رحل “حكيم العرب ” الملك عبد الله بن عبد العزيز وداعم مصر في حروبها

فقدت الأمة العربية رجلا من أنبل الرجال ومن أصلح الرجال الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك  المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين عن عمر يناهز ال90 عاما.

ولد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عام 1924 في مدينة الرياض. وأُعلن عن وفاته فجر يوم الجمعة 23 يناير- كانون الثاني2015                                        

تأثرت شخصية فخامة الملك الراحل بوالده عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة تلقى تعليمه على يد كبار المعلمين والعلماء على الطريقة التقليدية وهي الكتاب ودروس العلماء وحلقات المساجد.

ففي عام 1964 أصدر الملك فيصل بن عبد العزيز أمرا ملكيا بتعيين أخيه الأمير عبد الله رئيسا للحرس الوطني الذي ضم في مطلع تكوينه أبناء الرجال الذين عملوا مع الملك عبد العزيز آل سعود.

وفي عام 1975 عينه الملك خالد بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب منصبه السابق كرئيس للحرس الوطني .

أما في عام 1982 بويع الأمير عبد الله وليا للعهد بعد تولي أخيه فهد بن عبد العزيز عرش المملكة العربية السعودية.

ثم صدر أمر ملكي في مساء نفس اليوم بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني بالإضافة إلى ولاية العهد .

وفي عام  2005 بويع الأمير عبد الله ملكا للمملكة العربية السعودية إثر وفاة الملك فهد بن عبدعزيزعقبتدهورصحته.                                                                                               تولى الملك عبد الله عدة مناصب أخرى حيث شغل منصب نائب رئيس اللجنة العليا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنيات ورئيس المجلس الاقتصادي الأعلى ونائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن ورئيس مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين ورئيس الهيئة العامة للاستثمار ونائب رئيس مجلس الخدمة المدنية ورئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.                       

إذ قام بجولات رسمية كثيرة ينسب له الفضل في علاقات المملكة الجيدة مع الدول العربية والأجنبية ومثل المملكة في العديد من المؤتمرات واللقاءات وهو يحظى باحترام شعبي كبير. وللملك عبد الله دور هام في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية وكذلك في دعم العلم والعلماء الذي تمثل في إنشاء مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض ومؤسسة الملك عبد العزيز في المملكة المغربية.

كان للملك عبد الله دور بارز في مناصرة مصر ودعمها في حرب الإرهاب حيث انحاز منذ البداية إلى مطالب الشعب المصري وأعلن اعتراض المملكة العربية السعودية على سياسات جماعة الإخوان الإرهابية أثناء فترة حكم المعزول .

 ولم يكن دعم خادم الحرمين الشريفين الراحل لمصر في ثورة 30 يونيه التي انتهت بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ممثل الإرهابية هي آخر مواقف الملك الذي كان يتولى منصب رئيس الحرس الوطني عام 1963م ولكن مع توتر العلاقات بين مصر وعدد من الدول العربية كان خادم الحرمين يجسد موقفا رجوليا في وقت الشدائد حيث وقف في وجه جارته الخليجية قطر عندما وجدها تزيغ عن الطريق القويم وتدعم جماعة اعترف الجميع بإرهابها .

 وعندما توترت العلاقات بين مصر وقطر ووصلت إلى حد القطيعة الدبلوماسية سحب الملك عبدالله سفير المملكة من الدوحة ليعلن احتجاج السعودية عن سياسات أمير قطر.

وفي 16 نوفمبر من العام الماضي ترأس خادم الحرمين قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت بالرياض والتي كان على رأس ملفاتها سبل دعم مصر وترتيب البيت الخليجي من الداخل وتمكن الملك عبدالله بحكمته وحنكته من إعادة قطر إلى جادة الصواب وتم التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي والذي كان بمثابة خطوة أولى نحو مبادرة الملك عبدالله للمصالحة بين مصر وقطر وهي المصالحة التي ألزمت بها قطر في قمة الدوحة التي عقدت في 9 ديسمبر من العام الماضي .

يذكر أن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية ينص على أن يتوارث أبناء الملك عبد العزيز آل سعود العرش وتتم مبايعة الأصلح منهم للمنصب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *