د/علاء الفار الباحث فى الشأن الاسرائيلى ومدير شبكة الاخباريه فى حوارلبوابة العرب اليوم

 

اقامة دولة فلسطينية يرتبط بوحدة الصف الفلسطينى ودعم عربى كامل لتحرك امنى سريع لوقف الاستيطان وفرض السيطرة على كامل الاراضى الفلسطينية

نوايا اسرائيل حول الاحتفاظ بالجولان بات امرا واقعا والنمو السكانى فى اراضى 48 يشكل اكبر تمدى للكيان الصهيونى

استطاعت اسرائيل خلال السنوات الماضية ان تكرس احتلالها للضفة الغربية والقدس والجولان عبر زيادة وتيرة الاستيطان واتخاذ اجراءات تكرس لهذا الاحتلال مستغلة فى ذلك حالة الانقسام العربى والحروب الاهلية التى اندلعت فى اكثر من دولة عقب ثورات الربيع العربى فضلا عن الدعم الامريكى غير المحدود لاسرائيل وفى ظل تلك المخاطر التى تهدد ابتلاع اسرائيل للاراضى التى احتلتها كان لنا هذا الحوار مع د/ علاء الفار المترجم العربى والباحث فى الشأن الاسرائيلى ومدير شبكة الاخباريه

فى ظل استمرا ر سياسة الاستيطان الاسرائيلى فى الضفة الغربية ماهى امكانية قيام دولة فلسطينية فى ظل وجود تلك المستوطنات

أولا  : بوحدة الصف الفلسطيني وتنحية المصالح والمطامع لدى كل فصيل جانيا وهنا ليس فقط المعني حركة فتح وحماس وحسب وإنما داخلهما أيضا .. فالصراع الداخلى على السلطة داخل فتح والحديث عن ماذا بعد عباس بين أنصاره من المواليين له فيما يعرف  “بالمعسكر القديم   ” وبين  أنصار  دحلان ، وكذلك الوضع الحالي الذي عليه حركة حماس من تخبط وتيه لاسيما بعد الحصار الواقع على الداعم الرئيسي لها وهو قطر وإنشغال كلا من تركيا وإيران بالحفاظ على نظام الحمدين والذي يعد معهم ثالوت الشر  في المنطقة ، الأمر الذي يجعل حماس تحاول الخروج من كل الأزمات المحيطة بها بأقل خسارة وهذا قطعا لا يصب في إتجاه الحق الفلسطيني الضائع  ….   .

ثانيا :  دعم عربي كامل لتحرك أممي سريع من أجل وقف وتجميد ليس فقط التوسع الإستيطاني في الضفة الغربية كما أشرتم وإنما من أجل وقف المخطط الصهيوني الكامل والذي بات واضحا وجليا ولا يخفيه الكيان الصهيوني وهو فرض السيطرة الكاملة على كامل الأراضي الفلسطينية ناسفا به حتى فكرة حل الدولتين ، وهو  ما صرح به أكثر من مرة ومن خلال أكر من منصة  رئيس الوزراء ” بنيامين نتنياهو ” وكذلك أعضاء حكومته ، وهو ما يتجلى في الإجراءات الصهيونية على الأرض من :

ü      فرض السيطر على القدس ومقدساتها وهو ما ظهر مؤخرا  في غلق المسجد الأقصى وحصاره ومنع دخوله تحت ذريعة حماية المقدسات من الإرهاب الفلسطيني .

ü      ومن قبله ، التوسع السريع في بناء المستوطنات وبالتوازي مع ذلك إستقطاب وجلب يهود من الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية وأوروبا وهو ما كان واضحا في  ظاهرة تدنيس المقابر اليهودية التي دائما تنفذ من قبل مجهوليين .. وسرعان ما يصفها الصهاينة بأنها نتيجة اللاسامية تجاه اليهود،وأيضا أوكرانيا و شمال أفريقيا من أجل تعبئة المستوطنات من جانب ومن جانب آخر الحد من عمليات الهجرة العكسية التي تزاد يوم بعد يوم  .

ü      مواصلة بناء جدار الفصل العنصري، في المناطق الجنوبية من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة ،يبدأ من معبر ترقوميا غرب الخليل، وصولا إلى معبر “ميتر” جنوب جبل الخليل بطول 42 كم على أن ينتهي العمل به نهاية العام الجاري.

ü      العمل على تغيير نظام التصويت داخل مجلس الأمن و الأمم المتحدة حيث التحصين السياسي المسيق تجنبا عدم تكرار ما حدث في ديسمبر من العام الماضي من إنتزاع قرار أممي قضى بتجميد الإستيطان .

 

ü      الدفع وراء تنفيذ الوعد الأمريكي والذي أعلنه ” ترامب ” خلال حملته الإنتخابية ، والرامي إلى نقل السفارة الأمريكية من ” تل أبيب ” إلى  ”  القدس ”  ما يمثل إعترافا بكون القدس عاصمة للدولة اليهودية المزعومة  ، في إطار تنفيذ  سلسلة من البنود التى تضمنتها فاتورة واجبة الدفع  تقضي بحصول الكيان الصهيوني ما لم يحصل عليه من قبل في عهد اي رئيس أمريكي… وذاك هو الوعد والعهد الذي قطعه على أنفسهم الجمهوريين قبل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

وهو ما نقرأه من وراء تصريحات المندوبة الامريكية الدائمة لدى الامم المتحدة ” نيكي هيلي ”  في مارس الماضي ،حيث إعلانها للمنظمة الدولية ان العهد الذي كانت تتم فيه مناطحة إسرائيل لم يعد ثانية وجائت تلك التصريحات الحادة خلال كلمتها أمام امام اعضاء اللوبي الامريكي المؤيد لاسرائيل “ايباك”  بواشنطن .

وفي نفس الشهر صرح وزير الدفاع ” أفيجدور ليبرمان ”  بأن التهجير القصري للفلسطينيين هو السبيل لحل فيما أسماه الصراع مع الفلسطينيين على أساس تبادل الاراضي والسكان كجزء من تسوية إقليمية شاملة ، وهو ما ينسف عملية السلام ومسار المفاوضات وكل الأسس والمرجعيات والشرعية الدولية برمتها.وأضاف أن معادلة السلام مقابل الأرض مصيرها الفشل .

وهل ترى ان اسرائيل تخطط لاقامة وطن بديل للفلسطينين فى غزة وجزء من سيناء

في فكرة أن تكون سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين ، تجاوز كونه حديثا ، حيث يقوم الكيان الصهيوني بدعم الجماعات الإرهابية في سيناء من أجل تعظيم حالة التردي الأمني وتثبيت تلك الصورة امام العالم            لا سيما اعلاميا وعلى شاشات القنوات الإخبارية فى محاولة لمحاصرة الدولة المصرية فى مربع الدفاع الدائم عن النفس والضغط على الإدارة المصرية بقبول توطين الفلسطينيين في هذه المنطقة ، وهو ما حاول الكياني الصهيوني تسويقه في أعقاب ما سربته الصحف العبرية عن لقاء مصري إسرائيلي بالعقبة بأن الإجتماع تناول هذا الأمر .

ولضمان عدم تحرك ضغط شعبي عربي إتجاه هذه الإجراءات الصهيونية ، عمل الكيان الصهيوني خلال العشر سنوات الأخيرة على تسخير وسائله الإعلامية في الداخل والعالمية والناطقة باللغة العربية ولاسيما صفحاته بمواقع التواصل الإجتماعي مستهدفا في ذلك قاعدة عريضة من الشباب من أجل إختراق الهوية العربية  من جانب ، و تزييف الحقائق وخلق حالة إعجاب وتضامن غير مباشر  مع بين قوسين الدولة الإسرائيلية ” وتغيير الصورة الذهنية المتوارثة عنهم ، وللأسف هو ما نجح فيه الكيان الصهيوني بشكل كبير ولافت .

وفي الأخير …. الكيان الصهيوني لم ولن يقبل بتسوية عادلة وشاملة للحق الفلسطيني وسوف يعرقل أى مساعي لذلك  ..  فهو كيان مغتصب قائم على القوة والعنصرية والإنتهاكات ويمتلك شعور دأئم يطارده بإنه الجغرافيا وتاريخ ضده .. الجغرافيا .. الأرض بثبوتها ورسوخها .. التاريخ بتدفقاته من متغيرات وتحديات .. نجاحات وإخفاقات .. فهو فاقد لتلك الدعائم التي يرتكز عليها أي أمن قومي لأي دولة ، وهذا الشعور لا يمكن من إقامة دولة آمنة ، ومن ثم مهما قدم له من ضمانات وتنازلات سيظل ينظر ويطمع لما هو أبعد وهو مالم يتم … فالصراع العربي الإسرائيلي مازال أمامه من التجليات والفصول ما تحول دون حسمه بالوقت الراهن.

 

 

 

 

 (5)اعلنت اسرائيل قبل قيام دولتها عن مشروعها لاقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات فما هى امكانية تنفيذ هذا المخطط خاصة ان تعداد دولة اسرائيل لايمكن مقارنته بالدول العربيه المجاوره ؟

استنادا  على ما ذكر في آخر تساؤلكم من التعداد السكاني للكيان الصهبوني  الضئيل مقارنة بالدول العربية المجاورة ، فضلا عن التحديات التى تقابله من حركات هجرة عكسية متنامية أدرك الكيان الصهيوني في تقديري أن تحقيق حلم الدولة اليهودية المنشود من النيل إلى الفرات ليس من الضروري أن يتحقق فقط جغرافيا وإنما أيضا جيوسياسيا وبالأحرى عن طريق النفوذ والسيطرة السياسية والإجتماعية والإقتصادية على هذه المنطقة ويأتي موازيا لمشروع الدولة اليهودية بالنسق الجغرافي على كامل التراب الفلسطيني وبهذا يكون تحقق أيضا الحلم .

(6)وهل تعتقد ان هناك نوايا حقيقيه لاسرائيل فى الاحتفاظ بهضبة الجولان ؟

الأمر لم يصبح مجرد كونه نوايــــــــــــــا ،  بل بات واقعا  ، فاستمرار الأزمة السورية بكل فصولها  وإخفاقاتها هو ما استغله الكيان الصهيوني في الإحتفاظ بالجولان وهو ما وصفه” ليبرمان ” والمسئولون الإسرائيليون تكرارا  بأن التنازل وترك الجولان يعد ” إنتحارا ”  .

وهو ما أكده ” نتنياهو ” مؤخرا خلال زيارته للجولان وبكامل حكومته في سابقة هي الأولى  ، بأن الوقت قد  حان ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة، حان الوقت بعد 50 عاما ان يعترف العالم  ان ببقاء الجولان الى الابد تحت السيادة الاسرائيلية”، على حد زعمه .

 (8)وهل ترى ان النمو السكانى الفلسطينى فى اراضى 48 يمكن ان يغير من ايدولوجية وتكوين دولة اسرائيل ؟

بالفعل فهو تحد بالغ الخطورة وحيوي يواجهه الكيان الصهيوني على حد وصف كثير من المحللين الإسرائيليين ، وفرض عليه نتيجة معطيات وتحولات الواقع السياسي ، فمع محاولات الحد من هذا النمو إلا إن الكيان الصهيوني يحول الإستفادة من هذا الوضع من خلال عمليات إختراق ممنهجة وبشكل مستمر للهوية الفلسطينية والعربية في أوساط هذه المنطقة لا سيما الشباب منهم وهو ما ظهر كثير على سبيل المثال من خلال التجنيد داخل الجيش الإسرائيليى .

(9)رغم التصريحات المتبادله بين ايران واسرائيل الا ان البعض يرى ان هناك تعاون خفى بين الجانبين لتقسيم المنطقه العربيه فما هى ابعاد هذا المخطط ؟

رغم الصراعات السياسية المتبادلة ومطامع كلا الجانبين الإسرائيلي والإيراني إلا أنه ثمة نقاط تماس تجمعهما على أرضية هذه المطامع في المنطقة ، من النجاح في إستمرار تقسيم دول المنطقة بما يخدم فكرة الهدف الواحد .

ودائما العلاقات الإسرائيلية الإيرانية ما تشهد حالات من التوتر والأزمات ، فبعد الثورة الإسلامية عام 1979، حيث كانت من أهم الأسباب التي أدت لتعميق الخلاف بينهما ، ودعم ذلك موقف إيران المؤيد للمقاومة الفلسطينية واللبنانية .إلا أن العلاقة بين الجانبين لا ترتكز على العداء الفعلي وإنما على مصالح اقتصادية وسيادية مشتركة .

 

 

وتاريخيا وقبل الثورة الإسلامية … ثمة علاقات قوية ربطت بين إيران والكيان الإسرائيلي ، حيث اعترفت إيران زمن “الشاه” بإسرائيل بعد عامين من تأسيسها عام 1948، ورغم أن حكومة “مصدق” اتخذت قرارًا بإغلاق القنصلية الإيرانية في القدس، وهو القرار الذي اعتبره العرب بمثابة تراجع من جانب إيران عن الاعتراف الرسمي بإسرائيل، فإن علاقات إيران بإسرائيل اتخذت بعدًا أكثر عمقًا في أواخر عقد الخمسينات بالتحالف الإستراتيجي بينهما في المجال العسكري، في مواجهة الأعداء المشتركين لهما، العرب والاتحاد السوفيتي، فاستفادت إيران عن طريق هذا التحالف من تدعيم علاقاتها مع العدو الرئيسي للدول العربية في ظل تزايد حدة العداء بينها وبين الأخيرة، خاصة مصر في عهد “عبد الناصر” وكذلك العراق بعد انقلاب  1958.]

دائما العلاقات الإسرائيلية الإيرانية  شهدت حالات من التوتر والأزمات لاسيما بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حيث كانت من أهم الأسباب التي أدت لتعميق الخلاف بينهما ، ودعم ذلك موقف إيران المؤيد للمقاومة الفلسطينية واللبنانية .إلا أن العلاقة بين الجانبين لا ترتكز على العداء الفعلي وإنما على مصالح اقتصادية وسيادية مشتركة .

(10)وهل ترى ان الدعم الامريكى الغير محدود لاسرائيل سوف يستمر بنفس الوتيره خلال المرحله القادمه ام ان اهمية اسرائيل للاداره الامريكيه سوف تقل خلال المرحله القادمه ؟

الرئيس الأمريكي الحالي ” ترامب ” ومن ورائه الحزب الجمهوري قد جائوا إلي البيت الأبيض بدين  كبير  وواجب الدفع للكيان الصهيوني الذي دعم وبقوة نجاحهم في الإنتخابات الأمريكية  الأخيرة، بعد إخفاق الديمقراطيون في فترتي ” أوباما ” في تحقيق الآمال والتطلعات الإسرائيلية لاسيما إيزاء الملف النووى الإيراني ورفع العقوبات عن إيران ، ومن ثم ما سوف يحصل عليه الكيان الصهيوني من خلال هذه الإدارة الأمريكية بقيادة ” ترامب ” لم يحصل عليه من خلال كل الإدارات الأمريكية السابقة .

(11)وهل تتوقع ان يتم تنفيذ المخطط الامريكى فيما يتعلق بصفقة القرن لاقامة سلام وتطبيع العلاقات بين اسرائيل والعرب خاصة دول الخليج لاقامة تحالف ضد ايران ؟

في تقديري … الإدارة الأمريكية الحالية تلعب على كل السيناريوهات  خاصة بعد التغيرات الجيوسياسية السريعة والمتنامية ،ومعها التحولات التي فرضتها مصر بشكل أو بأخر بعد 30 يونيو وما تلاها من إجراءات وتطورات  على صعيدها الإقليمى طبقا لمقتضيات  ومحددات الأمن القومي ، ومن ثم لا أثق كثيرا فيما طرح من حديث حول ما يعرف بــــــــــ ” صفقة القرن ” فالإدارة الأمريكية تسعى إلى دفع الكرة في ملعب الساحة العربية من خلال محددات جديدة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيليى بما يتناسب والمطامع الصهيونية وفى الوقت ذاته تعلم جيدا بأنها سوف تكون محل رفض عربي وحينها يكون الوقت مناسبا لفرض تلك المحددات بعد تسويق أن العرب غير  جادين في تسوية الصراع ، فالأمر لا يتجاوز كونه مناورة سياسية جديدة تأمل من خلالها الإدارة الأمريكية في تحقيق مكاسب على صعيد ضمان هيمنتها على المنطقة وضمان أيضا إستمرار الصدام الإيراني الخليجي وهو ما يعزز هذه الهيمنة .

(12)هناك من يرى مخطط سرى لتعاون اسرائيل مع تيارات الاسلام السياسى فى المنطقه وعلى راسهم الاخوان فما حقيقة ذلك ؟ وما هى ابعاده ؟

بعد أن فشل الكيان الصهيوني المرة تلو الأخرى وبسيناريوهات عدة في خطف شبه جزيرة سيناء لاسيما عن طريق جماعة الأخوان المسلمين تارة وبعد الإطاحة بها من خلال زرع عناصر وتنظيمات ارهابية تحت فصائل مختلفة أبرزهم ما يعرف بفصيل بيت المقدس الموالي لتنظيم داعش الخارج من رحم هذا الكيان العفن تارة أخري ،  وأصبح لا يخفى سرا علاقة تنظيم داعش باسرائيل والتى دائما ما كانت تقدم العلاج داخل مستشفياتها لبعض عناصر هذا التنظيم فى سوريا، فضلا عن المحاولات اليائسةمن تصدير وتثبيت صورة ذهنية لدى المجتمع الدولي بأن الدولة المصرية باتت غير قادرة على حفظ الأمن فى هذه المنطقة الحدودية وهو ما يهدد سلامة وأمن دولة إسرائيل المزعومة وهو ما ظهر جليا فى حادثة الطائرة الروسية .. خاصة بعد أن ثبتت حسن النية فى تقديم كافة التسهيلات والتنازلات والسماح للجيش المصري بالتقدم بالعتاد المطلوب فى المناطق المحظورة طبقا لمحددات اتفاقية السلام .

فالجماعات الإسلامية وتيارات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية يعول عليها كثيرا الكيان الصهيوني كأدوات فاعلة في تحقيق مطامعه ومخططاته في المنطقة .

استغلال الدين من قبل الجماعات والحركات السياسية المتطرفة يعد الأرضية المشتركة بين جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية والحركات الصهيونية ، ليس فقط على مستوى تحقيق المكاسب السياسية والسعي وراء الهيمنة والسيطرة المطلقة وإنما أيضا على مستوى تبرير عمليات التطرف والانتهاكات بحق ممن هم خارج نطاقهم الإيدولوجى ، فاليهود يعتقدون في قرارة أنفسهم بأنه من الضروري التحرر من قيود الأخلاق في معاملة الشعوب الأخرى ، ولا يهمهم ان يرتكبوا المعاصي في سبيل مصلحتهم ، ويعتبر اليهود قتل الآخرين (الاممين) عبادة وقربانا إلى الله ، ويزعمون ان ربهم ( يهوه) وعدهم بالسلطة على شعوب العالم ، فالجماعة والحركة الصهيونية  وجهان لعملة واحدة وهى الفاشية الدينية المتطرفة .

 ومن خلال هذه الأرضية المشتركــة دائما ما كانت تلتقى الأهداف والمطامع بين الجماعة وبين التوجهات الصهيونية لاسيما فى منطقة الشرق الأوسط التى هى لب الصراع فى العصر الحديث بما يخدم بالأساس المشروع الأمريكى بالمنطقة برمتها .

فمطامع الجماعة حيال تحقيق مشروع دولة الخلافة المزعوم تناغمت مع الحلم الصهيوني في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بما يضمن وجودهــا كما هو معروف بالهيمنة الكاملة من النيل إلى الفرات إلا أن ثمة معوقات في طريق تحقيق هذا الحلم حيث الجيش العراقي والجيش السوري ، لذلك تم ارهاق العراق لمدة كبيرة جدا مع إيران مرورا بحرب الخليج التي عملت على زيادة إضاعفه والحصار إلى لحظة القضاء عليه كاملا واحتلال العراق وتفتيته الآن .

أما العقبة الثانية وهى سوريــا فقد ساهمت جماعة الأخوان المسلمين فى مساندة القوى العالمية متمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية والناتو فى حربهم ضد النظام السوري حتى غرقت سوريا في بحر من الدماء بعد الإنقسامات الحادة داخل أروقة الجيش السوري ، وباتت سوريا بفعل الجماعة أرض خصبة لإستقطاب الجماعات والتنظيمات المتطرفة  التى خرجت بالأساس من رحم الولايات الم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *