الشيخة جواهر: الإمارات رائدة في العمل الإنساني محلياً وعالمياً

شهدت مسيرة فرسان القافلة الوردية لهذا العام أروع مظاهر التضامن المجتمعي لقضية إنسانية في دولة الإمارات كان أبطالها جميع مكونات الدولة قيادة وحكومة وشعباً رفع من خلالها فرسان القافلة رايات الأمل في مسيرتهم السنوية الخامسة التي انطلقت من الشارقة عاصمة الثقافة العربية والإسلامية إلى إمارات الدولة كافة .
عشرة أيام تزينت فيها الإمارات باللون الوردي الذي يدخل السرور ويبث الأمل والمحبة والتصافي وتوشح فيها فرسان القافلة بوشاحات الأصالة والشجاعة يمتطون خيولهم التي تعبر عن رمز الشجاعة والكرم والإيثار وانتشرت فيها العيادات المتنقلة بطواقمها الطبية وممرضيها ومرشديها متسلحين بالأمل والعزيمة والإصرار يبثون الطمأنينة في قلوب الجميع مبددين المخاوف والمعلومات الخاطئة حول مرض سرطان الثدي وصادحين بأعلى الصوت أنه بالعزيمة والإصرار ونشر الوعي نستطيع أن نقي أنفسنا ومجتمعنا تداعيات المرض .
وأكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال في حديث لوكالة أنباء الإمارات “وام” أن دولة الإمارات تعتبر رائدة في العمل الإنساني محليا وعالميا وهي سباقة دوماً في إطلاق المبادرات الخيرية وتعلي من قيمة الإنسان وتحرص على صيانة كرامته وتوفير كل ما من شأنه أن يضمن ذلك ومن هنا انبثقت فكرة القافلة الوردية التي جاءت منسجمة ومتوافقة مع استراتيجية الدولة التي تحرص على توفير كل سبل الراحة والسعادة لشعبها والمقيمين على أرضها والتي تعتبر أمر المحافظة على صحتهم وسلامتهم البدنية والنفسية سبباً من أسباب سعادتهم .
وقالت سموها “بصراحة يؤلمني كثيراً ما يعانيه مرضى السرطان عامة فمريض السرطان يعاني الكثير في مرضه وعلاجه، يعاني جسدياً ونفسياً ومادياً ولا تتوقف المعاناة عند الشخص المريض بل تنتقل التداعيات السلبية إلى محيطه في الأسرة والمجتمع وحتى الدولة ولهذا دائماً كان تفكيري في الوقاية خير من العلاج وهنا الوقاية ليس من الإصابة بمرض السرطان بقدر ما هي الوقاية من وصول المرض إلى مراحل متقدمة يصعب فيها العلاج والشفاء وفي مرض سرطان الثدي تكون الوقاية من خلال التوعية والفحوصات المبكرة والدورية” .
وأضافت “نهدف من خلال القافلة الوردية إلى تعزيز الوعي بسرطان الثدي وتقديم المعلومات حول كل ما يتعلق به من عوامل خطورة وطرق وقاية وطرق التعامل معه حال الإصابة به وغيرها من المعلومات إضافة إلى توفير خدمات الكشف المبكر عنه كما نسعى إلى المساهمة في استحداث أول سجل أورام موحد في دولة الإمارات العربية المتحدة وتنفيذ وتشغيل عيادة الماموجرام المتنقلة والمزودة بأحدث التقنيات للكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً” .
وأوضحت أن اهتمامنا المتعاظم بسرطان الثدي يأتي كونه من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في جميع أنحاء العالم إذ يمثل 16 في المئة من جميع السرطانات التي تصيب هذه الفئة وعالميا يتم تشخيص حوالي 1 .1 مليون إمرأة سنوياً مصابات بسرطان الثدي ومن هؤلاء يتوفى حوالي 410 آلاف بسبب مرضهن وقد تصدر سرطان الثدي قائمة أعلى 5 أنواع من السرطان تسببت في الوفيات لدى الجنسين بنسبة 3 .13 في المئة .
وحول دور القيادة الإماراتية الحكيمة في دعم القافلة الوردية على مدار الفترة الماضية وصولاً إلى أهداف المبادرة، قالت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي “إذا عدنا إلى الوراء قليلاً وتتبعنا مسيرة المبادرة ومراحل تطورها لوجدنا أن تأسيسها قد تم برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة”، مؤكدة أن الإنجازات الكبيرة لمبادرة القافلة الوردية ما كان لها أن تتحقق لولا دعم القيادة الإماراتية الحكيمة والرشيدة” .
وأضافت أن مسيرة الفرسان لهذا العام شهدت استمرار هذا الدعم من قبل قيادتنا الحكيمة وشارك في فعالياتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي تبرع ب 17 خيلاً من خيوله الشخصية من اسطبلات القاسمي دعماً لمسيرة القافلة الوردية للعام المقبل وكافة القادة والوزراء والمؤسسات الحكومية والخاصة .
وشددت الشيخة جواهر على أن هذا التضامن وحب الخير للجميع ليس وليد لحظة آنية معينة بل هو توجه استراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة التي ظلت تحرص على مواكبة التطورات التي يشهدها العالم في كافة المجالات لتسخيرها في خدمة شعبها والمقيمين على أراضيها .
وعن نظرتها للجهود التطوعية التي وقفت وراء القافلة الوردية سابقاً والمطلوب منها في المرحلة المقبلة قالت إن المجتمع الإماراتي بفطرته يحمل في داخله روح الإيثار وحب عمل الخير ومد يد العون للعالم كافة، هذه الروح التي بذر بذرتها الأولى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
ومضت تقول “من جانبنا نعتبر أن هؤلاء المتطوعين فخر لدولة الإمارات بل نعتبرهم فخراً للإنسانية جمعاء فهم يتشكلون من جنسيات مختلفة لم يجمعهم شيء سوى حب العمل التطوعي وتقديم يد العون الأمر الذي يحثنا عليه ديننا الحنيف وهذا التنوع يعتبر أحد المنجزات الكثيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أثبتت للعالم أجمع أنها دولة معاصرة تمد يدها بالخير وتنادي كل شعوب العالم للعيش في وئام وتدعو إلى تعميق أواصر المحبة والإخاء مع كل شعوب العالم وقد انعكس هذا الأسلوب الحضاري الراقي في انخراط جميع سكان الدولة من مواطنين ومقيمين في كل فعاليات ومناشط القافلة الوردية بروح واحدة يستعصي معها تمييز جنسياتهم لتفانيهم الكبير وإخلاصهم في العمل” .
ووجهت الشيخة جواهر القاسمي كلمة لشركاء ورعاة القافلة الوردية على مدار السنوات الخمس الماضية قالت فيها “إن دولة الإمارت تجسد نموذجاً عصرياً لمفهوم دولة الاتحاد على نطاق العالم أجمع وإذا إردنا أن نجني كل ثمرات هذا الاتحاد يتحتم علينا أن ننزل كل قيمه ومبادئه بل وأهدافه في جميع أنشطتنا الاجتماعية اليومية فتضافر الجهود وتكثيف العمل بإرادة واحدة يزيل العقبات ويحول التحديات إلى فرص ويجعل من نقاط الضعف مصادر للقوة” .
ونوهت بأن رؤية مبادرة القافلة الوردية تتمثل في ضرورة أن تصبح هذه المبادرة وسيلة للتغيير من خلال إشراك المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأفراد توحيداً للجهود الوطنية من أجل نشر الوعي بأهمية الكشف المبكر وتقديم كل أشكال الدعم المادي والنفسي للمرضى وذويهم .
وأضافت أن اللجنة العليا المنظمة للقافلة الوردية عقدت شراكات مع عدة جهات طيلة السنوات الخمس الماضية وكان لها دور واضح في وصول رسائل المبادرة وتحقيق أهدافها ومن أبرز تلك الجهات وزارة الصحة وهيئة الصحة في كل من أبوظبي ودبي والشارقة وعدد من المستشفيات بالدولة والعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة .
ونوهت الشيخة جواهر بأن مصرف الشارقة الإسلامي كان الشريك الرسمي للقافلة الوردية منذ انطلاقتها وحتى الآن وقدم الدعم لمسيرة القافلة لتواصل جهودها في التوعية بمرض سرطان الثدي وتقديم الفحوصات المجانية ومؤخراً كانت الشراكة مع مؤسسة الشارقة للإعلام التي خصصت هذا العام مبلغ 13 مليون درهم كمساهمة منها في تنفيذ مشروع العيادة المتنقلة للقافلة الوردية .
وحول التركيز على الفروسية كهوية مميزة للمسيرة السنوية . .قالت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة “الخيل هي إحدى موروثاتنا التي نباهي بها العالم أجمع وارتبطت في تراثنا العربي الأصيل بالشجاعة والشهامة والمروءة ونجدة الملهوف وماذكرت الخيل إلا وقرن معها الخير والشجاعة وقد حرصنا على أن ترتبط المسيرة منذ انطلاقتها الأولى بالخيل وفتحنا المجال أمام الفرسان للتطوع لنسخر القيم الفاضلة التي ينشأ عليها محبو الفروسية في تشجيع التعاون الإيجابي والعمل المشترك لتحقيق أهداف القافلة الوردية في تبديد المخاوف والمفاهيم المغلوطة المحيطة بمرض سرطان الثدي وتقديم الفحوصات الطبية المجانية للمواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات وقد شارك في مسيرة الفرسان لهذا العام 150 فارسا وفارسة من مختلف الجنسيات كما شارك فيها نخبة من الفرسان العالميين الفائزين بالجوائز الكبرى في أهم ميادين السباق حول العالم” .
وأكدت “أن طموحاتنا لا تقف عند تقديم خدمات الفحص أو تقديم الدعم العلاجي والمادي للمرضى فقط فسقفنا أعلى من ذلك بكثير ولا تحده حدود ونسعى إلى أن نرسي تجربة إنسانية فريدة ورائدة في مجال مكافحة سرطان الثدي تقتفي أثرها المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال للاستفادة منها في رحلتها في مكافحة مرض سرطان الثدي” .
ولفتت إلى أن أكبر الإنجازات التي تحققت حتى الآن هو تصحيح المفاهيم المغلوطة حول سرطان الثدي في المجتمع الإماراتي والإعلان عن تدشين مشروع العيادة المتنقلة الذي تم الإعلان عنه مؤخراً بشراكة مع مؤسسة الشارقة للإعلام واعتبرته خطوة البداية لمشاريع كبيرة ستنفذ في المستقبل القريب .
وعن تقييمها للمسيرة السنوية لهذا العام أوضحت أن مسيرة هذا العام اختلفت عن سابقاتها في جوانب كثيرة فقد حظيت بمشاركات لم تشهدها المسيرة من قبل كما أقيمت فعاليات أحدثت تغييراً مجتمعياً كبيراً على طرق التعامل مع قضية سرطان الثدي حيث زالت المخاوف واختفى الخجل وانخرط الجميع في حملة نشر الوعي والتشجيع على القيام بالفحوصات .
وحول رؤية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي لمشروع العيادة المتنقلة “اقربوا . . اكشفوا” لإجراء الفحوصات على مدار العام والذي تم الكشف عنه في ختام مسيرة القافلة، قالت “انطلقت تحركاتنا في هذا الشأن من النتائج والحقائق التي توصلت إليها البحوث والدراسات العلمية الحديثة والتي أثبتت أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يؤدي إلى اكتشاف الأنسجة ما قبل السرطانية حيث أن 98 في المئة من حالات سرطان الثدي يمكن الشفاء منها إذا ما تم اكتشافها مبكراً”، وأشارت إلى ضرورة أن توفر العيادة المتنقلة خدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً على مدار أيام السنة وفي مختلف إمارات ومدن الدولة بما في ذلك المناطق البعيدة والقليلة السكان .
وبالنسبة لدور الإعلام بمختلف وسائله قالت “إن الإعلام هو المحرك الأساسي لرسالتنا وهو بوابتنا التي نلج منها إلى فضاءات المجتمع الشاسعة . واختتمت الشيخة جواهر حديثها بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح مسيرة فرسان القافلة الوردية وللقادة والمؤسسات والدوائر الحكومية والفرسان والأطباء والممرضين والمتطوعين . )  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *