أنصاف المثقفين

 

 

بقلم/ د. علي الدرورة

في كلّ مجتمع من المجتمعات القديمة أو المعاصرة يوجد مجموعة من المثقفين الذين ينظر لهم بأنّهم من خيرة أبناء المجتمع، وأنّ لهم احتراماً وتبجيلاً منفرداً عند العامة.

لكن للأسف الشديد هناك شللية بين هؤلاء المثقفين، ونجدهم يعيشون في جماعات منعزلة ويشوبها الانطواء على أنفسهم بصفة أنّهم لا يرغبون في وجود الآخرين حتى وإن كانوا من أبناء جلدتهم في الاطلاع على تجاربهم أو الخوض في حديثهم أو حتى المشاركة في حيثيات عملهم.

وإلى جانب ذلك لا يدعون أحداً للمشاركة معهم ولا يفضّلون أن يشارك أحد أعضائهم في الفعاليات الأخرى في نفس المنطقة أو خارجها، وهذا الإشكال قديم، ولا يمكن حلّه بتاتاً؛ لأنّ الناس المتصفين بتلك الصفة لا يوجد لديهم روح التسامح والتعاون، وهذا ما يثبت بأنّهم فعلاً إنصاف مثقفين.

إنّ إدراك معنى التعاون المجتمعي في المجتمع له أبعاده الاجتماعية ولكن عند ذوي تلك النفوس المنغلقة التي هي بعيدة كلّ البعد عن الروح الإيجابية فمن الصعب التعايش معهم!!!.
المنعزلون في بوتقة منفردة يدركون انعزالهم وهو في الوقت ذاته يرون أنّهم الأفضل من غيرهم أو أنّهم على درجة من غيرهم.

وللأسف هذه النظرة تعطي انطباعاً سيئاً عنهم وتجعلهم أكثر انعزالية في مجتمعهم.

و – أنا والجميع – ندرك جميعاً في مجتمعاتنا أمثال هذه الفئة التي ترى نفسها فاعلة في المجتمع وهي على العكس من ذلك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *