يتعرض الشيعة العرب لمحنة كبيرة من خلال استغلالهم وتضليلهم و وضعهم في مواجه أوطانهم وأبناء جلدتهم

 
تحل الذكرى السنوية التاسعة لولادة المجلس الاسلامي العربي في لبنان في مرحلة حرجة من تاريخ امتنا العربية والاسلامية ، بحيث تتعرض لمخاطر التفتيت والفتن المذهبية في عدد من دولها .
لقد أسسنا المجلس قبل تسع سنوات وكان الامل يحدونا أن نساهم مع المخلصين في أمتنا في توحيد الصف الشعبي العربي ، وتحصين الامن القومي العربي ، من خلال العودة الى حقيقة الاسلام ، والى المعاني العظيمة للعروبة ، مصداقا لقوله تعالى : {أن هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون}.
تتعرض بلادنا العربية منذ سنوات الى هجمات خارجية متعددة لعل أخطرها تلك التي تتخذ التحريض المذهبي وسيلة للنفاذ الى داخل مجتمعاتنا ، مستغلة بعض الاوضاع المضطربة فيها.
 وهذا ما نشهده من أمثلة دموية مأساوية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان والبحرين وعددا من دول الخليج العربي ، حيث يركز التدخل الخارجي المتمثل بنظام ولاية الفقيه في ايران دعايته الهدامة على التنوع المذهبي في هذه الدول ، ليجعل منه حصان طروادة تفكيكي تخريبي، ويحوله الى نقمة وفتنة ، على عكس ما هو عليه .
 فالتعدد المذهبي في الاسلام هو دليل حيوية وغنى لامتنا ولحياتها الفكرية والثقافية .
على هذا الاساس يتعرض الشيعة العرب لمحنة كبيرة من خلال استغلالهم وتضليلهم ووضعهم في مواجهة مع حكامهم ودولهم وابناء جلدتهم بذريعة الحقوق وبحجة التمايز عن سائر مكونات مجتمعهم.
علما ان الشيعة هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للدول التي يعيشون فيها ، وقد ساهموا في نهضتها ورفعتها وعزتها ، وهم على استعداد لبذل الغالي والرخيص من أجل الحفاظ على منعتها وكرامتها .
ان مشروع المجلس الاسلامي العربي يستمد  من هذا الواقع الشيعي العربي الذي يرفض ان يكون وقودا لاي مشروع خارجي مهما كانت مسمياته ، وخصوصا اذا حمل الراية المذهبية كما يفعل الولي الفقيه في إيران  ، واستجلب الفتنة .
 وقد وقف المجلس وسيظل ثابتا في تصديه للبدع الفكرية-السياسية التي تريد سلخ الشيعة العرب من بيئتهم ، ويبقى رأس حربة الدفاع عن وحدة المسلمين والمجتمعات العربية واستقرارها .
في هذه الذكرى تظل رسالتنا الى الشيعة العرب أن يثبتوا على ولائهم لاوطانهم ولعروبتهم وللمعاني الحقيقية للتشيع بما هي مبادىء نصرة الحق والابتعاد عن الضلال وان يحافظوا على أمن واستقرار اوطانهم  . ان موقف الشيعة العرب في المرحلة الخطيرة من حياة أمتنا حيوي ومصيري لاستمرارها موحدة عزيزة وقوية . ونحن على ثقة أن الشيعة في الدول المعرضة لخطر التقسيم والتفتيت لن يكونوا الا عامل وحدة وتقارب ، وسينبذون المشاريع الخارجية التي تريدهم رعايا تابعين اذلاء ، وهم في بلادهم اشراف اعزاء . ان مصلحة الشيعة العرب هي في استقرار دولهم وازدهارها ، وليس في خرابها لمصلحة بعض دول الاقليم التي تريدها ولايات خاضعة لامبراطوريتها .
نجدد العهد لشعوبنا العربية والاسلامية بان المجلس الذي اسسناه ورعيناه هو ضمان الوحدة الاسلامية ، وسيبقى المرجع الصالح للشيعة العرب في حياتهم المشتركة مع نظرائهم من المذاهب الاسلامية الاخرى في مجتمعات آمنة ومستقرة وأبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *