العرب اليوم ” ترصد خريطة العطش بقنا خلال عام “


أيام قليلة وينتهي عام 2014 رغم الأحداث الكثيرة التي شهدتها البلاد من صراعات سياسية وأزمات اقتصادية كان ضحيتها الأولى المواطن البسيط، لكن في محافظة قنا حيث تصدرت أزمة انقطاع مياه الشرب المتكررة يوميًا المشهد في العديد من مراكز المحافظة والتي لا تزال آثارها مستمرة في بعض النجوع والقرى بمراكز دشنا ونجع حمادي       وفر شوط شمالاً حتى فقط ونقادة وقوص جنوبا. انقطاع المياه أدى إلى خروج احتجاجات وبات وبالفعل كان هذا الحدث الأبرز للمواطن القناوي.  

فخلال شهر يناير الماضي  قطع العشرات من أهالي منطقة الدرب وعزبة نقيب وبين المحطات بمركز نجع حمادي شريط السكك الحديدية احتجاجًا على قطع المياه لمدة 3 أيام متواصلة. 

وفي مارس قطعت شركة المياه والشرب بقنا عن أهالي مركزي دشنا ونجع حمادي شمال قنا لمدة 3 أيام بسبب اختلاط مياه السيول المتعكرة والقادمة من جبال البحر الأحمر عبر مخرّات السيول التي تصب مباشرة بنهر النيل مما دفع المستشفيات في تلك المراكز للاستعانة بمياه المطافئ لسد الاحتياجات . 

ولجأ أهالي قرية الشباب التابعة لمركز فرشوط في إبريل إلى استعمال الطلمبات الحبشية بعد انقطاع المياه لأسابيع متواصلة في ظل وعود المسئولين لحل تلك الأزمة دون جدي حيث استنكر مركز حماية دعم حقوق الإنسان بقنا عدم وصول المياه إلى مواطني القرية واصفا ذلك بالانتهاك الشديد نظر لأن المياه عنصر أساسي للحياة . 

أيضا لم يسلم المواطنون في قنا خلال شهر رمضان الماضي من انقطاع المياه ليلا ونهارًا حيث تفاقمت الأزمة بعدد من قرى مركزي دشنا ونجع حمادي شمالا مما جعل البحث عن المياه هو الشغل الشاغل للأهالي لسد احتياجاتهم اليومية.

واضطر المئات من أهالي دشنا لشراء المياه بالجراكن وأيضًا زجاجات المياه المعدنية لسد الظمأ لحظة الإفطار نظرًا لانقطاع المياه في بعض القرى لفترة تزيد عن 20 يومًا. 

كما انقطعت المياه لمدة أسبوع عن بعض الأحياء بمركز نجع حمادي مثل مطحن رمسيس ومدرسة الزراعة والوحدة العسكرية والمساكن لمدة أسبوع بسبب كسر في ماسورة المياه وسط صرخات من قبل قاطني تلك المناطق .  

وفي نفس الشهر أيضا تجمهر المئات من أهالي قرية أبو دياب التابعة لمركز دشنا أمام الوحدة المحلية لمركز ومدينة دشنا اعتراضًا على انقطاع مياه الشرب لأكثر من 20يومًا. 

وهدد الأهالي بتصعيد موقفهم بقطع خط السكك الحديدية لتجاهل رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دشنا لمطالبهم بالحصول على مياه للشرب . 

وخلال سبتمبر الماضي هاجرت 120 أسرة بقنا بحثا عن المياه خلال هذا الشهر المعاناة الحقيقية لأهالي منطقة “شرق الحمرة” التابعة لقرية “كلاحين الجبل” بمركز “قفط” حيث كان كل أملهم في الحياة أن يشربوا كوب ماء من الحنفية بديلًا عن رحلة العذاب والتعب اليومية للبحث عن المياه في قرى ونجوع المركز. 

وتواصلت أزمة انقطاع مياه الشرب بمركز قنا في أكتوبر ونوفمبر يقابلها وعود من المسئولين بالمحافظة بإنهاء تلك الأزمة بافتتاح محطات مياه جديدة مع بداية العام الجديد.  

لكن الأزمة استمرت حتى وصلت إلى قلب المدينة حيث شهدت قنا في شهر أكتوبر منطقة شرق والتي يتجاوز عدد سكانها أكثر من نصف مليون مواطن حالة من الشلل التام وأغلقت العديد من المحال التجارية والمطاعم بسبب انقطاع المياه المتكرر لأكثر من أسبوع وكان آخرها انقطاع لمدة 10 ساعات بدون سابق إنذار من شركة المياه .  

وفى منتصف شهر نوفمبر أعلنت شركة مياه الشرب عن قطع مياه الشرب عن شرق مدينة قنا لمدة 6 ساعات متواصل والتي تحولت بعد ذلك لأكثر من 10 ساعات لإصلاح خطوط الطرد بمنطقة الحصواية.  

ومع دخول الشهر الأخير من العام ديسمبر  وفي ثان أيامه انقطعت مياه الشرب عن قرية المعنا التابعة لمدينة قنا والمعروفة بقرية النائب البرلماني مصطفى بكرى حيث انقطعت المياه لمدة تجاوزت الـ 30 ساعة وبعدها بثلاثة أيام عاودت المياه لتنقطع مرة أخرى متجاوزة الـ 6 ساعات مما أضطر البعض للدفع بسيارات محملة بالمياه من غرب المدينة. 

وفي السياق ذاته أكد مصدر مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا أن هناك أزمة حقيقية بمياه الشرب بقرى مراكز قنا بداية من الجزيرة جنوبا انتهاء بقرية البيجية شمالا موضحا أن عشرات الآلاف من المواطنين يعانون يوميا بسبب الانقطاع المستمر لمياه الشرب خلال ساعات النهار بالإضافة إلى قرى مركز دشنا وفرشوط ونجع حمادي       وأبو تشت لتهالك محطات رفع المياه والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي مما أثر على قوة الرفع لمضخات المحطات . 

وأضاف المصدر أن جميع تلك القرى تحتاج إلى تغيير جذري لجميع مواسير خطوط المياه وتشغيل محطة مياه “القناوية” ومحطة “النجمة والحمران” التي أنشأت منذ سنوات ومتوقفة حتى الآن بسبب عدم وجود اعتمادات مالية لتشغيلها أو تغيير مواسير الشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *