5 اعوام علي الثورة السورية والمعارضة لم تحقق النصر

5 أعوام مضت على الثورة السورية بشقيها العسكري والسياسي ,ومازالت الحرب مستمرة ومرشحة للإستمرار لعدة أعوام قليلة قادمة , 
الى الأن لم تستطع المعارضة السورية تحقيق النصر الأستراتيجي الكبير , أو الإستحواذ على مناطق حساسة مثل دمشق وحمص وحلب وحتى الساحل , وذالك يعود لعدة أسباب .
أهمها عدم وجود قوة موحدة على الأرض تحت أمرة قيادة واحدة , وخطة عسكرية موجهة وهادفة للسيطرة على النظام والتخلص منه, وأيضا عدم أمتلاك المعارضة السورية للسلاح النوعي والإستراتيجي لمواجهة  قواة النظام المدعومة من قبل طهران وبعض ميليشيات ترعاها وتدعمها  حكومة طهران والعراق وبعض الدول الداعمة لحكومة دمشق. 
وبالمقابل 5 أعوام والنظام السوري في دمشق ما زال يحارب بشتى أنواع السلاح البري والجوي , بل وجد طرق جديدة ومبتكرة في محاربة مدنيه ومعارضيه بأستخدامه لحاويات الخدمة البيئة والنظافة ( الحاوية ) .
قام بتحويلها إلى أداة حرب حيث ملئ هذه الحاويات  بمادة الــ TNT شديدة الأنفجار ومواد سامة ومتفجرة محرمة دوليا مثل القنابل العنقودية والأسلحة الكيميائية , قام برمي هذه المتفجرات على رؤس مدنيه بشكل عشوائي وبربري لا يمد للإنسانية بشيء , مماد أدى ذالك ألى إرتكاب جرائم حرب ضد المدنين العزل , لهذا النظام سكيولجية دموية تشبه الى حد ما سكيلوجية مصاصي الدماء , فالدم مصدر بقائهم وحكمهم , والظلام مسرح تحركاتهم الأمنية والسياسية والعسكرية .
 إن كل هذه المجازر البشعة لم تحرك بالمجتمع الدولي والإقليمي شعرة رحمة أو نية تدخل سريع لوقف هذه التجاوزات البربرية الدموية من قبل النظام في دمشق , بل كانت هنالك دول داعمة له سياسيا وعسكريا ولوجستيا كـ الصين وروسيا اللتان الى هذه اللحظة لم تكفان عن دعم النظام . مما أدى إلى إطالة عمر النظام وبقائه في سدة الحكم العسكري والسياسي للبلاد وبالمقابل نلحظ شح في دعم المعارضة السورية على الصعيد العسكري والسياسي واللوجستي مما أدى ايضا  ذالك الى إضعاف هذه القوة المعارضةة, وجعل النظام يحافظ على مراكز تواجده بالعاصمة دمشق , وحمص , وحماة والساحل الذي يحتوي على أكبر شريحة مناصرة للأسد وهو مركز قوة أنطلاق أي تعزيزات عسكرية ولوجستية .
أذا لايمكن تحقيق النصر الكبير في سوريا إلا بتوحيد جهود المقاتلين على الأرض وتسليحهم بالأسلحة النوعية من خلال إنشاء قيادات جديدة لجيش وطني سوري , يحمل راية سوريا الجديدة , يسمح هذا الجيش بإندماج الفصائل الإسلامية المعتدلة التي تواجه فكر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) , ويقوم هذا الجيش بوضع خطة عسكرية وإستراتيجية وتحديد أهداف الخطة  والوسائل والإمكانات لمحاربة العدو الحالي ( النظام ) .  
ملاحظة : لقد عمدت على ان لا اطيل على القارئ واكرر بعض التفاصيل التي باتت معروفة للجميع ولا داعي لتكرارها , وضحت المهم والنقاط الاساسية .
انا طراد راكان التركاوي
من مدينة حمص 
ناشط سياسي وحقوق 
ورئيس المكتب الفرعي لمنظمة حقوق الانسان والدفاع عن الحريات العامة 
وكاتب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *