حرب المناخ ضد الاشرفيين هل من مسوغ لها ؟؟

بعض احترام حقوق الانسان ،تلبية احتياجاته وتوفير بيئة عيش انسانية ملائمة نيتوفر فيها الحد الادنى المتعارف عليه من الخدمات وفي مقدمتها – الكهرباء –وبخاصة حين يكون المرء محتجزا ومسلوب الارادة في مواجهة تحديات توفيرها كما هو حال الاشرفيين الذين نقلوا قسرا الى مخيم ليبرتي الذي لا يصلح للعيش الانساني على حد تعبير فريق العمل المتخصص بتعريف الاحتجاز القسري التابع للامم المتحدة ،في تقاريره بشان المخيم وبناه التحتية المتهالكة او المعدومة ،وحرمان سكان المخيم من التزود بالطاقة الكهربائية – الوطنية – عبر ربط شبكة المخيم بالشبكة العامة لمدينة بغداد ،بسبب اصرار حراس المخيم على عدم السماح بهذا الربط بناءا على اوامر فالح الفياض رئيس لجنة الاشراف على تعذيب الاشرفيين التابعة لمجلس الوزراء ،على رغم عظم الاحتياج لها لمواجهة حرارة الصيف العراقي اللاهب التي بدات طلاعها هذا الشهر حيث تتجاوز منذ الان خط الاربعين درجة،وفي المخيم الكثير من كبار السن والمرضى الذين ليس في طاقتهم تحمل حرارة الصيف ،والادهى ايضا انعدام الظل في ساحات المخيم ،فقد منعت لجنة الفياض زرع الاشجار في الساحة وهو ما لا تعرف له سببا غير تنويع الاذى والاضطهاد والحرمانات ،كذلك احتياجها لتشغيل برادات حفظ الاغذية التي تتعرض للتلف السريع بسبب عدم تشغيلها الا لاوقات قصيرة بسبب تحريم ادخال الوقود الكافي لتشغيل المولدات ،وهو ما ينطبق عليه المثل العراقي ( لا ارحمك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك ) نوكم توجه سكان المخيم الى مكتب الامم المتحدة – اليونامي – علهم يجون حلا – دون جدوى – كما اغفلت لجنة حقوق الانسان البرلمانية التي رفعوا لها شكاواهم ،الاستجابة لهم بدعوى تعرضها لضغوط عليا ؟؟
بينما رفع العديد من المسؤولين ونواب البرلمان العراقي اصواتهم مطالبين بتلبية هذا المطلب الانساني البسيط ،وعدم التحجج بفقر الكهرباء اصلا ،فسكان المخيم عرضوا على الحكومة ان يدفعوا كلفة الربط وفاتورة الاستهلاك ،وهم يمتلكون حقا انسانيا مضمونا ومكفولا دوليا برعايتهم على وفق استحقاقات لجوئهم وفق فقرات معاهدة جنيف الرابعة نوقرار الامم المتحدة باعتبارهم طالبي لجوء ومثار قلق دولي ،ومن المؤسف ان المجتمع الدول تركهم لمعاناتهم دون الالتفات اليهم على وفق استحقاقاتهم الانسانية .
ومن البرلمانيين ارتفعت عدة اصوات حرة تدعو التعامل مع احتياجات سكان او محتجزي ليبرتي بالاحرى بانسانية ،فحتى اسوأ السجون في العالم ومنها السجون العراقية يحصل نزلاؤها على التيار الكهربائي وبخاصة عند اشتداد الحرارة حفاظا على حياتهم وعلى وفق الاشتراطات والمعايير العالمية للتعامل الانساني بهذا الصدد .ومن هؤلاء البرلمانيين الذين سبق ان اوردنا اسماءهم عضو مجلس النواب العراقي، ورئيس لجنة منظمات المجتمع المدني في البرلمان العراقي السيدة تافكة أحمد ميرزا التي دعت في احاديث وتصريحات صحفية منشورة  إلى تلبية احتياجات اللاجئين في مخيم “ليبرتي” الإنسانية، ومن بينها تزويد المخيم بالكهرباء من محطة الكهرباء الوطنية العراقية.
وطالبت ميرزا الحكومة العراقية بالنظر في أوضاع سكان مخيم “ليبرتي” الواقع قرب بغداد، وتلبية كافة احتياجاتهم الإنسانية من مواد أساسية، ورعاية صحية..وغيرها من الاحتياجات.
وأكدت على ضرورة عدم التمييز بين اللاجئين من ناحية التعامل معهم بشكل إنساني على أي أساس كان، سواء أكان عرقياً أم دينياً أم سياسياً.
وأفادت ميرزا بأن التعامل مع اللاجئين يكون وفق القوانين الدولية، وهذا ينطبق على من هم في داخل العراق أو في أي بقعة على الأرض.
وقالت “انطلاقا من كوني مواطنة عراقية أولاً، ورئيسا للجنة منظمات المجتمع المدني في البرلمان العراقي ثانياً فإني أؤكد على ضرورة احترام حقوق اللاجئين الإنسانية في ليبرتي، وكذلك احترام الحقوق الإنسانية لكافة اللاجئين والنازحين في العراق نتيجة الأحداث الجارية في البلاد”.
وأضافت “بعيداً عن الجانب السياسي فإن الواجب الإنساني والأخلاقي يدعونا لتأييد حقوقهم الإنسانية، وتلبية كافة الاحتياجات الأساسية من غذاء وكهرباء ووقود، ورعاية صحية”.
وأفادت ميرزا بأن المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، لا سيما التابعة للأمم المتحدة منها، دون المستوى المطلوب فيما يتعلق بقضية سكان مخيم “ليبرتي” وباقي اللاجئين والنازحين في العراق، حيث أن الاحتياجات كبيرة، والمعاناة تزداد تفاقماً يوماً بعد آخر، في حين أن الدور الذي تلعبه هذه المنظمات لا يذكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *