مصر: القوة العربية ليست للعدوان وإنما للحماية

 
أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري أن التحديات المحلية والإقليمية خطيرة وتستدعي حراكاً مصرياً عربياً مكثفاً يهدف إلى ترميم العلاقات العربية–العربية ويسعى إلى خلق رؤية مشتركة لمواجهة تلك التحديات، مشيرا إلى أن مصر لا يمكن لها أن تنسى الموقف العروبي الأصيل لعديد من الدول العربية تجاه بلدنا وثورتنا، وهو ما توقعناه بالطبع من أشقائنا.
وقال إننا نتحرك في إطار رئاستنا للقمة العربية مع هؤلاء الأشقاء لتفعيل دور الجامعة العربية لمواجهة التحديات الراهنة، والعمل على تشكيل قوة عربية مشتركة تكون بمثابة قوة للانتشار السريع للدفاع عن النفس، ولا تهدف للاعتداء على أحد وإنما حماية الأمن القومي العربي، كما نسعى إلى بلورة رؤية مشتركة لقضايا المنطقة وتقديم حلول لها بعيدا عن التدخلات الخارجية.
وأضاف وزير خارجية مصر قائلا: إنه في إطار دور مصر في الحفاظ على الأمن القومي العربي وارتباط أمن الخليج بأمن مصر والعكس، وعلى ضوء السياسة المصرية الراسخة والمستقرة برفض الاستيلاء على السلطة باستخدام القوة، قررت مصر دعم الشرعية اليمنية بهدف الحفاظ على سلامة ووحدة التراب اليمني، الأمر الذي حدا بمصر إلى المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل وما سيتلوهما من خطوات لتسوية الأزمة اليمنية.
أميركا شريك هام.. ومنفتحون على روسيا والصين
من جهة أخرى، قال شكري إن “مصر ملتزمة بمبادئ الندية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول في تفاعلاتها الخارجية، والتوازن في إدارة علاقاتها الدولية من خلال الحفاظ على العلاقات المتميزة القائمة مع الشركاء التقليديين الغربيين ومزيد من الانفتاح على قوى كبرى أخرى وشركاء جدد تحقيقاً للمصالح الاستراتيجية المصرية”.
وقال خلال كلمته التي ألقاها الأحد أمام المؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية 2015 بجامعة القاهرة، إن بلاده تنظر لأميركا كشريك هام لمصر تجمعنا به مصالح مشتركة على مدار العقود الأربعة الأخيرة، حيث يجري حالياً التحضير لبدء الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة لتناول مستقبل العلاقات بين البلدين في أبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأكد شكري أن مصر تعمل على تحقيق التوازن المنشود في علاقاتها الدولية باعتباره مبدأً هاماً طالبت به ثورتان شعبيتان، وذلك من خلال تطوير علاقاتها مع الشركاء الغربيين كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، والسعي إلى المزيد من الانفتاح وتطوير وتعميق التعاون مع قوى كبرى وأخرى صاعدة في النظام العالمي كروسيا الاتحادية والصين، أخذا في الاعتبار أن الشراكات الجديدة لا تمثل بديلا عن الشراكات القائمة، وإنما تعني فتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر والدول الأخرى.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *