أنوثة ضائعة في مدارس الإيواء

 
ما بالها تقف بعيدة ومعالم وجهها حزينة.
الكل يتناول طعام الغذاء الذي وزعه عليهم مشرف المدرسة التي نزحوا إليها إلا هي رغم انها وجبة الأسبوع اللذيذة,
انفجرت بالبكاء وبصوت عالي قالت:” أشعر بفقداني كل شيء , وليس بيتي.
مطبخي الذي كنت أقف به في هذه الساعة لإعداد الطعام لزوجي وأولادي وأنا سيدته ,و المتذوقة لكل شيء قبل وضعه على سفرتنا.
رداء مطبخي الذي تركته خلف الباب ,وأنا مسرعة من القذائف التي سقطت على منزلنا كي لا تصيبني
اشتقت للمتنا وحدنا حول سفرتنا
لأولادي يأكلون بتمهل وأنا أراقبهم ,ليس كالآن ينتشلون أكلهم وهم يقفون مع مئات الأولاد في صف مدرسي واحد.
اشتقت لدلال زوجي لي بعد تناول طعامه وشربه للكولا من يدي
اشتقت لتنظيف أدوات مطبخي بعد الغذاء
لحمامي الساخن واسترخائي تحت المروحة بثياب من اختياري, وليس كالتي تلفني الآن كميتة من قدمي لرأسي خوفا من نظرات المكدسين حولي.
اشتقت لنفسي
لمرآتي ,
لمكياجي,
لزينتي
لتفاصيلي
لأنوثتي
اشتقت لزوجي يوقظني بمجرد دخوله المنزل بعد سهرته الطويلة مع أصدقائه ليبدأ سهرته معي
غيبتني الحرب وغيبت كل شيء أعشقه
وزعت نظراتي بينها وبين النساء اللواتي تركن طعام الغذاء وانتبهن لحديثها وكأنها حركت كوامنهن جميعا
ولسان حالهن يقول : اشتقنا لأنفسنا التي تاهت بين جنبات هذه المدارس.
هل من عودة سريعة؟
لقد متنا ومات كل شيء في داخلنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *