هل نسقت “الجزيرة” القطرية مع إسرائيل لتصوير عملية التسلل وحرق الحفار على حدود غزة؟

أثار فيديو تسلل مجموعة من الشبان الفلسطينيين من قطاع غزة عبر الحدود إلى الجانب الذي تحتله إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، السبت، والذي عرضته قناة “الجزيرة” القطرية “حصريًا”، تساؤلات واسعة حول ارتباط القناة بالأمر.

وما أثار الغرابة بنظر المراقبين أن عملية التسلل، التي اجتاز فيها الشبان الأسلاك الشائكة الكهربائية، وساروا مسافة طويلة داخل الأراضي المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل، ليحرقوا حفّارًا إسرائيليًا لكشف الأنفاق، تمت بهدوء قبل أن يعود الشبان أدراجهم بسلام للقطاع.

وتتساءل الأوساط السياسية في قطاع غزة عن مدى وجود اتفاق قطري إسرائيلي “مسبق” لتصوير المقطع وتنفيذ العملية دون تدخل إسرائيلي، من خلال الدفع ببعض الشباب لتنفيذ العملية لمنح الجيش الإسرائيلي مبررًا واضحًا لمزيد من القتل خلال الفعاليات التي تتم قرب الحدود.

وما أثار الاستغراب في غزة حيال المقطع المصور الذي انفردت “الجزيرة مباشر” بتصويره هو أن تجاوز السياج الحدودي الأمني أمر ليس سهلًا، خاصة أن الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، مدججة بالأسلحة الأوتوماتيكية، بالإضافة إلى الأسلاك الشائكة الكهربائية، وكاميرات المراقبة المنتشرة، والجنود والدوريات المتجولة على مدار الساعة، ما دعا لطرح سؤال محير حول كيفية تمكن الشبان الفلسطينيين من اختراق كل هذه المنظومة الأمنية، ثم العودة بسلام.

منظومة أمنية

وقال المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن: “في كل يوم يمر، يتم الإعلان من قبل إسرائيل عن اعتقال شباب من غزة حاولوا التسلل إلى الحدود، لأن الاحتلال الإسرائيلي يعتبر الحدود الخط الأخير للدفاع عن كيانه، فلا أعتقد أن الأمر بهذه البساطة”.

وأضاف عبد الرحمن، لـ “إرم نيوز”: “يصرف الجيش الإسرائيلي ثلثي موازنته على تقوية السياج الحدودي مع قطاع غزة ومحيط إسرائيل، من خلال إقامة أقوى منظومة أمنية وعسكرية واستخباراتية، لمنع التسلل عبر الحدود، ويقوم ببناء جدار ووضع سواتر وغير ذلك”.

وأكد عبد الرحمن أنه “من المنطق الاقتراب من الحدود، لكن اجتيازها شيء مستحيل، وخاصة أن فيديو “الجزيرة” أظهر عدم التوتر من قبل الشبان أثناء قيامهم بفعلتهم وحرق الحفار الإسرائيلي”.

تساؤلات مستغربة

من جانبه أبدى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت أحمد النتشة، استغرابه من عدم وجود وسائل إعلام أخرى أثناء المظاهرات على حدود قطاع غزة، مضيفًا: “كيف يمكن ألا تتسابق وسائل الإعلام على التغطية الإعلامية لمثل هذا الحدث؟، وتترك الجزيرة للتفرد به؟، وكيف أصلًا تفردت الجزيرة به؟”.

وأضاف النتشة، لـ “إرم نيوز”: “هناك طمأنينة غير عادية أثناء توجه الشبان الفلسطينيين إلى الحفار وتجاوزهم الحدود، فمن الطبيعي مثلًا الاختباء والمناورة والاختفاء وقطع الطرق بخفة ومراقبة، لكن الفيديو يعبر عن غير ذلك، سرعة دون التفات، وهذا يثير الشكوك؟!”.

وواصل النتشة حديثه متسائلاًا: “استغلال الإعلام العبري لحادثة التسلل وما عقب الحادث من قصف وتهديد ووعيد لمسيرة العودة المرتقبة، يعكس نوايا مبيتة وتساؤلات مستغربة، في ذات الوقت يشجع مثل هذه الأعمال فلسطينيًا ما يخلق مبررًا لتفريق المتظاهرين حتى لو بالقتل”.

توقيت العرض

وشكك المحلل السياسي محمود نصر الله في التوقيت الذي خرج فيه الفيديو قبيل مسيرة العودة الكبرى، مشيرًا: “المظاهرات الفلسطينية تخرج من ثلاثة شهور، والفلسطينيون على موعد مع أكبر مسيرة حاشدة خلال أيام، فما سبب هذا الفيديو “التوتيري” في هذا الوقت بالذات؟”.

وتساءل نصر الله: “لماذا تزامن الفيديو مع الأجواء الأمنية المتوترة؟، فيما لم يحدث فيديو مشابه في ظروف أمنية أسهل بكثير من هذه الأيام، ومع ذلك كانت إسرائيل تعتقل كل من يقترب من السلك الشائك، فما بالنا في هذه الآونة التي تعزز فيها إسرائيل كافة قواها الأمنية لسلامة الحدود من أي تصعيد؟”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *