ي 11 مليون شخص بالدلتا يهددتهم الموت بأمراض السرطان والفشل الكلوى بسبب الصرف الصحى



مصرف صرف ” كتشنر ” الذى شق في عهد المعتمد
البريطاني في مصر  كتشنر عام 1899  وسمى باسمة ويبلغ طولة 85 كيلو مترا
 ، ويعتبر  اكبر مصرف صرف صحى في مصر ، حيث يبدئ ذلك المصرف بمحافظة
الغربية ، ويمر على محافظة الدقهلية ، مرورا بعدد من مراكز كفر الشيخ ، ويصب مختلف
ما يحمله من مخلفات صرف صحى وصناعي   ناتجة عن  مصانع المحلة
الكبرى  ، وكفر الزيات وطنطا وبسيون والدقهلية وكفر الشيخ  ببحيرة
البرلس التي تباغ مساحتها 110 الف فدان   ، ويهدد صحة ما يقرب  11
مليون مواطن يسكنون بالمحافظات الثلاث  ،  ويطلق علية سكان محافظات
الغربية والدقهلية وكفر الشيخ مصرف الموت , خاصة انه يقوم بعملية القتل بصفة يومية
لأبناء المحافظات الثلاث ومزارعهم.

و يُلقى من 20 إلى 80 متراً مكعباً، من مياه الصرف الصحي
والصناعي والزراعي، في كل ثانية في بحيرة البرلس

كما يتسبب مباشرتا في تلوث بيئة الاسماك في بحيرة البرلس ،
 ويلوث التربة والأراضي الزراعية بأكثر من مليون و400 الف فدان  زراعية
بها التي ترتفع فيها نسب الأملاح إلى درجات خطيرة، تفوق المسموح بها دولياً، وفق
دراسات وزارة البيئة., ولم تستطع الدولة أو الحكومات المتعاقبة علي مدي أكثر من 60
عاما قهره أو القضاء علي التلوث الناتج عنه.

وكان الرئيس المخلوع حسني مبارك قد سبق له عام 2008 قد خصص
مبلغ200 مليون جنيه لتطوير هذا المصرف والقضاء علي التلوث الناتج عنه وتركيب عدد
من محطات التنقية علي امتداده ، ولكنة لم ينفذ.

وفى مستهل حديثة قال  محمد الغريب، مزارع بقرية
الداخلية في المحلة الكبرى، أن «أكثر من 60 ألف فدان في القرية تروى من مصرف زفتي
المتفرع من  مصرف كتشنر ، وده يسبب أمراض كتير للمزارعين نتيجة اختلاطهم بميّة
ملوثة، وأمراض للمواطنين اللي ممكن يأكلوا المحاصيل المروية بمية المجاري».

وأشار أنه ترتفع طبقة من الرغوة البيضاء في حوض الري الذى
تندفع فيه مياه المصرف عبر ماكينة شفط ، وثبت أحد الفلاحين أنبوبها في مصرف زفتي
فتراكمت حولها القمامة والرغوة البيضاء دي من الكيماويات التي توجد في المياه .

واشار ان عدم وصول المياه العذبة لنا دفع الفلاحين للري من
المجاري.

وقال الدكتور أحمد سلام، أستاذ المبيدات بكلية الزراعة ،
أن مصرف كتشنر، يمر ببعض قرى المحلة الكبرى، وبعدة قرى منها العامرية والشجاعية،
وغيرها من القرى التي لا تمتلك شبكة صرف صحى، فتقوم بعمل مواسير للصرف الصحي
بالجهود الذاتية وتصرف مخلفاتها في المصرف.

وأضاف أخذنا عينات من التربة على عمق 5 سنتيمترات، وعينة
من محصول الأرز، وخضراوات مثل البامية والملوخية، وحللناها في مركز بحوث الخدمات
الفنية ، وجاءت نتيجتها أن المياه تحتوى على كمية من الأملاح أعلى كثيراً من
المسموح به عالمياً، فقد فاقت نسب العناصر الثقيلة (الزنك والمنجنيز والرصاص
والصوديوم) في العينات الحدود المسموح بها، ولذلك فهناك ضرر مزمن يظهر على المدى
البعيد.

وأشار هناك نوعان من الخطورة، خطورة مزمنة وأخرى حادة، الخطورة
المزمنة هي التي تظهر أضرارها بشكل تراكمي على المدى البعيد، مثل تراكم المواد
الضارة التي تسبب السرطان، أما الخطورة الحادة فهي التي تقع بشكل فورى مثل وقوع
التسمم الحاد، والخطورة بالنسبة للمحاصيل، هي خطورة مزمنة تظهر آثارها على المدى
البعيد».

وقال أن الحل يبدأ من وزارة الري، التي يجب عليها أن
«تبطّن الترع لتقليل الهدر في المياه العذبة بتسربها في أعماق التربة، وإذا كان
المصرف يسبب مشكلة، فعلى الدولة أن تقوم بردم المصارف .

وقال أشرف محمد، المزارع من قرية الشجاعية بالمحلة الكبرى،
بنجيب كساحات الصرف نزود بيها الميّه، ونروى  من الصرف لأن الميّه المرشحة
الحلوة قليلة جدا ومش بتوصل عندنا، ، ولا يوجد  مسئول بالري يحاول أن يأتي
الينا لحل مشكلات نقص مياه الري ورى الأراضي من مياه الصرف الصحي .

واضاف أنه فشل في الحصول على مياه الري العذبة التي انخفض
منسوبها كثيراً، فيما يحتاج محصول الذرة   للري، فقرر إنقاذ ما يمكن
إنقاذه، فقام برى المحصول من مياه مصرف الصرف الصحي ” كتشنر ” ، في
أطراف المحلة.

قال الدكتور علاء أبو شعيشع صيدلي بكفر الشيخ إن هذا
المصرف شديد التلوث بسبب صرف مخلفات مصانع الغربية بداخله وبه كميات كبيرة من
الرصاص والنحاس والكادميوم والكوبالت والنيكل والماغنيسيوم والزرنيخ وغيرها من
المواد السامة لا يمكن التخلص منها سواء عن طريق الغلي أو حتي عن طريق التنقية,
كما أن العديد من أبناء القري الواقعة علي امتداد هذا المصرف يقومون بغسل الملابس
وأواني الطعام داخل مياه هذا المصرف مما يجعل الكارثة مضاعفة علي هؤلاء المواطنين
ويجب علي الدولة سرعة التحرك لإنقاذ المواطنين من أبناء المحافظة من هذا الخطر.

واشار ان اخر احصائية داخل محافظة كفر الشيخ  قامت
بها وزارة الصحة عن محافظة كفر الشيخ اثبتت أن نسبة الاصابة بفيرس ”
c” تقدر ب 14% ونسبة الاصابة بمرض الالتهاب الكبدى الوبائى
بلغت 10% و نسبة الفشل الكلوي بين أهالي المحافظة بلغت 17 % من سكان محافظة كفر
الشيخ البالغ عدد سكانها 3 مليون نسمة نتيجة  تلوث ميادة الشرب نتيجة
اختلاطها بمياه الصرف الصحي بمصرف كتشنر ونتيجة ري الزراعات بمياه الصرف الصحي
وتناولها الأهالي تلك الاطعمة .

وقال المهندس سيد مصطفى، مدير عام توعية المياه العذبة
والبحيرات، بوزارة البيئة ، أن مصرف كتشنر هو مصدر تلوث الأراضي الزراعية والمياه
لما يحمله من سموم ومواد ثقيلة من مخلفات مصانع الغزل بمحافظة الغربية، واحتواء
المياه على كمية كبيرة من المركبات العضوية وأعداد رهيبة من الكائنات الحية
الدقيقة الهوائية واللاهوائية، مما يؤدى إلى اختناق الكائنات، التي تعيش فيها وقد
تموت مما يتسبب فى تعفن وفساد لطبيعة المياه .

وكشف ان الحكومة قبل ثورة 25 يناير رصدت 200 مليون جنيه
لمعالجة مصرف “كتشنر ولكن ظروف الثورة وطبيعة البلاد في تلك المرحلة لم ينفذ
المشروع وسوف ينفذ خلال المرحلة القادمة .

 

وقالت تهانى مرسى المسئول الاعلامى لجمعية رسائل الغد
للمجتمع المدنى بمدينة طنطا أن المؤسسة ،  قامت بعمل عدد من الابحاث
 العلمية والدراسات ، التى تم إجراؤها على مياه مصرف كتشنر من خلال مقابلة
عدد كبير من الخبراء والعلماء  أثبتت  أنها محملة
بالمعادن
الثقيلة الضارة بصحة الإنسان والنبات والحيوان وتنذر بتصحر
الأراضى
الزراعية الواقعة على ضفاف المصرف لوجود نسبة كبيرة من الصوديوم
والمنجنيز
والزنك والنحاس والحديد والرصاص والماغنسيوم والنيكل والكالسيوم
وهذه
المواد مدمرة لخلايا الكبد والجهاز الهضمى وتسبب الفشل الكلوى وسرطان
الكبد
وثبت بالتحليل أن نسبة ملوحة المياه 95% لكل لتر
.



وأشارات أن الجمعية قامت
بمقابلة عدد من مسئولى وزارة البيئة  من اجل البحث عن حلول عاجلة لتلك
المشكلة التى  تزعج   اكثر من 11 مليون نسمة يسكنون بمحافظات كفر
الشيخ والدقهلية والغربية التى يشق المصرف طريقة خلالها .

وأضافت أن مسئولى وزارة البيئة وعدوهم بحل تلك الازمة ولكن
بلا جدوى .

وأشارت أن محاصرة مصادر التلوث لهذا المصرف وتغليظ
العقوبات الرادعة على المصانع المخالفة بمحافظة الغربية لحماية
الصحة
العامة للمواطنين بالمحافظة
.

وأضافت أن مراكز علاج
أمراض الكبد والفشل الكلوى ، من أبناء المحافظات الثلاث تستقبل يوميا المئات وهو
ما ينذر بكارثة إذا لم يتم حل تلك المشكلة العظمى التى تلوث كل شيئا .

 

من جانبه قال المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفرالشيخ: إن
مصرف “كتشنر” ليس
مشكلة خاصة بمحافظة كفرالشيخ وحدها،
لكنه مشكلة تتعلق بالمحافظات التى يمر
بها هذا المصرف.



وأشار عجوة إلى أنه
لابد من إنشاء محطات معالجة كبيرة لحل مشكلة هذا المصرف، مؤكداً أن
ا
وزير الرى وعد بإنهاء مشكلة هذا المصرف هذا العام
نهائياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *