حوار مع نجم الكوميديا وصانع البسمة محمود عزب وعودته للشاشة مع نجوم حى الاسمرات

 

الفنان الكبير محمود عزب أحد ملوك الكوميديا وأحد صناع البسمة على وجوه الجماهير من خلال فن في منتهى الصعوبة ، فن لا يحتاج فقط إلى الموهبة وخفة الظل وسرعة البديهة..بل إلى التحضير والذكاء والإبداع ، اشتهر عزب منذ التسعينات من خلال مشاركته فى ليالى أضواء المدينة وحاز على جماهيرية كبيرة بعد ما ظهرت قدرته الفائقة على تقمص شخصيات عامة شكلا وموضوعا وأداءا بشكل ذكى بمدرسة لا تعتمد بشكل أساسي على تقليد خامات الصوت بقدر ما هو عرض الملامح البارزة للشخصية بشكل ساخر وإتقان شديد ، وبمرور الوقت أصبح من أهم فنانى الكوميديا وأبرز رواد فن الشو وصناعة الضحكة ، قدم العديد من البرامج في بداية الألفينيات وأبرزها كوميك شو وعزب شو ، كما شارك في عدد من الأعمال الفنية التي يقدم فيها ادوار تتسم بخفة الظل ، قام بتقليد عديد من المسؤولين في حكومة الدكتور أحمد نظيف وسخر منهم قبل ثورة يناير في برنامج “حكومة شو” الذي تم منع عرضه لأنه تعرض لأبرز رموز السياسة حينذاك ، ثم قدم برنامج “قله مندسة” ليثير جدل واسع بين عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية بعد الثورة ، وبعد ثورة ٣٠ يونيو قدم محمود عزب برنامج ” الوش التاني” الذي قدم فيه أغلب الوجوه المثيرة للجدل في حكم ما قبل ٣٠ يوليو ، واخيرا يعرض له على قناة الحياة البرنامج الجديد الوثائقى “منين لفين” تحت شعار نبني حياة كريمة للمصريين ، حيث يقدم نجوم حي الاسمرات وصورة حية للواقع الجديد وإبراز مدى التغيير الذي حدث منذ انتقالهم من العشوائيات إلى حياة أكثر أمنا وأستقرارا … ومن هنا كان لى هذا الحوار مع النجم ذو الجماهيرية والقبول الهائل ومقدم البرامج الساخرة محمود عزب

وإلى نص الحوار ….

س: الفنان محمود عزب أحد ملوك الكوميديا وأحد صناع البسمة على وجوه الجماهير … كلمنى عن بدايتك ومتى حققت هذا النجاح الكبير والشهرة العالية ؟
ج: بدأت قبل الإلتحاق بالجامعة في سن ال ١٦ سنة في الثقافة الجماهيرية واجتهدت كثيرا وكان يصفق لي الجمهور لأنى كنت طفلا صغيرا ولدي موهبة فطرية في التمثيل ، ثم اتجهت لتقديم فقرة في مجال المنوعات ولاقت هذه الفقرة نجاح كبير ، ثم بدأت الناس تعرفنى بلقب عزب شو في حفلات اضواء المدينة ، وقد كان تصنيفى وقتها مونولوجست ولكن المونولوجست شخص يغنى مونولوج ويلقى بعض النكت أما أنا لا اقوم بعمل ذلك ، فقد كان الموضوع بالنسبة لي مشاهد ومواقف كوميدية باشكال مختلفة ، فيمكن أن ألعب مباراة كرة قدم على المسرح أو أقدم فكرة من فيلم أو برنامج ، لذلك أطلقت على نفسي كلمة عزب شو ، أما كلمة مونولوجست لا تمثل واقعي وهذا ليس تقليل منها اطلاقا ، وكانت مصركلها تتابع هذه الحفلات وكنت دائما انتظر لآخر الحفل بعد ظهور المطربين ورغم ذلك ينتظرنى الجمهور وكلهم شغف وحب لما أقدمه وكان ذلك يسعدنى كثيرا ، ثم بعد ذلك بدأت التمثيل في عدة مسرحيات مثل مسرحية مالطة بشرطة ، وكذلك اشتركت في فيلمين هما فيلم ابن عز وفيلم امير الظلام ثم مسلسل”فريسكا” مع اثار الحكيم ودينا وتوفيق عبد الحميد وكان دوري فيه تراجيدي .

س: لماذا لم تركز أكثر في مجال التمثيل ؟
ج: كل شخص يعيش ما قدره الله له وانا سعيد بهذه الرحلة ، وقد قدمت مسرحية مع لينين الرملي وعبلة كامل اسمها جنون البشر ، وقد ابعدني ذلك عن المنوعات فترة من الزمان ثم عدت بقوة مرة أخرى بعد ذلك .

س: شاركت في أفلام سينمائية مثل ابن عز وامير الظلام ، وفي المسرح حوالي خمس مسرحيات مثل مسرحية اللي خايف يروح ، يمامة بيضا ، مالطة بشرطه ، جنون البشر ….
ما هو الأسهل والافضل بالنسبة لك المسرح ام السينما ام البرامج ولماذا ؟
ج: الشو الذي أقدمه هو مسرح وكل عناصر المسرح موجودة من جمهور وأجهزة صوت وإضاءة وانا استمتع عند وقوفي على المسرح جدا وتقديم فقرتي في المنوعات وأعشق التمثيل على المسرح وراض وقانع بالأحداث التي مرت بي ، ومنذ صغري أفكر في عدم الإستمرار في مجال المنوعات طويلا ولابد من الإبتكار… وان يكون عملى مكتوبا ومدروسا… والا اكرر نفسي كل مرة أظهر فيها على خشبة المسرح لأن هذا شىء ممل ، وقد بدأت مرحلة جديدة أخيرة عام ٢٠٠٩ وقدمت برنامج “حكومة شو” وقبله برنامج “كوميك شو” واستضافني الإعلامي / خيرى رمضان والاعلامي /تامر امين ، وكان الفنان / سمير غانم ضيف في البرنامج ليلة الربيع وكان هذا بعد نجاح برنامج “كوميك شو” ، سألوني ماذا تحب أن تقدم من برامج فى المستقبل ؟ رددت عليهم بأن لدينا مساحة من الحرية في الرأي ، مما يجعلنى أتمنى عمل برنامج “حكوميك شو” حتى وصلنا لاسم” حكومة شو “… فبدأت بعدها قنوات تركض وراء فكرة البرنامج ولكني فضلت عمل هذا البرنامج في تليفزيون مصر ، وكان اسامة الشيخ وقتها رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون ، وقد قال لي أنه لكي يعرض البرنامج يجب ننتقد حكومة مصر في تليفزيون مصر ، وفعلا قمت بعمل البرنامج لكن للأسف تم إيقافه وقتها ثم عرض بعد الثورة ، وبعد ذلك قمت بعمل برنامج عزب شو واستضفت كل من قمت بتقليده في برنامج كوميك شو مثل سمير الاسكندراني ، والدكتورة ملكة زرار ، شوبير ، الشاعر احمد فؤاد نجم وغيرهم … ثم قامت الثورة وكان لدي تعاطف كبير معها ، لذلك قمت بعمل برنامج يسمى “قلة مندسة” وهذا البرنامج توثيق للثورة لأنه حكى كل ما حدث فيها بداية من يوم ٢٥ يناير حتى دخول الرئيس الراحل حسنى مبارك السجن ، وهذا البرنامج يعتبر تاريخ فني بالنسبة لى ، فلو عملت فى ١٠٠ فيلم سيظل هذا البرنامج في تقييمي لنفسي أفضل وأجدر ويضيف إلى رصيدي … فقد تعرض للثورة بشكل كوميدي وفي نفس الوقت لا يقلل أو يغضب من قمت بأداء شخصياتهم لأنه كانت هناك حدود وكنت رقيب على نفسي وقتها ولا أزعج أحدا ولا انتقد عيوب خلقية فى الشخصية كأمثال سيد مكاوى ، وقد طلب مني أحد الأشخاص ذات مرة تقليد شعبان عبد الرحيم فرفضت لأن هذا لا مجال فيه للكوميديا فى ذلك .

س: كيف تتقمص الشخصية بهذه الدرجة من الإتقان ؟ هل ساعدتك ملامح وجهك وتكوين جسمك على أداء هذه الشخصيات ام انك تتقمص روح الفنان ؟

ج: في البداية كنت اتدرب أمام المرآة ، أما الآن فأتقمص الشخصية بدون تدريب إذا أردت ذلك ، والذي يجذبنى لتقليد الشخصية هو كونها مؤثرة أو اعرض من خلالها وجهه نظر أو انتقد الشخصية ، فمثلا كل شخصية لها ملامح معينة وانا بخبرتي أستطيع الوصول إلى تفاصيل الشخصية واعماقها لأنى أقوم بمشاهدتها عدة مرات وبتركيز ولا أحاول تقليدها وانا بمفردي ، ولكني أذهب لعمل المكياج وارتداء الملابس وبمجرد أن أنتهى من ذلك يحدث تقمص لروح الشخصية وليس صوتها إلا إذا كان صوتها تفصيله ، فمثلا لا يمكن عمل شخصية الشاعر عبد الرحمن الأبنودي من غير ما اتكلم باللهجة الصعيدية والأخد بمفرداتها مثل كلمة يا ولدي والحمد لله ومسا الجمال وهنا لازم اتقمص الصوت .

س: هناك من يرى أن فن المونولوج هو نوع من الهزل لا طائل منه ، فما ردك على ذلك ؟
ج: هذا الفن انتهى بموت اسماعيل يس وثريا حلمى ولم يعد هناك وجود لفن المونولوج حتى لو عاد اسماعيل يس في هذا العصر فلن يلقى تشجيع من الجمهور لأنه ذوق زمن ماضي وله رواده ، وكان اسماعيل يس متنوع في هذا الفن ، أما شكوكو كان جلابية وشكل واحد لا يتغير ، اى يمكن لنا أن نعالج مريض ولكن لا نستطيع إيقاظ ميت ولكن يمكن الاضحاك بشكل مبتكر.

س: في اللغة اليونانية يعني مصطلح مونولوج مسرحيا الخطاب الأحادي ، فكلمة مونو تعنى أحادى وكلمة لوجوس تعنى خطاب … ما الفرق بينه وبين فن مستحدث هو فن “الاستاند اب كوميدي” من وجهة نظر محمود عزب ؟
ج: الاستاند اب هو شكل من أشكال الاضحاك ولكنه يختلف لأنه عبارة عن شخص يقف على خشبة المسرح ويقول كلام فقط مضحك ولا يستخدم اكسسوارات أو مزيكا ، فهو لديه الملكة في سرد الحكايات فقط .

س: يعتقد البعض أن الشو فن بسيط يعتمد على خفة ظل الفنان وسرعة بديهته ، ولكن في حقيقة الأمر أنه فن يحتاج إلى تحضير وابتكار وعمل مجهد ، خاصة حينما يتعلق الاسكربيت بصناعة ماسكات أو اكسسورات للمساهمة في العرض … حدثنا عن جهودك في هذا المجال ؟
ج: هذا الفن به مجهود كبير ، فقد قمت في أحد الحفلات بتقليد ٨ شخصيات باختلاف ملابسهم واكسسواراتهم، وكان فرق التوقيت في تقديم كل شخصية على المسرح لا يتعدى ٧ ثوانى لتقديم الشخصية التي تليها ، فهذا مجهود كبير بل أكثر ارهاقا من التمثيل في فيلم أو مسلسل .

س: محاكاة الشارع المصري بكنوزه البشرية الضخمة من الشخصيات العديدة الصالحة للاستنساخ في الدراما والمونولوج والأدب … إلى أي حد أثر الشارع المصري في أعمال محمود عزب ؟

ج: الشارع هو الذي يدفعنى إلى تقليد الشخصيات ، فمثلا عندما قدمت شخصية حمادة سلطان وهو يقول “النكتة دي جديدة” ويكررها كان ذلك بتحريض من أحد الأشخاص عندما قال لي : “حمادة سلطان بيضحك علي النكتة قبل ما يقولها” مما جعلنى أتأثر بكلامه وأقدم الشخصية بهذا الشكل الكوميدي ، وعندما ظهر المطرب محمد نوح بأولاده كلهم على المسرح مما دعى أحد الأشخاص ليقول لي: “كان ناقص يجيب الشغالة معه على المسرح ” بمعنى الشارع المصري هو الذي يوجهني ويستفزني لذلك .

س: تحول فن المونولوج إلى البرامجية بعد العرض المسرحي وهو نقله في تاريخ المونولوج … هل أثر هذا على شخصية هذا الفن من حيث خصائصه كونه لقاء حي مع الجمهور والتحام متبادل من الضحك والردود والحوار المتبادل ؟
ج: فن المونولوج يعتبر انتهى الآن ولم يعد له وجود ، فهو عبارة عن أغنية وبعدها بعض النكت أما الآن اختلف الشكل تماما ، وانا لست مونولوجست وأرفض هذا اللقب لأنى فنان اجيد التقمص والتشخيص ، وضعت لنفسي رصيدا ضخما من حب الناس يكفيني ويفيض ، كما أرفض كلمة تقليد فأنا لا أقلد الملامح أو الصوت للشخصية ولكن اجسد الروح والتصرفات ، وقد أثرت الأزمات الإقتصادية بشكل كبير وأدت إلى غياب الضحكة ، ولكنى كرجل قدم طوال حياته الإبتسامة كان لابد لى أن أحاول تقديم الجديد وما يهم الناس ، ونحن دائما نقدم من وراء الضحك هدفا والآن أصبح الضحك نفسه هو الهدف ، فقد قمت بتقديم عدة برامج مثل برنامج “حكومة شو” الذي تعرض للحكومة والوزراء و تقمص لشخصيات عدد كبير منهم وكذلك أعضاء مجلس الشعب والمحافظين في حكومة ما قبل الثورة ، ومن الشخصيات التي تعرض لها البرنامج بنقد شديد وجريء المهندس/ أحمد عز.… أمين التنظيم المركزي بالحزب الوطني المنحل ، الدكتور/ أحمد فتحى سرور… رئيس مجلس الشعب السابق ، الدكتور بطرس غالي وزير المالية السابق ، والكاتب مصطفى بكرى وغيرهم من الوزراء والمسؤولين في ذلك الوقت ، ثم قمت بعمل برنامج “قلة مندسة” ، ثم برنامج “الوش التاني” ، وكان الأخير عن الإخوان وكان ذو فكر عالى لأنى قمت بسؤال شخصيات سياسية أسئلة بعيدة عن السياسة مثل : هل كنت تساعد والدتك في شغل المنزل ؟ ، ما هو الحب الأول في حياتك؟ ، كلمني عن الرياضة المفضلة لديك … كانت أسئلة عادية إجتماعية بسيطة ولكن الإجابات كلها كانت سياسية بالرغم أن السؤال لا يتعلق بالسياسة وكان هذا البرنامج في وقت حكم الإخوان وهذا شكل جديد من فن الشو البرامجى .

س: قيمة الفنان تقاس بقيمة ما يقدمه لجمهوره ، كلما كان الفنان صاحب رسالة ساعيا للتنوير كلما زادت قيمته ، وينتمى الفنان محمود عزب لهذا المناخ التنويري بما يقدمه من برامج عالجت قضايا سياسية وإجتماعية شديدة الأهمية والتي بلغ عددها خمسة برامج أو أكثر … حدثنا عن الرسائل في برامج محمود عزب ؟

ج: كل حكاية وراءها رسالة ، يمكن أن تصل هذه الرسالة بشكل جيد لشخص ما ويفهمها وفي نفس الوقت تصل لشخص آخر على أنها انتقاد ، ولكن هدفي الأساسى هو التغيير للأفضل ولكن في شكل كوميدي ، فمثلا قمت بتقليد المطرب محمد ثروت في أغنية مصر يا أول نور في الدنيا شق ظلام الليل احسبى عمر النور في الدنيا يطلع عمر النيل … وبما أن هذه الأغنية مؤثرة في الجمهور قولتها بكلمات اخرى فقلت : انا جي هنا اشكى لجمعنا ليه أسكت انا ومقولش واعيد ، بالذوق والأدب نفسي أعرف سبب يخلي المصري ملوش مواعيد … ليه كل حتة نرصفها نرجع نحفرها ونرصفها وبره البشر وصلوا للقمر ولأمتى حيفضل نومنا تقيل ، وهنا رسالة تقدير لأهل بلدى ليغيروا من أنفسهم إلى الأفضل بطريقة المطرب المتميز محمد ثروت .

س: تمتعت بجرأة تحسد عليها فقد انتقدت كبار الشخصيات وانتقدت الوزارة في برنامج “حكومة شو” مثل الدكتور عصام شرف ، الفريق أحمد شفيق أثناء وجودة في الوزارة … ألم يقلقك هذا ؟ وهل تعرضت لتهديدات من هؤلاء المسؤولين ؟
ج: الحمد لله لم يحدث هذا على الإطلاق ولم أتعرض لتهديد أو تقاضى طوال فترة عملى الفنى ، كما أن البرنامج تم وقفه وقتها ، وعند عرض البرنامج بعد الثورة كانت كل الحكومة داخل السجون ولم يسعدنى ذلك لأنى كنت أتمنى أن يعرض البرنامج وهم ما زالوا في الوزارة على كراسي الحكم ، فما فائدة عرضه وهم مقيدون … وقد عرض علي مسلسل يسمى “المزرعة” وعند قراءة الورق لم اتحمس للتمثيل في هذا المسلسل لأنى عند زيارة صديقى اسامة الشيخ في سجن طرة ، وقتها اكتشفت أن الموجود على الورق غير الحقيقة وانا لا أستطيع تزوير الحقائق فاعتذرت عن المسلسل فقد كان الورق يصور إنهم في سعادة ورفاهية في طرة ، لكن هذا خلاف الحقيقة نهائي و ليس كما يظن البعض ، فقد كانت غرف السجن على الطوب الاحمر والصاج ، وهذا ما رأيته بعيني وكانت أقصى رفاهية حدثت لهم هو تبليط الأرض بالبلاط في غرف مساحتها ١٠ × ١٠ متر ، ولكنه سوف يظل سجن بلا سعادة أو راحة وهذا ما جعلني ارفض المسلسل لأنه يخالف الواقع .

س: هل تتقمص الشخصية من أجل أن تنتقد صاحبها أم أن هذا نابع من حبك لهؤلاء الأشخاص ؟
ج: ليس شرط ، فمثلا المطرب محمد ثروت حبيبي وعشرة سنين ، كذلك المطرب محمد منير وقد حدث في أحد حفلات أضواء المدينة أن كررت تقمص شخصية منير في حفلتين متتاليتين مما دعى محمد منير للإتصال بي وقال لى : “شوف حد تاني يا عزب ولا اقعد في البيت علشان تستريح ” و لكن هذا كان بحب ومودة ، أما مرتضى منصور بيني وبينه مواقف كثيرة و تقمصت شخصيته أكثر من مرة في كوميك شو وكان رد فعله عادي ، أما في برنامج قلة مندسة قمت بتمثيل موقفه في ميدان مصطفى محمود أثناء تهديده للشباب بترك الميدان مما دعاه للإتصال بأسامة الشيخ وطلب منه أن يكلمنى لأحذف هذا الجزء تجنبا للمشاكل مما جعلني أحذفه مراعاة لشعوره وليس خوف منه .

س : كيف تطورت الملكة لديك في التقليد ؟
ج: أقوم بذلك منذ كان عمري ٧ سنوات ، عندما كان يأتي إلينا ضيف يطلب مني والدي تمثيل المشهد الذي رأيته في التليفزيون في اليوم السابق فكانت الحجرة التي يمكث فيها الضيف هي بمثابة المسرح وفي خارجها الكواليس وكنت اقوم بتمثيل المشهد بمنتهى الحرفية حتى تطورت الملكة لدى شيئا فشيئا حتى وصلت إلى هذه الدرجة من النجاح .

س: هل ظهور القنوات الفضائية وتعددها أثرت على الفنان عزب شو وماذا أضافت له ؟
ج: عندما كان التليفزيون المصري عبارة عن قناتين تم التعرف علي كعزب شو ، وبعد زيادة عدد القنوات الفضائية كان لابد من التطوير والاستعداد وتجهيز الشخصيات قبل العرض ، وفي بعض الأحيان كنت أصور ١٤ شخصية في مدة يومين لإحدى القنوات ، وقد قدمت ٣٠ شخصية في برنامج كوميك شو ، ٤٥ شخصية في برنامج قلة مندسة ، ٣٠ شخصية في برنامج الوش التاني .

س: عزب شو يغوص في أعماق الشخصيات ويختزلها بالشكل الساخر الذي يختزل فيه كل مشاكلنا وازماتنا ، ومع كل عصر هناك شخصيات تطفو على السطح … ما هي أبرز الشخصيات في الوقت الحاضر التي تفكر في تقمصها ؟
ج: الذي يجذبني فى الشخصية هو ما يجذب ويشد الناس كلهم ، وأن تكون هذه الشخصية مؤثرة مما يجعلني أوجه لها شكل من أشكال الانتقاد ، أما الآن فلا يوجد أحد على الساحة يمكن تقليده أو يشدني لأنها نفس الوجوه الموجودة من سنوات وليس هناك جديد .

س: ما هي أبرز المواقف الطريفة التي تعرضت لها خلال مشوارك الفنى ؟

ج: في يوم كان عندي فرح لأقدم فيه فقرة في مكان ما وذهبت وصعدت المسرح ، وأثناء شغلي وعرض الشو جاء لي أحد الأشخاص وقال لي في أذني هذا ليس الفرح المتفق عليه حدث خطأ في العنوان ولكنى كملت الفقرة عادي لأن هذا الخطأ كان من نصيب أصحاب الفرح وقدمت الفقرة مجانا .

س: كيف يعيش الفنان الكوميدي أثناء الأحداث المؤلمة في حياته الشخصية تزامنا مع العمل … هل ينسى مصائبه الحياتية فعليا بمجرد دخوله كواليس المسرح أم أن الألم يضحك أحيانا شخصية الجوكر ؟

ج: أنا أقوم بالفصل ما بين أحزاني وبين شغلي لدرجة أنى ذات مرة قمت بالعرض وكان اخويا متوفي وكان ذلك من شهور نتيجة إصابته بالكورونا ، وهذا حدث مع كثير غيري من الفنانين أمثال الفنان محمد رضا الذى أثناء عمله على المسرح توفى إبنه ، وكذلك توفي الفنان مصطفى متولى في المسرح أثناء العرض وقام النجم عادل امام بإكمال المسرحية حتى إنتهت ثم صرخ بأعلى صوته مناديا باكيا “يا مصطفى” .

س : ما الحلم الذي يسعى عزب شو للوصول إليه ؟
ج: أحلم بعمل درامي كبير ، ففكرت في تقديم روح شخصية الفنان الراحل إستيفان روستي ولكن بأداء محمود عزب لأنها قصة غير معتادة وحكاية مختلفة ، والده نمساوي وأمه إيطالية حدث بينهم قصة حب ولكنهما لم يستطيعا الزواج في النمسا مما دعاه للهروب معها إلى مصر وعاش في فيلا بشبرا ثم سافر الاب وتركها مع ابنها إستيفان فخشيت الأم أن تأتي أسرته المالكة لتأخذ الولد منها، مما دعاها لبيع الفيلا ثم ذهبت لتعيش في حواري الإسكندرية ، أى أن إستيفان روستي ابن الكونت دروستى تربى في حواري مصر ، وهذه قصة ناس كتير كانت تقوم بهجرة غير شرعية من اوروبا لمصر بلد الامان والجذب الأولى …لذلك يراودنى تمثيل شخصية هذا الرجل الذي برع لسنوات طويلة في تقديم شخصية الرجل الشرير على شاشة السينما مصحوبا بخفة الدم ، مما جعل الجمهور سواء من الأجيال التي عاصرته أو الأجيال التي جاءت بعده تعشق الأعمال التي شارك فيها ، أتمنى أن أركز في المسلسل على طفولته وشبابه وسبب عشقه للفن واهم الفنانين الذين ارتبط بهم والتلاميذ الذين تخرجوا على يده وغير هذا من الاشياء الهامة الأخرى المجهولة في حياته ، ورغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول في عصره ولم يكن بطلا مطلقا للأفلام التي شارك فيها ولكنه في الوقت ذاته كان من الممثلين بل والمخرجين الأقوياء ، فقد قام بإخراج بعض الأعمال السينمائية الهامة وتكفي بصماته في فيلم”ليلى” أول فيلم سينمائي صامت ورغم عطاءه الذي استمر سنوات طويلة تعرض لظلم كبير في حياته بل وبعد رحيله ولم يحصل على حقه إعلاميا مثل الكثير من الفنانين الآخرين وانا أعشقه بشدة منذ نعومة أظافري ودفعتني حالة العشق له للبحث في تفاصيل حياته الخاصة .

س: إذا كان الفنان محمود عزب شخصية عامة ولكن في مجال آخر ، هل كان سيشعر بألم نفسي إن قام أحدهم بتقليده بشكل ساخر أو أبرز عيوبه أمام الجمهور ؟
ج: لا أشعر بألم نفسي إن حدث ذلك ولكن بشرط يقلدني صح ، وانا لا أقوم بذلك إلا إذا كانت الشخصية مؤثرة ولها وجود ، فمثلا عبد الحليم حافظ أعشقه واحب تقليده .

س: يعرض لك هذه الأيام برنامج جديد على قناة الحياة يسمى “منين لفين” له صدى وحاز على إعجاب عدد كبير من المشاهدين من بداية الحلقة الأولى … كلمنى عن هذا البرنامج ؟
ج: برنامج وثائقي على قناة الحياة تحكى من خلاله قصص ومواهب نجوم حي الاسمرات … وفكرة هذا البرنامج ترجع إلى بداية حكايتي مع حي الاسمرات عندما كنت ذاهبا في مشوار لحي المقطم وبالصدفة وجدت نفسي داخل مكان جميل أول مرة أشوفه يتمتع بالنظافة والنظام وأهله ناس طيبين وكلهم بشاشة ، وفي هذا اليوم نسيت كنت رايح فين ولقيت نفسي مستمتع بقضاء وقتي داخل هذا الحي ، واستمر ذلك كل يوم أقابل الناس والتقي بمواهب رائعة منتظرة اللي يأخذ بأيديها ، ومن هنا جاءت لي الفكرة البرنامج و هو مكون من ١٣ حلقة تحتوي كل منها على مواهب مختلفة من رسم وغناء وعزف موسيقى وألعاب رياضية مختلفة ، ويرصد البرنامج بدوره كيفية مساهمة البيئة الجديدة في ظهور وتطور مواهبهم وإبراز الدور الحضاري للدولة المصرية في خلق مجتمع متحضر يليق بحياة المصريين وبدء حياة جديدة ورؤية آمنة للمستقبل ويعرض البرنامج تحت إشراف / حازم شفيق رئيس القناة ، وألتقي في البرنامج مع مواطنين يعيشون في منطقة الاسمرات ويتحدثون عن إقامتهم هناك والامكانيات المتوفرة لهم وأحلامهم ومواهبهم والبرنامج تحت شعار “نبنى حياة كريمة للمصريين” وكانت بطلة الحلقة الأولى الطفلة الموهوبة ملك لاعبة كرة القدم ، وقد قدم البرنامج صورة حية للواقع الجديد وابرز مدى التغير الذى حدث منذ انتقالها من مساكن ابو السعود غير المخططة وغير الآمنة إلى حياة جديدة أكثر أمنا وأستقرارا وكرامة ،كما يقدم البرنامج محتوى بصرى غير نمطى لشكل الحياة والخدمات المتنوعة التى تقدمها الدولة لأبناء الوطن بعد انتقالهم لمجتمع الاسمرات من مدارس ومركز طبى وملاعب وقصر ثقافة ومناطق خضراء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *