أغمض عينيك

 

 

بقلم/ د. علي الدرورة

كم هي الأمور والمشاكل التي غضضنا الطرف عنها وتجاهلناها عن قصد حتى تمرّ الأمور بسلام، وأظنّ أنّها كثيرة في حياة كلٍّ منّا.

نقوم بذلك الفعل عن قصد وترصّد؛
لأننا لو استمرّينا في ذات النهج واستسلامنا لنهج الشيطان المعوج، فإنّ أمورنا لن تستقرّ وظروفنا لن تتحسّن وحياتنا لن تصفوَ وتستقرّ أبداً.

إنّ معالجة الأمور: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} هي من أجل الأعمال التي حثّ الإسلام عليها في تقريب النفوس لبعضها، ولهذا فالشارع المقدّس طلب من كلّ مسلم خفض الجناح، لا ذلًّا وإنّما حفاظاً لكرامة الجميع، ونشر المحبة والسلام داخل المجتمع، وقد طلب منّا الشرع أن: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ}، وكلّ تلك الوصايا هي من صالح مجتمعاتنا التي تحفظ مكانة كلّ إنسان وتحفظ قدره وترفع مكانته.

لكنّ كثيراً من الذين يصلّون خمس مرات يومياً ويقولون 20 مرّة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يومياً وهم لا يتورّعون عن ارتكاب الموبقات والمحرمات والكلام الفاحش والبذيء وأقلّ الأمور لا يحترمون أنفسهم.

وكثير من الناس يرون أنفسهم فوق كلّ شيء دون أن يدركوا أنّ أولهم نطفة وآخرهم جيفة، والعياذ بالله، لكنّ الكبر والعجب والغطرسة قد غضّوا أعينهم عنها، فتمادوا في ضلالهم عن الحقّ!!!.

وإذا كانت الناس تختلف أمزجتهم وأهواءهم، فعليهم عدم إظهارها أمام الملأ، فذلك حمقٌ واضح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *