الجزء الثانى من خطاب جمال عبدالناصر — مااشبة الليلة بالبارحة

  
أيها الإخوة المواطنون:لا أريد أن أعود بكم مرة أخرى إلى الظروف التى مهدت لهذه الأزمة والتى صنعتها، فلقد سبق أن شرحت لكم بعضها من قبل فى حديثى إلى الأمة يوم ٩ يونيو فى أعقاب النكسة مباشرة، وكذلك لأنى أدرك – ويجب أن ندرك جميعاً – أن ما جرى قد جرى ولا فائدة من الوقوف عنده والبكاء على أطلاله، وأهم منه الآن أن نتعلم منه درسه وعبرته، وأن نتجاوز النكسة ونرتفع فوقها ونواصل طريقنا بالنصر إلى آمالنا. (الرئيس يوجه كلامه للجمهور قائلاً: مش عايزين هتافات للأخر) ومع ذلك فإنى أرى أنه لابد من الوقوف أمام بعض المسائل الهامة لكى يكون أمامنا جميعاً أكبر قدر ممكن من الوضوح: المسألة الأولى التى يجب أن تكون واضحة أمامنا جميعاً أننا لم نكن البادئين بتأزيم الموقف فى الشرق الأوسط. كلنا نعرف أن هذه الأزمة بدأت بمحاولة إسرائيل غزو سوريا، من المؤكد لنا جمعياً أن إسرائيل فى هذه المحاولة ماكانتش بتعمل لحسابها، وإنما كانت تعمل أيضاً لحساب القوى التى ضاقت ذرعاً بحركة الثورة العربية. المعلومات التى جات لنا عن غزو سوريا كانت من مصادر متعددة: كانت هناك معلومات إخواننا السوريين بأن إسرائيل قد حشدت أمامهم ١٨ لواء، وقمنا احنا بتحقيق هذه المعلومات، وتأكد لنا أن إسرائيل تحشد أمام سوريا مالا يقل عن ١٣ لواء، والوفد البرلمانى بتاعنا كان فى زيارة لموسكو برئاسة السيد أنور السادات، وقام الأصدقاء السوفييت فى هذا الوقت بإبلاغ السيد أنور السادات بأن غزو سوريا وشيك. كنا نعمل إيه؟ كنا نستطيع أن نسكت، وكنا نستطيع أن ننتظر، وكنا نستطيع أن نكتفى بإصدار البيانات الإنشائية والتأييد بالبرقيات، ولكن هذا الوطن إذا قبل التصرف على هذا النحو كان يتخلى عن رسالته وعن دوره، بل وعن شخصيته. كانت بيننا وبين سوريا اتفاقية للدفاع المشترك، ونحن لا نعتبر اتفاقياتنا مع شعوب أمتنا العربية أو مع غيرها حبراً على ورق، ولكننا نقدس هذه الاتفاقيات، ونعتبرها شرفاً والتزاماً، وكانت بيننا وبين سوريا – كما كان بيننا وبين أى شعب عربى، وكما سيكون بيننا وبين كل شعب عربى – ما هو أبقى وأكبر من الاتفاقيات والمعاهدات، كان هناك – وسوف يكون هناك دائماً – إيمان بالنضال المشترك وبالمصير المشترك؛ ولذلك فقد كان محتماً علينا أن نتحرك عملياً لمواجهة الخطر على سوريا، خصوصاً وأن تصريحات القادة السياسيين والعسكريين لإسرائيل فى هذا الوقت وتهديداتهم العلنية لسوريا – قد أشارت إليها الصحافة، وأشير إليها صراحة فى الأمم المتحدة – لم تترك لأحد فرصة الشك فى أى معلومات، وبهذا أيضاً لم تترك لأحد فرصة الانتظار أو التردد.المسألة الثانية: أننا عندما قررنا التحرك نتجت عن تحركنا أثار عملية، أول حاجة إننا طلبنا سحب قوة الطوارئ، بعدين أعدنا تطبيق حقوق السيادة المصرية على خليج العقبة، وكان ذلك من الأمور التى ألح عليها إخواننا العرب دائماً وطالبونا بها، ومن الطبيعى كانت لهذه الآثار نتائج كبيرة فى المنطقة وفى العالم.المسألة الثالثة: أننا بتحركنا وأخدنا المبادأة لدفع الخطر عن سوريا كنا ندرك أننا خصوصاً من وجهة نظر دولية أن نبدأ الضربة الأولى فى معركة مسلحة، ولو كنا فعلنا ذلك لكنا عرضنا أنفسنا لعواقب وخيمة تزيد عما كان فى مقدورنا احتماله. ولقد كان أول ما سوف نواجهه هو عمل عسكرى أمريكى مباشر ضدنا، يجد الحجة والعذر من أننا أطلقنا الرصاصة الأولى فى المعركة.وأريد فى هذا الصدد أن ألفت نظركم إلى نقاط هامة:أول نقطة: التحذيرات الأمريكية، ويمكن قريتم عن هذه التحذيرات الأمريكية، .النقطة الثانية: أيضاً يمكن اتكلمت عليها قبل كده، إن السفير الروسى أيضاً فى اليوم التالى طلب مقابلتى، وبلغنى رسالة من رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى يطلب منا فيها ضبط النفس، النقطة الثالثة: المجتمع الدولى كله كان يعارض البدء بالحرب، وكان حديث الرئيس الفرنسى “الجنرال ديجول” واضح فى أن فرنسا سوف تبنى موقفها على أساس من يبدأ بإطلاق الرصاصة الأولى.المسألة الرابعة: إننا تعرضنا لخديعة دبلوماسية.. لعملية تضليل سياسى خطيرة لم نتصور أن تقدم عليها دولة كبرى أو قوة كبرى، الخديعة السياسية كانت من أمريكا، المسألة الخامسة: مع ذلك.. وبرغم ذلك كنا غير مطمئنين لهذا كله، وكنا ندرك أن شيئاً يدبر وأنه لن يتأخر، وكان باين إن فيه حاجة تدبر ضدنا، والحقيقة أنا فى إحساسى كنت أشعر دائماً من سنتين، إن فيه شىء سيدبر ضدنا من أيام قطع المعونة الأمريكية، ومن أيام التهديدات اللى وجهتها لنا أمريكا بان احنا لا نسلح جيشنا، ولا نكبر جيشنا، وزى ما وضحت من الأول ان كان باين من كل تحليلاتنا إن أى عمل هجومى على إسرائيل حيعرضنا لمخاطر كبيرة.. أول هذه المخاطر هجوم أمريكى علينا، نظراً للتصريحات اللى أعلنتها أمريكا وقالت فيها إنها تضمن حدود الدول فى هذه المنطقة، وكان باين لنا إن أمريكا أما بتقول أنها تضمن حدود الدول فى هذه المنطقة ولا تسمح بأى تغيرات هذه المنطقة، ماكانتش أمريكا تقصد بهذا أبداً الدول العربية، ولكن أمريكا تقصد بهذا إسرائيل، كانت تقصد إن إذا حصل عدوان على إسرائيل إن أمريكا حتنفذ معنى هذا إيه: معناه ان احنا ماكناش أبداً مطمئنين لكل العمليات الدبلوماسية والسياسية اللى بتعملها أمريكا، وكنا أيضا ندرك إن فيه شىء يدبر وان هذا الشىء لن يتأخر. يوم الجمعة – ٢ يونيو – ذهبت بنفسى إلى القيادة العليا للقوات المسلحة وحضرت اجتماع حضره كل المسئولين العسكريين الكبار فى القوات المسلحة، أبديت فى هذا الاجتماع وجهة نظرى قبل ما أسمع شرحهم للموقف، وقلت فى هذا الاجتماع يوم الجمعة – ٢ يونيو – أنه لابد لنا أن نتوقع ضربة من العدو فى خلال ٤٨ ساعة إلى ٧٢ ساعة لا تتأخر عنها أبداً؛ على أساس كل ما كانت تشير به دلائل الحوداث والتطورات، وقلت أيضاً فى هذا الاجتماع إننى أتوقع ان يكون العدوان يوم الاثنين ٥ يونيو وإن الضربة الأولى ستوجه إلى قواتنا الجوية، وكان موجود فى الاجتماع قائد الجوية، معنى هذا إيه؟ معناه أن احنا ماكناش مستهينين بالموقف نتيجة كل عمليات الدبلوماسية والاتصالات وإرسال الأمين العام للأمم المتحدة وموافقة “جونسون” على إن زكريا محيى الدين يروح، ولكن كان من الواضح جداً لأى حسبة سياسية إن إسرائيل لابد أن تقوم بعمل عسكرى؛ خصوصاً بعد تحرك القوات العراقية، أيضاً بعد ما دخلت الأردن ضمن اتفاقيات الدفاع المشترك.المسألة السادسة: بعد ما حدث أنه من الضرورى أن نسلم بأمانة وكرامة أن المعركة المسلحة لم تسر كما كنا نتوقع وكما كنا نتمنى، ولقد جاءت مصدقة للحكمة القائلة بأنه لا يغنى حذر من قدر، ولست أريد الآن أن أتحدث عن الأسباب ولا أرضى لنفسى، ولهذا الشعب أن نقوم والمعركة مازالت مستمرة بتوزيع المسئوليات، هذا موضوع يملكه تاريخ شعبنا ونضاله، ولكنى أستطيع أن أقول راضياً وبطيب خاطر وبضمير مستعد للحساب فى أى وقت أنه مهما كان ويكون؛ فإن المسئولية أولاً وأخيراً يجب أن تقع على (الجمهور يعترض ويقول لا ياريس).. وأنا قولت هذا الكلام فى خطابى (الجمهور يصفق معترضاً) ماعلش، ولقد قلت ذلك فى خطابى إلى الأمة فى يوم ٩ يونيو الماضى، وأقوله الآن وسوف أظل أقوله متحملاً بجميع نتائجه راضياً بأى حكم يترتب على ذلك، ولقد كان هذا دافعى فى حقيقة الأمر إلى قرار التنحى فى ٩ يونيو، كنت أريد أن أتحمل المسئولية وأمضى، وكنت أريد أن يعرف أعداء الشعب المصرى وأعداء الأمة العربية أن المسألة ليست عبد الناصر ولا مطامع عبد الناصر كما يقولون. إن نضال الشعب المصرى بدأ قبل عبد الناصر وسوف يمضى بعد عبد الناصر والأمة العربية سعت إلى وحدتها قبل عبد الناصر وستسعى بعد عبد الناصر، ولقد كنت أقول دائماً، ومازلت أقول: أننى لست قائد هذا الشعب، وقصارى ما يمكن أن أتمناه لنفسى من شرف أن أكون تعبيراً عنه فى مرحلة معينة من نضاله المستمر قبل أى فرد وبعد أى فرد.
المسألة السابعة: تتعلق بالدور الأمريكى.. الكثير من الدور اللى لعبته أمريكا مازال غامضاً، والقليل منه هو الذى نعرفه، حرب سنة ٥٦ أسرارها كلها ما اتعرفتش إلا السنة اللى فاتت.. اتنشرت السنة اللى فاتت بعد ١٠ سنين، حرب سنه ٦٧ مش حنقدر نعرف أسرارها كلها دلوقت، حنعرف أسرارها بعد سنوات، ولكن أمريكا لعبت دور فى هذا العدوان، الكثير من هذا الدور مازال غامض، منين جات هذه الطيارات؟ ما هو التفسير لدور باخرة التجسس الأمريكية “ليبرتى”؟ كلكم قريتم فى الجرايد إن كان فى قرب مياهنا الإقليمية أو حتى داخل مياهنا الإقليمية مركب أمريكانى اسمها “ليبرتى”، وإن الإسرائيليين افتكروها مركب مصرى وبعتوا لها قوارب طوربيد ضربتها، وقتل فى هذا الهجوم ٣٤ ضابط وبحار من رجال الباخرة الأمريكية “ليبرتى”، لحساب مين المركب دى كانت بتشتغل بما عليها من أجهزة علمية؟! اتقال إن المركب دى بتحل شفرات العمليات، واتقال إنها بتتبعت لأمريكا، واتقال إنها بعد كده بتتبعت لإسرائيل، وطبعاً الإرسال باللاسلكى عملية سريعة، أو بتتبعت لسفارات أمريكية فى المنطقة. طب وإيه اللى كان حصل لو كانت قوارب الطوربيد بتاعتنا هى اللى ضربت الباخرة الأمريكية “ليبرتى”؟ كانوا عملوا إيه الأمريكان لما ضربوهم الإسرائيليين! لملموا نفسهم وغطوا الحكاية وطلعوا على مالطة علشان يصلحوا المركب، لو كنا احنا اللى ضربنا المركب الأمريكانى كانوا الأمريكان ادونا إنذار ان احنا ما احناش مستعمرة أمريكية، ولا رأس جسر للاستعمار، ولا داخل مناطق النفوذ الأمريكى، وهناك سؤال آخر، ليه كانت هناك طائرات أمريكية فوق جبهتنا؟
الموقف الأمريكى فى الأمم المتحدة وبعد انتهاء العمليات يتبنى كلية وجهة نظر إسرائيل الموقف الأمريكى فى الأمم المتحدة معناه استسلام العرب بلا قيد ولا شرط.. أنا قلت قبل بدء القتال نحن لا نريد أن نكون فى حرب مع أمريكا، فيه بعض الناس يمكن اخذوا على فى المؤتمر الصحفى اللى قلته قبل المعركة وقبل القتال إننى كررت أكثر من مرة إن أمريكا أقوى وأغنى دولة فى العالم، ودا أمر صحيح لا يجدى إنكاره. المواقف السياسية لا يمكن أن تبنى على الأوهام أو على خداع النفس؛ و إنما تبنى على الحقائق، وحينما أقول أننا لا نريد ولا نقدر على حرب مع أمريكا فأنا مش شايف إن فى هذا عيب ولا فيه ضرر، لا نريد ولا نقدر أن نحارب أمريكا، ولكن ذلك لا يمكن أن ينزع منا تصميمنا على الحرية، ولا يمكن أن ينزع إرادة الثورة فينا، ولا يمكن أن ينزع أملنا فى مستقبل نبنيه وفق مشيئتنا ومصالح شعبنا، مهما كانت الظروف ومهما كانت الضغوط، ومهما بلغت أمريكا فى طغيانها ضد حركة التحرر الوطنى والثورة الوطنية.من سنتين جالى قابلنى وكيل الخارجية الأمريكية، ومعاه رسالة من “جونسون”، وقال لى بما أنكم ما قبلتوش الحاجات اللى احنا طلبناها منكم قبل كده – حق التفتيش – وأنا قلت لكم القصة دى قبل كده، كانوا طلبوا حق التفتيش عندنا بالنسبة للأعمال الذرية، حق التفتيش بالنسبة للصواريخ، وتحديد الجيش المصرى بحد معين، واحنا كنا رفضنا هذا، وقلنا لا يحق لأمريكا أن يكون لها حق التفتيش لكن المهم كما قلت أن ما جرى قد جرى، لا نستطيع إنكاره، ولا نستطيع أن نظل أمامه مأخوذين بعنف الصدمة فيه، المهم – كما قلت – أن نتعلم من درسه وعبرته، والمهم أن نتجاوز النكسة، وأن نرتفع فوقها ونواصل طريقنا بالنصر إلى آمالنا. ولقد كان ذلك فى الحقيقة هو المغزى العظيم لموقف شعبنا العظـيم مساء يوم ٩ يونيو وصباح يوم ١٠ يونيو.أيها الإخوة:إننى لم أعتبر لدقيقة واحدة أن خروج جماهير شعبنا برغم الظلام، وبرغم غارات العدو مساء يوم ٩ يونيو تكريماً لشخصى، وإنما اعتبرت أن ذلك الموقف كان تصميماً على نضال. ولقد قلت مرات عديدة إن هذا الشعب قد أعطانى أكثر مما حلمت به فى أى يوم من الأيام، ولقد رفعت صوتى أكثر من مره محذراً من الاعتماد على الفرد؛ لأن كل فرد له دوره، يؤديه ويمضى، ويبقى الشعب وحده من الأزل إلى الأبد؛ وإذن فمن هذه الناحية ليس عندى ما أقوله.لقد كان موقف شعبنا يوم ٩، ١٠ يونيو أكثر مما أستحق، وأكثر مما يستحق أى فرد، ولكنه بالنسبة لى كان يحمل معانى أخرى: معنى استمرار النضال، ومعنى استمرار النضال الشعبى، ومعنى استعداد الشعب لكل التكاليف والتضحيات، ومعنى التصميم على المقاومة والصمود.إن الشعب بهذا الموقف أجاب على أهم سؤال كانت الحوادث تطرحه، وكانت النكسة نفسها تلقيه أمامه، وهو: ما العمل؟ أجاب الشعب – كما قلت – بالتصميم.. بالمقاومة.. بالاستعداد لكل التضحيات.. بالصمود.. ولكن ذلك ليس نهاية وإنما هو بداية؛ ذلك أننا نجد أنفسنا بعد ذلك أمام السؤال الملح: من أين نبدأ؟وأمامكم هنا وعلى مسمع من شعبنا كله، ومن أمتنا العربية.. أنا عارف ان فيه أسئلة فى نفوسكم، كل واحد منكم جاى يسمع الإجابة عليها، فى البيوت وفى كل مكان عايز يعرف، وعايزنى أقول له من أين نبدأ؟ وأقول لكم بصراحة وبوضوح: ليس هناك طريق مختصر أو قصير إلى ما نريد، أيضا ليس هناك طريق واحد لا بديل له نصل به إلى الهدف، الطريق طويل وشاق.كذلك فإن هناك عدة طرق لابد أن نسير عليها فى نفس الوقت مهما كانت العوائق، والموانع، والصعاب. إن النكسة التى واجهتنا كانت أكبر مما توقعنا، ومن ذلك فإننا لا نستطيع أن نقفز قفزاً.. مش ممكن، ما نقدرش نقفز، ما نقدرش نقفز بغير تدبير كاف إلى أول طريق يقابلنا، وإنما لابد أن ندرك أنه من الضرورى علينا؛ لأن نعيد البناء الشعبى والعسكرى لقوى الوطن المصرى.كذلك فإن العدو الذى واجهناه بما وراءه وما أمامه، لم يكن إسرائيل وحدها، من ذلك نقول إن أمامنا عدة طرق لابد أن نسير عليها فى نفس الوقت، فيه طرق عربية.. وطرق سياسية.. واقتصادية.. وطرق دولية سياسية ودعائية وعسكرية. طرق النضال فى هذا المجال كبيرة جداً، واحنا قدامنا طريق من اتنين: لما الواحد يحسبها.. يا إما نستسلم بلا قيد ولا شرط (صيحات اعتراض من الجماهير، والرئيس يقول: ماعلش ماعلش) يا إما نناضل، طبيعة شعبنا، طبيعتنا ونظامنا، واللى احنا معروفين به فى العالم طبعاً حيلزمنا طريق النضال، وأنا أما باقول ان احنا قدامنا طريقين.. الحقيقة احنا قدامنا طريق واحد، ان أنا عارف… لكن هو الموضوع تفسير.. تفسير موضوعى، قدامنا طريقين، بنستسلم أو بنناضل، ولكن بنحطها موضوعياً.الحقيقة هما مش حلين، هما حل واحد. احنا ما استسلمناش، وناضلنا طويلاً.. حتى أيام الاحتلال الإنجليزى ناضلنا، وأيام الاحتلال العثمانى ناضلنا، وطول تاريخنا ناضلنا؛ إذن حل الاستسلام دا بنشطبه، ويبقى قدامنا حل واحد هو حل النضال، ومعنى النضال فى هذه المرحلة أنه نضال حقيقى، نضال قاسى.. نضال شاق، ولكنه نضال فى سبيل مبادئنا وفى سبيل أهدافنا، وفى سبيل حريتنا، وفى سبيل أرضنا وبلدنا، وفى سبيل الثورة الاجتماعية اللى عملناها، وفى سبيل الوطن العربى كله.هذا النضال له طرق متعددة، زى ما قلت لكم، هناك نضال سياسى، احنا ما بنقفلش باب السياسة أبداً ولا باب الاتصالات السياسية أبداً، مطلقاً، حتى الدكتور فوزى أما سافر أمريكا وراح نيويورك الأمم المتحدة، وقلت له ان أنا ما عنديش مانع انك تقابل الأمريكان، وهو أيضاً بهذا قابل وزير الخارجية الأمريكى مرتين.. نضال بالعمل السياسى. وهناك نضال اقتصادى، هم قالوا دلوقت إن قنال السويس مقفولة، بنخسر فى قنال السويس كل شهر ١٠ مليون جنيه تقريباً؛ يعنى بنخسر فى السنة.. بنفقد فى السنة ١١٠ مليون جنيه بالعملة الصعبة، بيقولوا النهارده أعداؤنا ان احنا كمان ٥ أشهر أو ٦ أشهر بهذا الشكل، مش حنلاقى فلوس نشترى بها قمح، وحيجوع الشعب المصرى. احنا بنقول ان احنا حنناضل نضال اقتصادى، يعنى إيه نناضل نضال اقتصادى؟ يعنى حنجيب القمح.. ومش حنجوع، وحنستغنى عن حاجات أخرى قد تكون أقل ضرورة من القمح. وبدى أقول لكم قبل سنه ٥٦ الـ ١١٠ مليون جنيه دول احنا ماكناش بناخدهم، كانوا بياخدوهم الإنجليز والفرنساويين شركة قنـال السويس، احنا كنا بناخد مليون جنيه بس قبل تأميم القنال، ولكن مفروض كان السنة دى ناخد ١١٠ مليون جنيه.
معنى هذا.. معنى النضال الاقتصادى ان احنا حنقوم ببعض التضحيات الاقتصادية، احنا مش أول بلد تعمل كـده، وإنجلترا فى أيام الحرب كانوا بيدوا الفرد الواحد بيضة فى الأسبوع، بيضة واحدة، كلنا لو نفتكر أيام الحرب العالمية التانية، نفتكر ازاى الإنجليز ناضلوا بعد هزيمتهم فى دانكرك، الحرب مش معركة واحدة وتسليم، ولكن النضال أكبر من كده، بيستطيع أن يصمد ويثبت ويقاوم، يمكن له أن ينتصر.احنا خضنا معارك عنيفة من قبل، مش دى أول معركة بنخوضها، المعارك العنيفة اللى احنا خضناها لم تؤثر على تصميم الشعب المصرى فى الدفاع عن حريته واستقلاله.النضال السياسى طريق، النضال الاقتصادى طريق، حتى لا نحقق أهداف الاستعمار، والنضال العسكرى طريق آخر: إعادة بناء قواتنا المسلحة لتكون قوات قادرة، إقامة المقاومة الشعبية، وتعبئة شعبية فى كل مكان علشان نقاوم العدوان من قرية لقرية، وندافع عن حرية بلدنا.بنقرا كل يوم عن شعب فيتنام وازاى شعب فيتنام المسلح بالأسلحة الصغيرة والمقاومة للدبابات والطائرات، ما عندهمش دبابات ولا طائرات، بيعملوا إيه فى الأمريكان! بيسببوا لهم خسائر أد إيه؟ احنا مش أقل من شعب فيتنام، واحنا شعب مناضل دايماً، 
وباقول النضال العسكرى مش بس بالنسبة للقوات المسلحة ولكن بالنسبة للشعب كله، والمقاومة الشعبية يجب أن تكون فى كل مكان، وبعدين أنا سمعت بيقولوا المقاومة الشعبية راحوا وما ادوهمش أسلحة ومش فاهم إيه، وحاجات بهذا الشكل، ماعلش.. مافيش داعى نكون نقادين لكل حاجة وعايزين الكمال، احنا ما احناش أمريكا.عايزين مقاومة شعبية ناس بيبقى معاها أسلحة، وناس يبقى معاها سكاكين، وناس بيبقى معاها نبابيت، وناس بيبقى معاها عصيان، وناس بيبقى معاها أسلحة أخرى.دى المقاومة الشعبية على قد قدرتنا، وعلى قد استطاعتنا، وعلى هذا نستطيع فعلاً ان احنا ناخد عدد كبير للمقاومة الشعبية، وأرجو من الشبان ان ما يخيبش ظنهم لما يجدوا ان مافيش أسلحة متوفرة مافيش أسلحة لكل الناس، بالتدريج بنوفر لهم كلهم أسلحة، ولكن عدد قليل من الأسلحة بينفع لتدريب عدد كبير من الناس.المقاومة الشعبية لها أساليب كبيرة وأساليب كثيرة، وحينما نتكلم عن النضال العسكرى نتكلم عن قواتنا المسلحة، ونتكلم عن قواتنا الشعبية فى كل قرية وفى كل مدينة، من الرجال والنساء. ولابد أن تكون هناك تعبئة عامة، وزى ما باقول من الضرورى علينا أن نعيد البناء الشعبى والعسكرى لقوى الوطن المصرى. سوف أبدأ بالحديث عن إعادة البناء المصرى، ولابد أن نسلم أن البناء المصرى هو القاعدة الأساسية للمقاومة، وهو جبهة الصمود، وهو طلائع التقدم. أول حاجة فى الحاجات اللى أنا اتكلمت عليها مهمة ويمكن كلكم مستنينى أتكلم عليها النهارده هى الناحية العسكرية، وأرجو أن تقدروا أننى لا أستطيع أن أفيض فى تفاصيلها، كل اللى أقدر أقوله هو أننا نعيد تنظيم قواتنا المسلحة، ونعيد تدعيم قدراتها وفاعليتها، وأشير هنا إلى عدة نقط، عدة نقط مهمة ومهمة جداً فى معركتنا:
أولاً: إن قواتنا المسلحة هى طلائع شعبها فى كل معركة، دا دور القوات المسلحة وسوف يظل دورها؛ ولهذا فإن قوة القوات المسلحة هى قوة الوطن، وكرامتها كرامته وشرفها شرفه.ثانياً: إن الرجال من قواتنا المسلحة قاموا بأعمال خارقة، وقدموا تضحيات لا مثيل لها؛ حاربوا بدون طيران والعدو كان عنده طيران، وكان متفوق فى الطيران، وإذا كانت ظروف النكسة لم تسمح لبطولات رجالنا بأن تظهر بالقدر الكافى، فإننى أعلم علم اليقين أن الكثيرين منهم كتبوا بدمائهم صفحات مشرفة فى تاريخ هذا الوطن، ولمجد هذا الوطن. ثالثاً: إن قواتنا المسلحة لا تستطيع أداء دورها على الوجه الأكمل بغير تلاحم كامل بين الجيش والشعب، وهذا التلاحم لم يكن ضرورياً فى أى يوم من الأيام بمثل ما هو ضرورى الآن.أنتقل إلى الناحية الشعبية؛ لقد تحملت مسئولية الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكى العربى مدركاً أن مجال التنظيم السياسى الشعبى سوف يكون له دور حاسم فى المعركة، ولابد أن نجدد – حتى ونحن وسط المعركة – قوة ونشاط التنظيم الشعبى. بحيث تستطيع الثورة أن تحقق انتقال حقيقى وكامل إلى الديمقراطية السليمة فور الانتهاء من آثار العدوان. نحن كنا نهدف دائماً إلى إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وكنت أقول أن لا وجود للديمقراطية السياسية إلا بالديمقراطية الاجتماعية، لا حرية سياسية إلا بحرية اجتماعية، وكنت أقول إن السبيل إلى الحياة الديمقراطية السليمة هو الحل الاشتراكى؛ وهو إزالة الفوارق أو إذابة الفوارق بين الطبقات.. الحل الاشتراكى هو اللى يخلى الشعب ملك لأبنائه، الحل الاشتراكى هو اللى يخلى كل واحد فى البلد له فرصة متكافئة. ولقد كان رأيى – وسوف يظل رأيى دائماً – أن النجاح الأكبر الذى تستطيع ثورة ٢٣ يوليو أن تحققه، يتأكد فى حياة الشعب المصرى ويبقى عندما تذوب الطلائع الثورية؛ الطلائع الثورية اللى طلعت يوم ٢٣ يوليو، عندما تذوب الطلائع الثورية التى تحملت بمسئولياتها؛ مسئولية الثورة.. عندما تذوب فى حياة مدنية أوسع منها، دا يكون النجاح الأكبر لثورة ٢٣ يوليو.إن جيلنا قدم قيادات لفترة التحول الكبيرة، ولابد لأجيال أخرى أن تتقدم وأن تقود، وأهم من ذلك أن يوجد النظام الديمقراطى الذى يكفل تجدد القيادات المعبرة دائماً عن مطالب قوى الشعب العاملة وآمالها، والقادرة على الإحساس بمشاكلها فى كل مرحلة من مراحل التطور وحلها. أما إذا تصور جيلنا أن قيادته لمدى الحياة، فإن جيلنا يقع فى خطأين كبيرين؛ أول خطأ أنه يحمل نفسه بأكثر مما يستطيع الوفاء به أمانة وعدلاً، الخطأ التانى يعوق النمو ويعطله، ويحجب عملية التجدد الصحى لقوى الشعب وقياداته، ومن ناحية أخرى فإن عملية إعادة البناء الشعبى ضرورية لعملية تحقيق النصر.إذا سألنا نفسنا إيه كان القصد الحقيقى لعملية العدوان المرتبة التى تعرضنا لها أخيراً؟ سألنا نفسنا هذا السؤال، الرد يكون: القصد الحقيقى كان القضاء على الثورة الاشتراكية الموجودة فى مصر.وإذن فلكى نستطيع مواجهة العدوان فإنه من الضرورى تدعيم الثورة الاجتماعية فى مصر، وهذا يتأتى أكثر ما يتأتى بتعبئة قوى الجماهير، وتوضيح الرؤية أمامها.. إيه الهدف من العدوان ومن العملية كلها؟ إيه الهدف من التواطؤ؟ الهدف هو القضاء على الثورة الاجتماعية.. الثورة الاشتراكية، اللى تصدوا لها بكل الوسائل، تصدوا لنا بمحاولات الاغتيالات، وبالإخوان المسلمين، وبالمؤامرات، وبقطع المعونات، ولكنا صمدنا، كل الوسائل فشلت، وفضل حل واحد وهو إسرائيل.وبعد غزو إسرائيل يحصل شرخ فى النظام، وفعلاً طبعاً النكسة عملت شرخ وعملت أثر، وبعد كده بيركزوا بالضغط الاقتصادى، وبيركزوا بالضغط السياسى، وممكن أيضاً يركزوا بالضغط العسكرى حتى تنهار الثورة اللى ما قدروش إنهم يصلوا إليها طوال الـ ١٥ سنة، ما قدروش انهم يخضعوها، وما قدروش انهم يضعوها داخل مناطق النفوذ.لم يكن احتلال الأرض هو الهدف الأصيل للعدوان الاستعمارى الصهيونى، إنما احتلال الأرض هدف جزئى يسعى به إلى تحقيق الهدف الأصيل؛ وهو تصفية الثورة العربية عامة.إذا استطعنا ان احنا نحقق هذا ولا نمكن العدو من أن يحقق هدفه الأصلى؛ هدفه الرئيسى.. إذا استطعنا أن نحمى الثورة الاجتماعية فى مصر، وندعم الثورة العربية الشاملة؛ فإننا نستطيع تحرير الأرض المحتلة.طب هم عايزين يقضوا على نظام الثورة ليه؟ لأنهم عارفين ان هذا النظام الثورى لن يكون نظام استسلام، ولكنه نظام نضال، هم طبعاً عايزين نظام استسلام، وإزاى يصلوا إلى نظام استسلام.. وكل واحد فيكم شايف اتجاهاته.. الهجوم أولاً كان موجه ضد قواتنا المسلحة، ولكن الهجوم اللى كان موجه ضد قواتنا المسلحة ليس إلا جزءاً بسيطاً من الهجوم الشامل الموجه إلى قوى شعبنا العاملة.. الهجوم على قوى الشعب العاملة باعتبارها مصدر كل قوة، هو الهجوم الرئيسى المعادى، وفى هذا الهجوم.. رد هذا الهجوم على أعقابه ودحره، وهزيمته معناه هزيمة الهجوم الرئيسى للعدو.. معناه أننا سنستطيع أن نتحرر ونقضى على أثار العدوان.العدوان العسكرى خلص وبدأ الهجوم على الجماهير؛ عليكم أنتم، على كل فرد فى هذا البلد، نشوف الصحف الأجنبية ونشوف الإذاعات الأجنبية.. الهجوم النفسى.. الهجوم الشامل الموجه إلى كل الأمة العربية لتيأس؛ لتيأس، ولتنسى أهدافها، ولتستسلم.. العدو يحاول تشكيك الجماهير العربية فى كل شىء، فى أهدافها المقدسة.. فى منجزاتها الضخمة.. فى نتائج تضحياتها.. فى صروح بنائها.. فى ثقتها بنفسها وفى ثقة كل منها بغيرها.دى المعركة الرئيسية اللى احنا بنواجهها النهارده. العدو لم يحقق هدفه باحتلال الأرض، ولكن العدو يريد أن يحقق هدفه بالقضاء على الثورة العربية، ثم بالقضاء على الأمل العربى، ثم بإدخال بلادنا ضمن مناطق نفوذه.. العدو احتل سينا.. الثورة موجودة، احنا قلنا حنناضل وحنحرر بلدنا.. حنحرر الأرض العربية، ولكن أعداءنا بيقولوا إنهم عملوا شرخ.. ضربونا ضربة.. احنا مش أول ناس انضربنا.. فرنسا انضربت.. إنجلترا انضربت، وأمريكا انضربت فى بيرل هاربر وانسحبت، وروسيا، الألمان وصلوا لغاية ١٠ كيلو من موسكو، مش أول ناس خسروا معركة.. ولكن الفرق فين؟ مش فى المعركة العسكرية.. هل حنستسلم أو هل سنمضى فى النضال إذا أردنا؟ دا الموضوع.
هم النهارده عايزينا نستسلم.. نستسلم إيه؟ بنيأس.. بنيأس وبيذيعوا بينا كلام يدعو إلى اليأس، واحنا من غير ما نعرف نسمع الإذاعات ونرددها، ونقول مافيش فايدة، دى قوة إسرائيل كذا وقوة أمريكا كذا إلى أخره.. وهم عارفينا.. شعب.. وخصوصاً الشعب المصرى، يمسك أى حاجة وينكت عليها.. تعرفوا موجة النكت اللى طلعت الأيام اللى فاتت.. أنا عارف شعبنا.. شعبنا طبيعته كده، وأنا لم آخذ هذا الموضوع بطريقة جدية، وعارف الشعب المصرى كويس.. ما أنا منه واتربيت فيه.. كل واحد ما يقابل واحد يقول له سمعت آخر نكتة، ويحكيها.. ما هو كده.. ما احنا كده، وهم عارفينا طبعاً، فممكن يستخدمونا بأن تتقال بعض النكت الحقيقة اللى تأثر على كرامتنا.. كرامتنا كشعب له طلائع قاتلت وماتت، فيه ناس ماتت، مش احنا أول ناس خسروا معركة، الأمريكان انضربوا فى بيرل هاربر وهربوا، والإنجليز مشيوا من دانكرك عريانين، وكانوا بيطلعوا بقوارب الصيد، وفرنسا وقعت فى عشرة أيام، اللى واقفين ضدنا النهارده هولندا راحت فى يوم.. وبلجيكا راحت فى يوم.. أوروبا الغربية كلها راحت، وكلنا نذكر الخطب اللى اتقالت؛ خطبة “تشرشل” بعد دانكرك، وقال ان احنا قوقعة فقدت الغلاف اللى بيحميها، لازم نتلم شوية لغاية ما يطلع لها غلاف جديد ويتربى الغلاف الجديد، وازاى استحملوا معركة بريطانيا وضرب لندن بالقنابل، والأكل ماكانش بيجى لهم، إلى أخر هذه الحكايات، ولكنهم ناضلوا وانتصروا، كان بيطلع لهم كل يوم واحد اسمه اللورد “هوهو” كان إنجليزى، ويقول لهم انضربتم واتبهدلتم، وكسروا إنجلترا بالغارات الجوية.. كسروا لندن وكسروا كذا.. وكان يسخر منهم، ما نفعش.احنا برضه فى ١٩٥٦.. طب واحنا نقول على الغرب ليه؟ ما كان علينا ١١محطة إذاعة سرية، ومحطات إذاعة بتهاجمنا باستمرار، علشان تيأسنا فى عيشتنا وتيأسنا فى حياتنا، لم نيأس فى عيشتنا ولم نيأس فى حياتنا ولم نسلم، وكانت إذاعة صوت بريطانيا اللى بدأت فى عدوان ٥٦ بتقول حنضرب كذا وحنضرب كذا وحنضرب كذا، وكانت الناس فى كل مكان بتقول حنحارب.. احنا برضه.وبعدين وقعنا تحت الضغط الاقتصادى، ووضعت أموالنا تحت التجميد فى سنة ٥٦، وماكناش عندنا عملة صعبة، وقعدنا ونفدنا، واستطعنا ان احنا ننجح فى نضالنا الاقتصادى، ونضالنا العسكرى ونضالنا السياسى.العدو النهارده لم يحقق أهدافه.. هدفه مش هو الأرض.. مش هو سينا.. أبداً.. ولا الضفة الغربية ولا مرتفعات سوريا.. هدفه هو أنتم.. أن نيأس.. نسقط آمالنا.. نسقط المبادئ اللى آمنا بها.. نسقط ثورتنا الاجتماعية اللى حاولوا أن يسقطوها بجميع الوسائل.. النهارده أعدائنا بيقولوا إيه؟ الأمريكان بيقولوا إيه؟ أهو وصلنا لغاية كده ونسيبهم بقى ٦ أشهر وحيقعوا هم لوحدهم .. الشرخ موجود وحيقعوا، من الناحية الاقتصادية حيقعوا.. من ناحية اليأس حيقعوا، والأمة العربية كلها حتيأس، ومتصورين ان دا ممكن يحصل.. متصورين ان احنا ممكن نيأس.. متصورين ان احنا ممكن نتشكك فى أهدافنا، ونتشكك فى كل شىء.كل دا الحقيقة يفرض علينا واجبات كثيرة، يفرض على كل فرد من أبناء الأمة العربية كلها – مش بس فى مصر، فى كل بلد عربى – أن يكون يقظ وحذر من أساليب الاستعمار والصهيونية اللى عايزانا نيأس ونكفر بالقيم بتاعتنا، احنا مش حنيأس ولا نكفر بالقيم بتاعتنا، ولا نكفر بالأهداف بتاعتنا، وحننجح، امتى؟ إذا كل فرد فعلاً.. كل فرد آلى على نفسه أن يعمل ضد أهداف العدو، وما تجيش تقول لى التنظيمات السياسية هى اللى تعمل، أنا باقول لأ، كل واحد عليه مسئولية، كل فرد عربى فى كل وطن عربى عليه مسئولية، ما يلقيش المسئولية على غيره، كل واحد لو قام بمسئوليته نهزم أهداف الاستعمار والصهيونية، ونستطيع أن نحقق نتائج نضالنا؛ نضالنا الشعبى ونضالنا السياسى ونضالنا العسكرى، ونحرر الأرض المحتلة.أما إذا كان الاستعمار حيخلى كل فرد يتشكك، ويقدر يؤثر على كل فرد ولو ٥٠% يكون الاستعمار نجح ٥٠%.. كل فرد عليه مسئولية وكل فرد يستطيع أن يساهم فى هذه المعركة القاسية المريرة ضد الاستعمار والصهيونية.. كل إنسان.. كل واحدة ست وهى بتقول لأولادها.. كل بيت.. كل عيلة فى الوطن العربى فى هذه المرحلة لازم تعرف إن المعركة ماانتهتش بانتهاء المعركة العسكرية، ولكن المعركة مستمرة، والنضال النهارده علينا أقصى من النضال العسكرى، علينا أن نناضل فى كل مكان حتى نعبئ قوى الجماهير العربية؛ حتى لا نفقد الثقة فى أنفسنا، حتى لا نيأس، حتى لا نشك فى أهدافنا.وأكرر تانى: احنا مش أول ناس خسرنا معركة أو هزمنا فى معركة.. باقولها كده.. كل الدول الكبرى فى العالم هزمت فى معارك، ولكن بالتصميم وبالنضال استطاعت الدول اللى عبأت نفسها واللى عرفت طريقها أنها تكتسب النصر، واحنا عايزين نكتسب النصر فلا نعطى للعدو أبداً وسيلة لأن يحقق أهدافه، دا بالنسبة للفرد، باقول كل فرد بيقدر، أما إذا كل واحد فينا ألقى المسئولية على الآخر؛ فنبقى شعب متواكل وحنتعب أكتر من كده مرة واتنين وتلاتة وأربعة.. كل واحد عليه واجب، كل مواطن عليه واجب.وبرضه باقول إن موجة النكت اللى طلعت احنا انجرينا فيها وما فهمناش بتسبب إيه النكت اللى طلعت.. النكت اللى طلعت تجرح كرامة ناس هم أولادنا وإخواننا، وأنا نفسى كنت باسمع النكت ولكن نحن فى امتحان سيفرز من هو وطنى ومن هو غير وطنى فالمحن هى التى تثقل الرجال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *