سيفُ علي ذو الرأسين كذبةٌ فارسيةٌ عمرها 1400 عام أريد منها فتنةٌ كبرى

قول و بإختصار شديد :
غيرُ خافٍ على الجميع , أن العربَ في سابق الزمان كانوا يُطلقون تسميات على كل شيءٍ من مقتنياتهم , وحاجاتهم , وحتى الاحجار , والعصي , والدواب , وغيرها من أمور .. ومن هذه الاشياء هو (( السيف )) فله اسماء كثيرة كـ(إبْرِيْق ، إزَار ، إصْلِيْت ، أصْمَعِي ، إِفْرَنْد ، ، بَارِقَة ، بَتَّار ، بَتُوْك … الخ ) ومن هذه السيوف هو سيف الامام علي عليه السلام فكان اسمه (( ذو الفقار )) , وهذا مما لا شك و لا خلاف فيه بين جميع المسلمين .
ولكن المشكلة ليس في تسميته , وانما في أوصافه , و أيضاً المشكلة ليست في نفس أوصافه , و إنما هي لماذا عندما يذكر سيف ذو الفقار يتبادر الذهن الى هذا السيف المشهور ( ذو الرأسين , أو الذؤابتين وليس السيف العادي ) ؟!
ومن هنا تبدأ قصتنا أخوتي الكرام …
فلذلك أقول : الكلام في عدة نقاط :
النقطة الاولى : انني بحثتُ بحثاً معمقاً و راجعتُ كثيراً من المصادر , وربما كل المصادر التي تناولت ( سيف ذو الفقار ) المصادر السنية والشيعية فلم أجد مصدراً واحداً – من المصادر المعتبرة و غير المعتبرة – ذكرت بأن سيف علي عليه السلام ذو الفقار : (( انه ذو رأسين , أو أنه ذو ذؤابتين )) ! 
وغاية ما ذُكِرَ في هذا تفسير ذي الفقار انه ( سيف فيه حزّ خط من بدايته الى مقبضه , وسمي ذو الفقار لان هذا الخط يشبه العمود الفقري للإنسان ) وقالوا ايضاً ( سمي ذو الفقار لان فيه نتوءات كفقرات العمود الفقري لظهر الانسان ولذلك سمي بذي الفقار أي انه صاحب الفقرات ) .. فغاية ما ذُكِرَ في هذا المجال هو هذه الاوصاف وليس انه ذو رأسين , وانما ذو رأس واحد..!
ووجدتُ بعض الاحاديث عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) , وكذلك عن الامام الصادق عليه السلام كلها تتحدث عن امورٍ معنوية في سبب تسميته بهذا الاسم مثلا ( سمي ذو الفقار لان من يُضرب به فأنه يفقر في الدنيا من الحياة , – أي يموت – ومن الجنة في الاخرة – أي انه يدخل النار – ) , و لا مجال لذكرها الان – ويمكنكم البحث عنها في المصار المعروفة – .
اذن لم يذكر احدٌ من مصادر الشيعة والسنة ان ذا الفقار ذو رأسين , فيا ترى من أين جاءنا الاعتقاد بأن ذا الفقار ذو رأسين كما تشاع صورته منذ 1400 عام ؟!
النقطة الثانية : ان الاعتقاد الذي جاءنا هو بسبب ( خنجر أبي لؤلؤة المجوسي الفارسي ) المسموم الذي قتل به الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . لان خنجره المسموم كان ذا رأسين , وذؤابتين , و لأن الفرس أرادوا – منذ ان خلقهم الله ومنذ ان أدخلهم الخليفة عمر الى الاسلام – تمزيق الاسلام وتفريق المسلمين , وخلق فتنة دائمة بين الشيعة والسنة , ولأنهم يمتلكون ماكنة اعلامية قوية جداً ترتبط بالماسونية العالمية , فشغلوا ماكنتهم الاعلامية و أوحوا الى الناس بان سيف علي عليه السلام هو ( ذو رأسين ) وبذلك فأنهم يريدون ان يلصقوا تهمة قتل الخليفة عمر ( رضي الله عنه ) بالإمام علي بن ابي طالب عليه السلام , أو لا أقل أن تترضى الشيعة على قاتل الخليفة عمر رضي الله عنه كونه يمتلك نفس سيف علي عليه السلام . أو يوجد احتمال آخر بأن الفرس يريدون ان يدخلوا الى الاسلام من خلال هذه الامور ويحرفوه وبالتالي فانهم قد نجحوا نجاحاً باهراً , حتى ان علماء الازهر انفسهم قد اعتقدوا بهذه الحقيقة واجازوا لمصطفى العقاد فلم الرسالة الذي يحتوي على هذه الكذبة .!
اذن ان سيف علي عليه السلام ليس ذو رأسين , وانما خنجر ابي لؤلؤة الفارسي المجوسي قاتل الخليفة عمر رضي الله عنه , هو ذو رأسين .. !
النقطة الثالثة : و هذا البحث لهذه المعلومة جاء بسبب ما صك سمعي من المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية ( 32 ) حيث قال :: (( ان من قتل الخليفة الاول رضي الله عنه , والخليفة الثاني رضي الله عنه , والامام علي عليه السلام هو اللوبي نفسه الموجود الان الذي لا يسمح بأي شريف ان يتصدى وينصف الناس ويعطيها حقوقها … و أما من هم الاشخاص في هذا اللوبي ؟ فهذه القضية ترجع لكم )) .. !
النقطة الرابعة : ان أبي لؤلؤة المجوسي الفارسي هو من ضمن أشخاص هذا اللوبي ..!
النقطة الخامسة : : من خلال هذه المعلومة البسيطة يتبن لنا كيف ان الفرس المجوس قد أوغلوا تدخلهم ليس في السياسة الداخلية للبلدان , وانما حتى في عقائد المسلمين , ولو بحثنا لوجدنا العجب العجاب .! 
.
.
ملاحظة خارج المتن //
السيف ذو الرأس الواحد موجود في متحف اسطنبول في تركيا ويقال انه للإمام علي عليه السلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *