الى شيعة العرب حجوا کاخوانکم المسلمين

 
لاريب من أن واحدة من أهم الاهداف الرئيسية التي عمل ويعمل عليها نظام الولي الفقيه في إيران ومنذ فترة قصيرة من إستلامه السلطة في بلاده، هو التأثير على الکثير من المفاهيم والافکار والمسائل العريقة والمتجذرة بين أطياف وشرائح المجتمع الإسلامي والعربي في طول وعرض الوطن العربي والسعي لطرح مفاهيم وأمور مستجدة هي في واقع أمرها أغرب ماتکون عن الساحة العربية.
 
وقد بدأ ومنذ العقد الاول من إستلامه دفة الحکم بالترويج لمفاهيم نظير(الاسلام المحمدي الاصيل) و(الصحوة الاسلامية) وماأسماه (عملية الحج العبادية السياسية)، وقضايا أخرى من هذا القبيل وهو بطرحه لهذه المفاهيم الثلاث تحديدا، سعى وبطرق واساليب مغالية في خبثها ولؤمها لشق وحدة صف الامة العربية بشکل خاص والامة الاسلامية بشکل عام من أجل فرض وصايته ونفوذه على العالمين العربي والاسلامي. 
وعلى الرغم من ان هکذا مفاهيم غير سليمة في جوهرها لکونها کلمة حق يراد باطل وبدعة وضلالة، فإن قطاعا لايمکن الاستهانة به من الامة العربية قد إنخدعت بهذه الاضاليل وتصوراتها على ظاهرها البراق، ومن هنا فقد نفذ النظام الايراني الى عمق مجتمعاتنا العربية وشوه مفاهيم عبادية جبلت عليها مجتمعاتنا العربية من زمن بعيد وبذل کل مابوسعه من أجل تصوير تلك المفاهيم على أنها(اسلام امريکي) او(اسلام مشبوه)، فيما اوحت من خلال تنظيمات وتجمعات فکرية ـ سياسية ـ عسکرية تابعة لها في العديد البلدان العربية الى ان الاسلام الحقيقي والواقعي و(المحمدي الاصيل)يتمثل في هذه التظيمات المشبوهة العميلة الخاضعة اساسا لنفوذها.
 
وعلى الرغم من تلك الجهود الجبارة والاستثنائية التي بذلها النظام الايراني، فإنه لم يفلح من بسط نفوذه  وهيمنته على مختلف القطاعات والشرائح الاجتماعية العربية وذلك سعى للنفوذ مرة أخرى الى العمق الاجتماعي العربي من خلال إستغلال شعيرة الحج العبادية البعيدة کل البعد عن عالم السياسة وأحابيلها وحيلها من أجل حرف الانظار عن أصل القضية ودفع حجيج بيت الله الحرام صوب مسألة مشبوهة هي في واقع أمرها مجرد بدعة لم نسمع بها من آبائنا ولاأجدادنا ولاجائنا شيئا بصددها من السلف الصالح أو المراجع الرشيدة وقد تسبب هذا السعي الخبيث الى تشويش أمني محدد تمکنت الاجهزة المختصة في المملکة العربية السعودية من السيطرة عليها ووأد المؤامرة في مهدها مثلما حدثت لسنوات ماضية أيام کان الولي الفقيه السابق على سدة الحکم، واليوم فإن النظام الايراني وبعد أن وصل الى مفترق بالغ الخطورة وباتت اوراقه مکشوفة لکل العالم الاسلامي تقريبا، فإنه يحاول مجددا تجربة حظه العاثر بهذا الخصوص واننا بصفتنا  نمثل المرجعية الفکرية ـ السياسية للشيعة العرب، فإننا ندعو الشيعة العرب بشکل خاص وکافة الشيعة بشکل عام، إلى عدم الانجرار خلف الاحابيل والدسائس الخبيثة والبعيدة کل البعد عن روح الاسلام ومعانيه السامية والتي يبثها النظام الايراني من أجل حرف الاذهان وتشويه المفاهيم من أجل بلوغ غايات وأهداف سياسية محددة وان المجلس الإسلامي العربي في لبنان الذي دأب منذ تأسيسه على إرشاد الشيعة العرب لمافيه خير أوطانهم وأمتهم العربية وتوضيح تلك الملابسات والاشکاليات التي يتعرضون لها بسبب من التلاعب بالمفاهيم وطرح بدع جديدة ماأنزل الله تعالى بها من سلطان، يحث الشيعة العرب بأن يکونوا حذرين وفي يقظة تامة من هکذا ألاعيب خبيثة وماکرة تستهدف فيما تستهدف شق وحدة المسلمين وإشغالهم بأمور جانبية ليس فيها أي صلاح وخير للمسلمين واننا ندعو کافة اخواننا من الشيعة العرب بشکل خاص و المخدوعين بهکذا أراجيف باطلة، أن لايخلطوا صالح الاعمال بطالحها وان لايلتبس عليهم الامر ويحجوا کما يحج سائر اخوانهم المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *