مقتل شباب بلوش محرومين برصاص مباشر لقوات القمع التابعة لنظام الملالي

احترق شابان بلوشيان محرومان في «ايرندغان – خاش» بمحافظة سيستان وبلوشستان كانا يحملان على متن سيارتهما وقودًا، في نيران اشتعلت بعد ما أطلقت القوات القمعية النار مباشرة على سيارتهما. في ذلك اليوم في ايرانشهر فتح مجرمو النظام النار على شابين كانا ينقلان بسيارتهما عدة أكياس من التبغ وأصابوهما بجروح بليغة. كما تعرضت عدة عجلات أخرى لمواطنين بلوش لإصابات بالرصاص.
وهذه حلقة من مسلسل لا نهاية له من جرائم نظام الملالي بمحافظة سيستان وبلوشستان. مقتل شاب في خاش بذريعة امتلاكه 10 لترات من الوقود يوم 20 نوفمبر واحتراق شابين حيًّا في سيارتهما في طريق إيرانشهر – سرباز يوم 15 اكتوبر، وقتل شاب وإصابة شاب آخر في طريق مهرستان – سراوان يوم 30 مايو وقتل شابين  من أهالي «دشتياري» يوم 26 مايو وإصابة امرأة في صلاة الجمعة في إيرانشهر إثر إطلاق النار عشوائيًا خلال مطاردة عجلة يوم 25 مايو، وفتح بوابل من الرصاص على عجلة كان يسوقها شاب بلوشي كادح في سراوان بسبب امتلاكه أربعة صناديق من فاكهة المانجو يوم 23 مايو، وقتل شاب في سراوان إثر إطلاق النار مباشرة بذريعة نقل أربعة أكياس من الأرز في عجلة يوم 10 مايو، وقتل مواطن بلوشي بالرصاص في طريق خاش وإصابة سائق العجلة كان يعتاش على نقل مسارفين يوم 27 أبريل، وفتح بوابل من الرصاص على مواطن بلوشي من قرية «قصر قند» كان ينقل في سيارته 10 أكياس من الأرز يوم 20 مارس، هذه كلها نماذج أخرى من جرائم صارخة يرتكبها نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران ضد المواطنين البلوش.
المجرمون الحاكمون في إيران، يفتحون النار على الشباب البلوش الكادحين في وقت هؤلاء لا حيلة لهم من شدة البطالة والفقر، سوى اللجوء ببيع وشراء عدة لترات من الوقود أو مواد جزئية أخرى يحتاجها المواطنون، رغم كل المخاطر التي يتحملونها، إذ إن معدل البطالة في بعض المناطق من هذه المحافظة يصل إلى 100 بالمائة.
وقبل مدة اعترف «عليم يار محمدي» عضو مجلس شورى النظام من محافظة سيستان وبلوشستان بأن «أكثر من 95 بالمائة من المواطنين في هذه المحافظة لا يحصلون على الغذاء وخدمات التغذية المناسبة. وهناك 75 بالمائة من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر للأمن الغذائي وفي واقع الأمر تشبه معيشتهم معيشة الناس في افريقيا. ظروف العمل سيئة للغاية. لا صناعة ولا زراعة» (وسائل الإعلام الحكومية 14  اكتوبر2018).
في محافظة سيستان وبلوشستان التي معدل عمر سكانها أقل من سائر المحافظات وأن 47 بالمائة من سكانها دون 30 عامًا، نسبة المشاركة الاقتصادية والعمل الصناعي فيها 6 بالمائة فقط وهي أدنى رتبة في البلاد، وفق رئيس منظمة الصناعة والمعادن والتجارة. «دهمرده» نائب مدينة زابل في مجلس شورى النظام هو الآخر قال: هذه المحافظة هي محطمة الرقم القياسي في البطالة. وأما أحمد علي كيخا نائب آخر لمدينة زابل فقد قال: يكاد يكون الفقر المطلق يسود كل المنطقة. المواطنون يبحثون حتى الصباح في حاويات النفايات لسد رمق جوعهم. أصبحت مقبرة زابل محل نوم لمجموعة كبيرة من الأشخاص الذين لا مأوى لهم وهم محرومون من امتلاك مأوى مناسب… هناك العديد من النساء والرجال والأطفال الذين احترقوا في نيران رصاص عناصر الأمن الداخلي بسبب نقل عدة لترات من الوقود بينما صهاريج الوقود بسعة 30 ألف لتر لأصحاب القدرة والجاه والثروة تنقل الوقود أمام أعينهم… 
إن الوضع الكارثي لمعيشة المواطنين البلوش هو حصيلة سياسات خيانية للوطن لنظام يبدّد عشرات المليارات من الدولارات من ثروات  الشعب الإيراني في تصدير الإرهاب وإذكاء نيران الحروب في المنطقة وينهب قادته عشرات المليارات الأخرى أو تودع إلى حسابات الملالي والحرس المجرمين وأبناء الذوات الفاسدين والمجرمين. وطالما نظام ولاية الفقيه القمعي والغارق في الفساد يحكم البلاد، فإن الفقر والبطالة والفساد يزداد في عموم البلاد فضلًا عن التمييز والاضطهاد المضاعف بحق القوميات والطوائف المختلفة وأتباع الديانات والمذاهب الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *