تقرير عن مؤتمر صحفي اونلاين حول اليمن

 
لقد كان تصدير التطرف الإسلامي من خلال التدخل في الشؤون الداخليه لدول المنطقة من ركائز حكم الملالي وأحد مقوماته الستراتيجية للبقاء. رغم ان المحطة الأساسية والغاية الرئيسية لهذا التوجه كان الاستيلاء على العراق وبالرغم من ان دولة من دول المنطقة لم تكن بمناي عن تدخلات النظام وتحرشاته غير ان هذه السياسة اتبعت بصورة مشددة طيلة السنوات الأخيرة من قبل الملالي في لبنان وسوريا وبعد ذلك في اليمن.
فيما تعلق الأمر باليمن، فان الملالي بعدما تكبدوا الهزيمة في الحرب العراقية الإيرانية ، استفادوا من تجاربهم في تشكيل حزب الله اللبناني، قرروا تنظيم جماعة عملية لهم بالنظر إلى النسيج الإجتماعي المذهبي لليمن لتكون هذه الجماعة منصة إنطلاق لهذا التوجه ومن أجل التمدد بعد ذلك على السلطة في اليمن وعلي شبه الجزيرة العربية. وقد وجد نظام الملالي طائفة الحوثيين مرشحة مناسبة لهذا المشروع وباشر على توظيفهم من السنوات الأولى. وجند النظام منذ عام 1991 حسين الحوثي الشقيق الأكبر لعبدالملك الحوثي الزعيم الحالي لهم وتم تشكيل جماعة انصارالله على غرارحزب الله اللبناني.
ويشير أحد التقارير الخاصة بهيئة الثقافة والاتصالات الإسلاميه في كانون الأول / ديسمبر 2010 بان بدرالدين الحوثي وابنائه حسين وعبدالملك الحوثي كان ثلاثتهم قد قضوا فترة من الزمن في إيران وفي مدينة قم. وقضى عبدالملك في إيران أكثر من عام واحد.
ودخل اعداد كبيرة من جماعة الحوثيين دورات تدربية في جامعة المصطفي بمدينة قم. كما قام نظام الملالي بتوثيق علاقة قريبة مباشرة بين الحوثيين وحزب الله اللبناني حيث تدرب عناصر من الحوثيين في وادي بقاع اللبناني وبعض آخر منهم في العراق على يد قوة قدس الإرهابية غير ان نظام الملالي ومع اندلاع الثورة اليمنية في عام 2011 انهمك على تعزيز الحوثيين بالسلاح والمعون من اجل توسيع رقعة نفوذهم ثم تدريب قواتهم داخل اليمن.
حسب تقديرات النظام يعد اليمن منطقة ستراتيجية تؤدى السيطرة عليها من قبل النظام إلى قلب موازنة القوى بكاملها لان اليمن عنده ما يقارب بـ 2000 كيلومتر حدود مع العربية السعودية وبامكان النظام زعزعة أمن هذا البلد وسائر دول الخليج العربية من جهة ومن جهة أخرى تفرض سيطرته على باب المندب باعتباره موقع ستراتيجي على المياه الاقليمية. فلذلك خصص النظام طاقات هائلة للساحة اليمينة.
 
 المعلومات الواردة من داخل النظام
حسب المعلومات المؤكدة الواردة الينا من داخل نظام الملالي ومن قوات الحرس من قبل شبكة تنظيمات منظمة مجاهدي خلق داخل إيران، :
·                          ان المسؤول المشرف على الملف اليمني داخل النظام هو قوة قدس الإرهابية حيث تشرف قيادة القوة على جميع المخططات العسكرية والتعبوية للحوثيين. كما يقوم عدد من قادة قوة قدس في السلم القيادي من العميد نزولا بتدريب الحوثيين في اليمن. كما تتولى هذه القوة عملية التنظيم والقيادة لقوات الحوثيين. ( من الجدير بالذكر بان اعلى رتبة في قوات الحرس هو اللواء وعددهم محدود جدا)
 
·                          بالنظر إلى اهمية الموقف في اليمن وتطورات الأيام الاخيرة، تم تشكل غرف عمليات لمتابعة احداث اليمن في مختلف اجهزة النظام كقوات الحرس والمجلس الأعلى لأمن النظام. ويتولي بعض من هذه الغرف متابعة الجوانب السياسية والستراتيجية والتعبوية للموقف وبعضها الآخر تتابع الجوانب اللوجستية وغيرها.
 
·                          إحدى غرف العمليات هي ما تتعلق بالمجلس الأعلى للأمن القومي للنظام. وتدار هذه الغرفة بإشراف اللواء الحرسي علي شمخاني امين عام المجلس الأعلى لأمن النظام. كما يتولى شخص اسمه نيلي القضايا التنفيذية والتنسيقات الإداريه. ان هذه الغرفة تنسق وبصورة نشطة مع مكتب قاسم سليماني قائد قوة قدس.
 
·        تفيد المعلومات المؤكدة بانه مباشرة بعد انطلاقة عملية عاصفة الحزم، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام اجتماعين في 26 و 28 اذار / مارس لمناقشة ملف اليمن ( ان المجلس الأعلى للأمن القومي هو اعلى جهة لاتخاذ القرار في شؤون الأمن القومي للنظام)
 
·        غرفة عمليات وزارة الصحة تتولى ايصال الأدوية والخدمات الطبية إلى الحوثيين في اليمن. عقدت هذه الغرفة اجتماعها يوم 26 اذار / مارس بحضور حسن هاشمي وزير الصحة والعلاج التابع للنظام.
 
·        تقوم قوة قدس الإرهابية بايصال المساعدات إلى الحوثيين. وخلال شهر مارس 2015 ومن خلال الرحلات من مطار مهر باد  إلى صنعا، نقلت 50 طنا من المساعدات التسليحية واللوجستية إلى الحوثيين. وتم ارسال هذه المساعدات بغطاء مساعدات  الهلال الأحمر.
 
·        جاء في إحدى الكراسات الداخلية لقوه قدس بان ما يحدث في اليمن  هوثورة تشبه الثورة الإسلامية في إيران و ان انصار الله باعتبارها قوة سياسية  ودينية تؤمن بقيادة المرشد (خامنه يي ) و( خميني). وكان بدرالدين الحوثي والد عبدالملك الحوثي  ( القائد الحالي للحوثيين) بايع خميني كما بايع عبدالملك خامنه يي. وقد قبل الحوثيين بخامنئي مرشدا لهم.
 
مباغة الملالي
تفاجىء نظام الملالي بشدة من تطور الأحداث في المين ورد الفعل الذي ابدته دول المنطقة ووجد نفسه الجهة الخاسرة في المعادلة الاقليمية. ان النظام قد وقع في الفخ في أحداث اليمن. وهذه الحالة تظهر في الردود المعسورة التي ابداها رموز النظام خاصة خامنئي المرشد نفسه. وذلك في وقت يجد فيه نظام الملالي بأمس الحاجة إلى تكريس تدخلاته في دول المنطقة وتأجيج نيران الحرب فيها من أجل بقاء سلطته خاصة بالنظر إلى العزلة الداخلية المتفاقمة للنظام، اجتماعيا وشعبيا.
 
المواقف المبدئية للمقاومة الإيرانية
لقد كانت المقاومة الإيرانية قد حذرت في وقت سابق مرارا وتكرارا بان تدخلات النظام في العراق وفي المنطقة هي  الخطر الأكبر بمائة مرة من المشاريع النووية للنظام. كما وان خطر النظام الإيراني والعصابات التابعة له وكذلك الميليشيات المسماة بالشيعة في العراق هو اكثر من خطر داعش بكثير. ويعد سب الصولات الجنونية والفقاعية لنظام الملالي في المنطقة إلى حاجته للتستر على أزماته المستعصية وإفلاسه الشامل بعد ان ساهمت سياسات المسايرة والمهادنة حياله، في تشجيعه على التمادي في سياساته العدوانية.
ان هذا النظام لا يعرف سوى لغة الصرامة والقوة وسوف ينصع لها. وكما اكدته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية ان العمل المشترك للدول العربية لمواجهة إحتلال نظام الإيراني لليمن وعدوانيته فيه، هو توحيد العمل الضروري لايمكن التخلي عنه وهوما كان تدعو اليه المقاومة الإيرانية سابقا. وطالبت بالتوسيع الشامل لهذا الدفاع القانوني والمشروع بوجه الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وعملائها في ارجاء المنطقة من العراق وسوريا إلى لبنان واليمن وسائر الدول.
ولا بد من التأكيد بان جذورالأزمات لهذه المنطقة من العالم وخاصة بؤرة التطرف الديني وتصدير الإرهاب والتطرف من قبل نظام ولاية الفقيه في إيران ولا حل في هذا المجال سوى التصدي لهذا النظام وقطع اذرعه في المنطقة وإسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *