المقاومة الايرانية بين المشروعية والتقديس ,,,؟

 
الثورات العالمية الكبرى في التاريخ المعاصر اسقطت الانظمة الدكتاتورية المستبدة انطلاقا من الارضية التي اقرتها الشرعية الدولية بكل معاهداتها ومواثيقها وعهودها وتبنت تلك الثورات استرتيجية المقاومة  المشروعة كونها من الحقوق المقدسة للشعوب هكذا جاء اعتراف القضاء الفرنسي في قراره المتضمن ايقاف  ملاحقة المقاومة الايرانية ,  وقد اقر بشرعية المقاومة داخل ايران وعمليات جيش التحرير الوطني واعتبرها  ( حقا مقدسا ) استنادا الى بيان حقوق الانسان والمواطنة في الثورة الفرنسية ,,, فأن هذا  القرار الفرنسي  احدث رعبا حقيقيا لنظام الملالي والجم  الافواه الداعية الى الصاق تهمة الارهاب بالمقاومة الايرانية حيث جاء متوافقا مع القرارات القضائية في الاتحاد الاوربي وبريطانيا وامريكا التي دفعت النظام القمعي الى الهستيرية , لقد اقدم عام 2015 على ارتكاب جريمة دولية بعد ان استهدف مخيم ليبرتي بثمانين صاروخا من قبل ما يسمى قوات قدس التابعة للنظام راح ضحيتها اثنان وعشرون شهيدا وجرح اكثر من مائة , هذه الجريمة الدنيئة دفعت بالمقاومة الايرانية الى التفكير جليا بنقل عناصرها الى البانيا من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية والحكومة العراقية التي تورطت بالاشتراك الفعلي بجرائم القصف الصاروخي على مخيمي اشرف ولييبرتي وكانت عملية النقل موفقة وناجحة منحت المقاومة الايرانية مساحة اوسع للعمل في القارات الخمس بوتيرة اكبر من اجل اسقاط النظام ومقاومته بكل الوسائل المشروعة, ففي عام 2016 عقدت مؤتمرها السنوي في العاصمة الفرنسية باريس الذي يعد الاضخم حضره  اكثر من مائة الف ايراني وبمشاركة واسعة   لكبار الشخصيات السياسية والفعاليات المجتمعية والبرلمانية من مختلف الدول الغربية والعربية المؤثرين في صناعة القرار وتكلل هذا المؤتمر الكبير بحضور الامير تركي الفيصل من المملكة العربية السعودية ,,, عام 2016  تم اكتشاف جريمة العصر عن طريق بث شريط صوتي المسجل من آية الله منتظري ومحضر لقاءه بأعضاء لجنة الموت المكلفين من قبل خميني المقبور بإعدام ثلاثين الف سجين سياسي من اعضاء منظمة مجاهدي خلق عام 1988   حيث احدث هذا الشريط ارباكا وضجة كبيرة داخل النظام وفي المجتمع الدولي  والامم المتحدة وهيئات حقوق الانسان  والمنظمات المعنية بالجرائم ضد الانسانية وغيرها من الجهات الدولية الفاعلة  , عام 2016  ايضا شهد عملية نقل آخر مجموعة من مجاهدي خلق سكان مخيم ليبرتي الى البانيا لتكون نهاية حقبة تاريخية لوجود المقاومة الايرانية على الاراضي العراقية لمدة ثلاثين عاما , في عام 2017  دخلت منظمة مجاهدي خلق  مرحلة جديدة من تاريخها البطولي بعد خروجها من العراق بكامل طاقاتها ورصانة هيكلها التنظيمي وبهيبة الكبار المنتصرين نتيجة شجاعة عناصرها وصبرهم وجلدهم وتحديهم  وتحملهم الصعاب والويلات من جراء الاستهداف  الصاروخي البربري الذي تكرر مرات عدة ونهب  ممتلكاتهم الشخصية في مخيم اشرف وليبرتي , ونجاحها في شطب اسمها من قوائم الارهاب كل هذه المنعطفات اسهمت بتحرير طاقاتها الجبارة لكي تقود هجومها المقابل المقدس ضد الاستبداد والطغيان والدموية وتحقيق اهدافها  الكبرى في حرية الشعب الايراني وانعتاقه من العبودية الدينية المتخلفة  , وكانت مجزرة عام 1988  على اولويات مرحلتها الجديدة حيث اطلقت حملة قوية وكبيرة لمقاضاة الجناة من ازلام النظام واعضاء لجنة الموت  الذين ارتكبوا المجزرة بحق السجناء السياسيين  , هذه الحملة وجهت الصفعة الاولى لكبير الدجالين خامنئي في الانتخابات الرئاسية الصورية الاخيرة بعد هزيمة ابراهيم رئيسي المتهم الاول بارتكاب  المجزرة كونه احد اعضاء لجنة الموت سيئة الصيت , ولم تمضي سنة حتى اصدرت الامم المتحدة تقريرا للمقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الانسان الايراني  حيث اوردت الوثيقة التي رافقتها مذكرة للأمين العام مرفوعة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة  ولأول مرة تضمنت بنود عدة بشأن قضية مجزرة السجناء السياسيين في ايران عام 1988  التي تؤكد اعدام آلاف السجناء نساءً ورجالا واطفالا بفتوى صادرة عن خميني نفذتها لجنة الموت المجرمة ودفنوا مجهولي الهوية في مقابر جماعية ويطالب التقرير بأجراء تحقيق مستقل وفعال لهذه الجريمة البشعة وكشف الحقيقة بغية محاكمة المتورطين من أزلام النظام ومحاكمتهم امام القضاء الجنائي الدولي, قلنا ان خروج الحركة من العراق اضاف لها  اصرارا عظيما على مواصلة المشوار الجهادي والكفاح المستميت حيث راحت تقود المنازلة في معركتها الضروس ضد  التخلف والعبودية والطغيان الذي تمارسه الفاشية الدينية   وبصفحات متعددة وما ان انجزت القسط الكبير لمجزرة عام 1988  حتى فتحت النار في الصفحة الثانية من اجل كشف النقاب عن  ممارسات قوات حرس خميني الارهابية على الساحتين الداخلية والخارجية بغية ادراجها ضمن قوائم الارهاب العالمية  ,  منظمة مجاهدي خلق منذ ان عرفتها  قبل اربعة عشرة عاما  تتحدى العاتيات وتتحمل الصعاب مهما بلغت جسامتها , قيادتها وعناصرها يتمتعون بطاقات تحمل لا مثيل لها وان قوة بناء الشخصية لدى اعضائها مذهلة بحق من حيث الايمان بعدالة القضية التي يجاهد من اجلها والملاءة  الثقافية عالية المآب والرقي الاخلاقي المليء بالقيم والمثل الايرانية المتواترة  الايمانية منها أو السيكولوجية .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *