” بوابه العرب اليوم ” تحاور قادة المعارضة السورية السياسية والمسلحة

  
شهدت الايام الماضية عقد هدنه بين قوات النظام السورى وعدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة بوساطة من تيار الغد السورى والذى يتخذ من القاهرة مقرا له ورعاية مصرية وفى ظل تلك التطورات كان لنا هذا الحوار مع د/ محمد شاكر القيادى بتيار الغد السورى ونذير علوش القيادى بالمعارضة السورية المسلحة
 
د/ محمد شاكر القيادى بتيار الغد السورى
الموقف المصرى من بداية الازمة يقوم على دعم كل ما يحافظ على الدول السورية والوقوف بجانب تطلعات الشعب السورى فى اقامة حكم ديموقراطى تتمثل فيه كافة الاطراف
مشاركة النظام مع المعارضة فى محاربة الرهاب مقدمه فعليه لخلق حالة من التوافق على شكل الدولة السورية المستقبلية المدنية الديموقراطية
-مامغزى نجاح مصر فى عقد اتفاق لوقف اطلاق النار بين فصائل مسلحه سوريه وقوات النظام فى ذلك التوقيت ؟ وهل يعنى ذلك ان الدور المصرى لايزال فاعلا على الساحه السوريه؟
– منذ بداية الصراع في سورية كان موقف مصر واضحاً وهو الحل السياسي والحفاظ على بنية الدولة السورية لاعتبار وحيد مؤداه أن الأمن القومي المصري والسوري هو أمن مشترك وواحد، وأن مايحدث في سورية سيكون له منعكسات أكيدة على مصر والعكس صحيح، وعلى هذا الأساس تحددت الرؤية المصرية في هذا الإطار، فتعاملت السياسة المصرية مع الحكومة السورية والمعارضة السورية من خلال هذا المبدأ، فلم تتوقف عن دعم كل مايحافظ على الدولة السورية كما استقبلت فعاليات المعارضة السورية، منذ مؤتمر القاهرة الذي شرعن لمنصة القاهرة التواجد على الأرض المصرية، والأخذ برؤيتها في الحل، كما تأسس في القاهرة تيارالغد السوري، الذي أخذ على عاتقه دور الوساطة في في اتفاقيات خفض التصعيد، برعاية مصرية للحيلولة دون أدوار إقليمية  اشتغلت على عمليلت التغيير الديمغرافي الذي يهدد وحدة سورية.
ونعتقد أن الأزمة في سورية لن تنتهي بدون دور عربي فاعل، تضطلع فيه مصر، ولعل دخول مصر إلى المجموعة المصغرة هو المقدمة الفعلية لهذا الدور .
وهل مشاركه فصائل مسلحه فى جهود مكافحه الارهاب يدل على ان هناك عملا مشتركا فى المرحله المقبله بين النظام والمعارضه فى هذا المجال ؟
مسألة مشاركة النظام مع المعارضة في محاربة الإرهاب، هي المقدمة الفعلية لخلق حالة من التوافق على على شكل الدولة السورية المستقبلية المدنية الديمقراطية، وهو أحد محددات الحل السياسي الذي تضمنته القرارارت الدولية التي أكدت إلتزام جميع الاطراف على قمع الإرهاب، وهذا يشكل أحد شروط العملية السياسية في سورية.
وهل ترى ان هناك امكانيه لعقد تسويه سياسيه عادله بعد نجاح قوات النظام فى الاستيلاء على معظم الاراضى السوريه ؟
-وهل ترى ان هناك امكانيه لعقد تسويه سياسيه عادله بعد نجاح قوات النظام فى الاستيلاء على معظم الاراضى السوريه ؟ ماجرى في سورية منذ مايقارب الثمان سنوات، هو تحطيم للعقد الاجتماعي، ويحمل دلالات عميقة أن هناك خللاً في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية تعود لعقود من الزمن، وأن سبب هذه العزة العنيفة هو هذا الخلل. لذلك تبدو مسألة سيطرة النظام السوري مسألة تتعلق بجملة التفاهمات بين الدول الضامنة، بما فيها الادوار المصرية في عمليات خفض التصعيد، ولاتحسب بشكل مباشر كانتصار عسكري، بقدر ماهو مقدمة لبدء العملية السياسية التي تستوجب وقف إطلاق النار، إذ لاعملية سياسية في سورية قبل وقف إطلاق النار. لذلك، حتى في حال سيطرة النظام على كامل الأراضي السورية – وهو ماسيحصل- إلا أن ذلك لايعني ترجع العملية السياسية بقدر ماسيساعد في دفعها. فالعملية السياسية في سورية محكومة بتفاهمات الدول المتورطة في الصراع السوري، كما محكومة بالبيانات والقرارات الدولية ذات الصلة. الأهم من ذلك هو التحدي الكبير أمام جميع الأطراف السورية ( نظاماً ومعارضة)، وهو كيفية ربط العملية السياسية التي وصلت إلى مرحلة ” توافق ” جميع الأطراف على اللجنة الدستورية، التي ستمهد لـ ” الاتفاق” على المبادئ الدستورية العامة، التي ترسم شكل الدولة السورية، وإصلاح المؤسسات من خلال فكرة ” الحكم المشترك” التي تضمنتها المادة 4 من القرار 2254، الذي يعتبر سكة الحل الدولي في سورية. وبالتالي الدور الذي تضطلع به اللجنة الدستورية في رسم دولة طبيعية بمعايير دولية، يسود فيها مبدأ المواطنة وحكم القانون ويخضع فيها الجميع ( حكام ومحكومين) تحت سقف القانون، بالبحث عن أسباب هذه الهزة العنيفة، وكيفية وضع الضوابط الدستورية التي تحول دون تكرار هذه الكارثة، حفاظاً على مستقبل الدولة السورية والاجيال القادمة. باختصار: الدستور هو العقد الاجتماعي، وماحصل في سورية هو تحطيم لهذا العقد. وعليه نحن أحوج مانكون  للشروع بالتأسيس لعقد جديد، عبر عملية دينامية طويلة وتدريجية، لكنها تبدأ بتوافق السوريين – دون غيرهم- لرسم مستقبل وطنهم.
وماهى رؤيتك لمستقبل الوجود الايرانى والميلشيات التابعه له فى سوريا خاصه فى ظل الانباء التى ترددت عن سعى اسرائيل لتحجيم النفوذ الايرانى فى سوريا ؟
وماهى رؤيتك لمستقبل الوجود الايرانى والميلشيات التابعه له فى سوريا خاصه فى ظل الانباء التى ترددت عن سعى اسرائيل لتحجيم النفوذ الايرانى فى سوريا ؟ لاحل سياسي في سورية مع وجود المليشيات الإيرانية. هذه حقيقة سياسية تفرضها واقع مايجري في البلدان التي تواجدت فيها إيران، انظر إلى العراق واليمن ولبنان، هي دول فاشلة بصناعة إيرانية بامتياز. والمشروع الإريراني هو مشروع يقوم على صناعة الفوضى كمدخل للتواجد ومن ثم اختطاف مكونات بعينها عبر الطائفية، لخلق شرخ داخل مجتمع الدولة الواحدة، وهذه السياسية منصوص عليها في الدستور الإيراني من خلال ماسمي بـ ” تصدير الثورة”، و” إقاة الدولة الإسلامية الجامعة والجهاد المستمر” كأهم رافعتين للسياسة الإيرانية في المنطقة العربية. أما بالنسبة لسؤالك حول سعي إسرائيل لتحجيم  النفوذ الإيراني، فهو لايصب سوى  في إطار براغماتية إسرائيل، التي تدرك إن بقاء إيران في سورية إنما يعني بقاء حالة الصراع والفوضى، الأمر الذي يهددها  بكل لحظة.
وماهى ابعاد المخطط التركى فى سوريا بعد استيلائها على منطقه عفرين وسعيها لاعاده السوريين الذين حصلوا على الجنسيه التركيهخ الى المناطق التى تم الاستيلاء عليها ؟
وماهى ابعاد المخطط التركى فى سوريا بعد استيلائها على منطقه عفرين وسعيها لاعاده السوريين الذين حصلوا على الجنسيه التركيهخ الى المناطق التى تم الاستيلاء عليها ؟ بالنسبة لي كسوري، لا أجد فرقاً بين الأدوار الإيرانية والأدوار التركية في سورية، فكلاهما يبحث عن مصالحه عبر تحويل سورية إلى رقعة شطرنج لتصفية حساباتهم الاستراتيجية ومصالحهم. هذه هي الحقيقة، فإيران التي اشتغلت على طائفية مقيتة في سورية عبر شعارات ” يالثارات الحسين” و ” زينب لن تسبى مرتين” من خلال تثوير حركات الإسلام السياسي الشيعي المتطرف، وكذلك تركيا دعمت جماعات الإسلام السياسي السني المتطرف، وسهلت عبةرها إلى سورية، وفاوضت باسمها، وأجهضت عن طريق الحراك السلمي المدني، الذي أدى إلى تراجع دور القوى الوطنية الديمقراطية في سورية، على حساب سيطرة الجماعت الإسلاموية. هكذا كانت الادوار التركية الإيرانية التي ساهمت بتحويل الحراك المدني السلمي  الذي يدعو للدولة المدنية الديمقراطية، إلى جماعات جاءت إلى سورية إما لتقيم الخلافة أوالإمارة الإسلامية أو لتأخذ الثأر للحسين.
وكيف ترى مستقبل العلاقه بين السلطه المركزيه وقوات سوريا الديمقراطيه ؟
وكيف ترى مستقبل العلاقه بين السلطه المركزيه وقوات سوريا الديمقراطيه ؟ أعتقد بأن طموحات قوات سوريى الديمقراطية أت تتراجع بعد أن سحبت الولايات المتحدة الامريكية يدها عنها، وهذا قدر محتوم وتوقعناه مراراً، والآن وفي خضم التفاهمات الدولية والإقليمية، التي ستدفع بتركيا لتفكيك أدلب لوجستياً، مقابل عدم السماح لقوات سورية الديمقراطية بتكوين كيان كردي محاذي للحدود التركية، سيجد الأكراد أنفسهم بدون أي ظهير للسير في إطرواحاتهم في الفيدرالية. الامر الذي سيدفعهم للتوجه إلى النظام، وربما تسليم كامل أراضيهم له، مقابل لامركزية متفق عليها بين جميع الأطراف السورية، أي العودة إلى حضن الدولة السورية كسوريين لا ككرد، وهذه هي الحالة الصحية التي تحتاجها العملية السياسية التي هي حل لكل السوريين بغض النظر عن إثنياتهم أوطوائفهم وأديانهم.
وماهى امكانيه عوده التنظيمات المتطرفه كداعش الى الساحه السوريه مره اخرى ؟
وماهى امكانيه عوده التنظيمات المتطرفه كداعش الى الساحه السوريه مره اخرى ؟ التطرف تحت أي مسمى مرهون بحالة الجهل والتخلف والفوضى وعدم الاستقرار، لذلك السوريون بحاجة لعملية سياسية تعيد الاستقراروالأمان  للمواطنين،وأن تتجاوز مسألة تحرير هذه المنطقة أو تلك كورقة في إطار تقاسم النفوذ وتبادلها، لذلك لاعملية سياسية فعلية بدون عودة المواطنين إلى ديارهم، تأمين سبل العيش الكريم لهم. وهنا لابد أن أشير أن مناطق الرقة ودير الزور التي تم تحريرها من مازالت خالية من أهلها العرب ومدمرة، وأهالها في المخيمات وأطفالها بدون مدارس منذ ست سنوات، وهذه كلها مؤشرات لإمكانية عودة التطرف في أي لحظة وتحت أي مسمى. لاسيما وأن قوات سورية الديمقراطية والنظام فشلا في تامين أدنى مقومات الحياة في تلك المناطق، فمازالت مناطق خربة تصفر فيها الريح، الأمر الذي يعيق أي إمكانية فعلية لعملية سياسية قبل إيجاد الحلول السياسية والإدارية والاقتصادية والأمنية لهذه المناطق، وتأمين العودة الآمنة والطوعية لأهاليها.
فى النهايه هل تتوقع ان تتمخض قمه هلسنكى بين بوتين وترامب عن اتفاقات سريه بين الجانبين لاقتسام مناطق النفوذ على الساحه السوريه ؟
فى النهايه هل تتوقع ان تتمخض قمه هلسنكى بين بوتين وترامب عن اتفاقات سريه بين الجانبين لاقتسام مناطق النفوذ على الساحه السوريه ؟ بشكل عام لامصلحة فعلية للولايات المتحة الأمريمية في سورية، عدا مصالح حليفتها إسرائيل، وهذا يتحدد بموقف الولايات المتحدة من الوجود الإيراني في سورية. أما بالنسبة لروسيا فهي المعنية أكثر في الملف السوري.ويبدو أن دور روسيا يتمظهر كدور يعيد ترتيب أوراق الشرق الأوسط ككل، لاسيما وأنها المعنية أكثر بآخر موطئ قدم لها في المياه الدافئة. ولعل تدخلها العسكري منذ العام 2015 ومن ثم صياغتها لأستانا 2017 واللجنة الدستورية 2018 أمضى دليل على ذلك.
 
نذير علوش القيادى بالمعارضة السورية المسلحة
 
ادلب هى الخزان البشرى للثورة السورية وسندافععنها حتى الموت
رغم خسارتنا لمعظم الاراضى التى استولينا عليها فى بداية الثورة الا اننا سنبدأ من جديد من نقطة الصفر
هل تتوقعون ان يقوم النظام السورى بهجوم قريب على ارلب وما هى اهمية تلك المنطقة بالنسبه للنظام ؟
إدلب هي الخزان البشري للثورة السورية وإن أبناء إدلب هم الذين شاركوا بالثورة في كل المحافظات , وهناك عداء قديم بين المحافظة و النظام من أيام الأب حافظ الأسد منذ استلامه السلطة وعندما زار محافظة إدلب ألقيت عليه الأحذية والطماطم والبيض الفاسد وإنها الآن الخزان البشري لكل من يرفض حكم النظام من جميع الأراضي السورية . وإن أهميتها تنبع من كونها محافظة تنتج معظم الزراعات الغذائية والزيتون وكونها متاخمة للأراضي التركية . وبوابة الساحل للداخل . ولا شك أنه يريد الهجوم على هذه المحافظة إن استطاع ولن يتردد في ذلك ولكن نحن له بالمرصاد . وإن هذه الأسباب السابقة تدفع النظام للإصرار على مهاجمتها والسيطرة عليها
وما هى استعدادتكم للدفاع عنها ؟ وهل تنسقون مع قوى المعارضة الاخرى ؟
نحن سندافع عنها بكل ما تستطيع لأننا ندرك أن مصيرنا إما الموت المحتم أو الدفاع حتى نحفظ وجودنا وكرامتنا
الهجوم الذى شبه داعش على السويداء هل يعنى ان قوة داعش لا تزال موجوده ومؤثرة على الارض ؟
إن وجود داعش وبقاءها هو وجود النظام وبقاؤه فإذا ذهب النظام ذهبت داعش وماتت.
وما هى ملابسات قيام النظام السورى بسحب النظام المحلى قبل بدء الهجوم ؟
هذا أكبر دليل على أن داعش والنظام وجهان لعملة واحدة ولقد تم سحب النقط العسكرية الموجودة في مدينة السويداء تمهيداً لهجوم داعش على المدينة
وما هى الاهداف الحقيقية لانشاء الخوذات البيضاء ؟ وهل تتوقعون ان يقوم النظام بشن هجوم عليهم الفترة القادمة ؟
الخوذ البيضاء هي مؤسسة مدنية بكل الإبعاد ومنهجها إنقاذ من تصيبه القذائف وصواريخ النظام وإسعافهم إلى المراكز الطيبة , وقد بدأت بمعدات بسيطة وبدائية
التقدم الذى حققته قوات النظام مؤخرا هل يعنى ان الحرب على وشك النهاية وانه لا مجال للحل السياسى للازمة ؟
نعم لا وجود للحل السياسي للأزمة ولكن نحن بدأنا ثورتنا من نقطة الصفر ووصلنا إلى 80 % إن مساحة سوريا وإن عدنا إلى نقطة الصفر فسنبدأ المعركة من نقطة الصفر ولن نستسلم ,
هناك انباء ترددت عن تفاهمات روسية امريكية لتقليص الدور الايرانى فى سوريا خلال المرحلة القادمة ؟
 لا نعتقد هذا . لآن نجاح روسيا كما يظنون هو الإلتحام بالدور الإيراني في سوريا وغير ذلك تعتبره الروس خسارة لهم .
وما هى رؤيتك لقيام وفد كردى بالتباحث مؤخرا مع النظام ؟ وهل يعنى ذلك وجود تنسيق بين الطرفيين ؟
إن التنسيق بين النظام والكرد قائم منذ بداية الثورة وخاصة في مدينة حلب مثال حي الأشرفية ولكن هذا على مستوى بعض الأحزاب وأغلب الشعب الكردي هو ضد النظام لأنه عانى كثيراً من الظلم .
وصول قوات النظام الى الحدود الدولية مع اسرائيل وصمت اسرائيل تجاه تلك الخطوة هل يعنى وجود تفاهمات سورية اسرائيلية فى سوريا ؟
 صمت إسرائيل عن وصول قوات النظام إلى حدوده لن يغير المعادلة لأن النظام يحمي حدود إسرائيل منذ نشأتها
فى النهاية كيف ترى الدور المصرى فى الازمة السورية خاصة بعد نجاح مصر فى عقد هدنة بالمشاركة مع تيار الغد السورى ؟
لاشك أن مصر تلعب دوراً كبيراً في شؤون العالم العربي وهي دولة محورية ونتمنى أن تكون دائماً إلى جانب الشعوب العربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *