د/ وسام صباح الخبيرالسياسى والاقتصادى العراقى فى حوار لبوابة العرب اليوم


الشعب العراقى انتفض ضد الاحزاب الفاسده وتدهور الاوضاع المعيشية والنفوذ الايرانى وايران تحاول اجهاض الثورة عبر ميليشياتها
الخلاف الامريكى – الايرانى ادى الى استقطاب حاد داخل العراق وخارجه
شهدت العراق خلال الايام الماضية انتفاضة شعبية خاصة فى منطقة الجنوب احتجاجا على الفساد وترى الاوضاع المعيشية والتخل الايرانى فى شئون العراق وهو ما قابلته قةات الامن العراقية بمساعدة الميلشيات الايرانية باستخدام العنف فى محاولة لاخماد تلك الثورة التى تهدد باسقاط النظام الحالى وفى ظل تلك التطورات ادلى د / وسام صباح الخبير السياسى والاقتصادى العراقى بحوار خاص  لبوابة العرب اليوم  تناول فيه وجهة نظرة اذاء تلك التطورات وفيما يلى نص هذا الحوار
ما هى انعكاسات نتائج انتخابات العراقيه على الساحه السياسيه العراقيه ؟
الانتخابات العراقية والتي جرت مؤخرا حصل فيها انعكاسات خطيرة جدا تمثلت بالتزوير وبمقاطعة الشارع العراقي لتلك الانتخابات بسبب الفساد الذي استشرى في العراق والمعلوم ان نظام المحاصصة ونظام الطائفية السياسية هي التي دمرت العراق وشعبه وان تغيير الدستور مطلب مهم في الشارع العراقي وتقليص عدد الأحزاب السياسية والان هناك صراع سياسي بين الأحزاب للاستحواذ على الوزارات السيادية ورئاسة الوزراء.
هل تتوقع تصاعد الاحتجاجات الشعبية وخاصه فى محافظات الجنوب الى اضطرابات شامله تطيح بالنظام الحالى ؟
الشعب العراقي انتفض بعد ان راى بانه لاجدوى من تلك الأحزاب الفاسدة التي سرقت مقدرات الشعب وعدم وجود بنى تحتية كاالكهرباء والصرف الصحي والماء ووجود بطالة وفقر لم يشهد العراق في كل الأنظمة السابقة بذلك حيث ان الشعب ثار لكي يحاول التخلص من تلك الأحزاب الفاسدة واكبر دليل على رفض الشارع العراقي للأحزاب عندما بعث مقتدى الصدر وفدا للتفاوض مع الثائرين في البصرة رفضوا بل وطردوا ذلك الوفد اذن قد تتحول تلك المظاهرات الى اسقاط النظام الحالي.
هل ترى ان تلك الاحتجاجات ضربه للنفوذ الايرانى فى العراق ؟
تعتبر تلك المظاهرات ضربة قوية للنفوذ الإيراني الذي يحاول السيطرة على العراق سياسيا من الباطن ومن الظاهر بواسطة العقيدة لكن الشعب وعى على تلك المخططات وقام الشعب بغلق الحدود امام الإيرانيين وحرق مقراتهم في النجف لذلك ايران الان تدخل عناصرها التخريبية لاجهاض تلك الثورة.
وكيف ترى تأثيرالخلاف الامريكى الايرانى على اوضاع العراق والمنطقة ؟
الخلاف الامريكى الايرانى ادى الى استقطاب حاد ليس فقط داخل العراق بل المنطقة كلها فهناك ساسة عراقيين موالين لامريكا والبعض الاخر موالى لايران وانعكس هذا على الاوضاع داخل العراق وفى اطار الصراع الامريكى الايرانى فلقد تم القبض مؤخرا على شبكة ايرانية حاولت تهريب 16 مليون حبة مخدرة الى العراق كما قامت ايران بغمر مياه الانهار بالاملاح لاجبار المزارعين العراقيين على الاستيراد وللاسف فان الحكومة العراقية متواطئة فى هذا المخطط وتعمل على استيراد منتجات ايرانية بمليار دولار وفى المقابل تحاول امريكا من خلال عملائها ابعاد الايرانيين عن العراق وامتد تأثيرات هذا الخلاف على دول المنطقة فاتجهت الكويت الى الصين لحمايتها فى مواجهة النفوذالامريكى فى السعودية
ما هى احتمالات عودة تنظيم داعش مرة اخرى فى ظل استمرار حالة الاحتقان الحاليه فى الشارع العراقى ؟
ان عودة تنظيم داعش يعتمد على الأوضاع التي يحاول هذا التنظيم الإرهابي زعزعة امن واستقرار العراق اعتقد انه هناك جهات امنية متخصصة في مكافحة الإرهاب وأيضا هناك خلايا نائمة تحاول ان تنهض والعودة مرة أخرى في ظل حواضن مختلفة.
ما هى ابعاد التدخل التركى فى ذلك التوقيت وتهديد تركيا بالتاثير على حصة العراق المائية عبر السد الذى اقامته ؟
بعض الأحزاب السياسية لديها ارتباط مع تركيا ولتركيا قوات داخل الحدود العراقية وتقوم في بعض الأحيان بقصف المناطق في شمال العراق لعناصر حزب العمال الكردستاني ان تركيا أيضا تحاول الضغط على العراق بواسطة المياه وبناء السدود وحبس تلك المياه والمتمثلة بنهري دجلة والفرات وتريد تركيا إعادة التاريخ الى الوراء عندما كان العراق محتلا من قبل الدولة العثمانية وحتى ايران تريد عودة بلاد فارس وهذا مايجري الان على الساحة العراقية.
كيف ترى مستقبل العلاقه بين الاكراد والحكومه المركزية بعد الاضطرابات التى حدثت بينهما فى الفترة الاخيرة ؟
الان العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان علاقة دافئة تقريبا بعد ان ذهبت عدة أحزاب سياسية لتشكيل كتلة مع الاكراد وإعادة تحسين العلاقة بين كافة الأطراف المتنازعة ولكن في الظرف الحالي الصراعات السياسية هي التي ستحدد من يكون مع الاكراد او ضدهم وبعد مسألة العد والفرز اليدوي للانتخابات.
فى ظل الازمه الاقتصاديه الطاحنه التى يعانى منها العراق  ما هى توقعاتك بالنسبه لمستقبل الاقتصاد العراقى ؟ وكيف يمكن للعراق ان يخرج من ازمته الاقتصاديه ؟
الازمة الاقتصادية التي يمر بها العراق هي سبب السياسة الخاطئة للحكومة وأيضا الفساد الإداري والمالي وفساد المسؤولين في الدولة العراق لديه موارد كبيرة يستطيع إعادة اعمار العراق بوسائل عديدة ولكن لننظر سبب قيام الشعب بمظاهرات كلها بسبب نقص الخدمات التي يحتاج اليها المواطن ان النهوض بالواقع الاقتصادي يجب ان نضع الشخص المناسب في المكان المناسب وإدخال الشركات الكبرى الأجنبية والمحلية.
هل ترى ان التقارب السعودى العراقى فى الفترة الاخيرة خاصة مع بعض الرموز الشيعية يهدف الى اخراج العراق من عباءة ايران ؟ هل ستنجح السعودية فى ذلك ؟
ان التقارب العراقي السعودي هو طبيعي جدا حيث ان العراق بدا الانفتاح على الدول كافة ولكن بدون ان تكون تدخلات في الشأن الداخلي وحيث ان ايران تلعب دورا في العراق ومحاولة ان يكون لها نفوذ قوي وهو موجود بالفعل داخل الحكومة العراقية هناك صراع بين دول الخليج وايران لكن لانريد ان يكون العراق مركز الصراع الإقليمي بين تلك الدول الا على أساس حسن الجوار.
كيف ترى مستقبل العلاقات المصريه العراقيه ؟ وهل يمكن للازهر ان يقوم بدور خاصه للازالة الاحتقان الطائفى بين السنه والشيعه فى العراق ؟
العلاقة بين مصر والعراق قوية ومتينة وتربطنا مع اشقائنا المصريين روابط اخوية ومتينة جدا حيث لاننسى بانه كان في العراق حوالي ستة مليون من الاخوة المصريين يعملون في العراق واعتقد ان الشركات المصرية ترغب في دخول العراق لاقامة المشاريع والبنى التحتية واعمار العراق هناك أيضا تبادل تجاري.
اما بالنسبة للازهر الشريف يجب عليه توعية الناس في مسالة التقارب والتسامح بين المذاهب وانا أقول بصدق ان في العراق لايوجد تفرقة بين الشعب في مسالة الشيعة والسنة وانما هناك تلاحم قوي وهذا مانراه في المظاهرات الأخيرة انما التفرقة أتت من الأحزاب السياسية والمحاصصة المقيتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *