بعد رسالته الى شيخ الازهر حول خطورة المخططات الايرانية المرجع الديني الايراني سماحة الشيخ جلال كنجني يتحدث

النظام الايراني الحالي يوحي للعالم بانه نظام معتدل رغم انه نفذ العديد من الاعدامات غير المبررة ضد ابناء الشعب الايراني .

– مخططات ايران في المنطقة عربية جاءت تنفيذا لوصية الخميني باقامة حكومة اسلامية موحدة بولايات ذات صلاحيات .

– حصة النظام الايراني في الحكومة العراقية الجديدة لا يمكن مقارنتها بالاخرين في ظل سيطرتها على المؤسسات السيادية العراقية .

– ايران كانت تخطط لجعل حكومة الاخوان كيانا عسكريا على غرار قوات الحرس الثوري الايراني .

في سابقة تعد الاولى من نوعها بعث سماحة الشيخ جلال كنجني المرجع الديني الايراني برسالة خاصة من باريس والتي اضطر للجوء اليها هربا من بطش النظام الايراني الى د/احمد الطيب شيخ الجامع الازهر على هامش مؤتمر مناهضة الارهاب والذي نظمه الازهر مؤخرا حذر فيها من خطورة المخططات الايرانية على امن ايران والمنطقة وعن خطورة تلك المخططات كان لنا معه الحوار التالي :-

  1. على الرغم من تعاظم المعارضة لنظام الملالي فى الداخل والخارج الا ان هذا النظام استطاع الامساك بالسلطة طوال تلك السنوات فما هى اسباب ذلك ؟

ج- ان الاجابة الملخصة هي مساعدات أجنبية عدة. تمكن نظام الملالي من استخدام السياسات الدولية لصالحه بواسطة ثلاث آليات.

الاول: الارهاب الذي عمل في باريس عدة مرات وكذلك في سويسرا والنمسا وايطاليا واصدار الفتوى المعروفة بقتل سلمان رشدي وحالات أخرى من تهديدات مثيرة للقلق بانه سوف يسعى الى زعزعة الأمن في العواصم الغربية استخدمها هذا النظام، ولاتزال هذه السياسة متواصلة.

الثاني: التجارة وعقد صفقات كبيرة على حساب الشعب الايراني وهدر ثروات ايران بهدف كسب صداقة العواصم الغربية. ان أبرز مثال على ذلك هو هجمات على مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في ضواحي باريس في 17 يونيو/ حزيران والتي حكم القضاء الفرنسي مؤخرا مرة أخرى وبعد مرور 11 عاما، على بطلان تهم الارهاب والفساد المالي والتي كانت ذريعة لهذه الهجمات.

الثالث: كانت ممارسة الضغوط على القوة البديلة لهم بواسطة الدول الغربية بالصاق تهمة الارهاب  عليها والتي استمرت حتى ايلول/ سبتمبر 2013 عندما قامت الخارجية الامريكية بشطب مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية من قائمة الارهاب وذلك بتحذير قضائي. ومن المفهوم جدا انه أي من هذه الآليات الثلاثة كانت تكفي للقضاء على معارضي نظام ما وكوننا لا نزال باقين يأتي نتيجة مقومات المقاومة الايرانية وجذورها العميقة في المجتمع وكذلك الكفاءة لقيادة المقاومة في أصعب الظروف التي لا يمكن تصورها وكما تشير من خلال سؤالكم، نتمكن ان نحول كل هذه المشاكل الى التعاطف معنا كما ترونه في الظروف الراهنة.  

  1. وهل تتوقعون انتفاضة اخرى للشعب الايراني على غرار ما حدث منذ سنوات ؟

ج – بالتأكيد، ومن دون أي شك كما قال النظام وعلى لسان كبار مسؤوليه انهم يحذرون دائما قواتهم من العدو. وكما شاهدناه ومن خلال الانتفاضة بعد الانتخابات المفضوحة التي جرت في عام 2009 . فلايجب نسيان الانتفاضة العارمة التي يراها الجميع خلال فترة قصيرة وكذلك مدى تهديدها للنظام وذلك بهدف اسقاطه وشعار الموت للديكتاتور لان الشعب الايراني يعرف حقوقه المهضومة اكثر بكثير من عهد انتفاضة عام 1979. وقد واجهت حاليا اوهام الديانة والنزاهة السياسية والفكرية للخميني في عام 1979 بسمعة نظام بقيادة على الخامنئي حيث سبب المجاعة لـ 80 بالمئة من الايرانيين وإدمان الكثير منهم بالمخدرات وكما اضطرت النساء الى اللجوء الى الدعارة ولايكاد يمر يوم دون ان يكشف فيه ملفات اختلاس بالمليار لمسؤولين ومقربين للنظام. ان النظام لا يتمتع بقاعدة جماهيرية اطلاقا بل يعتمد تماما على القمع الوحشي. وفي المقابل تقع حاليا قوة المقاومة الايرانية سواء في مجال كفاءاتها وقوة تنظيمها أو وضوح أهدافها الشعبية والديمقراطية في مكانة أعلى بكثير مما كان عليه في منعطف عام 1979. ولو لم تكن سياسة المساومة من قبل الدول الاقتصادية الكبرى لقد سقط النظام عدة مرات لحد الآن. الا انه ولكون النظام يشكل وجوده تهديدا خطيرا للسلام والأمن العالميين خاصة في منطقة الشرق الاوسط، فان هذا النظام يفقد مؤيديه الدوليين على أرض الواقع يوما بعد آخر و تقترب جدا أيام الحسم.

 

  1. وما هو الدور الذي تلعبه مع المعارضين الاخرين فى تبصير الرأى العام والخارجي بخطورة نظام ولاية الفقية على امن ايران والمنطقة ؟

ان جميع المعارضين الذين يعتقدون بضرورة اسقاط النظام الفاشي الديني الحالي بأسره اما يكونون من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مباشرة أم لديهم صلة عضوية معنا. وبالتأكيد هناك افراد ومجموعات صغيرة خارج تيار المقاومة مع انهم يعتبرون أنفسهم معارضي أو مناوئين لهذا النظام الا انهم لم يفعلوا عملا ثوريا وليس لديهم أي تحضير في جدول عملهم للقيام بانتفاضة ثورية خاصة انه لا يمكن التصور لاسقاط هذا النظام دون كفاح مسلح مع قوات النظام المسلحة واولئك الذين غير مستعدين للتضحية بأرواحهم فبالتالي غير مستعدين ايضا للقيام بانتفاضة وغالبية هؤلاء الافراد أو المجموعات لا يزالون يأملون ان تلد افعى النظام حمامة ديمقراطية وقانونية.

  1. وما هو تفسيركم للموقف السلبي الذي تنتهجه دول الجوار وخاصة المملكة السعودية تجاه النظام الايراني على الرغم من خطورة مخططاته تجاهها ؟

المملكة العربية السعودية تعرف المقاومة الايرانية خير معرفة الى حد كبير الا ان هذه المملكة وغيرها من جيران ايران واجهوا مرات ارهاب النظام ومثل هكذا تهديدات لا تزال قائمة وهذا هو السبب في اتخاذ هذه الدول سياسة الحيطة والحذر تجاه النظام الايراني. ولكن لا شك فيه ان هذه الدول لديهم مصالح جدا منطقيا في اقامة ايران ديمقراطية ترغب في تعايش سلمي ومتعارف مع جيرانه، الا ان قبول بمجازفة دعم المقاومة الايرانية هو امر يجب ان تقرر هذه الدول نفسها.   

  1. وما هي التهديدات التى تعرضت لها من جانب النظام الايراني ؟

اضافة الي اغتيال رموز المقاومة الايرانية والذي نفذه نظام الملالي الفاشي مرات عدة، انه لا يتوانى عن تنفيذ مثل هكذا اغتيالات حيثما يستطيع. ان تهديدات النظام تعود الى الامكانيات الحكومية وكذلك سياسة اغراء أو تهديد الدول الكبرى لكي يحصل على مزيد من الوقت حتى يؤخر يوم الحسم  بالنسبة لمصيره. عندما شجع النظام الايراني الحكومة العراقية السابقة بالهجوم على الكويت ثم بعد ذلك تعاونه مع امريكا لاحتلال العراق في عام 2003 وغيرها من المحاولات كلها نماذج من هذه السياسة كما ان النظام استفاد من سياسة الاغراء بهدف ادراج المقاومة الايرانية في قائمة الارهاب. من جهة ان النظام الايراني لديه ماكنة اعلامية تنفق عليها مبالغ باهظة جدا لبث معلومات كاذبة ضد المقاومة الايرانية أو بالاحرى عندما لم يحصل نتيجة عن طريق التصفية الجسدية فلجأ الى  استخدام الاغتيالات سياسيا.

  1. هناك من يرى ان هناك حمائم داخل النظام الايراني فما هي حقيقة ذلك ام انها محاولة لتجميل صورة هذا النظام لدي الرأى العام ؟

انها سياسة اتخذها روح الله الخميني منذ تأسيس هذا النظام وواصلها كبار مسؤولي النظام ولاتزال قائمة. الملخص هو لا يوجد بين تيارات متنافسة داخل النظام أحد يريد تحدي الديكتاتورية بالتغيير وكسب سلطة وصلاحيات ولاية الفقيه التي تعتبر الديكتاتورية بما تعنيها الكلمة. كما تشاهدون حاليا ان الملا روحاني رئيس النظام الذي يوحي كانه اعتدالي ولايزال يحاول البعض ان يصوره هكذا نفذ الاعدامات الاخيرة الغير مبررة جدا مثل اعدام ريحانة جباري والذي اعتبرI روحاني اجراءا قانونيا و دافع عنه. ويجب ان أذكر بان هذه المحاولات للتبييض لا تكون مجدية لدى الرأي العام الايراني بل الاستهلاك الوحيد لها ان كان هو من أجل تقديمه في اوساط صناع السياسة الدولية المساومين.

  1. على الرغم من التهديدات المتبادلة بين اسرائيل وايران الا ان الكثير من المحللين يرون ان هناك تعاون خفي بين الجانبين فما حقيقة ذلك ؟

انا شخصيا لا استبعد ذلك لان النظام الايراني يعتقد نظريا أن كل شيء يصبح مباحا في «مصلحة النظام» بل يصبح واجبا. سبق وأن تم الكشف عن قضية ايران غيت من قبل صحيفة لبنانية لأول مرة ثم اعترف قادة النظام بذلك. كما أن جيش التحرير الوطني الايراني من جملة ما استولى عليها من غنائم من جيش النظام الايراني خلال عملية الشمس الساطعة كان أسلحة اسرائيلية انعكست أخبارها في حينها في الصحافة. على أية حال فان النظام العائد الى القرون الوسطى لفاشية الملالي غير قادر على استيعاب تكبيل مصير الأمم الحرة في المنطقة سواء بمعية اسرائيل أو من دونها.

  1. وما هي ابعاد المخطط الايراني فى المنطقة العربية خاصة بعد سيطرت جماعات موالية لايران على الاوضاع فى اليمن ولبنان والعراق ؟

الخميني قد حسم ذلك بصراحة في وصيته. انه أوعز للقوات التي وصفها بـ «حزب الله» أن يسقطوا حتى لو كان بالأظافر قادتهم من العرش وأن يؤسسوا «حكومة اسلامية موحدة بولايات ذات صلاحيات». نعرف أن وصيته لوراثه تعتبر نوعا من النص المتبع ونص الوصية هي مادة دراسية للطلاب الجامعيين وطلاب المدارس في عموم ايران. كما ان دستور نظام ولاية الفقيه قد كلفت في فقراتها، الجمهورية الاسلامية بتحقيق هذا الهدف.

  1. وهل ترى ان الرئيس العراقي الجديد عبادي سوف يقوم بدور مستقل بعيد عن الضغوط الايرانية خاصة مع سيطرة تنظيم داعش على اجزاء من الاراضي العراقية ؟

السيد العبادي نفسه لم يدعي بدور مستقل تام عن ايران بل اعتبر نفسه مدافعا عن المصالح العراقية العليا بالتعاون مع جيرانه ومن الواضح أن حصة ايران في التجاور لا يمكن مقارنتها مع الآخرين كون ايران قد توغلت في المؤسسات السيادية العراقية.

  1. وهل ترى ان هناك مؤامرة امريكية ايرانية لعرب سنة  العراق تخفي مسمي محاربة خطر ارهاب داعش ؟

لا يصح أن نصف التعاون بين الأمريكان والغرب مع النظام الايراني في العراق الى حد مؤامرة مشتركة ولكن كما تم التنويه فان آعمال النظام الايراني المعرقلة وسياسة الخداع التي ينتهجها النظام في خلق مشاهد مختلقة أو ضخ معلومات كاذبة ومفبركة قد لعبت لحد الآن دورا كبيرا في تضليل سياسات الدول الغربية وخرجت بثمار لصالح النظام. وهذا ما نراه واضحا فيما يمر بمصير العراق حاليا حيث بدأ باحتلال العراق عسكريا من قبل أمريكا ثم تم احتلاله استخباريا وأمنيا من قبل ايران.

  1. وما هي الاهداف الحقيقية لمحاولة ايران اعادة العلاقات مع مصر ؟

جر مصر أو التلاعب بها لتمرير أهداف وصية خميني وهذا الآمر كبير بما فيه الكفاية بحيث لايتخلى عنه أي ملا حاكم في ايران . ولو كان النظام الايراني ناجحا في جعل حكومة الإخوان كيانا عسكريا على غرار قوات الحرس للملالي في ايران، لكان مصر اليوم واقفة بجانب حزب الله اللبناني في سوريا ويمكن التصور فماذا كانت ستتمخض عنها سياسيا واستراتيجا. ان تخليص مصر عن هذه التآمر هو نعمة لم ينعم الله على المصريين بها فحسب وانما نحن الايرانيون ننعم بها أيضا.

  1. وجهتهم رسالة الى شيخ الازهر على هامش مؤتمر الازهر تدعوة الى ادراج خطر الفاشية الاسلامية التى تنتهجها ايران على جدول المؤتمر الا ان المؤتمر تجاهل تلك القضية كما تجاهل ممارسات ايران ضد سنة العراق فهل تحمل المؤسسات الاسلامية الرسمية مسئولية تفشي الخطر الايراني ؟

لا شك في أن الأزهر الشريف يواجه محدودياتها. كما يجب أن لا ننكر بأن المؤتمر الأخير اتخذ خطوات مهمة في تعريف حقوق الديانات والمذاهب المختلفة وهذه مبادرة شجاعة تقتضي الاشادة بها. ولكن على أية حال من دواعي الأسف تجاهل الارهاب الحكومي وأخطر بؤرة علنية للارهاب الحكومي الذي يدرب ويوجه الجيوش الارهابية بين الأمم المسلمة والدول العربية. اني أعتقد أن الأزهر وبكل جهده وطاقته وسجله والنفوذ الذي يمتلك يمكن له أن يلعب دورا أهم في التصدي لهذه الظاهرة الشريرة ونحن نتوقع منه ذلك. وهذا كله ليس بمعنى تحميل الأزهر والمؤسسات الاسلامية الأخرى مسؤولية امتداد هذا الخطر. نعم يجب التأكيد على ما نص عليه الحديث الشريف: «اذا ظهر في امتي البدع فللعالم ان يظهر علمه…».

  1. وهل تطالبون بعقد مؤتمر اسلامي يتناول هذا الخطر على الاسلام والمسلمين ؟

بعيدا عن الشكل ومنهاج العمل في هذا المؤتمر أو ذاك، يجب التأكيد أن التوعية الموجهة لانفسنا أي نحن المسلمين ضعيفة جدا بخصوص مدى تعارض الارهاب مع جوهر الاسلام ورسالة الدين الحنيف ما بالك فيما يتعلق بالرأي العام العالمي أو المثقفين في العالم مع وجود كم هائل من وسائل الاعلام الداعمة للارهاب والعاملة تحت غطاء الاسلام، حيث يوضح ذلك جيدا بأنه كم هناك من أعمال تنقية لهذه التلوثات يجب القيام بها من قبل الواعين والمسؤولين المسلمين الحريصين على الاسلام.

  1. اخيرا دعا علماء الازهر الى احياء مبدأ التقريب بين المواهب الذي بدأة الشيخ شلتوت فهل تري ان الاوضاع الحالية تحتم احياء تلك الجهود لتطويق الخطر الطائفي على وحدة الاسلام والمسلمين

نستذكر الشيخ شلتوت هنا كما نثمن مواقف مماثلة اتخذها مؤخرا الشيخ احمد الطيب. ولكن من يشك في أن ضرورة اتخاذ مزيد من الخطوات. اني أعتقد أن تقريب المذاهب الاسلامية وبشكل عام تقريب المذاهب أساسا يحرز تقدما بطيئا جدا بمجرد صدور فتاوى أو أعمال التبصير والتوعية لبعض أهل العلم ولكن اذا أصبح المسلمون يتابعون أهدافا مشتركة في نضالهم فان حل الخلافات في الرأي سيكون أسهل واذا استطعنا أن نوجه المسلمين من دعاة العدالة – مثلا- الى التعاون والتضافر حول النضال ضد المتشددين الارهابين والارهاب الحكومي عندئذ نكون قد وفرنا أحسن بيئة للتقريب بين القلوب والأفكار. اننا قد جربنا ذلك في صفوف المقاومة الايرانية وتلاحم الشيعة في المقاومة مع أهلنا من أبناء الكرد والبلوتش والمناطق التي يقطنها السنة حيث تجسد ذلك في صفوف هذه المقاومة وفي مختلف حلقاتها القيادية وقادتها و لايمكن أن نتصور أفضل من ذلك في مكان آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *