نصر جديد للمقاومة الايرانية

 
ليست هنالك من معارضة وطنية خلال التأريخ المعاصر للمنطقة و العالم خاضت نضالا ضروسا ضد نظام دکتاتور إستبدادي قمعي دموي يسلك کل السبل و يستخدم کل الوسائل من أجل تحقيق أهدافه کما هو الحال مع المقاومة الايرانية و الجناح الرئيسي لها أي منظمة مجاهدي خلق ، حيث أن المقاومة الايرانية قد مرت بظروف و أوضاع لو کانت محلها أية معارضة أخرى لما کان بمقدورها مواصلة المشوار(کما فعلت معظم التيارات الايرانية المعارضة لطهران و التي نجحت الاخيرة في تصفيتها او إقصائها او شرائها)، لکن منظمة مجاهدي خلق و مثلما کانت رقما صعبا في العهد الملکي، فإنها شکلت في عهد الجمهورية الاسلامية الايرانية أيضا رقما صعبا و عنوانا کبيرا لم تتمکن مختلف الوسائل و الطرق و السبل و المحاولات التي بذلتها طهران من إزاحتهم من الساحة و إنهاء دورهم.
منظمة مجاهدي خلق التي لبثت قرابة 15 عاما في قائمة الارهاب ظلما بعد الصفقة المشبوهة التي جرت على حسابها بين إدارة الرئيس الاسبق بيل کلينتون و بين طهران في عهد الرئيس الاسبق محمد خاتمي في عام 1995، لکن الصمود المبدأي للمنظمة و الجهود و المساعي المختلفة التي بذلتها في معرکتها القانونية أمام القضاء الامريکي ضد قرار إدراجها الجائر في تلك القائمة السوداء، تکللت بصر مؤزر لها عندما إنتصرت قضائيا و صدر حکم قضائي ببرائتها من تهمة الارهاب المزعومة، وکما عودت المنظمة دائما الشعب الايراني و أنصارها و مؤيديها بأن ترد الصاع صاعين لخصمها، فإنها نجحت في مساعيها السياسية ولاسيما الجهود الدبلوماسية الحذقة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وتزامنا مع الاتفاق النووي، بإقرار لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الامريكي على لائحة ضمان الأمن والحماية لسكان ليبرتي.
تکمن أهمية هذه اللائحة في کونها تستوجب على وزير الخارجية وبعد المصادقة على هذا المشروع بـ30يوما، إرسال تقييمه كتابيا إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي والكونغرس بشأن فيما إذا تمكنت الحكومة العراقية من اتخاذ إجراءات ضرورية ومؤثرة لضمان السلامة والأمن للمعارضين المقيمين في مخيم ليبرتي أم لا؟ وإذا ماعلمنا بأن طهران و من خلال الحکومة العراقية التابعة لها، تبذل کل مابوسعها من أجل تهديد حياة سکان ليبرتي للخطر و توفير الارضية لتمرير مختلف المخططات الايرانية المشبوهة ضدهم، فإن هذه اللائحة تعتبر نصرا سياسيا جديدا بوجه طهران و الحکومة العراقية التابعة لها و التي تصر على عدم الاعتراف بحقوقهم، وان هذه اللائحة تثبت بأن المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق مستمرة في نضالها الدؤوب و على مختلف الاصعدة حتى تحقيق النصر الاکبر بإجراء التغيير السياسي الجذري في طهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *