حكاية المماليك والجراكسة ونفق مسجد التوبة بالمحلة


دائما ماتردد شائعة النفق أو السرداب  اسفل مسجد التوبة الأثرى بمدينة المحلة الكبرى خاصة مع دخول طقوس وعبادات رمضان وتذكر أهالى منطقة السوق والتى يطلق عليها قديما وكالة الغورى المملوكية  ويحكى الأجداد وكبار السن مارواه لهم آبائهم عن وجود نفق أسفل المسجد ممتد الى مكان بعيد خارج حدود المدينة كان يستغلة المماليك لتهريب النفائس والمجوهرات  وهروبهم الشخصى من تتبع رجال الجيش العثمانى اثناء دخولهم مصر وشنق قنصوة الغورى على باب زويلة


 كما قيل أنه نفق أو سرداب يمتد من جامع التوبة الى قرية أبوصيربنا التابعة لمركز سمنود بطول 8كم وعرض 4م كان يستخدم فى اخفاء ما ينهبة جنود المماليك من بضائع التجار قصص وحكايات يتداولها الأجيال فى المدينة العمالية الكبيرة


  وحول هذه الشائعات قال أثريى ادارة الوعى الأثرى بوسط الدلتا  عند معاينة هذا النفق عام1899م تبين أنها فتحة لقناة مقبية كانت تمتد من جامع التوبة الى خليج المحلة لتمد صهريج الجامع بالمياة من الخليج بما يفى حاجه المصلين.


 وأضافوا الى  المنطقة تتبع جامع التوبه بمنطقة سوق اللبن وهو المسجد الذى أنشأ فى النصف الثانى من القرن 9 الهجرى_15 الميلادى ومن أنشأة هو الشيخ أحمد بن محمد بن عمر الشهاب أبو العباس الغمرى؛ ومما ذكره (السخاوى) أنه أنشأ بطرف المحله جامعا بمكان كان موطنا للفساد ولذا عرف بالتوبة  فى العصر المملوكى الجركسى.


 وحول وصفة المعمارى أشاروا  الى أن المسجد الأثرى الفريد  يحتوى على المئذنة العنصر الوحيد الباقى من الجامع الاصلى وترجع اهميتها الى أنها المثل الوحيد فى عمائر المحلة الكبرى الاسلامية والعمائر الدينية بصفه عامة فى منطة وسط الدلتا التى بنيت بالحجر الى التفاصيل المعماريه الرائعة خارج وداخل المئذنة.


 ويحوى التكوين المعمارى القسم ألاول هو الجزء المملوكى الأصلى ويشمل القاعدة والطابق المثمن ؛وقد اختفت معالم القاعدة خلف المنازل الملاصقة لها وتتكون من مستويين مربعين وتنتهى من أعلى بأربعة مثلثات ركنية.

والقسم الثانى هو المضاف من عصر الأسرة العلوية ويشمل شرفة آذان مثمنة والمقرنصات الحاملة لها ثم بدن أسطوانى تعلوة رقبة أسطوانية يعلوها قمة محروطية من الخشب البغدادى؛ ويبلغ الأرتفاع الكلى للمئذنة 22,70متر  وكان هذا المسجد اشعاع فنى وحضارى ودينى للدولة الإسلامية فى  الوجة البحرى ابان العصر المملوكى الجركسى وقبل دخول الدولة العثمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *