء كان مسلم أو مسيحى هو محرم فى الدين الإسلامى 
فالأمام الأكبر يدرك كل تلك الامور جيدًا ولقيت زيارته استجابة واسعة ونحن نتوقع ونتطلع أن يقوم الازهر بإرسال وفود إسلامية وقد وعد شيخ الازهر فضيلته أن تشهد الفترة القادمة وصول وفود إزهاربة إلى العراق 
س/ يرى البعض أن القمة العربية المنعقدة فى الرياض بأن الولايات المتحدة تسعى لسياسة المحاور مرة أخرى لابعاد الانظار لما يجرى من مخططات فى المنطقة العربية ونوع من تأجيج الصراع الطائفى  ؟
حتى الان مخرجات تلك القمة لم نتطلع اليها حتى تلك الوقت وليس من المنطقى ان نحكم على شىء من دون أن نتلمس نتائجه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *