تعالوا إلي كلمة سواء

 

 
إن ما حدث في ٢٠١١ من ما سُمي ” بالربيع العربي ” لم يكن وليد اللحظه .. أو الصدفه .. وإنما تم الإعداد له لسنوات طويله في أروقة الأجهزه والمخابرات العالميه لدول الغرب .. ولم يبدأ في تونس وإنما في أفغانستان .. التي كانت مختبراً لإعداد مشروع جهنمي .. لتدمير الخط الاخضر الذي هو الإسلام .. وتم إستهداف الآلاف من الشباب المسلم المتحمس للجهاد .. وتدافعت حكوماتنا للإستجابه .. لتسهيل هذا الجهاد .. والدعوه له .. وتمويله .. رغم أننا كنا ندرك بأنها معركه لهدم الشيوعيه.. وصراع بين أمريكا والإتحاد السوفيتي .. كنا وقودها وتركنا الجهاد المستحق في القدس .. التي تركناها خلفنا .

لقد كُلفت من الشهيد معمر القذافي برسائل لدول عربيه عديده مُحذراً بأن هذا النزيف في شبابنا لن يخدم الإسلام في شيء .. وأن روسيا ليست أولويه .. ولا ينبغي أن نُشارك في معارك غير واجبه .. وليست أولويه .. ثم توالت الأحداث وإنطلقت الدسائس والفتن وأصبح الإسلام الواحد يتشخص تارة شيعه وتارة سُنه .. وتارة خوارج وإخوان وأنصار الشريعه .. وتارة أخري قاعده وداعش .. وإسُتهدف العراق وسوريا واليمن ثم مصر وتونس وليبيا .. ” والحبل علي الجرار ” لكل الدول الإسلاميه .. حتي أفريقيا إستُهدفت نيجيريا أكبر الدول الإسلاميه ومالي .. وقبل ذلك في أوروبا البوسنه والبانيا .. فكل ذلك لم يكن صدفه .. وأسُتخدم في ذلك للأسف شبابنا وأموالنا وبفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان .. ومن شيوخ ظهروا يفتون بموالاة اليهود والنصاري .. ويكبرون تحت رآياتهم وطائراتهم كما حدث في ليبيا .. التي أكملت سبعاً عجاف .. من الدمار والجوع والتشرد والإهانه والبؤس بعد أن كانت ” ﴿ قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ صدق الله العظيم .

لقد رسمت الدول المنتصره بعد الحرب العالميه ثلاث خطوط لأعداء محتملين .. وسعت لتدميرها .. إستثماراً للفوز ” الخط الأحمر ” الشيوعيه .. “الخط الأخضر ” الإسلام .. ” الخط الأصفر ” الصين وكوريا .. وإستخدموا كل الوسائل اللا أخلاقيه والحرب النفسيه والدراسات .. وجُندت قيادات إسلاميه وسياسية .. وأكيد كان زرع الدوله الصهيونيه جزء من تقسيم وتدمير الخط الأخضر .

ولعل نتائج الربيع الأسود أو ” ربيع المغفلين ” الذي دُمرت فيه أربع جيوش إسلاميه .. وقتل وجرح خمسة ملايين مسلم .. وتشرد قرابة خمسة عشر مليون .. وإستنزفت ثروات تقدر بتسعمائة مليار دولار .. وتدمير البنيه التحتيه لخمس دول .. ولم يسقط ولم يخسر في هذه المواجهات إلا الإسلام يقول القران ” يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ ” وحتي من مول هذه الصواريخ التي تتساقط علي أطفال المسلمين نحن من دفع ثمنها .. ظناً بأن هذه الدول التي مولت ستكون في مأمن وذلك قمة الغباء .. فالمعطيات التي ضُربت بها ليبيا وسوريا واليمن والعراق متوفره في كل الدول العربيه والإسلاميه .. والغرب لا يفرق بين كل هذه القيادات ولا حتي هذه القوي التي قدم لها الدعم وسلمها مقاليد الأمور .. فإذا كانت المشكله في ” صدام أو القذافي ” فلماذا بعد هذه السنوات يستمر هذا النزيف وهذا الدمار ؟؟!! .

وقد يفهم بعض الناس أن دعم الإخوان أو القاعده التي صنعتها أمريكا كما قالت السيده ” هيلاري كلينتون ” أو حتي داعش التي تُسلح وتتنقل من قاره إلي أخري بحريه كامله وبرعاية دول حليفه للغرب .. هي أطلقت هؤلاء لمرحله معينه ولغرض تدمير الإسلام بالإسلام .. وستطوف كرات اللهب لتحرق الجميع .. وسيتم التخلص منها عندما تنتهي مهمتها .

وهنا المسئوليه تقع علينا جميعاً في طرح مشروع لمواجهة هذا المشروع فمعاداة إيران وتركيا أو حتي قطر ليس حلاً لأنها أيضاً إسلاميه وستنال حقها .. ولإيقاف هذه الفتنه الكبري .. والتي ننجر لتنفيذها دون وعي .

” وعلينا جميعاً أن نلتقي في قمه تجمع في بدايتها مصر والسعوديه وتركيا وإيران .. لتطويق الخلاف الوهمي ” وقطع الطريق أمام المؤامره الكبري .. وحشد الطاقات للوقف الفوري لمعارك سوريا واليمن وليبيا كخطوه أولي .. ثم نحشد الأمة المستهدفه لمناقشة المشروع الإيجابي للخروج من هذه المصيده .. لأن ما نشاهده اليوم ونحن مشدوهين من ما يحدث لأمتنا .. وهذا العناد والإصرار علي حل واحد لمئة مشكله وهو ” الرصاص والصواريخ ” علينا أن نجد مئة حل لكل مشكله .. وإلا علي الأمه السلام .

إنني هنا لا أنُكر حق من تمرد أو شارك في هذه الفوضي العارمه .. بل كنت دائماً أدعو إلي الثوره .. التي تُفعل الفريضه الغائبه وهي ” العلم ” ثوره علميه تنقل الأمه المتثاقله بأطنان من القمامه في شوارعها .. والتخلف .. إلي مصاف أمم إرتادت المريخ .. وطرح مشروع إندماج إقتصادي .. وإزالة الحدود .. وخلق عالم جديد أمام الأجيال القادمه .. ولنجد مكاناً يليق بين الأمم .
حما الله أمتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *