ينكسرون و يصنعون خيارات لـ طهران وطهران تعلن انتصارا دوليا بدأته بإعلان انتصارها على العرب…

طهران
الموسومة بالإرهاب هي وقادتها تشارك من وسمها بالإرهاب والتطرف وانتهاك
حقوق الإنسان وفرض عليها عقوبات قاسية لكنها ليست صارمة ولا يشبه ظاهرها
باطنها .. تشاركهم محاربة الإرهاب وتجبرهم على القبول بذلك على استحياء
مفقود في حين ومبررا في حين آخر بعد أن رفضوا مشاركتها علنا في بداية الحرب
على مسمى داعش الصنيعة الإرهابية التي أهدت للنظام الإيراني مكاسب جمة في
العراق حيث أعاد ترتيب الأوراق مع الأكراد والسنة والشيعة وباقي المكونات
تباعا .، وهكذا أٌهدي العراق وتأكد إهدائه للنظام الإيراني مع ضمان كبير
بمصالح كل شركاء الحرب ما عدا العرب فهم من سيخضع ويخطو خلفها عاجلا ما
داموا على إفلاس رؤاهم وغياب إرادتهم أمام تعاظم الدور المعلن لـ ملالي
طهران في المنطقة والعالم.
ماذا
ينتظر الشرق الأوسط والمنطقة العربية من كوارث بعد أن آن الأوان لـ طهران
أن تكشفت أوراقها ولم تعد تخفي ما كان مستورا حاول كشفه الكثيرون مغضبين
طهران التي يبدو أنها عمدت إلى كشف البعض منه اليوم وأهلتها ظروف ومعطيات
دولية خادمة لها إلى كشف وخلط كل أوراق اللعب لإعادة ترتيبها من جديد عملا
بالمثل العراقي القائل(احنه ال نخبطها ونشرب صافيها)ويعني نحن من يخلطها
برؤية لنتمكن من شرب صافيها وفق نفس الرؤية.، بينما لدى المجتمع الدولي
الكثير مما يخفيه اليوم وهو لصالح طهران التي تكيل في تحالفاتها مع الآخر
بأكثر من مكيال فتارة هي تستجدي التحالف مع الغرب وتارة تفرض نفسها عليه
وتتحالف ميدانيا معه في العراق وتارة تعلن أن حلفاؤها المحاربون لداعش هم
من يقودون داعش من سفاراتهم في العراق ..وإذ تعلن طهران التي تعلن عن جيوش
وقوات مسلحة لها في دول عربية عدة ولا تخفي إدارتها للازمة في سوريا واليمن
ويشرف قادتها المحظورون دوليا على إدارة المعارك في العراق مشرفين على
قوات الجيش والبيشمركه والميليشيات وتعلن أنها هي من تتحكم في زمام الأمور
في اليمن وتعلن وجودها في العراق رغم انف الغرب الذي يرضخ لمساوماتها على
عدة أصعدة وتحرز النصر في العراق محدثة تغييرا كبيرا في بنيته السياسية
والديموغرافية بعد أحدثت إسهاما كبيرا بالإضرار بتشريعاته.،وأنها من تصوغ
العملية السياسية في لبنان وتحرر فلسطين من خلال حماس وأنها من يحدد
استقرار الخليج والسعودية من عدمه وكذلك شكل السلم العالمي.. تعلن في ذات
الوقت نصا ومضمونا عن انتصارها على العرب واقتيادهم الى حيث رؤيتها كما
تعلن عن استمرارها في إخضاع الإرادة الغربية لها.
الغرب
يقيم علاقاته وتوجهاته على أساس المصالح وكذلك هو نظام طهران بل يذهب إلى
ابعد من ذلك حيث صناعة الأزمات وإدارتها وتسخيرها وتوظيفها على نحو يخرجه
من أزماته ويبني ضمانات مستقبلية له حتى وان كانت قصيرة الأمد.، ويتخبط
العرب بلا مسيرة منتظرين مسيرة الإذعان.،فنظام طهران الذي يناور ويساوم
العالم على ملفه النووي ويدير أزماته مع الغرب المذعن بخضوع كبير سيضع
العرب عاجلا أمام مشروع استسلام كبير ومذل بعد حله للدولة في اليمن وإدارة
المعركة الطاحنة لسوريا الدولة والشعب وإدارة الأزمة في العراق وفق رؤيته
وتحويل القوات المسلحة العراقية كلها في الجيش والأمن وفصائل البيشمركه إلى
ميليشيات موالية لها وصولا إلى تركيع المعارضين لها في العراق الذين وجدوا
أنفسهم يهرولون باتجاه قبلة طهران.، ولا عجب في ولا غرابة في عالم يبني
نظريته ورؤيته السياسيتين على المصالح بكل الآليات والسبل المتاحة سواء كان
ذلك تكتيكيا أو استراتيجيا..لكن الغرابة والعجب كل العجب في شرقنا الأوسط
الحافل بالمتناقضات والمثير للاستغراب على الدوام.
يرى
الكثيرون أن الملف النووي الإيراني لا يخيف الغرب ولا يشكل خطرا على
إسرائيل النووية التي لن يطالها أي قصف نووي إيراني على المدى البعيد.، وان
حدث أي قصف إيراني من هذا النوع فانه لن يطال إلا مدن عربية كالرياض
والإسكندرية أو بفعل تأثيره غير المباشر تحدث تغييرا على الخارطة السياسية
العربية.،واكبر ما قد يحدثه الملف النووي للنظام الإيراني دوليا في ظل
سياسة تلك المعايير المزدوجة هو القبول بإيران نووية مهيمنة بالمنطقة
وقائدة لها في ظل عالم مقسم بكتل قوية مقتدرة وفاعلة متبادلة الأدوار فيما
بينها مسيرة العالم وفق نظام قوى وتوابع.،وفي هذا الإطار لن يكون دور قيادة
كتلة المنطقة لتركيا الأقل نفوذا وتأثيرا والملتزمة بميثاق كتلة الناتو
الجبارة..ويبدو لي أن المرشح المُختار هنا هو نظام الملالي النووي الساعي
إلى ذلك بالإرهاب والدم والمال والسلاح والفكر المتطرف متغلغلا في أسيا
الوسطى وأفغانستان والشرق الأوسط في لبنان وفلسطين والخليج العربي واليمن
والعراق ومصر وليس بالضرورة هنا أن يكون المختار عربيا طالما لا يملكون
خيارا وهناك من يختار نيابة عنهم عند غيابهم وانشغالهم الدائم … .؟
خسر العرب لبنان والعراق واليمن وفلسطين والكثير فهل يواجهون طهران على ما تبقى من أرادة وكرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *