رسالة مريم رجوي لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة و بدء سنة 2015 الميلادية

أيها المواطنين المسيحيين،
مؤيدي المقاومة الإيرانية من أتباع الديانة المسيحية!
أتقدم
إليكم بالتبريكات لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة و حلول العام الميلادي
الجديد. رسالة المسيح للإنسانية المقيّدة في السلاسل هي النجاة والحرية.
فسلام الله وتحياتنا لمريم العذراء التي حملت وحيدة رسالة الأمانة بعناء و
بإيمان راسخ. وتحمّلت التّهم بصدر رحب وحملت هدية مباركة للإنسانية.
فجاء
المسيح إلى هذا العالم ليقوده من الظلم والقمع وعدم المساواة إلى العدل
ومن الجهل والظلامية إلي حقيقة النور. جاء المسيح حتى ينهى بازار الأحبار
المرائين المتاجرين بالدين الذين يظلمون الناس باسم الله. جاء المسيح
لتخليص النساء المطرودات المقموعات وأن يأويهنّ، رسول من بين صيادي الأسماك
وعبيد مدينة جليلة الذي كانت رسالته: «الأخير يجب أن يكون أولاً».
وعند
ما يذهب من الناصرة إلى بيت لحم او كفرناحوم والأردن وبيت المقدس، كان
يحيي الأموات، ويشفي العمي والصمّ، ويدعو العالم الإنساني إلى أن يعيش ويرى
ويسمع على أساس إنسانيته الذاتية. وأبعد من ذلك، كان يليّن القلوب القاسية
ويحلّل العقد من الألسن والقلوب ويهدم جدران الفرقة والإغتراب بين الناس.
وكان
يقول: «بعثني الله لجعل المظلومين أحراراً». و«أيها الكادحين والمثقلين
تعالوا إليّ حتى ألهمكم الطمأنينة». وأغنية الأمل هذه وأغنية النجاة
والتوحّد هي التي غيّرت الشرق الأوسط في ذلك الحين ومن ثم العالم، الرسالة
التي تدعوا منذ أكثر من ألفي عام ومن وراء جميع التحريفات وصنوف القمع،
تدعو الأجيال إلى السلام والعدل والخلاص. وعلى ضوء هذه الدعوة ملأ تاريخ
الأمم، ومنها الأمة الإيرانية العظيمة، ملأت بالقيم الإنسانية وبروح
التعايش والتضامن بين المسيحيين والمسلمين وأتباع الديانات والمذاهب
الأخرى…
إذن
العار الأبدي لخميني وخامنئي ونظام الأشرار المتاجرين بالدين الذين
تستّروا بالإسلام لكنهم يعتبرون أشقى الأعداء للمسيح ولمحمد. الذين يرشّون
الحامض على عيون النساء باسم الدين ويشنقون الشباب، ويسجنون المتديّنين
الجدد بالدين المسيحي وينتهكون أبسط حقوقهم؛ الجلاوزة الذين يعدمون
ويعذّبون الناس بسبب معتقداتهم الدينية وخاصة بسبب اتّباعهم الرسالة
الحقيقية لمحمد وللمسيح، ويمارسون أسوء أنواع التمييز والشقاء. إنهم أقاموا
نظام الإستبداد الديني مصّاص الدماء الذي يعتبر مركز التطرف والإرهاب باسم
الإسلام وعرّاب جميع الأشرار الذين يقتلون الأسرى والرهائن الأبرياء في
الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا، ويقومون بالتهجير الإجباري والترحيل
والتشريد بحق أتباع المسيح والديانات الأخرى…
لكن
هذا هو نداء المسيح عليه السلام الذي يصرخ في وجه هؤلاء المتاجرين بالدين
«الويل لكم الذين تحاولون أن تظهروا وكأنكم متديّنين، ولكن تحت عباءتكم
المقدسة، لكم قلوب مليئة بالمراء والخطيئات… فويل لكم… حيث نسيتم أهم
أحكام الله وهي الصفح والعفو والصدق. أيها العمي المتّكون على العصيّ الذين
تصفّون البعوضة لكن تبتلعون الجمال!»
وفي
ما يتعلق الأمر برسالة الإسلام الحقيقية، فإن الملالي الحاكمين في إيران
والمتطرفين المؤتمرين بأمرهم بشكل مباشر او غير مباشر، يدكّون حياة وأرواح
وكرامة ورفاهية جميع شعوب المنطقة، وإنهم كما يقول القرآن يعتبرون الدّ
أعداء الله وألدّ الخصام. وكل ما يبحث عنه  شعوبنا في هذه المنطقة هو العيش
في السلام والأخوة مع أخواتهم وإخوانهم المسيحيين وجميع مواطنيهم من أي
دين أو مذهب أو رأي. إذن فمعركة الدم والجنون والمعاناة التي حمّلوها شعوب
المنطقة لن تقاوم أمام إرادة التحرير وروح التسامح والمطالبة بالسلام في
أبناء شعوبنا.
وستتخلّص
أرض إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وأرض هاجر وآسية ومريم وخديجة وفاطمة من
احتلال قساة القلوب والمتطرفين من جميع المآسي التي كان الملالي الحاكمين
في إيران أول من أسس أساسه ولايزالون.
وكما
صرّح زعيم المقاومة مسعود رجوي:« الإسلام والمسيحية واليهودية لن تفترق
بعضها عن بعض. نحن نعتبر المسيح أيضاً نبيّنا ولانفرّق بين طريق موسي
ومحمد. ويقول عزّ من قائل في القرآن لانفرّق بين أحد من رسله ولله دين واحد
لايتجزّأ. ومذهبي بصفتي أحد أعضاء مجاهدي خلق يأمرني بالسلام والحرية
والرقي».
وهنا
نسمع من جديد الصوت الحارّ لعيسى بن مريم من على جبل في جليلة وهو يقول: «
جئت إلى العالم من جديد وبدأت الحياة مجدّداً حتى أكون معكم إلى الأبد.
فلا تتردّدوا لحظة بأنني سأبقى معكم دائماً».
وفي
هذا اليوم، ومرّة أخرى تيمّناً بعيسى وبمريم العذراء أسأل الله القدير
لجميع شعوب العالم سنة مليئة بالسلام والحرية والتسامح والبناء، وانتصار
حركة المقاومة الإيرانية على المتطرفين الجلادين الحاكمين في بلدنا.
وفي
هذا اليوم أعرب عن تضامني مع ملايين المشرّدين واللاجئين خاصة النساء
والأطفال في سوريا والعراق وفلسطين وجميع بلدان العالم، وأدعوالله لتخليصهم
من هذه الظروف الصعبة. خلال السنة الفائتة مرّة أخرى هرع العديد من
المسيحيين في أرجاء العالم، ومن بينهم زعماؤهم الكرام، لنصرة مجاهدي سبيل
الحرية. إن تأييدهم ولطفهم حقيقة كانا يهديان لنا الأنفاس القدسية
المسيحية. مع تقديم الشكر والتقدير لهم، أدعو جميع المسيحيين في العالم
باتساع دائرة نصرتهم وتأييدهم لمجاهدي الحرية في ليبرتي وللسجناء السياسيين
في كافة مناطق إيران ودعم المقاومة الإيرانية من أجل إسقاط نظام ولاية
الفقيه.
على
أمل انتصار الحرية والسلام في إيران، وفي الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء
العالم، وأتقدم التهاني للجميع لمناسبة السنة الميلادية الجديدة التي ستحلّ
علينا بعد أيام،
السلام على عيسى المسيح
السلام على مريم العذراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *