قراءة الواقع وضرورة التغيير

مع استمرار الحملات المتبادلة بين السلطة الحاكمة وخصومها والداخل جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين باحياء مبادرة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز بتحقيق المصالحة بين مصر وقطر بعد عودة الاتهامات المتبادلة بينهما بصورة اكثر ضراوة بعد ان خفتت بصورة نسبية بعد تدخل الملك الراحل لتحقيق المصالحة ولم تكن تلك المبادرة مفاجئة لاحد لان التغيير حدث بالفعل قبل رحيل الملك عبدالله عندما اقدمت دول مجلس التعاون الخليجي على اعادة سفرائها الى قطر وفصل موضوع المصالحة بين مصر وقطر على علاقات دول مجلس التعاون مع البلدين وكان يجب على النظام المصري ان يستشف هذا التغيير ويبدي نوع من المرونة تجاه مبادرة الملك عبدالله الا ان هذا لم يحدث ومع مقدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الى الحكم بدا للجميع ان سياسة المملكة سوف يحدث بها نوعا من التغيير فالملك سلمان يرتبط بعلاقات وطيدة مع الامير تميم والطاقم المعاون للملك يميل الى العمل على الربط بين مساعدات المملكة الاقتصادية مع تحقيق مصالحة داخلية مع جماعة الاخوان لتحقيق الاستقرار السياسي في مصر والذي سوف ينعكس ايجابا على اي مساعدات اقتصادية تقدمها المملكة ودول الخليج صحيح ان المساعدات العسكرية لمصر سوف تستمر لان مصالح المملكة ودول الخليج تتطلب وجود جيش مصري قوي يحمي امن الخليج إلا ان الدعم الاقتصادي لن يكون على سابق عهده إلا اذا شعرت دول الخليج بتغيير في سياسات النظام المصري الداخلية والخارجية بما يحفظ امن واستقرار مصر وامن المنطقة ولاشك ان التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها مصر خاصة في ظل وجود تحديات امنية على حدود مصر الشرقية والغربية وتحديات اقتصادية خاصة مع عودة الالاف العاملين المصريين من ليبيا والذي سوف يزيد بلا شك من اعباء مصر الاقتصادية يفرض على الرئيس السيسي قراءة الواقع الجديد والتجاوب معه من خلال التجاوب مع جهود المصالحة في الداخل والخارج لتحصين الجبهة الداخلية ضد اي مؤامرات تحاك ضدها وعدم الاستماع الى الاصوات التي لا تريد الا مصالحها الذاتية ولاشك ان الخطوة التي اقدم عليها الرئيس السيسي بفتح حوار مع قيادات الاخوان المنشقة والتجاوب مع جهود المملكة باعادة فتح حوار مع قطر وربما تركيا ايضا تعد خطوة في الطريق الصحيح نحو تحقيق الاستقرار المطلوب بما يحقق امن هذا الوطن ورفاهيته .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *