أنشأ في القرن الرابع الميلادي بالصور ” العرب اليوم ” تنشر الإهمال الذي ضرب دير الأنبا باخميوس بفاو قبلي بد شنا بعد أن تحول إلي مقلب قمامة القمامة ومأوي للكلاب الضالة الآثار: أهملت الموقع واكتفت بتعيين خفيرين للحراسة

دشنا بلغة القبط معناها ” المبقلة ” أي محل زراعة البقول  ومدينة دشنا الحالية مبنية على أنقاض دشنا القديمة  فقد حدث للنيل فيضان عالي فتهدمت المساكن  ولما رفعت الأنقاض ظهرت أحجار كبيرة عليها كتابات ونقوش قديمة  تدل على أن مدينة دشنا من عهد الفراعنة  وكان لدشنا ميناء نهري كبير مزدحماً بالتجار والمسافرين وبجواره سوق كبير فيه كل ما يحتاجه المسافرون  كما كان بدشنا عدد من المساجد العامرة .
و قرية فاو قبلى شرقي النيل جنوب مدينة نجع حمادي و شمال مدينة دشنا شرقي الطريق المؤدى من سوهاج إلى قنا وهي احدي مركز دشنا  و” فاو” كلمة قبطية معناها الجبل  وكان اسمها في العصور الوسطى “فاو بعس”  ثم عرفت بقرية ابن شاكر وهو أمير من أمراء العرب وقد قسمت فاو سنة 1256هـ إلى ناحيتين فاو قبلى وهى الأصلية وفاو بحري وهى المستجدة وفى سنة 1896م انفصلت عن فاو قبلى ناحية جديدة باسم فاو غرب .وقد رصدت ” النبأ ” أطلال معبد أثري أعمدته وقواعده متناثرة وبعضها مهشم علي مساحة أرض فضاء كبيرة وسط أكوام من القمامة بين كتلة سكنية الأعمدة والقواعد القديمة تبدو عليها بعض النقوش القديمة دون أدني اهتمام من منطقة آثار مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية بقنا إلا قيامها بتعيين اثنين من الخفراء للحراسة فقط .                                                  أهالي قرية فاو قبلي أوضحوا أن هذا المكان عبارة عن معبد روماني متكامل موجود منذ القدم وكانت أعمدته مقامة ولا يظهر منه سوي القليل لكونه معبد روماني مقام علي معبد فرعوني نسبة إلي احد الملوك القدماء الذي سميت البلاد باسمه ” فاو” وقد تحول هذا المكان الشاسع الواقع بين كتلة سكنية بقرية ” فاو قبلي ” إلي مقلب قمامة والمخلفات ومرتع للكلاب والحيوانات الضالة  
الدكتور محمود عبد الوهاب مدني  مدير الشئون الأثرية بنجع حمادي أوضح أن هذه الأطلال لدير الأنبا باخميوس وليس معبد فرعوني أو روماني كما يدعي أهالي القرية  ويقع دير الأنبا باخميوس بالجهة الشمالية الغربية من قرية فاو قبلى بمركز دشنا وقد كان هذا الدير وقت إنشائه يقع في جزيرة وهى الجزيرة التي سميت في العصر البيزنطي بجزيرة ببوء وعرف ديرها بدير “بافو”  ويذكرها البعض بلفظ “بابو-  pabou” وعلى هذا يمكن القول بأن دير فاو قبلى قد بني في الأربعينيات من القرن الرابع الميلادي . ووصف الدير كما جاء في المصادر فقد كان للدير سور كبير مرتفع الجدران ولا يدخل إليه إلا من باب واحد وكان الزائر عندما يدخل الدير يجد أولا منزل الضيوف ثم قريبا منة المعامل العمومية كالمطبخ والمطعم والتنور وغير ذلك من المصانع  ثم مندى الرهبان ومجلسهم العمومي  ثم الكنيسة وهى تفوق الأبنية كلها علوا وأحكاما وجميع الصور فيها كانت فص زجاج وذهب ملون وعمدها رخام ثم أخيرا مقام للرهبان وهو عبارة عن بيوت شتى فيها قلالى متعددة يسكن كل راهب واحدة منها مع ردهة عظيمة يجتمعون فيها لأشغالهم العمومية فنجد هذه الأبنية العديدة أشبة بقبة تخطها الأزقة والشوارع وتزينها البنايات المنظمة بينها حشائش صغيرة يقوم الرهبان بفلاحتها  وقد هدم الدير على يد الحاكم بالله الفاطمي .
ووصف الدير من خلال الحفائر فقد قامت البعثة الأمريكية بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية ” كلير مونت ” بإشراف محمود على محمد كبير مفتشي الآثار الإسلامية وصلاح سلطان رشوان مفتش الآثار آنذاك بأعمال الحفائر للكشف عن بقايا الدير لعدة مواسم متتالية وقد كشفت الحفائر عن وجود العديد من الأساسات القديمة والتي أظهرت إلى حد ما تخطيط الدير كما أسفرت الحفائر عن وجود كنيسة لها تخطيط بازيلكى ولها ثلاثة أبواب في جدارها الغربي  الأوسط منهما هو الباب الرئيسي .
أما أرضية الكنيسة فهي من بلاطات الحجر الجيري المربعة بيضاء اللون مقاس كل منها حوالي 50سم ×50سم كما عثر بالكنيسة على درجات سلم من الحجر الجيري الأبيض والتي كان يتوصل منها إلى شرفة الكنيسة أو سطحها .
وتتكون الكنيسة من خمسة أروقة “أجنحة “أبعادها 37/75متر تمتد من الشرق إلى الغرب  الجناح الأوسط اعرض من الجناحين الجانبيين الملاصقين له وهما أيضا اعرض من الجناحين الآخرين المجاورين للجدار القبلي والبحري وصالة مدخل غربية أما الهيكل فهو نصف دائري أعمق من نصف دائرة وعلى جانبية أربعة حجرات جانبية لم تظهر بعد تفاصيلهم لوقوعهم تحت مساكن القرية .
كما تم العثور على العديد من قطع الفخار الأحمر الخالي من الزخارف ويبدو أن هذه القطع عبارة عن بقايا أواني فخاريه كانت تستعمل في ذلك الوقت .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *