احتكار السلاح بهدف تركيع الدول المستوردة

لا يخفى على أحد ان النفط مقابل السلاح .. قد جعل من الدول ( النفطية) المنتجة له اسيرة مصانع السلاح في دول العالم المتقدم تكنلوجيا ..مما يعني ان الدول المنتجة للاسلحة على مختلف انواعها .. تتحكم بسياسة الدول المنتجة للنفط .. وتزود تلك الدول بما يلفظه الجيش في البلد المنتج نتيجة الاختراعات الحديثة التي تهتم بتطوير السلاح وصناعته ..

فمن المعروف ان الدول المنتجة للاسلحة تبيع (زبالتها السلاحية) المتخلفة عند تطويرها .. ومن ثم ارسالها للدول وفق السياسات التي تتبعها تلك الدول المستوردة .. وما بقي من تلك الاسلحة فان قيعان المحيطات هي المقر لاتلافها .. او تدويرها من خلال صهرها وصناعتها وفق المواصفات التي تخترع حديثا ويشذ عن ذلك الدولة المصرية التي تنتج السلاح الخفيف وسلاح الدبابات والعربات المؤللة وبعض الصواريخ قصيرة المدى التي لا تؤثر تأثيرا استراتيجيا على مجريات المعارك ان حدثت اضافة الى الصناعة العسكرية البحرية التي تنتج بعض القوارب القتالية .. ولكن صناعة الطائرات الحربية فيها تخضع دائما للاستيراد   .. وليست هنالك دولة عربية واحدة غيرها يمكن ان تنتج السلاح اللهم الا بعض الاسلحة الخفيفة التي يسمونها في تلك البلاد لمجابهة الشغب .. حتى ان بعض الدول العربية التي تمتلك المال أو لا تمتلكه مضطرة لان تشتري حتى الرصاص المستعمل في الاسلحة الخفيفة المستوردة ولا مصانع لديها . مما يعني ان الدول الكبرى المنتجة قد جعلت من توريد الاسلحة جزءا مهما من اقتصادها يوازي منتج النفط في الدول غير القادرة على مواكبة التطور السلاحي او الاختراعات الحديثة فيه ..

كما ويستثنى ايضا من توريد السلاح وفق السياسة ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول اوربا واسرائيل فان الاخيرة تحصل على آخر المخترعات التكنولوجية للآسلحة لكي تظل متفوقة على كافة الجيوش التي تحاربها ( ان وجدت) ما جعل من القوة الاسرائيلية قوة طاغية وخاصة سلاح الجو الاسرائيلي الذى يحصل على منتجه من مصانعه حينا ومن مصانع الدول المتقدمة حينا آخر .. وما قضية الجاسوس الامريكي بولارد الا امثولة وهو الذي كان يزود الجيش الاسرائيلي بالتقنيات الحديثة من مصانع السلاح الامريكية واكتشفته السلطات الامريكية بعد ان سرق كافة الرسوم والتقنيات الامريكية في صناعة الاسلحة .. مما حدا الى اعتقاله والاحتفاظ به سجينا .. وفي سنة 1988 منحته اسرائيل جنسيتها وافرج عنه بعد ان امضى في السجون الامريكية ما يقارب الثلاثين عاما ..

ونتيجة لكل ذلك .. فان الدول العربية التي تستورد السلاح تمنح عادة بعض قطع السلاح التي تستغني عنها امريكا وغيرها لمحاربة الارهاب .. وهي اسلحة بالكاد توافق اسلحة الارهابيين .. فلا تعطى تلك الدول الا الاسلحة المتخلفة لتحقيق غرضين : الاول ان يظل السجال والقتال دائرا بين الارهابيين وبين تلك الدول .. فتارة تربح هذه وتخسر تلك .. وطورا ينجح الارهابيون وتخسر الدول الممنوحة حتى ينتهك الطرفان دون ان يحققا انتصارا لتحقيق سياسة الدولة الموردة .. والنتيجة ان الدول المحاربة للارهاب تلجأ الى تجويع شعبها لاستيراد اسلحة متطورة من اماكن اخرى من تلك التي تريد تحقيق اقتصاد متفوق وهي في العادة من الدول التي انتجت سلاحا حديثا واستغنت عن الاسلحة التي كانت تمنح لها من بلدان العالم المتوفق تكنولوجيا .. وامثلة على ذلك .. ان الحرب التي نشبت بين العراق وايران في الثمانينات .. كانت تستخدم الاسلحة التي تشتريها من الدول المنتجه .. ولكنها بالكاد تلحق بالاخر الهزيمة .. فان رأت تلك الدول أن العراق تفوق على ايران فانها تمنح ايران مزيدا من الاسلحة المتخلفة .. واذا حدث العكس فانها تمنح العراق تلك الاسلحة او يشتريها العراق باثمان باهظة لتحقيق النصر .. وهكذا يظل السجال قائما .

واذا ما زدنا على ذلك من امكانية محاربة الارهاب بشكل حاسم .. فان امريكا التي تقول انها تحارب الارهاب .. يمكن ان تزود تلك الدول التي تحاربه باسلحة حديثة مجربة وذات تكنولوجية عالية .. بحيث يتحقق النصر دون خسائر فادحة بين افراد الجيش .. قبل ان يكسب المعركة .. والا فان السجال ايضا يظل قائما .. ولا نصر لا لهذا ولا لذاك . اما كل ذلك .. فانه يجري لمصلحة اسرائيل التي تؤيدها امريكا حتى في سرقة اراضي الفلسطينيين عوضا عن السلاح الذي يعطى اليها شبه مجانيا لكي تظل على درجة عالية من التفوق على كل الجيوش العربية حتى لو اجتمعت ..

ان المنطقة العربية بكل ما فيها من ثروات .. قادرة على ان تفرض سياساتها على منتجي الاسلحة لو كان هنالك من يريد لتلك الدول ان تكون ذا شأن في هذا العالم .. فتعمد الى تطوير او انشاء تقنيتها العسكرية وفق السياسة ايضا .. فاذا ما امتلكت القوة .. فانها تستطيع ان تفرض سياستها حتى على الدول التي تفرض سلطانها بالقوة والقهر .. فتتخلص بذلك من حمل ثقيل يرهق كاهلها اقتصاديا وسياسيا ..

وكلمة أخيرة .. ان الثروة العربية تستخدم عادة في اثراء الحكام والامراء بحيث تبنى القصور وترتفع العمائر .. ولو أن اولئك ينظرون الى مصلحة بلادهم لما وصل الامر بهم الى استيراد حتى الذخيرة لكي يظلوا احياء يرزقون يرتعون فوق ظهور شعوبهم .. وفي نفس الوقت تزداد الدول المصدرة غناء نتيجة تكديس الاموال في خزائنها من الخزائن العربية .. ولا ننسى ان هنالك شعارا لم يطرح في سياسة الدول المصدرة ولم يظهر الى العلن .. وهو : ادعم هذا فيخسر ذاك .. وادعم ذاك فيخسر هذا .. وستظل خزينتنا ملآى بالمليارات نتيجة غضب هذا ونوم ذاك .. ونحن العرب سوف نظل نائمين حتى نرى انفسنا في جهنم السلاح الذي يلهف البلايين من بلادنا .. ونحن في كل ذلك مبسوطون نتباهى بغنانا وسعة رزقنا على حساب الشعب الذي يعاني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *