الاعلامية د/ جيهان رفاعى فى حوار مع وزير البحث العلمى الاسبق


يعتبر البحث العلمي القاطرة لأي تقدم لأي مجتمع ، حيث يبنى عليه جميع مقومات الحياة سواء إجتماعية أو إقتصادية أو سلوكية ، فهو الأساس لتقدم الأمم ورقيها ، ففي المجال الزراعي تكمن أهمية تطوير وتطبيق البحوث العلمية على جميع المستويات لما لها من أهمية كبيرة في تحقيق أعلى عائد إقتصادي وكذلك أعلى جودة ،  وفيما يلي لقاء مع السيد الأستاذ الدكتور / رمزي جورج إستنيو – أستاذ وئيس قسم الفاكهة بكلية الزراعة جامعة القاهرة ووزير البحث العلمي الأسبق :
الى نص الحوار
:
س :  كيف يمكن أن يخدم البحث العلمي ملايين المصريين لسد الفجوة الغذائية
                    
   البحث العلمي هو القاطرة التي تقود أى تقدم وهو الحل لكل مشكلة على أساس علمي بالإستعانة بما قدمه السابقين من نظريات العلوم البحثية من أجل إيجاد حل علمي ، ثم تأتي الخطوة التالية وهى دخول البحث في مجال التطبيق ،  ثم يلي ذلك  دخوله مجال الإرشاد الذي يقوم بدوره بتبسيط المعلومة بطريقة يمكن للفلاح الإستعانة بها .
س : ما متطلبات البحث العلمي ؟ وهل متاحة فى مصر
         
   أهم متطلب في البحث العلمي العقول ، فلدينا عقول وكفاءات عالية جدا  ولكن لا يوجد فى مصر قاعدة بيانات توضح التخصصات المتاحة ، فالبحث العلمي فى العالم كله يعتمد على تجزئة المشكلة إلى أجزاء كل فرد يقوم بحل جزء وفى النهاية يجتمعوا معا لوضع الحل النهائى .
س :  كيف يمكن ربط البحث العلمي بصناع القرار ورجال الصناعة
                   
   لكى يحدث ذلك يجب أن لا يكون العمل من أعلى لأسفل ولكن المفروض صانع القرار يبدأ يبحث فى المشاكل على أدنى مستوى لها ، فمثلا فى الزراعة يبدأ بالفلاح الصغير وسؤاله عن المشاكل التى تقابله ثم نبللور هذه المشاكل على ما يسمى بمعون الفكر الذى يوضح لنا هل هذه المشاكل لها حلول الآن أم ليس لها حلول ، ثم نخطط ونصمم البحوث ونتصور الحل سواء على المدى القصير أو الطويل حتى نصل إلى ناتج هذا الفكر الذى يستخدمه صانع القرار فى حل المشكلة .
س : هل تقوم أجهزة البحث العلمي الزراعي بدورها فى حل مشاكل القطاع الريفي
       
ج: البحث العلمي له دور فى كل شىء فى الحياة سواء العلمية أو الأدبية أو حتى القضائية .
 
س : هناك ثمة صراع بين كليات الزراعة والمراكز البحثية الزراعية على الصعيد العلمي والبحثى ؟ هل من تعليق
    
  المفروض عدم وجود صراع بينهم لأنهم يكملوا بعض ، فقد تعلمت أن استفيد من علم أى شخص فى الحياة حتى لو كان لا يعرف القراءة والكتابة فما بالك زميل وأستاذ مركز البحوث فكلنا نكمل بعض لأن الحمل ثقيل جدا ولابد أن نصل لبر الأمان ، فالعلم واسع ومجالاته متعددة ، فلا يوجد شىء مطلق فمثلا فى مجال ما يمكن أن يكون أستاذ الجامعة أفضل من أستاذ البحوث  ولكن فى مجال آخر يمكن العكس ، ومن المفروض أن اساتذة البحوث يميلوا أكثر للبحوث التطبيقية وأساتذة الجامعة يميلوا للناحية النظرية ولكن فى النهاية هناك تلاقي ، وهذا يؤكد عدم حدوث صراع  بينهم فأستاذ الجامعه أكثر إرتباطا بالطالب والبحوث أكثر ارتباطا بالفلاح يتعرف على ما يحتاج إليه وينقله للأستاذ الجامعي لكى ينتج طالب علم مناسب ، فكل أساتذه مركز البحوث والمركز القومي زملاء لنا والذى يجعلنى أعترف بوجوده هو فكره وإنتاجه العلمي فابحاثه تتحدث عنه بصرف النظر عن إعترافى به أو عدمه .
س: ما رأيك فى الجيل الجديد من شباب الباحثين ؟ وهل تتوقع أن يكون لهم دور فاعل فى منظومة البحث العلمي مستقبلاً
 
  الجيل الجديد لدية إمكانيات ووسائل هائلة للبحث العلمي أكثر من الماضي فالآن الكومبيوتر والتصوير والسفر متاح لهم ، لذلك سوف يكون لهم دور فعال لأن يقطع المسافة أسرع من الماضي وكل شيء موجود وعليه الإنطلاق ولكن لا يوجد تعميم ويوجد أقلية غير منتجة وبالمثل في إي مجال فلا نقدر أن نجمع صفة علي فئة من الناس
.
س : توقعاتك لتأثيرات سد النهضة علي القطاع الريفي بمصر؟ و ما آليات التعامل مع تلك التأثيرات
 
  موضوع سد النهضة على حسب معلوماتي يوجد به مشاكل في هندسة بنائه فلو مليء بأكثر من سرعة معينة إحتمال أن يهدم ولكن لو مليء على فترة طويلة ولم يهدم لعيوب في الهندسة الخاصة به فالمفروض أن نبحث عن بدائل من اليوم وأعتقد أن الدولة بدأت تنظر لبديل تحلية المياة وإعادة تدوير المياه والإستخدام الجديد ولكن المشكلة في التكلفة العالية إقتصاديا ، وهناك مشكلة أخرى مقلقة وهي أن التحلية تؤدي إلى ظهور مادة عالية جدا في الملوحة تسمى البرايم وهي نزع الملوحة وإرجاعها للبحر وإعادتها سوف يقضي على معظم الأحياء المائية على المدى الطويل ، وهناك أبحاث تقام الآن لإستخلاص هذه المادة وأعتقد أن ذلك يمكن أن يحل المشكلة ، والشيء الآخر أن العالم بدأ يفكر ماذا تنتج نقطة المياه ، وهنا يختلف القول هل تنتج طعام أم تنتج أموال أجلب بها الطعام ، وهناك حلول أخرى فمثلا مياه في جنوب السودان يمكن اجلبها وهناك ماء في الكونغو يلقى في المحيط والمشكلة في إمكانية وإقتصاديات جلبها لذلك يسأل المسئولين عن وزارة الري ، أما داخل حدود مصر فإعادة تدوير المياه المنزلية وكذلك إعادة تدوير ماء المصارف الموجود في جوف الأرض بعد ريها .
س : هل هذه المياه صالحة لري المزروعات
  كل محصول له حدود لتحمل الملوحة فيه ، فيمكن أن تكون صالحة حسب نوع المحصول فالبرتقال يختلف عن التفاح عن الخضار كل له قدرة علي تحمل الملوحة ، لذلك أدرس المحاصيل التي أقل إستهلاكا للماء أو التي تتحمل الملوحة لكي تجلب الربح
.
س : هل يمكن أن تنجح زراعة أشجار النقل في منطقة سيناء
 
 أغلب أصناف النقل إحتياجتها من البرودة عالية جدا ، فلا بد لكي أزرع في سيناء أن أبحث عن أصناف إحتياجتها من البرودة قليلة ، وفي مصر هذا الكلام محدود أشجار النقل تتطلب درجة برودة عالية فيما عدا اللوز ولكن الفستق والجوز أغلبها تحتاج شتاء شديد البرودة وهذا ليس متاح في مصر إلا في سانت كاترين فيمكن أن ينجح اللوز أما الأصناف الأخرى لا أتوقع نجاحها .
س : ما أهم مشاكل التوسع في زراعة محاصيل الفاكهة
 
  أهم من الزراعة أن أعرف حأسوق فين وأزرعها ليه ؟ هل للتصدير أم التصنيع ؟ ولو حصدرها لابد من التعرف على السوق الذي حأصدر إليه ، وهناك مشكلة جديدة تسمى حق الملكية الفكرية وهي أن أي دولة تستنبط صنف جديد من حقها أن تأخذ مقابل عن زراعته في بلد أخرى سواء كان للشتلة أو الإنتاج وإلا سوف ترفع عليها قضية جراء زراعته بدون إذن ، وكذلك لابد من معرفة كيف أسوق داخليا ، فهناك حيازات صغيرة (فدان أو نصف فدان) ، وهذه الحيازات لن تحل مشكلاتها في التسويق إلا من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية التي أنشأت في الخمسينيات أيام الرئيس جمال عبد الناصر ، فهذه الجمعيات من شأنها إعادة النهضة الزراعية في مصر فهي كانت مكلفة بكل شيء في حياة الفلاح من تسويق ومبيدات وحيوانات وحشرات وتقاوي وكيماوي وإرشادات ، فلو إستطعنا أن نعيد نظام الجمعية من جديد وتجميع الناس سوف يزيد الإنتاج والتسويق ، والخلاصة نبحث عن العوائق الإنتاجية ونحلها أولا .
س : هل يمكن أن تعطينا فكرة عن مساحة وإنتاجية أهم محاصيل الفاكهة التي يتم تصديرها ومردودها الإقتصادي على مصر
  أكبر مساحة في مصر في الموالح ، حيث تصدر مصر حوالي مليون و 400 ألف طن ، فهو يعتبر محصول التصدير الأول لها ، وهناك مساحة من الزيتون تصل إلى 300 ألف فدان ومصر تصدر الآن زيتون خام وزيتون تخليل ، ثم المانجو حوالي 200 ألف فدان ولكن التصدير ليس بكمية جيدة ، كما يوجد عنب حوالي 200 ألف فدان ولكن التصدير بكمية محدودة ، وتعتبر مصر أعلى بلاد العالم تصديرا للتمور ، ولكن تجارة التمور بدأت تنتشر في جميع البلاد العربية .
س : ماهي مشاكل التصدير
حق الملكية الفكرية من ضمن المشاكل التي تعوق التصدير
عدم تطبيق الممارسات بحيث لا يوجد في المنتج أي متبقيات مبيدات
عدم وجود الدعاية الكافية للمنتج
عدم إتباع المواصفات العالمية
س: أين خريطة محاصيل الفاكهة في مشروع المليون ونصف المليون فدان
 
  مناطق المليون ونصف المليون فدان مناطق تميل أن تكون قاحلة (ماء قليل ، رطوبة منخفضة ، جو حار) ، فكان المقترح الأساسي فيها الزيتون والتمور والرمان ، ويمكن إقامة صناعات عليها ، وهناك أماكن يمكن أن يزرع فيها عنب ، ولكن من ناحية أخرى فلابد قبل الزراعة من التفكير وحساب القيمة المضافة .
س : هل من روشتة علاج لمشاكل الزراعة المزمنة
 
  هناك في مصر مشكلتين الأولى الأرض القديمة والحيازات الصغيرة ، والثانية الأراضي الصحراوية ، الأراضي القديمة حلها فى تجميع الحيازات وتقديم الخدمات لهم من خلال الجمعية التعاونية أمر في غاية الأهمية لكي نرفع إنتاجية الأراضي ونصل للفلاح كل ما يحتاجه ، أما الصحراوية  تحتاج طريقة إرشاد متقدمة وحدوث تواصل بين الخبير والفلاح والإقتصاد في الماء ومنع زراعة المحاصيل شديدة الإحتياج للماء والتركيز على المحاصيل التي تضيف قيم مضافة والنظر إلى تطبيقات البيوجاز وكذلك الحد من تلوث البيئة من بقايا المبيدات والأسمدة وعمل إتحادات نوعية من منتجين من المناطق المختلفة لكي نخفض الأسعار .
 
س : كيف نرشد المياه ؟ هناك آراء تنادي برفع سعر المياه … تعليق حضرتك
 
لابد أن تصل إلى المستخدم ثقافة ترشيد الماء ، ولكن فكرة زيادة السعر نظرا لأن ليس هناك سعر عادل ولا يقبل السوق ألا يزيد السعر عن حد معين فيؤدي ذلك إلى فشل الفكرة ، ولابد أن يكون هناك ثقافة ودراسات تنشر عن كل متر ماء ومقدار تكلفتة وكل طن من المحصول ومقدار تكلفته بالتدريج الوضع سوف يتغير ، فلو قلنا للفلاح حنسعر الماء ورفعنا سعر المكنة مع هامش الربح المحدود فسوف تفشل الفكرة ، لذلك فلابد من التوعية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *