أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الوعاظ يتحملون مسؤولية حماية المواطنين من الفكر التكفيري والشاذ والمتسيب، داعيًا إياهم إلى ضرورة التواجد بين الناس بصفة مستمرة.
وقال شيخ الأزهر، في لقاءه بالوعاظ بقاعة مؤتمرات الأزهر، إن هناك مؤامرة كبرى ومخططات تحاك ضد الوطن، ومن بينها دعوات فئة لرفع المصاحف في 28 نوفمبر الجاري، مطالبًا الوعاظ بالانتشار في المقاهي والنوادي والتجمعات، والتواجد اليومي المستمر بين الناس، لتوعيتهم من مخاطر تلك الدعوات الهدامة.
وحذر الطيب، من الحركات التي تدفع الأموال لتنفيذ مخططات ضد البلاد، داعيًا الوعاظ إلى التصدي لتلك الدعوات والأفكار الشاذة، مثل الدعوة لممارسة الزنا قبل الزواج، مؤكدًا أنها دعوات تصدر عن شاردين.
وأضاف الطيب، لدينا في الدعاة الذين يظهرون على الشاشات، ويقولون كلامًا ما أنزل الله به من سلطان، ولم يشموا رائحة علومنا الإسلامية.
وتابع الطيب، على الوعاظ التصدي لحملات دعاة الفتنة، وغيرها من دعوات هدامة تريد النيل من الوطن واستقراره، بعقد جلسات علم توضح وتفند تلك المهاترات في غضون 3 أيام بالانتشار بين الناس.
ودعا شيخ الأزهر، الوعاظ ومدرسين المعاهد وآئمة الأوقاف، إلى تثقيف أنفسهم والتفقه في الدين، والإلمام بما يجري على الساحة السياسية والحركات الإرهابية، التي تريد العبث بعقول الشباب ومقدرات الوطن،
وطالب بالتصدى للحركات الصهيونية التي تريد الخراب للبلاد.
وانتقد الطيب، الروتين الذي كان يسيطر على مفاصل الدولة في العقود السابقة، محذرًا من اللامبالاة التي سيطرت على الوعاظ، مؤكدًا أن الواعظ هو خليفة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وحث الطيب الوعاظ، على الاستمرار في مواجهة الفكر المتطرف، وقيادة الشعب المصري إلى الطريق الصحيح، وتبصيرهم بالمخاطر التي تحاك ضد الوطن.
وقال شيخ الأزهر، إن الولد الذي يهاجم البخاري على بعض القنوات الفضائية، في إشارة إلى إسلام البحيري، يمثل أحد مخططات ضرب الاستقرار بالبلاد، مشددًا على وجود مخطط لقوى كبرى لضرب الاستقرار في مصر، والله نجاها من تلك الفتنة الهالكة.
أشار الطيب، إلى أن هناك قنوات فضائية تساهم في ذلك، كما أعلن إنشاء مكتبة لكل واعظ، تحتوي على كتب تساعدهم في التصدي لما يستجد على الساحة من أمور، مضيفًا أن الواعظ أو الإمام الذي يستعين بـ”اللاب توب” اعتبره “فاض من العلم”.
كما وجه بصرف زي مجاني للوعاظ، برفع بدل انتقالات الوعاظ، حتى يتمكنوا من آداء مهامهم، بينما عبر وعاظ الأزهر عن غضبهم من بعض آئمة المساجد التابعين لوزارة الأوقاف، الذين يمنعونهم من تأدية مهامهم، راجين وزير الأوقاف من السماح لهم، وعقب شيخ الأزهر قائلًا، “ليس رجاء بل تنبيه لوزير الأوقاف، فنحن متكرمون عليه، فما يمسكم يمسنا”.ط
واعترض الطيب، على حديث أحد الوعاظ في الهاتف، أثناء حديثه قائلًا، “لو الأمر بيدي، لحرمت هذا الموبايل”، كما اعترض على ارتداء بعض الدعاة العمامة الصيني، مؤكدًا أنها تنال من هيبة الوعاظ ووقارهم.
وأكد الدكتور محيي الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن هذا اللقاء يهدف إلى وضع خطة لنشر واعظي الأزهر في النجوع والقرى، ولا يقتصر انتشارهم على عواصم المحافظات، لمحاربة الفكر المتشدد والدعوات الهدامة، مؤكدًا أن اللقاء يهدف إلى تنفيذ خطة الإمام الأكبر، لتوعية جموع الشعب المصري وتبصيره بما يحاك له من مؤامرات تستهدف أمن الوطن واستقراره، والعمل على تأكيد دور الأزهر المستمر في مجابهة تلك المؤامرات، والتصدي لها من خلال توعية جموع الشعب في المساجد والمعاهد والنوادى والشركات وغيرها، خصوصًا بعد دعوة رفع المصاحف، التي تروج لها الجماعات المتطرفة مؤخرًا، لإثارة المشاعر الدينية لدى الشعب المصري، بالاستخدام المغلوط للمصحف الشريف، من أجل إثارة الفتنة وإشاعة الفرقة، وتحقيق مكاسب سياسية على حساب كتاب الله.
كما أكد عفيفي، أن ذلك يأتى في ضوء الدور الرائد للأزهر الشريف، في بث روح الإسلام المستنير، وتوعية الناس بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وبما يحذرهم من أي فتن أو أغراض خادعة يحاول البعض الترويج لها.
ومن جانبها، عممت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة المقبل، على آئمة المساجد عن عظمة الإسلام وخطورة المتاجرة به والافتراء عليه، وأكدت في نص الخطبة على حرمة المشاركة في مظاهرات 28 نوفمبر الجاري، قائلة، “إنها حرام شرعًا، لكونها متاجرة بالدين ونفاق باسمه، وإعادة إنتاج لفكر الخوارج، وانتهاك لحرمة المصحف ومحاولة لشق صف الأمة.
وأشارت الأوقاف، إلى أن مظاهرات رفع المصاحف، مجرد متاجرة بالدين ونفاق باسمه، لاستخدامه في تحقيق مكاسب دنيوية، مؤكدة أن هذه الدعوات تشبه دعوات الخوارج لشق الصف، وإحداث الفتنة وانتهاك حرمة المصاحف، لأنه ربما تسقط المصاحف على الأرض.
وتناولت عناصر الخطبة الاسترشادية، الحديث عن عظمة الجوانب الأخلاقية في الإسلام، والحديث عن عظمة الجوانب الإنسانية، وخطورة المتاجرة بالدين، وحرمة القتل والتخريب، والإشارة إلى استخدام الدين لتحقيق المكاسب السياسية والحزبية.